صفحة الكاتب : صدى الروضتين

الداعية محمد موسى: التشيعُ بتنزانيا في زيادة كبيرة وخصوصاً خلال السنوات الحالية
صدى الروضتين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بالرغم من كلّ المؤامرات التي تُحاك من قبل قوى الظلام ضد فكر وعقيدة أهل البيت (عليهم السلام) والتي تستخدم كل الوسائل الممكنة حتى البشعة منها لإطفاء نور الحق الإلهي، نرى أن النتائج تأتي عكسية تماماً، وخلافاً لما يُخطط له أعداءُ العترة الطاهرة، فتزدادُ آفاقُ التشيع إتساعاً، وتتجاوز كلّ الحواجز الدينية والقومية في كل أجزاء العالم؛ ومن أهم البقاع التي انتشر فيها النورُ العلوي هي القارة الافريقية، والتي يعاني أهلها من مآسٍ كثيرة، فوجدوا في طريق أهل البيت (عليهم السلام) قيمَ العدالةِ والمساواة الحقيقية والنابعة من مصدر إلهي حقيقي..
 وأبرزُ الدول التي بدأ التشيع ينتشر فيها بشكل كبير هي تانزانيا, حيث زار العتبة العباسية المقدسة أحدُ الشخصيات المستبصرة هناك، وهو الداعية محمد موسى، فتحدث لـ(صدى الروضتين) عن كيفية دخوله للدين الحق، وعن حالة التشيع وتطورها في جمهورية تانزانيا:
قبل أن ألتحق بركب العترة الطاهرة (ع)، كان أعداءُ أهل البيت من النواصب وغيرهم، والذين ينتشرون في تانزانيا، وبالأخص في مدينة دار السلام، يخبروننا بأن الشيعة يعبدون الحجر، ولا يعتقدون بنبوة الرسول الأعظم (ص)، فكانوا يبثون هذه الأفكار والعقائد بشكل كبير إلينا, ولكنني خلال فترة شبابي ولمعرفة حقيقة التشيع، دخلت في مدرسة دار الهدى - وهي إحدى المدارس الشيعية التي تدرس فكر أهل البيت عليهم السلام - ومن خلال ما وجدته من تعاليم وروايات، أصبحت على يقين بأن أهل البيت عليم السلام هم الذين يمثلون الإسلام الحقيقي، وهم الذين خصّهم اللهُ بالرسالة المحمدية الأصيلة, واتضحت لي الأكاذيب التي كان يلفقُها علماءُ الضلال عندنا, وبحمد الله تعالى تأثر الكثيرون في تانزانيا بهذا النهج المحمدي الأصيل، وكذلك عائلتي من الزوجة والاولاد هم ساروا أيضا على نفس العقيدة الحقة.
وحول التشيع في تانزانيا أضاف:
التشيع لدينا في زيادة كبيرة وخصوصا خلال السنوات الحالية, كما وان النظام الحاكم لا يعيق عملنا، وتوجد حرية جيدة جدا.. والمدارس التي تنتمي لفكر أهل البيت (ع) بدأت تنتشر هناك، منها ما هو تابع لحوزات ايران وسوريا, ولا تقتصر هذه المدارس أو الحوزات بتدريس الرجال فقط، بل هناك بعض المؤسسات الشيعية التي تتبنى تدريس النساء لأهمية تثقيف المرأة الشيعية بتعاليم اهل البيت (ع), ولكن هذا الانتشار لا يحدث بشكل سريع وليس بمستوى الطموح، فنحن بحاجة الى جهد أكبر ودعم من المؤسسات الدينية من مختلف الدول لتساعد في اتساع نطاق التشيع عندنا, فهناك جهود فردية من قبل بعض الدعاة التانزانيين بـتأسيس مدارس ولكنها غير كافية, فيجب أن يتم ارسال مجموعات كبيرة من تانزانيا لدراسة عقيدة اهل البيت (ع) في حوزات العراق وايران؛ ليعودوا الى تانزانيا ويقوموا بالتبليغ بأكمل وجه, فتانزانيا دولة كبيرة ومتعدد الديانات والقوميات، وأنا على يقين بأن الناس هناك كل ما يحتاجونه هو إيصال فكر أهل البيت (ع) إليهم، وحينذاك سنجد أن أغلبهم وخلال مدة من (5 – 10) سنوات، قد أصبحوا من الموالين للعترة عليهم السلام.
