صفحة الكاتب : حسين رشك خضير

مسرحية  "خير الأصحاب"
حسين رشك خضير

   المشهد الأول

       (حيث نعود إلى تاريخ واقعة ألطف ونشاهد (سعيد بن مره التميمي ) صاحب الإمام الحسين وأخر من استشهد معه وهو في باحة داره قلق غير مرتاح تظهر عليه علامات الحزن ، حيث يقف سعيد في احد جوانب المسرح وهو في تلك الحالة
 ( موسيقى  حزينة مؤثره ) وتسلط عليه بقعة ضوء بشكل منفرد وإذا من يأتي إليه من عمق المسرح :
سعيد : (برهبة) من أنت ؟
القادم :ألا تعرفني يا سعيد؟
سعيد :لا..لا..أعرفك من أنت وماذا تريد؟
القادم :إنا جئتك كي أذكرّك بحقي عليك .
سعيد :ومن له حق علّي سوى سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين (ع).
القادم :يا سعيد ..إن الحياة واحده والموت واحد واليوم لمن عاش حياته
  ولاذ من مماته. يا سعيد دعني أخبرك قبل إن أعرفّك ،إن الحسين 
  مقتولاً لا محالة والقوم يطلبونه مع عياله وأنت في حل ٍ من هذا.
سعيد:إذا لم ننصر سيدي أبي عبد الله فمن ينصره؟
القادم :إذا أراد الدهر إن يفجع أم ٍ يفجعها بولدها.وهذه أمك تنظر إليك   كملاكها وتتطلع بك إلى مستقبلها فما ذنب أم ولداً يتركها ابنها 
  وحيدة . يا سعيد وهذه زوجتك ما ذنبها تتركها وأنت في ربيع 
        زواجك والحياة إمامك تفتح أبوابها ؟
سعيد : إما حياتي فا الحسين أحق بها ..وأي جزاء هذا .. وإما أمي 
  وزوجتي فلا أحبهما أكثر من حب الحسين لأهله وعياله.
القادم :إذاً يا سعيد ماذا يكون قرارك وانأ نفسك .أليس لي الحق إن أعيش   حياة كاملة تاركه الموت يأتيني متى ما أراد.
سعيد : متمثلا بأبيات أبي الفضل العباس (ع) :

  يا نفس من بعد الحسين هوني 
          وبعده لا كان أو تكوني 
  هذا الحسين وارد المنون 
          وتشربين بارد المعين

  (يذهب الشخص الذي كان يكلمه ويعود إلى المكان الذي دخل منه ويعود 
  سعيد إلى سابق حالته الشعور بالقلق والحزن وغير ذلك ويسلط عليه 
  بقعة ضوء ،كذلك الموسيقى المؤثرة حيث تأتي إليه أمه تمشي بخطوات
  هادئة تنظر إلى ابنها سعيد بحالة الاستغراب للموقف الذي كان فيه وتكلمه:
  إلام : سعيد .. بني سعيد(سعيد صامت) 
    أي همّ يتجرأ وأي حزن هذا..هل ثم شيء غير متوقع ؟هل هناك 
      ما نحمله عنك ؟أدميت القلب بهذا الموقف ..ما بك يا قرة 
        عيني لماذا لا تكلمني  (صمت) .
  (تطيب خاطره) سعيد أن الدنيا دار هوان وزوال فلا تجزع على شيء
  يُفنى وحلم يُنسى وهي ليس بدار قرارٍ بل دار فرار والرحيل منها    أولى من البقاء فيها لاسيما بعد إن أصبح الحق بين ثنايا الباطل تمزقه
  الشياطين بأنيابها.
  بني ما بك ؟ أنت في مقتبل العمر وتزوجت حديثا ما دهاك ؟
سعيد : أماه علّي بلامة حربي وفرسي.
إلام  :(صعقت ) ما تصنع بهما ؟
سعيد :أماه أريد الخروج إلى المزرعة.           

          الأم  : ماذا تصنع في المزرعة؟ امضي الى زوجتك وكُن الى جانبها.
        سعيد : لا اخفي عليك ِ أماه ان  الحسين بلا ناصر وجاء صوب العراق وانا                          أريد  أن أتجهز إلى نصرته.
                ((فبينما هم كذلك إذ اقبلت اليه زوجته ِ )) وقالت:
        زوجته : إلى أين يا ابن العم ؟... الموت اهون علينا من هذا الموقف نار                الحزن هذه قد أفحمت قلوبنا.. ومصائب الدنيا ومكائدها وغلبت شياطينها                جعلت المرء لا يطيق صبرا ً.
         سعيد: إنا ماضي إلى ما هو خيرٌ مني ومنك ِ ومن ابي ومن أمي ومن                                       عشيرتي.
         زوجته: من هذا ؟
         سعيد: ماذا أقول عن غدر القوم وسوء فعلهم، دعوا الحسين لينصروه واليوم                                               اجتمعوا  على قتله. انا ماضي إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين. (تكرر     ا لعبارة بصوت صدى )

علي الخباز, [١٩.٠٧.٢١ ٢١:٥٣]
المشهد الثاني
(المكان جامع البصرة حيث يقف سعيد بن حرة التميمي والناس بين قائما ً يصلي وبين جالس ويخاطبهم قائلا ً:
سعيد: يا ايها الناس...يا ايها الناس اذا جائكم رسول الله وقال لكم لما لا تنصروا ولدي الحسين ماذا تقولون؟
(صمت)
((سعيد يتقدم امام المسرح يكلم الجمهور ويشير بيده نحو المصلين))
سعيد: يا ايها الناس.. هؤلاء القوم يعلمون ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وانه ريحانة رسول الله... ابوه علي أبن ابي طالب وأمه فاطمة الزهراء وأخيه الحسن المجتبى... يا ايها الناس.. ان اهل الكوفة دعوا الحسين   لينصروه ولكنهم اليوم اجتمعوا على قتله.
(صوت من بين المصلين)
واحد: من قال للحسين يذهب الى  الكوفة وهو يعلم بمكرهم وغدرهم، فعلوا ذلك بأبيه ثم بأخيه الحسن من قبله.
سعيد: إن الحسين من قومٍ لا  تأخذهم بالله لومة لائم. وهو احق من يعين المظلوم على الظالم. واشد ما يخاف عليكم منه إن تعيشوا أذلة يتخطفكم الناس من حولكم ويأبى ان يكون موضع ملامة ٍ بين الناس يستنجدونه فلا يجيبهم. .وحاشا الحسين ان يكون كذلك.
الثاني: يا سعيد ما لنا وحرب السلاطين دع هذا الامر واتركه فيما بينهم.
سعيد: الحسين سلطانٌ ليس كباقي السلاطين.. انه لم يخرج أشرا ً ولا بطرا ً ولا مفسدا ً وانما خرج لطلب الاصلاح في امة جده رسول الله ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
الثالث: اذا ذهبنا مع الحسين فمن لأولادنا وأموالنا وأهلنا؟
سعيد: ان الله سبحانه يقول: ((انما اولادكم وأموالكم فتنة)) والحسين خرج بكل ما يملك من مال واولاد وانتم تضعون كل هذا امام نصرته من شاء فليبقى ومن شاء فليذهب وانا ذاهب لنصرته...
        (يذهب سعيد وينسحب المصلين الواحد تلو الاخر. ثم تسلط بقعة ضوء على امرأة وسط المسرح((أم سعيد)) مع زوجته بيدها ملابس ابنها الوحيد تشمها تارة وتنظر اليها تارة اخرى (موسيقى حزينة تناسب الموقف وتجسد معنى الفراق حيث يدخل سعيد مرتديا ً ثياب القتال حاملا ً سيفه يقف ويمسح على رأس أمه ويقول لها: 
سعيد: اماه ما الدنيا الا ساعة لما لا نجعلها طاعة اماه ولا طاعة افضل من طاعة اقضيها بين يدي ابن بنت رسول الله.
الام: اللي اللي بني (جزاك عن الحسين خيرا ً) (تشمه تاره وتنظر اليه تاره اخرى) ولكن يا ولدي لي حق عليك. حملت في بطني، سهرت الليالي بتربيتك.
سعيد: بلى لست بمنكر فضلك ِ.
الام: ولدي ولي وصية اليك اذا لقيت الحسين (ع)  بلغه هذه الامانة أقراءه عني السلام وقل له فليشفع يوم القيامة.
سعيد: أماه إنا  عندي وصية.
الام: ما وصيتك؟
سعيد: اماه كلما رايت شابا ً حديث العهد بزواجه، فذكروني وارفعي يدك بالدعاء لأن دعاء الام من الادعية التي يقول النبي (ص وآله) بأنها لا ترد ابدا ً، دعاء المظلوم، دعاء اليتيم، دعاء إلام بحق ولدها.
     (يترك سعيد أمه وزوجته وهي تشد من ازره متوجها ً نحو سيده مولاه أبي عبد     الله الحسين حيث يمشي بخطوات تجسد معنى الفراق يمشي ويقف وينظر الى امه وزوجته حتى يظلم المسرح مع موسيقى مؤثرة)

