صفحة الكاتب : صدى الروضتين

وليمة كربلائية احتفاء بصدى الروضتين  القسم الأول
صدى الروضتين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 :ـ صف لي المكان؟

قلت:ـ يا جد هو بيت كبير اشبه بمدرسة.. 
قال:ـ جميل.. لقد وصلنا.. هل حضر جميع اعلاميي الصدى؟
:ـ حضروا يا جد.. وجميعهم سلموا عليك..فأجابني:ـ أعلم ذلك.. أهلاً بهم. 
رجل كبير يطل من قاعة الدار، يرحب بنا مهللاً:- أهلاً بالحاج محمد، أهلاً بجميع الأبناء الصحفيين، ثم التفت الى الخلف وقال: جاء الحاج محمد الأعور ومعه اعلاميو العتبة العباسية المقدسة.
نظرت الى عيني جدي فأدركت أنه فعلاً كان كريم عين قبل أن تكف عينه، ويبدو أن الجد ادرك ما يدور في رأسي فقال:ـ فقدت عيني اليمنى في القتال يا ولدي.. 
هبّ الرجال الكربلائيون يرحبون بنا واحداً واحداً.. وجلسنا بصمت الشعراء، امتدت السفرة ببركات حوار كربلائي.. قال الحاج الشيخ خلف ابو جاسم:ـ أهلا بكم.. نحن نتابع ما تنشرون باعتزاز، وقررنا الاحتفاء بكم في جلسة تكريمية لمناسبة اليوبيل الذهبي الثالث لجريدة صدى الروضتين، ودخولها العدد ثلاثمائة.. وأهلاً بكم.. بعدها شكر علي الخباز وجهاء كربلاء لهذه الوليمة ليفتح بابا التحاور، سأل الأستاذ هاشم الصفار: يا شيخ، ما معنى أن تتهم كربلاء بالصفوية، من هم الصفويون وما علاقة كربلاء بهم؟
 الشيخ خلف:ـ أحسنت بني.. الصفويون هم دولة تشكلت سنة 905هـ في اردبيل مؤسسها الشاه اسماعيل صفوي، وهو احد احفاد الشيخ صفي الدين مؤسس الطريقة الصفوية وهم يعودون نسباً الى الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) وتستطيع ان تتوسع بالقراءة فتقرأ كتاب (تحفة الابصار وزلال الانهار - في المجلد الثالث). 
أستاذ هاشم الصفار:ـ شيخنا الجليل، نريد ان نعرف ما هي علاقة كربلاء بهم؟ 
الشيخ خلف:ـ صبرك بني، لو حدثتك عن العلاقة ستطلب مني تعريفا عنهم..! 
أستاذ هاشم الصفار:ـ أنا اعتذر شيخنا، لكني احببت ان اوضح لك منطقة احتياجنا النفسي والمعنوي. 
قال الشيخ خلف وهو يبتسم:ـ يبدو ان حماسكم كبير يا صدى الروضتين.. وهذا يعني ان هناك تشويشاً، والتشويش يسبب الأذى لنفسيات المثقفين، بينما الحقيقة ان الدولة الصفوية ظهرت في ايران في اوائل القرن العاشر الهجري بقيادة اسماعيل الصفوي، ظهور هذه الدولة الشيعية الحاملة للثقافة الاسلامية والعربية، تميز رجال دولته بلبس القلنسوات الحمر ويسمونهم (الرؤوس الحمر)، أما العراق في ايامها كان في فوضى عارمة، كانت السلالات الحاكمة في العراق تتغير باستمرار، وهي تقاد من قبل الدولة التركمانية الثانية (آق قوينلي) سلمان الملا..
عقب الملا حمود: كانت كربلاء اكثر المدن تأثرا بهذا اللاستقرار، وسائر المدن التي فيها مشاهد مقدسة كانت مرتبكة لعدم استقرار الوضع، ثم نظر الى الشيخ خلف (أبو جاسم) معتذرا وطلب منه ان يكمل..
فقال الشيخ خلف:ـ عزم على فتح بغداد ودخلها في جمادى الاولى سنة 914هـ والذي يهمني من هذا الامر كوني صاحب مدرسة تربوية، وشيخا معلما ادرس علوم القرآن وادرس اللغة، هو ان الدولة الصفوية كانت صاحبة نهضة عربية تحمل الهوية القومية العربية المشعة بروح الاسلام، وغير معنية بالثقافة الفارسية بشيء، كما يقول عنها السيد محمد حسن مصطفى آل كليدار في كتابة (مدينة الحسين) كون الشاه اسماعيل رجلا عربي الاصل، وهو من اولاد الكاظم (عليه السلام) سعى لصبغ المجتمع بالصبغة العربية الخالصة.
تأفف الاستاذ منتظر العلي للفارق الكبير الموجود بين الواقع التاريخي الحقيقي والذي لابد ان يعامل دون الاسقاطات السياسية وبين الواقع الاعلامي المزيف.. فسأل الاستاذ منتظر عن المصدر الذي نرتكز عليه في بث هذه المعلومة؟ 
قال الشيخ خلف ابو جاسم:ـ اقرأ كتاب التاريخ الحديث في الصفحة 10 لوزارة المعارف طـبعة 1946م..
