صفحة الكاتب : شعيب العاملي

عُمَر بن الخطاب: خازن المال.. وغاصبُ حقِّ عليّ ! سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
شعيب العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
 
نتيجة المباحث السابقة أنّه ليس لِمَن عَجِزَ عن إدراك كلمةٍ من كلمات القرآن باعتراف الكلّ أهليّة خلافة سيّد الأنبياء، بحكم العقل والكتاب والسنة.
 
هذا المطلب قد تَمَّ بالبرهان القطعيّ، وهذا كلُّه أثَرٌ ومَظهرٌ ونتيجةٌ لهذه الكلمات: عَليٌّ مع القرآن، والقرآنُ مع عليّ، لن يتفرّقا حتى يَرِدَا عَليَّ الحوض.
 
وتتمة البحث وهو ما يقطع مادة النزاع، هذه الرواية التي اتفق كلُّ أعيان العامة على توثيق رجال سندها، بتوثيقات أساطين علماء الرجال.
وينبغي الدِّقة في متن الرواية ليُميَّز الحق عن الباطل.
عندما وصل الثاني للخلافة خَطَبَ فقال:
 
من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبَيَّ بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الحلال والحرام فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإنّي له خازن (مستدرك الحاكم ج3 ص273 وغيره).
 
والحديث مع علماء المذاهب الأربعة:
لقد ثبت بالنقل المُسَلَّم حيث لم يناقش أحدٌ من أهل العلم في سند هذه الخطبة، أن هذا الخليفة يصرح أنه ليس المرجعَ في القرآن! وكلُّ من يريد أن يسأل عن القرآن الكريم فيرجع لأبيّ بن كعب!
 
وهو يُقِرُّ بأنّه ليس مرجعاً لأحكام الدّين أيضاً! فمن أراد ان يعرف الحلال والحرام ليسأل معاذ! فإنّ له صلاحية هذا الامر، ويُقِرُّ بأنّه ليس مرجعاً في أحكام الفرائض أيضاً!
 
والنتيجة: أنَّهُ لا اطّلاع له باعترافه لا على القرآن، ولا على دين الإسلام ومسائل الحلال والحرام، ولا على الفرائض التي قرّرها الله في أموال الناس بالإرث! ليس له اطلاعٌ على هذا كلّه، وكلّ شأنه أن يكون مفتاح خزينة المال بيده!!
فهل كان هذا دور النبي صلى الله عليه وآله؟ ما هي الخلافة؟
 
ما اتفق عليه الجميع حول حقيقة الخلافة هو: الخلافة هي الرياسة العامة في التصدي لإقامة الدين، بإحياء العلوم الدينية، وإقامة أركان الإسلام: هذا نَصُّ تعريف الخلافة، وقد أقرّ أزهر مصر بهذه الجملة.
 
والقيام بالجهاد وما يتعلق به.. والقيام بالقضاء وإقامة الحدود، ورفع المظالم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر (عبقات الأنوار ج11 ص257).
 
فكُلُّ هذه الأمور من أدوار خليفة النبي صلى الله عليه وآله بالنيابة عنه، يقولون مِن جهةٍ أنّ الخلافة هي هذه، ويقولون من جهةٍ أخرى أن الخليفة وباعتراف أهل الحديث والرجال قال عندما جلس على مسند الخلافة أنه ليس من أهل الحلال والحرام، وليس عنده علم بالقرآن، ولا بأحكام الله تعالى!! دَورُهُ هو خزنُ أموال المسلمين فقط!!
 
فهل كان دورُ النبي صلى الله عليه وآله جمع الأموال والثروات؟! كي تكون خلافة الثاني النيابة عن النبي صلى الله عليه وآله في ذلك؟!
إذا كان لعلماء المذاهب الأربعة القدرة على الجواب على هذا المسألة فليجيبوا.
إنّ قول عمر بن الخطاب نفسه يُثبِتُ بطلان خلافته بشكلٍ قطعيٍّ!
هذا هو حقُّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
 
للأسف أنّنا لم نَعرِف قدر هذا المذهب.. لم نعرف علياً ولم نعرف أولئك الذين غصبوا حقَّه.
 