وتطرق الى وجود مشاريع خارجية كبيرة تقوم بها جهات مختلفة لجذب الناس هناك نحو عقائد بعيدة عن فكر الكتاب والعترة:
من التحديات التي تواجهنا في تانزانيا هم الوهابية والتكفيريون الذين يحاولون النيل من الموالين لأهل البيت (ع)، حيث أنهم يملكون دعماً كبيراً من قبل مؤسسات دينية في دول خليجية، فهم يأخذون أعداداً كبيرة من التانزانيين إليهم؛ ليعودوا إلينا محمّلين بأفكار خبيثة وتكفيرية معادية للشيعة والتشيع..! ومن جانب آخر، هناك الحركات التبشيرية التي تقوم بها جماعات مسيحية من أوروبا واميركا.. حيث يمتلكون أدوات دعم كبيرة جداً لنشر عقائدهم بين الناس البسطاء في تانزانيا.
وعن نشاطاته ودوره في نشر فكر أهل البيت (ع) في تانزانيا قال:
أنا أقوم بتدريس تعاليم وأحكام أهل البيت (ع) في مؤسسة دار الهدى في دار السلام, وبحمد الله كان لي دور في تشيع العديد من الناس هناك، كما وأحاول أن أقوم بمشروع مهم وهو تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من (الصم والبكم) القرآن الكريم وأحاديث اهل البيت (ع)، وذلك بطريقة خاصة أحاول أن أطورها؛ لتكون هذه الشريحة اسوة بباقي الناس قادرة على تعلم أحكام الإسلام والعقائد المهمة.
وتحدث عن زيارته لكربلاء وما شاهده من ملايين زاحفة في زيارة الأربعين:
 هذه أول مرة أزور فيها العراق وكربلاء المقدسة، فقد كنت أدعو يومياً أن يرزقني اللهُ زيارة أبي عبد الله (ع), وعندما زرت مولاي الإمام علي بن موسى الرضا (ع) مع مجموعة من تانزانيا، طلبت منه أن يوفقني لزيارة جده سيد الشهداء (ع), وبالفعل اتصل بي أحد الأصدقاء وأخبرني بوجود تذاكر الى العراق، مع أنني لم أتوقع أن أتمكن من زيارة هذه البقعة المباركة..
وبحمد الله جئت مع مجموعة تتكون من (180) شخصاً من الهنود الذي يقطنون في تانزانيا، وكلهم من شيعة امير المؤمنين (ع).. وفي الحقيقة، أصبت بحالة من الانبهار التي لا يمكن وصفها، وذلك عندما رأيت جموع الزائرين في مناسبة أربعينية الامام الحسين (ع) وهم يسيرون مئات الأميال على اقدامهم نحو هذه الارض المقدسة, وما يقدم لهم من خدمة من قبل العتبات المقدسة، وأصحاب المواكب الحسينية، فعدت بالذاكرة الى استقبال المهاجرين للأنصار في المدينة المنورة خلال هجرة الرسول محمد (ص)؛ فالجميع يعمل بتفان كبير لتقديم أي خدمة لزائر الحسين، وكأنه يعمل مقابل أجر مادي من الزائر.. وفي الحقيقة، هو نابع من إيمان عميق وعال بالحسين (ع), فما يحدث خلال هذه الزيارة هو أمر لايُوصف، ولا يمكن أن يصدقه أحد إلا من يراه بنفسه؛ لأنه استثناء لا يوجد مطلقاً في أي بقعة من العالم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/26



كتابة تعليق لموضوع : الداعية محمد موسى: التشيعُ بتنزانيا في زيادة كبيرة وخصوصاً خلال السنوات الحالية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net