عقب الملا سلمان قائلاً: لم يدخل الشاه اسماعيل بغداد بقتال اطلاقا بل دخلها دون اي مقاومة، فالوالي باربك هرب الى الشام، فدخل بغداد يوم 25 جمادى الثانية من الشهر نفسه،..
سأل الاعلامي طارق الغانمي:ـ ما هي الانجازات التي قدمها عند دخوله بغداد؟ 
اجابه السيد عماد آل طاهر:ـ استقبلت بغداد الشاه اسماعيل بحفاوة، وعند نزوله في بستان يسمى (بير بوداق) توجه وجهاء الناس اليه، وتستطيع ان تثبت هذه المعلومات من كتاب (تاريخ العراق بين احتلالين المجلد الثالث صفحة 315).
هنا سأله الشاعر والاعلامي زين العابدين: لمن هذا الكتاب سيد؟
أجابه السيد عماد:ـ انه للأستاذ عباس العزاوي، وعودة لحديثنا فأن اهالي بغداد طلبوا منه اطلاق سراح السيد محمد كمونه، وهو الجد الاعلى للسادة آل كمونة، والسيد محمد موجود ذكره في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)، واخرج من السجن ايضا الشيخ العابد علي بن اسحاق.. 
سأل الشاعر الصحفي زين العابدين: لِمَ سُجنا اساساً.. ومَنْ سجنهما؟ 
 ابتسم السيد عماد الظاهر:ـ سجنهما والي بغداد (باربك) في قعر بئر؛ بسبب اخلاصهما للشاه اسماعيل والتي يعدها عمالة وخيانة له.. 
سأل السيد سجاد الحلو:ـ وكربلاء سيدنا اين موقعها من هذه الاحداث؟
اجابة السيد عماد:ـ دخلها الشاه اسماعيل في اليوم الثاني مباشرة، وكان برفقته نقيب الاشراف السيد محمد كمونة، وحين وصل العتبة الحسينية قبّل الباب وبات ليلة كاملة تحت قبة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ثم توجه الى مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وأجزل العطايا على خدمة العتبتين من الذهب والفضة، وأجزل العطايا على سكان كربلاء.
سأله حينها الاعلامي حيدر داود:ـ سيد.. هل انجز الشاه شيئا مهما عمرانيا للعتبة؟
سيد عماد الطاهر: أمر بتذهيب حواشي ضريح الحسين (عليه السلام) وتزيينه بالزخارف المزركشة، وأمر أيضاً بصناعة الصندوق الخاتم المطعم بالعاج، ثم اوقف 12 قنديلاً من الذهب الخالص لإنارة العتبة العباسية، وفرشها بالسجاد النفيس، وعيّن حفاظاً ومؤذنين وخدما للإشراف على نظافة الروضتين الحسينية والعباسية وعيّن لهم رواتب شهرية، ثم اجرى العديد من الاصلاحات في الحلة والنجف، وجدد حفر النهر الذي حفره (عطاء الملك الجويني)، وكان هذا الرجل وزير غازان خان، وسمي بعدها بالنهر الشاهي.
 طلب الاعلامي حيدر داود المصدر؟ 
فأجابه السيد عماد:ـ يمكن قراءة كتاب السيد عبد الحسين الكليدار، اذ يقول: صرف ألفي تومان من نقود ذلك العهد، وسمي بالنهر الشريف، وفوض تولية العتبة وحكومة الحلة الى السيد محمد كمونة.
عقب الشاعر والصحفي علاء سعدون: لقد كانت اكثر من زيارة على ما اعتقد لكربلاء وليست زيارة واحدة.. وفي كل زيارة كان لابد من مشروع..
أجاب الملا سلمان الملا حمود بعدما استأذن من السيد عماد:ـ له اكثر من زيارة الى كربلاء والنجف وسامراء والكاظم، وزار الائمة (عليهم السلام)، واجتمع بالنجارين والفنيين والمهنيين والمبدعين وطلب منهم صناعة ستة صناديق من كمال الصنعة والجمال ليرفع الصناديق القديمة، ويضع محلها هذه الصناديق الحديثة.. والمعلومة موجودة في كتاب عباس العزاوي.
هنا عقب الملا سلمان الملا حمود بأن هناك معلومة جاءت في مخطوطة قديمة للسيد شهاب الدين المرعشي والذي كان يعرف بـ(اغا نجفي) والتي اسمها مزارات العلويين، مكتوب على الصندوق الخاتم الذي أمر بصنعه الشاه اسماعيل لم ينجز إلا في عام 932هـ وعلى عهد الشاه طهماسب الاول، والصندوق كان موجودا الى زمن متأخر على قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). 
&&&&


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/17



كتابة تعليق لموضوع : وليمة كربلائية احتفاء بصدى الروضتين  القسم الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net