ينبغي النظر دون تَعَصُّب: لو استيقظ العالم الإسلامي، ونظر الى كلمات هذا الشخص والى تعريف تمام متكلمي العامة لخلافة النبي صلى الله عليه وآله، فإن ذلك يكفي لكي تُجتَثَّ جذور تمام المذاهب الأربعة، وتظهر حقانيَّة مذهب الشيعة لكل العالم.
 
هذا هو البرهان القاطع، هذه الخلافة من جهة، وهذا الخليفة من جهة أخرى وبإقراره، أنَّه لا اطّلاع له على القرآن، وأنه ليس مرجعاً في الحلال والحرام، وليس مرجعاً في الأحكام والفرائض.. شأنه هو خزن المال فقط!!
 
ختام الكلام هذه الرواية (كنز العمال ج13 ص117):
أما رجال السند: فهم أولاد عبد الله بن عباس، كُلُّهُم أعداءُ عليٍّ وأولادِ عليّ! وليس في الروايات مثل هذا السند غير هذه الرواية!
الراوي هو المأمون، عن أبيه هارون، عن أبيه المهدي، عن المنصور الدوانيقي، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، ففي سند هذه الرواية قاتل الإمام الثامن عن قاتل الإمام السابع عن قاتل الإمام السادس، السند مثل هذا السند.
 
أما المتن:
حدثني عبد الله ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كُفُّوا عن ذكر عليّ ابن أبي طالب، فقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خصالاً لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس.
 
كنتُ أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهيت إلى باب أمّ سَلَمَة وعليٌّ قائمٌ على الباب فقلنا: أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يخرج إليكم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسرِنا إليه فاتكأ على عليّ بن أبي طالب: هذه الأمور تكشف أسراراً، مَن اتّكأ عليه الذي يَتَّكئ عليه عالم الإمكان، فأيُّ مقامٍ مقامه؟ للأسف أن أحداً لم يعرف علياً.
 
ثم ضرب بيده منكبه ثم قال: إنك مخاصم تخاصم، أنت أوّلُ المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيام الله: أعلَمُ كلّ من دخل في دائرة الإيمان بأيام الله، ولِأَيام الله شَرحٌ ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله‏﴾، أعلَمُ تمام أهل الإيمان من الأوّلين والآخرين بأيام الله أنت.
وأوفاهم بعهده، وأقسمهُم بالسويّة: لا أحد أوفى منك بعهد الله، ما كان ولن يكون، وليس هناك من يُقَسِّم مثلك بيت المال بالسوية، ما مضى ولن يأتي.
 
وأرأفهم بالرعيّة، وأعظمهم رزيّة، وأنت عاضدي، وغاسلي، ودافني: مثل هذا يصبح الرابع؟! ومثل ذاك الجاهل يصبح الأول والثاني؟! أيُّ عقلٍ ودينٍ توافق هذه المذاهب؟! ﴿خَتَمَ الله عَلى‏ قُلُوبِهِم‏﴾، واقعاً طبع الله على قلوبهم، وهذا برهانٌ قاطع:
 
والمتقَدِّمُ إلى كلِّ شديدةٍ وكريهة، ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدَّمُني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي.
 
فآخر المطلب: في يوم القيامة تكون أمامي ويكون عَلَمي وهو لواء الحمد بيدك يوم القيامة، أنت حامل رايتي في المحشر، وأنت ساقي أمتي في المحشر.
 
هنا خُتِمَت المسألة، وهذه الرواية عن المأمون عن هارون عن المهدي عن المنصور الدوانيقي، وهذه السلسلة تصل لعبد الله بن عباس ثم الخليفة الثاني نفسه!
 
تلك الجملة في الخلافة، وهذا الحديث في علي بن أبي طالب، برهانٌ قاطعٌ يرشد إلى الحق والباطل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شعيب العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/30



كتابة تعليق لموضوع : عُمَر بن الخطاب: خازن المال.. وغاصبُ حقِّ عليّ ! سماحة المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله تعالى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net