كيفية تطوير الخطاب الإعلامي الرسالي
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح محسن كاظم

تترقّبُ الإنسانية بكل الأديان، وكل العقائد السماوية، والوضعية، ودوائر الفكر، والبحث المعرفي، والعلمي.... الطلعة البهية للأمل الموعود، لتكحل رموشها باشراقاته، وأنواره، ولطفه، ودفاعه عن المحرومين والمستضعفين، وتحقيق دولة العدل الإلهي بقيادة بقيّة الله في أرضه.. إن أكثر المشتركات بين الأديان اليهودية، والمسيحية، والإسلام والعقائد الأخرى، هو ظهور المصلح، والمنقذ، العدل المنتظر، إمام الحق... فقد جربت الإنسانية بمسيرتها التاريخيّة الطويلة، شتى العقائد والأيديولوجيات والأفكار والمعتقدات الوضعية.. فعادت بالجدب، والخواء، والعنف، والاستبداد، والطغيان، وظلم الإنسان لأخيه وبيئته بكل وجوداتها، فلم تسلم حتى البيئة من أذاه....
أمل البشرية والشعوب قاطبة إمامنا المنتظر(عجّل الله فرجه) هو حلم الإنسانية بالسلام، والحرية، والمساواة، والبناء، والسعادة، فثمة بارقة أمل ونور يُستضاء به، ليهدي البشرية لطريق الاستقامة.. والخير.. والإيمان.. والتقوى.. والتعاون.. والسلام: (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ) يونس: 20، (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) فاطر:24. (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) ألأنبياء: 105.
وبما أن لتأثير الإعلام في عصر العولمة حضوره الكبير في الانترنت، والإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء... فالمُرتجى الاهتمام الكبير بأهمّ قضية كونية، إنسانية، لا يختلف عليها اثنان، وهي أن الحقّ لابدّ له من الظهور، لكن هناك بعض التفاوت في الأطروحات الفكريّة.. والعقائديّة.. لا تؤثر سلباً باتجاه القيمة الكبرى للهدف الأعظم للبشرية جميعاً... ومن وسائل الإعلام المُهمّة الخطاب المرئي والمسموع والمقروء؛ والأخير- المقروء - للصحافة الجادة الدور الأبرز في النهوض الحضاري والفكري والروحي والأخلاقي، كما في كتاب د. جان جبران كرم (مدخل إلى لغة الإعلام) يقول (بيار البير) عن الصحافة المكتوبة: (إنها في آن واحد إنتاج صناعي وخلق فكري.. ولاتتبينّ العلّة الحقيقية لوحدتها الاّ من خلال تحديد الوظائف الإجتماعية التي تؤمن كل واحدة من مشوراتها في مستويات متفاوته)، فيما يقول (أدولف أوخس) ناشر جريدة نيويورك تايمز: (الصحافة مهنة مكرّسة للصالح العام، ولفضح الألاعيب والشرور، وعدم الكفاءة في الشؤون العامة، مهنة لاتؤثر الروح الحزبية الضيقة في ممارستها، بل تكون عادلة ومنصفة لأصحاب الآراء المعارضة. مهنة شعارّها المرشد هو (ليكن هناك نور).. فالصحافة إذا عمدت لرفع الوعي الفكري والثقافي والمعرفي، تصبّ في خدمة رسالتها الإعلامية الهادفة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat