صفحة الكاتب : رضوان السلامي

معجزة التربة الحسينية حتى التراب يبكي على الحسين دماً يوم عاشوراء
رضوان السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بينما الحسن والحسين (ع) يلعبان بين يدي جدّهما النبي الأعظم (ص) في بيت أم سلمة، نزل جبرئيلُ (ع) فقال: يا محمّد، إنّ أُمّتك تقتلُ ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين. فبكى رسولُ الله (ص)، وضمّه إلى صدره، ثمّ قال لأمِّ سلمة: وديعةٌ عندكِ هذه التُربة، فشمّها رسولُ الله (ص)، وقال: وَيْحَ كربٍ وبلاء.
ثم قال (ص): يا أُمّ سلمة إذا تحوّلتْ هذه التُربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قُتلَ. فجعلتْها أُمّ سلمة في قارورة، ثمّ جعلتْ تنظرُ إليها كلّ يومٍ وتقولُ: إنّ يوماً تحوّلين دماً ليوم عظيم.
ولما جاء يوم عاشوراء سنة 61هـ، نظرت أمّ سلمة الى القارورة فإذا هي دم عبيط ويغلي.

وبعد مرور ما يقارب أربعة عشر قرناً، وبالتحديد في يوم الأحد العاشر من المحرم سنة 1434هـ، وفي الصحن الحسيني الشريف، بينما المؤمنون يضجون بالبكاء والعويل مع مواكب العزاء التي تنادي (يا حسين)، حدثت معجزة حسينية تفجع لها قلوب عشاق الحسين (ع)، وذلك بتحول تراب قبر سيد الشهداء (عليه السلام) إلى دم عبيط يغلي، كما حدث مع التراب الذي أودعه رسولُ الله (ص) مع أمِّ سلمة.
ومصدر هذه التربة الطاهرة هو من تراب القبر الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) والذي تمّ الحصول عليه منذ مدة قديمة من الزمن من قبل عدد من خدمة الإمام الحسين (ع)، ومن المؤمنين والعلماء والأفاضل الثقات في مدينة كربلاء المقدسة الذي يملكون هذا التراب النادر، حيث تم أخذ جزء بسيط من الجميع وخلطت مع بعضها، ثم وضعت في قارورة من أجل أن تُعرض في متحف الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت النتيجة ما رآه العالم أجمع في يوم عاشوراء.

وهذه معجزة طبيعية بالنسبة لذوي الألباب، ومن عرفوا الإمام الحسين (ع) حق معرفته، فلا عجب في ذلك لمن يعي ما حدث في نهار عاشوراء من فاجعة عظمى، بحق سبط رسول الله (ص)، لم ولن تتكرر في تاريخ الوجود، ولذلك قالت مولاتنا زينب العقيلة (ع) في خطبتها لأهل الكوفة: (أفعجبتم أن مطرتِ السماءُ دماً؟).
بل نجد حتى أعداء أهل البيت (ع) قد أقرّوا بأن السماء قد أمطرت دماً يوم عاشوراء، وما كُشف يومئذ من حجر إلا وُجد تحته دم عبيط.
فالشيعة والموالون لأهل البيت (ع) يؤمنون أن في يوم عاشوراء ومن كل عام تبكي السماء وما فيها والأرض وما عليها دماً على الحسين (ع)، سواء رأوا ذلك بأعينهم أم لم يوفقوا لذلك. 
 ولكن ما يهمّ عشاق الحسين (ع) بشكل أكبر، ويثير تساؤلهم هو عدم إدراكهم لحال إمام زمانهم (عج) في هذا اليوم، ومدى حزنه وفجيعته على الحسين (ع)، فاذا كان التراب قد بكى دماً على جدِّه الحسين (ع)، فما حاله (عج) وهو الذي يُقسمُ قائلاً: (ولأبكين عليك بدل الدموع دما).
وقد أرَّخ الشاعر الحاج علي عبد الحسين الصفار هذه المعجزة بقصيدة حملت عنوان (شهادة العصر) تضمّنت هذه الأبيات:
شَهَادَةُ العَصْرِ
أَيَا سِبْطَ المَعَاجِزِ والمَعَالِي * ويا نُوراً بِهِ الدَّاجِي أُمِيْطَا
أَتَمْضِي ظامِياً والقَلْبُ دَامٍ * وكفُّكَ لَمْ يَزَلْ بَحْراً مُحِيْطَا
ومَا خَلَقَ الإلهُ الكوْنَ إلّا * لكُمْ، وبِكُم مَدَى الدُّنْيا أُنِيْطا
لِذاكَ تَزَلْزَلَ الثَّقَلانُ حُزْناً * لِقَتْلِكَ والبُكا مَلأَ البَسِيْطَا
وأَمْطَرتِ السَّمَاءُ دَمَاً لِجِسْمٍ * بِظِلِّ العَرْشِ أُقْسِمُ قَدْ أُحِيْطَا
وهذا اليَوْمَ صَارَ ثَرَاكَ دَمَّاً * شَهِدْنَاهُ ومَا احْتَجْنَا وَسِيْطَا
ثَرَى قَبْرِ الحُسَينِ لأَنْتَ سَيْفٌ * هَوَى يَبْرِي المُشَكِّكَ واللَّقِيْطَا
تُرابَ القَبْرِ في التَّارِيْخِ: (وَقِّعْ * على سِفْرِ الخُلُوْدِ دَماً عَبِيْطا)
                   (176 +  110+340+671+45+92)
                     = 1434هـ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضوان السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/22



كتابة تعليق لموضوع : معجزة التربة الحسينية حتى التراب يبكي على الحسين دماً يوم عاشوراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net