صفحة الكاتب : احمد ماضي الفريجي

إذا قال الحكيم فصدقوه
احمد ماضي الفريجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

متماسك جداً هو الخطاب الذي ألقاه المالكي في القمة العربية، وقد حمل مضامين عالية جداً كشفت في الكثير من تفاصيلها عن حنكة سياسيّة ودراية بدهاليز السياسة وأسرارها، تحدث رئيس الوزراء عن الوضع الداخلي في البلاد فكان وصفه أدق من أنّ يوضح، وتعريفه بالأشياء أكثر دقة وإقناعاً. الكلام عن الإرهاب وتفشيه وسيطرته وسطوته في بعض محافظات البلاد، والحديث عن دحر الإرهاب وتراص الصفوف ووقوف العراقيين بكافة أطيافهم بوجهه كان كلاماً رائعاً اقنع الحاضرين في القمة وأثار اهتمامهم.
تحدث المالكي عن المصالحة الوطنية وعن همة العراقيين في مواجهة جميع الأزمات التي حلت بهم ودعا العرب ممن مر بهم الربيع ان يقتفوا اثر العراق وان يستنسخوا تجربته رغم ان الاستنساخ الكامل ليس ممكناً.

وعندما عرج المالكي على الجانب العربي كان مميزاً جداً في طرح الحلول الناجعة والأفكار المحكمة للتغلب على المشكلات التي قد تواجه ثوراتهم الواعدة وحكوماتهم حديثة العهد بالديمقراطية، تحدث المالكي بصدق عن تجربة العراق التي عمدت بالدماء وعن إمكانية أنّ تكون التجربة العراقية مشعلاً لجميع الثورات التي تلتها والتجارب التي لحقتها.
اما عن موضوعة حل الأزمات والمشاكل الخارجية بالحوار والتفاهم وتطويق الأزمات فقد كان خطابه يمثل منهجاً متكاملاً يمكن ان يكون ديباجة للقمم المقبلة، فقد طرح رئيس الوزراء عدداً من الأطروحات التي من شأنها حلحلة جميع الخلافات التي قد تواجه المنطقة أو الإقليم أو العالم بأسره، ولم يدر بخلد احد أنّ هذا الكلام وهذه الأفكار كانت قد طرحت من قبل ولم تجد من يسمعها او يستثمرها لحل أزمات داخلية وخارجية حدثت قبل أشهر أو أسابيع أو أيام من القمة.
يعرف الجميع ان السيّد عمّار الحكيم كان قد أطلق عدة مبادرات لحلحلة الأزمات الداخلية وتخليص الناس من نزاع المتسلطين وتداعيات ذلك على حياتهم، كما انه واقصد السيّد الحكيم تصرف في الكثير من الأحيان وكأنه الأب الراعي لمصالح العراقيين، منها على سبيل المثال موقفه من تركيا وكيف ان السيد رئيس الوزراء كاد في تصريح مستعجل خال من المسؤولية ان يشل العلاقة بين البلدين الصديقين لولا تدخل السيّد الحكيم وتهدئة الأوضاع في فترة كان العراق بأمس الحاجة فيها إلى التهدئة وعدم فتح جبهات أخرى كفيلة بزعزعة استقراره.
موقف آخر كان للسيّد الحكيم فيه الدور الأكبر في إعادة الأمور إلى نصابها وعدم خلق أزمة كاد المالكي والعامري وغيرهم ممن لا يعيرون أهميّة لتداعيات الأزمة أنّ يفتعلونها لولا حكمة الحكيم وزيارته للدولة الشقيقة تلك التي أتت أوكلها في القمة العربية، حيث كان التمثيل الرسمي الأكبر والاهم في قمة بغداد هو لدولة الكويت بحضور أميرها الشيخ الصباح بمعزل عن جميع دول الخليج العربي التي أرسلت احدهن سفيراً مقيماً وأرسلت الأخرى قنصلاً.
إنّ كلمة السيّد المالكي في القمة العربية كانت نسخة بالكاربون عما كان يطلبه السيّد الحكيم ويقوله مراراً وتكراراً، ولا أدري لماذا يترفع ساستنا عن الاستفادة من حكمة ودراية الغير ويعتبر الأخذ بالنصيحة سبة أو منقصة؟
ألا يستحق أبناء العراق أنّ تتظافر جهود قادته وساسته لأجل بناءه والحفاظ على دماء أبناءه وتحقيق الأمن والعدالة والرفاهية؟
أليس من الأفضل التفاهم والتحاور بدلاً من التراشق والاقتتال؟
الم يكن أجدر بالمالكي الاستماع إلى السيّد الحكيم والتعامل مع مبادراته بجدية ومسؤولية؟
أخيراً كشفت كلمة الأستاذ المالكي في قمة بغداد عن أن مبادرات السيّد الحكيم كانت واقعيّة وأثبتت أن حراكه الذي امتعض منه البعض هو الحراك الاصوب والعلاج الشافي للكثير من الأمراض التي قد تصيب جسد الأمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد ماضي الفريجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/03



كتابة تعليق لموضوع : إذا قال الحكيم فصدقوه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمدحسن ، في 2012/04/06 .

السيد ماضي المحترم
والله والله انا مستقل لالهذا ولا لذاك وانشاء الله ابقى انا وعائلتي كذلك ولا يعني ذلك اني عندما اجد مغالطات
او تجني او محاولة تأليه اي شخص اسكت اولا زيارة الحكيم الى تركياكانت تعدي صارخ على رئيس مجلس الوزراء
لان الذي بدأ بالاعتداء هو الطائفي النذل اردوكان وما بدر من المالكي ما هو الا دفاع عن هيبة العراق
وهيبة الحكومة المنتخبة وما تدعيه حول العلاقة مع الكويت انك الغيت الجهد الحكومي لعدة اشهر توج بزيارة رسمية لرئيس الحكومة الى الكويت وبناءا على مقالكم سنكتب شعارات على الحيطان (اذا قال الحكيم قال العراق) يكفي اكتب عن امور مهمة واذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net