الموالي الكردي أوميد عمر: كانت واقعة صفين هي الخطوة الأولى لسلوكي طريق الحق
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثير من متبعي التيار السلفي سئموا تلك العنجهية التي يتصف بها مشايخهم، وتلك الفظاظة في الأخلاق والسلوك التي يتعامل بها عامتهم؛ لأن الفكر السلفي المريض لا يمكن أن يستقر إلا في عقول مريضة، قد حُرمت من فيوضات الحق، ومُنعت من تجلياته، فأصبحت لا تعرف من الإسلام إلا اسمه، ولا ترى من القرآن إلا رسمه... فلا تجد كتاباً من كتبهم، ولا تسمع محاضرة أو درساً من دروسهم، يخلو من اتهام المسلمين بأنواع الشرك.
أوميد عمر من أهالي اربيل من مواليد (1977) خريج كلية الشريعة والدراسات الإسلامية, والذي حلّ ضيفاً على العتبة العباسية المقدسة، كان ممن غرّته العبارات البراقة، فصرف من عمره سنيناً لدراسة الإسلام (كما يفهمه السلفيون)، لكنه حارب المسلمين بما يحمله من اعتقاد بكفر المسلمين, ولكن حبّ أهل البيت (ع)، صار بوصلته التي تدله على طريق الهداية... التقته صدى الروضتين لتعرف مسيرته في جانب الفكر والعقيدة، فتحدث قائلاً:
كنت سلفياً وهابياً, ولكني كنت أحبّ أهل البيت (ع)، وأعتقد حين أمرّ على واقعة صفين أن الحقّ مع علي (ع), بعد ذلك قرأت كتب الشيعة، ومنها كتب محمد التيجاني، وكتب مستبصرين آخرين، ولكني تأثرت بكتاب حقيقة الشيعة الاثني عشرية، للمستبصر (أسعد وحيد القاسم). تحركت في داخلي عجلة البحث عن الحقيقة، وكانت واقعة صفين هي الخطوة الأولى لسلوكي طريق الحق، فلا يعقل أن تكون فئتان من المسلمين متقاتلتين، وكلاهما على حق، فإذا كانت إحداهما على الحق، فلابدّ أن تكون الجهة المقابلة على الباطل... وبعد قراءتي لكتب كثيرة منها: كتب لعلماء من الشيعة، اكتشفت كثيراً من الحقائق التي كانت غائبة عني.
صدى الروضتين: هل نقول: إن تلك الحادثة كانت نقطة التحول الى مذهب التشيع؟
بدأت عندي حالة من التذبذب بعد قراءتي لهذه الحادثة، وترددت في أيهما على حق الشيعة أم السنة، فاستغرقت في البحث عن الحقيقة.
صدى الروضتين: إذا كانت عائلتك كلها سنية, كيف صرت أنت سلفياً؟
كنت أدرس في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، وهي بإشراف محمد بن صالح بن عثيمين السلفي، بل إنهم (أي السلفية)، هم من أسسوا كلية الشريعة في دهوك، لذا فأن مناهجهم وأساتذتهم كلها سلفية، فصرت سلفياً بالدراسة... وبعد تخرجي من الجامعة بدأت أقرأ، وبدأت بعض الأسئلة تنمو في ذهني، حيث نعتبر كتاب صحيح البخاري أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى، وحين كنت أطالع فيه لا أجد أحاديث تُروى عن أهل البيت (ع) إلا ما ندر، فأبو هريرة روى آلاف الأحاديث، وابن عمر، وعائشة، وفلان وفلان... رووا آلاف الأحاديث، ولا نجد في صحيح البخاري روايات رواها الحسن أو الحسين (ع)، وهما ابنا رسول الله (ص)، وسيدا شباب أهل الجنة، وهما أقرب الناس للنبي (ص), ثم قرأت حادثة صفين بين معاوية والإمام علي (ع)، وتوقفت عندها لأسأل علماءنا عن الفئة المحقة، فكان جوابهم: لا تسأل عن ذلك كلهم أصحاب وكلهم في الجنة، ولا أعلم كيف يكون القاتل والمقتول في الجنة؟!
صدى الروضتين: بماذا كنتم ترغبون الناس لاعتناق الأفكار السلفية؟
كنا نعتمد على الاية (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، ونعتقد أنها تخصّ زمن الصحابة والتابعين, وكذلك هناك حديث عندنا عن رسول الله (ص) يقول: (خير القرن قرني, ثم الذين يلونه, ثم الذين يلونه)، وكذلك السلفية يدّعون التمسك بسنة النبي (ص)، ويؤكدون على رفض البدعة، (فكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، مع وجود الكثير من البدع في المنهج السلفي، مثل الذي نقرأه عن بدعة عمر حين رأى جماعة في المسجد يصلون النوافل جماعة، فقال: (نعمت البدعة هذه)، ويعترفون بأن هذا لم يكن في زمن رسول الله (ص)، وإنما ابتدعه عمر في عصره، وعلى ذلك أثبتوا أن هناك نوعين من البدعة: بدعة يبررونها كالتي ذكرناها، وبدعة يحاربونها، وهي كل ما خالف منهجهم.
صدى الروضتين: كيف ترى تلك الفترة التي كنت فيها سلفياً؟
في تلك المرحلة كنت أكره الناس كثيراً؛ لأن منهج ابن تيمية الذي كنا نتبعه يكفّر معظم المسلمين، حتى أنني كنت أكره عائلتي واقربائي؛ لأننا نرى أن هذا مبتدع، وذاك كافر، وحسب القاعدة السلفية (من لم يكفر الكافر فهو كافر)، أصبح عدد غير الكفار قليل جداً، ولكني الآن بحمد الله أحبّ كلّ الناس؛ لأني اتبعت أمير المؤمنين (ع) الذي يصنف الناس إلى: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
صدى الروضتين: ماهي ردة فعل المقربين منك بعد هذا التحول؟
لم أعلن مباشرة عن تشيعي، وإنما كان تدريجياً، ولم تكن ردة فعل عائلتي سلبية، بل كانوا يجلسون معي في مجالس العزاء، وبعض اخواني كانوا يساعدوني في ذلك؛ لأنهم كما قلت سابقاً سنّة غير متشددين كالسلفيين، وأكثر ردة فعل كانت من أصدقائي، فحين علموا بتشيعي كانوا يكفرونني، ويقولون: صار رافضياً، زنديقاً، صفوياً...!!
صدى الروضتين: هل بدأت بنشر عقيدتك الجديدة؟
نعم، عن طريق الأصدقاء المقربين، حيث أثرت فيهم كثيراً, وفي الانترنت من خلال موقعي الخاص ضمن شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بعرض الأدلة من الكتب السنية على أحقية، وأفضلية أهل البيت (ع)، وقد استعنت ببعض المصادر ككتب المستبصرين، فكنت أترجم بعض المقاطع من الكتب إلى اللغة الكردية وأنشرها، وقد لاحظت استجابة بعض الناس الذين يقرأون هذه المواضيع كموارد الخلاف مثل: الجمع بين الصلاتين, والسجود على التربة، وغير ذلك، وبعضهم يعترف بصحتها وبعضهم، لا يكتفي بهذا الاعتراف بل يعمل بها, هذا فضلاً عن ذكر بعض فضائل ومنزلة أهل البيت (ع).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat