صفحة الكاتب : حسين جواد عبد الأمير

نظرة على السياحة
حسين جواد عبد الأمير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السياحة تلك الصناعة التي فرضت نفسها خياراً استراتيجياً في متناول الدول المتقدمة والنامية على حدٍّ سواء، للوصول الى التنمية الشاملة من خلال ما توفره من مردودات مادية ومعنوية لشعوب العالم، اتفاقاً مع حكمة الباري الذي اقتضت حكمته أن يكون لكل بقعة من بقاع الأرض مزية تنفرد بها، وتتوافق مع حب الانسان للتنوع، وتحفز لديه الرغبة في الاطلاع.
حيث شغل الانسان أجزاء من هذه الأرض، وتملكه هاجس التنقل والترحال والسفر خلال مراحل تطورها، مرتكزاً على الرغبة في استكشاف المجهول، وإثارة الأرض وعمارتها، فكان له فيها آثار ورموز تشير الى مسيرته ومعتقداته، منوهة عن أبرز ما خلفه من خلال مسيرته الممتدة منذ نزوله إلى الأرض، وتكليفه بالعروج الى مكان هبوطه بالأعمال الصالحة.
ولنسلط الضوء على السياحة من الجانب اللغوي والمفاهيم، لنتعرف عليها بنظرة أكثر قرباً، فالسياحة: الذهاب في الأرض للعبادة والترهب (وساح في الارض يسيح سياحة وسيوحا: أي ذهب وسار، وساح سيحاً وسيحاناً الماء جرى على وجه الأرض. وفي قول آخر السياحة: مشتقة من السيح. السيح: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض). (وساح في الأرض يسيح سيحاً وسيوحاً وسياحة وسيحاناً بفتح الياء أي ذهب وسار إذا ذهب الرجل في الأرض للعبادة والترهب).
ونرى في ما تقدم أن السياحة كما أورده اللغويون هي أقرب من الترهب والابتعاد عن الناس، ولكن السياحة في مفهوم العصر الحديث هي التي تتفق مع المفهوم الديني الذي يأمر بالإطلاع على ما خلفته الأمم السابقة، وتحقيق رغبة الانطلاق والتغير، وتؤمن حق الإنسان بالتنقل.
وقد تعددت التعارف التي تبين معنى السياحة كظاهرة لها مقوماتها الخاصة تبعاً للعلم الذي تنبع منه، وتدرجت مع تطور حركتها، وازدياد الاهتمام بها من قبل المختصين والباحثين والجهات التي تعمل على رعاية هذا النشاط... وسنورد تعريف الأكاديمية الدولية للسياحة، ومن ثم بعض التعارف للباحثين والمختصين لبيان مفهوم السياحة.
السياحة (مجموعة من التنقلات البشرية والأنشطة المترتبة عليها، والناجمة عن ابتعاد الانسان عن موطنه تحقيقاً لرغبة الانطلاق والتغيير).
أي إنها ظاهرة من مظاهر النشاط الإنساني، عرفت منذ القدم بأنها عمليات انتقال مؤقت يقوم بها بعض الأشخاص، تاركين مواطنهم، أو محال إقامتهم إلى أماكن أُخَر، أو بلاد أخرى لأغراض غير الإقامة على سبيل الاعتياد. ويقول هنزيكر وكرافت في كتابهما (النظرية العامة للسياحة): (السياحة هي المجموع الكلي للعلاقات والظواهر الطبيعية التي تنتج عن إقامة السياح، طالما إن هذه الإقامة مؤقتة وليست إقامة دائمة، وليس فيها ممارسة لأي نوع من العمل مؤقتاً كان أو دائماً. وعرفها الباحث الألماني جوبير فيولر قائلاً: (السياحة بمعناها الحديث ظاهرة من ظواهر عصرنا، تنبثق من الحاجة المتزايدة للراحة وتغيير الهواء، ولغرض الاحساس بالطبيعة، والى الشعور بالبهجة والمتعة بالإقامة، وأيضاً نحو الاتصالات على الأخص بين الشعوب وأوساط مختلفة من الجماعة الانسانية، وهي الاتصالات التي كانت ثمرتها اتساع نطاق التجارة والصناعة).
لهذا تعرف السياحة حركة يؤديها الفرد أو مجموعة من الأفراد، بغرض الانتقال من مكان الى آخر لأسباب دينية أو اجتماعية أو للترفيه أو لقضاء الإجازات، أو لحضور المؤتمرات أو المهرجانات، أو للعلاج والاستشفاء، وليس لغرض الاقامة الدائمة، وهذا الانتقال ليست غايته تحقيق الربح والعمل (من قبل السائح)، فالسياحة هي حركة موسمية قصيرة المدى الى المناطق السياحية بعيداً عن محل الاقامة والعمل الدائمين، لكنها من جانب مناطق القصد تكون مرتبطة بالربح والعمل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي... الخ.
وبما أن السياحة أو صناعة السياحة لا تقف على تعريف واحد بذاته؛ لأن لها أنواعاً مختلفة، وتعريف كل نوع يعتمد على الغرض الذي تقوم من أجله، لكن تتفق جميع أنواع السياحة في العناصر السياحية الثلاثة الرئيسية الآتية والتي تكون مفهوم السياحة لدى أي شعب من الشعوب:
1-  السائحون: وهي الطاقة البشرية التي تستوعبها الدولة المضيفة صاحبة المعالم السياحية، وفقاً لمتطلبات كل سائح.
2-  المعرضون: وهي الدول التي تقدم خدمة السياحة لسائحين إليها، بعرض كل ما لديهم من امكانات في هذا المجال، تتناسب مع طلبات السائحين من أجل خلق بيئة سياحية ناجحة، تهدف الى استثمار المعالم السياحية.
3-  المعالم السياحية باختلاف أنواعها: والتي تتمثل في أنواع السياحة، وتقديم التعريفات المختلفة لها، فنجد منها: السياحة الدينية، والسياحة البيئية، السياحة العلاجية، السياحة الرياضية، السياحة الاجتماعية، سياحة التسوق، سياحة المغامرات، سياحة الشواطئ، السياحة الفضائية، سياحة الآثار... الخ.
وبهذا نكون قد القينا نظرة على السياحة بشكل عام متمنين للقراء الفائدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين جواد عبد الأمير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/13



كتابة تعليق لموضوع : نظرة على السياحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net