صفحة الكاتب : يوسف محمد

ساعي البريد الجوي... الحمام الزاجل
يوسف محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 البريد هو إحدى وسائل المواصلات قديماً وحديثاًَ، لكن الإنسان بدأ يتطور شيئاً فشيئاً، فبنى العربات لجمع الكتب والرسائل، لنقلها إلى الجهة المطلوبة، ويصاحبها في الطريق مخاطر جمة منها قطاع الطرق آنذاك، والطرق الوعرة، وغير ذلك من الأمور، حتى تصل الرسائل إلى بر الأمان إلى أصحابها.. وفي عام 776 ق.م كان أحد سكان جزيرة (أوجين) جنوب أيطاليا، يحب الطيور وجلب معه حمامة، وشارك في سباق في المنطقة التي هو فيها، وقد فاز في السباق، فأطلق حمامته لتحمل البشرى إلى أهله، فوصلت إلى أهله فعلاً. 
 ثم انتشرت الفكرة، واستخدم الحمام فيما بعد في المراسلات الخاصة والعامة، ففي سنة 43 ق.م استخدم في المراسلات الحربية، وهو أول إشارة على بداية استخدامه في الحروب، فقد استخدمه اليونانيون والرومان، كما لاقى عناية فائقة عند العرب. والمعروف عن الطيور الزاجل، انه يطير مسافة أكثر من ألف كيلو متر بلا توقف وبوقت أكثر من ثلاث عشرة ساعة، والبعض من أنواع طيور الزاجل، تقطع مسافة 160 كيلو متر في ساعة من الزمن، مما جعل من هذه المزايا الخاصة بهذا الصنف من الحمام، جعلت المربين والهواة في كل مكان من العالم، يعتبرونه رسل سلام، وسيداً للطيور الأليفة. 
 أما كيفية وصول الحمام الزاجل إلى مكانه، بشكل يميزه عن أنواع الطيور الأخرى، وذلك لتزوده ببوصلات خاصة، شبيهة بالمجسات التي تتحسس الاتجاهات، والأمكنة بطريقة غريزية. أما الرأي الآخر فيعود لمغناطيسية الأرض، إضافة إلى طريقة التربية منذ بداية إفراخ الحمام، وتكبيره وترويضه، حتى يتمكن من الذهاب إلى أماكن بعيدة، ويعود إلى صاحبه، كما يحدث الآن عند أصحاب الطيور.
 ويعد الحمام الزاجل أول ساعي بريد متنقل بالجو، بين المدن والقرى لإيصال الأخبار. وبدأ العرب استخدامه في المراسلات في بداية القرن الثاني للهجرة، وأطلقوا عليه اسم (حمام الهدى أو الورقاء)، وبدأ اشتهاره في بداية الدولة العباسية، وعينت الدولة موظفين خاصين للعناية بالحمام، وقد صنعت له لفائف صغيرة من الجلد، تربط بأرجله، للحفاظ على الرسائل أثناء الأمطار.
 وهناك الكثير من الخدمات الكثيرة، قدمها الحمام الزاجل أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، لنقل الرسائل المهمة والصعبة، بين القطعات الحربية، لصعوبة وصولها بساعي البريد العادي؛ فضلاً عن قيامه بتصوير مواقع العدو، بعد أن وضع أحد المصورين الألمان آلة تصوير صغيرة جدا، ربطت في صدر الحمام، لنقل المعلومات العسكرية من الحلفاء. 
 وهناك سباقات للحمام بين بغداد والمحافظات، أسستها جمعية رابطة الحمام الزاجل في بغداد، والحمام الفائز يقلد وساماً مهماً له ولصاحبه، تشجيعاً لرعاية وحماية هذا الحمام المتميز، صاحب الرأس المقوس.. ولذلك كرمه العرب والأجانب؛ لأنه يحمل البشرى وأخبار الدول وأخبار الحروب، وأخبار البحر وغيرها من الانجازات التي جعلت الإنسان يعتني به، كأول ساعي بريد جوي عرفه الإنسان...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/24



كتابة تعليق لموضوع : ساعي البريد الجوي... الحمام الزاجل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net