السيد رشيد الحسيني الهدف الحالي والمرجعية العليا الهدف الأكبر
الشيخ جعفر البري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أنهم  يحصدوننا حصد السنبل موسم حصاده، ونحن منشغلون بخلافاتنا البينية!!
كل مره ينتقون شخصية علمائية بارزه لتشويه صورتها، وتضخيم أقوالها وتأويل نواياها وفق مبتغياتهم، ونبتلع نحن الطعم ونصدق ما يقولون ونستلم دفة القيادة بأيدينا، ونوجه نحن له الضربة القاضية والحاسمة!! 
كم مقطع شاهدناه في وسائل التواصل وقمنا بنقله ونشره وترويجه، وبه  تشهير بأحد العلماء؟ 
كلمه مقتطعة لأحد الفقهاء؟ 
سخرية من رمز من الرموز؟ 
ونحن لا نعلم أنها وسائل شيطنة هدفها التسقيط، وهذه الأساليب من الاجتزاء والاقتطاع وتأويل الكلام  وحرفه واتهام النوايا، لم يسلم منها أحد، وحتى لو طبقناها على كلمات رسول الله  لقلنا بكفره مع أنه أساس الدين.
حذرنا آل بيت العصمة من أن نكون بسطاء تنطلي علينا كل حيله، ودعونا صراحة من التثبت مما نسمعه ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن جَاۤءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإࣲ فَتَبَیَّنُوۤا۟ أَن تُصِیبُوا۟ قَوۡمَۢا بِجَهَـٰلَةࣲ فَتُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَـٰدِمِینَ) الحجرات 6
أولا: نعلم  يقينا فسق المتحدث ونعرف من يموله وإلى أي جهة ينتمي،مع ذلك  نسمع  له  ونأخذ منه.
 وثانيا: لا نكلف أنفسنا التثبت والتبين من القول مع ذلك نقبله ونروجه وننشره. 
ثالثا: أصبحنا لا نملك  إحساسا لا بالندم  ولا بغيره، فأي قلوب تلك التي تحويها صدورنا، فقد  صرنا مصداقا لهذه الآية ( ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَاۤءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا یَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ) البقرة ٧٤
نتناقل تلك المقاطع ونضحك ونلهو ولا نحس بعظم  الذنب الذي أقترفناه، فإهانة المؤمن من كبائر الذنوب إن كنتم لا تعلمون.
وإذا كنت لا تعلم  فاعرف أن من يعمل ويخطط خفاءً وعلنا أناس ممولون، مدعومون ، أي أنها وظيفتهم التي يتقاضون أجرا عليها، وإذا نجحت زيد في أجره ورجحت كفته وزاد  اعتمادهم عليه وربحت تجارته، ونحن لا نلقى من ترويجنا إلا خبالا ووبالا وحسره، فنكون كمن باع آخرته بدنيا غيره.
فإذا سمعت عن مؤمن خبر فتثبت وتبين وأسأل وحتى لو ثبتت إدانته لا تنشر، إستر ليستر الله  عليك وأتكلم عن المؤمن خاصة ولا أقصد الفاسق المتجاهر بالمعصية، ولا ضير أن ترفع سماعة الهاتف أو تراسله  بأي وسيلة تواصل متاحة وتسأله هو بنفسه، اسأله سمعت ممن يقول أنك  تقول كذا وكذا، ما هو مستندك الشرعي؟ 
فإذا أجابك خذ بقوله وأحمله  على محمل من الخير، وإذا نفى الأمر جملة وتفصيلا صدقه،  فهذا أمر أمير المؤمنين (أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة في دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال أما إنه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد أما إنه ليس بين الباطل والحق إلا أربع أصابع وجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال: الباطل أن تقول: سمعت والحق أن تقول: رأيت).
أنظر كيف وضع لنا أمير المؤمنين معالم الطريق، لم  يقل لا تنتقد أو لا تسمع، بل شخّص لنا المسألة بعناصرها (من عرف من أخيه وثيقة في دين وسداد طريق) أي الأصل الاستقامة، فإذا كان مستقيما فلا تشهّر به ، لماذا؟ فيجيب (أما إنه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام ويحيل الكلام)، أي أنه قد يكون اختار السهم  المناسب وأخذ بالأسباب ولكن لسبب ما لم  يصب الهدف، فليس لك الحق في أن تلومه  لذلك.
كلنا مسؤول أمام الله، فلا عذر لمعتذر.
أي قول تسمعه من شخص أنت أمام  خيارين، إما أن تسكت وتكتم، أو تتثبت بنفسك وتسأل من تثق به وحتى لو كان فعله أو قوله ليس سليما، لا مبرر لك بالنشر، إلا إذا كان فسقا صريحا، وتجاهرا بالمعصية والعياذ بالله ، والدليل عليه واضح، أما تأويل الأقاويل والأفعال فلا يعتبر دليلا، فالحلال بيّن والحرام  بيّن لا يحتاج لكثير من التكلف.
وإذا كان أمر شخصي فلا بأس لو عاتبته بينك وبينه، لا بالتشهير والتسقيط، فعن  الإمام العسكري (عليه السلام): من وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.
فإذا تكلم  العالم فهو إما يتكلم  برأي وتشخيص شخصي، أو يتكلم  برأي الدين والشرع، فإذا كان قول شرع فدع  المتشرعة يتحدثون  وخذ القول  الفصل من العلماء العدول الذين لهم  ثقل واضح، لا من أرباب الصفحات الصفراء.
لم  يسلم أحد من كيد هؤلاء المغرضين، هي خطه ممنهجة ومبرمجة، تبدأ بانتقاد خفيف، فتنتقل إلى أكثر فأكثر إلى أن يسقط اجتماعيا فيسهل ضربه، وحت لو قتل فلن يجد من يطالب بدمه، والمشكلة أننا نحن اليد الضاربة!!
  لو احترمنا علمائنا لما تجرأ أحد على نطق أسمائهم  حتى، ولكن هانت العمامة علينا، وقلت هيبتها في أنفسنا، فتجرأ أعداء المذهب على فقهائنا.
والبعض يبرر موقفه بشواهد شخصية، فلان من المعممين يفعل كذا وفلان المعمم قال كذا، وأقولها: لا تخلطون الأوراق، فالفرق واضح بين العالم الحقيقي وبين المتلبس بلبوس العلماء، وإن انتسب للحوزة وحسب عليها، وإن بقي بها لسنوات طوال، فالعبرة ليست بالسنوات وليست بالكم، لكن سله تعرفه، فالعالم إذا تكلم أبان وإذا خطب أرتقت العقول بخطبته، وإذا كتب أبهر الألباب، فكما قيل تحدث تعرف، ونحن جيل مثقف واعٍ، لا نحتاج لكثير من التوجيه، فهذا يتكلم بحجة ودليل دامغ، وذاك يهرّج أو يقول كلاما مكررا لا يفقه معناه، فكما قال السيد الخامنئي أن الحق والباطل يعرفان بالوجدان، فيكفيك أن تستمع  لقول طرفي النزاع وتقارن القول بالقول والحجة بالحجة وتحكم بنفسك، فلا تكن عابدا للألقاب والأسماء والمظاهر.
قنوات شغلها الشاغل الفتنة، ودائما ترمي بسهم ذو ثلاث شعب(المرجعية، الحوزة، الخمس و الحقوق الشرعية)، لأنهم يعرفون أن قوة المذهب هنا، فإذا ضرب هذا المثلث انتهى المذهب.
فالسيد رشيد ليس الأول ولن يكون  الأخير، بل هم هدفهم حصد العمائم حصد السنبل، فالعمامة قوة المذهب، فكل مره يوضع اسم  مؤثر على الطاولة ويبدأ العمل ضده، فمن كان جالسا كالكرسي لا يعتنون به ولا يلتفتون له، فقط من يعمل،. 
وصلت بهم الدناءة لأن يرجعوا لتسجيلات ومحاضرات السيد لما قبل سبع سنوات علهم يقعون على زلة لسان أو غفله منه، وللأسف وجدوه قد التبس عليه قول فنسبه لأمير المؤمنين خطأ، مع أن هذا القول سليم  ولا يقدح  في أمير المؤمنين، ولكن إذا كانت النفوس مريضة فلا علاج  لها إلا الكي، فشهّروا به  وروجوا المقطع وصار حديث منابرهم الموبوءة وقنواتهم الساطقة.
وأقول للسيد حفظه الله، حافظ على هدوءك الذي أعتدنا عليه، لا يستفزونك بغيهم،  فأنت بين  طرفين بين أناس مغرضين وبين مروجين لا يعرفون ماذا يفعلون، وتذكر دائما هذه الآيات (﴿وَأَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ لَىِٕن جَاۤءَهُمۡ نَذِیرࣱ لَّیَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَاۤءَهُمۡ نَذِیرࣱ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا ۝٤٢ ٱسۡتِكۡبَارࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّیِّىِٕۚ وَلَا یَحِیقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّیِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِینَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا ۝٤٣﴾ فاطر ٤٢-٤٣
والله أصبحت أعذر السيد السيستاني لتهربه من الإعلام، فلو كان ممن يكثر الظهور الإعلامي لكان يسيرا عليهم تسقيطه بأساليبهم الملتوية والخبيثة.
ولكني أقول الحدر الحدر فالمذهب الذي حفظته العمامة بدمائها وأرواحها على مر السنين، والذي لم  يصل لنا إلا بعد  التضحيات الجسام  لا تضيّعوه باتباع التافهين المغرضين، فالمذهب في ذمتكم وفي رقابكم.
 تحياتي للجميع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جعفر البري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/25



كتابة تعليق لموضوع : السيد رشيد الحسيني الهدف الحالي والمرجعية العليا الهدف الأكبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net