التجــارة عند العرب قبل الإسلام
اسعد عبد العزيز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  التجارة كانت المهنة المربحة التي عرفها العرب وبرعوا فيها، وهي مهنة الحضر المتعلمين، ولم تكن ظروف البادية ولا طباع أهلها تعين على ان يبرعوا فيها، ولكن بعضهم كان يعمل دليلاً يرشد القافلة من أن تضلَّ في مجاهل الصحراء، أو خفيراً حامياً يمنعها من النهب والغارة، كما كانت جزيرة العرب منذ القدم طريقاً عظيماً للتجارة؛ وبسبب التجارة والظروف السياسية، فقد استطاعت ان تقوم بعض المدن والحواضر في البوادي، وكونت دويلات تقوم عليها أشراف القبائل وكبار التجار، مثل مكة حيث نزلت قبيلة قريش...
  وقد عرف العرب قبل الإسلام التجارة، وقد ورد ذكر إحدى تجارتهم المهمة في القرآن الكريم (لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ..) مع بلاد الشام، حيث كان تجار مكة يستوردون منتجات الزيت والحبوب والأسلحة والجواري والمنسوجات والمصنوعات، لقاء تصديرهم للشام بضائع الهند واليمن، كالذهب والأحجار الكريمة والعطور والأخشاب والتوابل والجلود... 
 ونورد - على سبيل المثال - قصة لبيان أثر التجارة وأهميتها للمكيين، فعندما التقى أبو جهل هشام بن الحكم بسعد بن معاذ، وكانا يطوفان بالكعبة، فتلاحيا وتغاضبا؛ لأن قوم سعد بن معاذ قد آووا الرسول (ص) والمهاجرين في المدينة، ولما أراد ابو جهل منع سعد من الطواف بمكة، هدده سعد وقال له: (والله لأن منعتني ان أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام ...)، فالمعروف عن مكة انها احتلت مركزاً ممتازاً له جانبان، جانب ديني، وجانب تجاري، فهي تعتبر المركز الديني الرئيسي في الجزيرة العربية، فضلاً عن كونها محطة للقوافل التجارية، ومركزاً تجارياً مهماً؛ لأنها تقع على الطريق التجاري البري بين اليمن جنوباً وبلاد الشام والعراق شمالاً، أي في منتصف المسافة تقريباً، وقد أخذت أهمية مكة بالازدياد منذ القرن الخامس الميلادي، بسبب الأوضاع السياسية في اليمن، ونشوب الحروب بين الفرس والروم، مما عرقل التجارة في هذه الأراضي.. ولم يكتف المكيون بأن تكون مدينتهم ممراً للقوافل فقط، بل ساهموا انفسهم في النشاط التجاري، وقد جلبت التجارة على سكان مكة الثراء الفاحش، حتى قيل أن تسعة أعشار الرزق في مكة من التجارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد العزيز

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/21



كتابة تعليق لموضوع : التجــارة عند العرب قبل الإسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net