علي الخباز, [١٩.٠٧.٢١ ٢١:٥٣]
المشهد الثالث
(في صبيحة اليوم العاشر من محرم الحرام سنة ((61 هـ)) بعد وقوع معركة الطف   حيث الحسين ابن علي ابن أبي طالب (ع) بقى وحيدا ًوأكثر أصحابه سقطوا فــــي المعركة.
في هذا المشهد نشاهد بقايا وأثار معركة قائمة هناك خيام محترقة وجثث منتشرة على ارض المعركة من كلا المعسكرين وادوات الحرب من سيوف ورماح ورايات وأوتاد وغيرها مبعثرة في كل مكان وهناك معسكرين، معسكر فيه الجيوش والسيوف والرماح ومعسكر صغير محاط باللهب وهو معسكر ابي عبدالله الحسين (ع) ويصور ذلك المنظر من خلال شاشات عرض كبيرة او رسم لوحات تجسد هذا المنظر مع مؤثرات صوتية مناسبة حيث يصل سعيد الى مخيم ابي عبدالله الحسين (ع)
الحسين (ع): سعيدٌ هذا، أنت سعيد بن مرة؟
سعيد: نعم سيدي، سيدي ما هذا بواقعٍ جاء به رسول الله
سعيد: مالي ارى غدر الزمان قد طال بنور الحق
الحسين (ع): سعيد هؤلاء قومٌ مُلئت بطونهم بالحرام فُطبع على قلوبهم.
سعيد: مصيبة ٌ ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام.
الحسين (ع): سعيد، ماذا قالت لك أمك؟
سعيد: يجهش بالبكاء. سيدي ان امي تقرئك السلام وتطلب منك ان تبلغ سلامها لأمك فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)
الحسين (ع): يا سعيد. ابشرك ان امك مع امي فاطمة بالجنة.
سعيد: سيدي ...سيدي آذن لي ان اسلم على بنات  الرسالة ((فأذن له الحسين. سعيد بأزاء الخيام على احد جانبي المسرح ويقول: (السلام عليكم يا آل بيت رسول الله)
(صوت من داخل الخيام، جارية الحوراء زينب (ع))
صوت: من انت؟
سعيد: انا خادمكم سعيد بن مره التميمي...جئت لنصرة سيدي ومولاي ابي عبدالله الحسين.
(بعد ان رحبت به عقيلة الطالبين)
صوت: يا سعيد..اما تسمع الحسين (ع) ينادي هل من ناصر؟ هل من معين؟
سعيد:فداكم أبي وأمي
        (سعيد يرجع إلى الحسين)
سعيد: سيدي مولاي يا ابا عبدالله . أذن لي بقتال هؤلاء القوم.
الحسين: أذهب يا سعيد . أذنت لكَ. (بعد ان قبله بين عينيه)
          (هنا سعيد يسحب سيفه ويرمي عمامته ويتحرك متجها ً الى الجانب الاخر  من المسرح اي نحو القوم. يظلم المسرح حتى ينتهي القتال بتسليط بقعة ضوء على سعيد وهو مسجى على ارض المعركة. حيث يذهب اليه الحسين ويضع رأسه في حجره ويمسح التراب عن وجهه وعن جبينه ويقول له :
الحسين: انت سعيدٌ كما سمتك أمك سعيد في الدنيا وسعيدا ً في الاخرة.
تختم بأبيات شعرية (نشيد جماعي) :
                             حسين..حسين.. حسين..حسين..
             رفيق الحق وصوت السماء     وعين الحياة وفيض الهدى
             ونور تجلى وعاد الوجود       ونصر تسامى بفيض الدماء  
                          حسين..حسين .. حسين..حسين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وأصحابه الغر الميامين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين رشك خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/20



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية  "خير الأصحاب"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net