الــعــلاقـات الــوديَّــة بــيــن الـســيــّدة زيــنــب وأخــيـها الإمــــــــام الــحــســيــن(عليه السلام)  
غدير مسلم حسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إنَّ رَوابط المَحبّة ، والعلاقات الودّية بين الإخوة والأخَوات كانَتْ مِن قديمِ الزمانِ، حتّى صارّت يُضرَب بها المَثَل في المَحبّة والمودَّة بين اثنين، فيُقال : كأنّهما أخَوان، أو كأنَّهما أخٌ وأُخت.
ولكنّ العلاقات الـودّية ورَوابط المحبّة بين الإمام الحسين وبين أُخته السيّدة زينب (عليها السلام) كانت في القمّة ولا أُبالغ إذا قلتُ: لا يوجد ولم يوجد في العالَم أخٌ وأُختٌ تربُطهما رَوابطُ المحبّة والوداد مثْل الإمام الحسين وأُخته السيّدة زينب (عليهما السلام) .
وكيف لا يكونان كذلك وقد تَرَبَّيا في حِجْرٍ واحد وتَفرّعا مِن شجرة واحدة ؟!
ولم تكن تلك العلاقات مُنبَعثة عن عاطفة القَرابة فحسْب، بل عَرَف كلّ واحدٍ منهما ما للآخَر مِن الكرامة، وجَلالة القَدر وعِظَم الشأن 
     فالسيّدة تَعرفُ أخاها بأنَّه:
سيّد شباب أهل الجنَّة ورَيحانة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وتَعلم بأنَّ الله تعالى قد أثنى على أخيها في آيات كثيرة مِن القرآن الكريم، كآية المباهَلة، وآية الموَّدة، وآية التطهير، وسورة ⁽⁽هلأتى⁾⁾،وغيرهامنالآياتوالسُوَر.
بالإضافة إلى أنّها عاشتْ سنوات مع أخيها في بيتٍ واحد، وشاهَدَتْ ما كان يَتمتَّع به أخوها مِن مكارم الأخلاق والعبادة والروحانيّة، وعَرَفتْ ما لأخيها مِن علوّ المنزلة وسُموّ الدرَجة عند الله عزّ وجلّ.
وتَعلم أنّه إمامٌ مَنصوب مِن عند الله تعالى، مَنصوص عليه بالإمامة العُظمى والولاية الكُبرى مِن الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وهكذا يَعرف الإمام الحسين (عليه السلام) أُختَه السيّدة زينب (عليها السلام) حَقَّ المعرفة، ويَعلم فضائلَها وفَواضِلها وخَصائصَها
 وقد جاءَ في التاريخ : أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) كان يَقرأ القرآن الكريم – ذات يوم – فدَخَلتْ عليه السيّدة زينب(عليها السلام) ، فقامَ مِن مكانه وهو يَحملُ القرآنَ بيده ، كلُّ ذلك احتراماً لها . 
وقد ذكَّرَ أصحابُ السيَّر :
أنهُ عندما تزوَّجت السيدة زينب(عليها السلام) مِن أبنِ عَمِها عبد الله أبن جعفر الطيار (سلام الله عليه) وقد مضى على زَواجِهُما سبعة ليالٍ ، حينها قَصَّد الأخُ العطوف الإمامُ الحسين (عليه السلام) , دار أختهُ الحوراء زينب (عليها السلام) لِيباركَ لها ذلكَ الزواجَ الميمونْ فلَّما دَخل الدار وجَدَها نائمة في ظِل صحنِ الدارِ, وقدّ أخَّذَ ذلكَ الظلِ ينحسرُ شيئاً فشيئاً حتى كادت أشعةُ الشمسِ أن تسقطَ على جسد الحوراءِ (عليها السلام) ـ وإذا بالإمام الحسين (عليه السلام) يضعُ رِدائهُ فوق رأسهُ ويُخرِجُ يديه مِن كُميَّ الرِداءَ واقِفاً يُظلِلُها بجسدهِ الشامخُ ورِدائهُ المقدس لئلا تُصيبَها حرارةُ الشمسِ ......... 
حينَها انْتَبَهت السيدة زينب (عليها السلام) ورأت ما فَعلهُ لَها الإمام الحسين (روحي فِداه) فبادَّرت لهُ مُعتَذرتاً أن سامحنِي أبا عبد الله فإني لم أكُن مُنتبِهة حيّن دخولك فرَّد عليها وهو مُتبَسِمٌ 
قالَ : لا عليكِ يا أبنةَ أمير المؤمنين .... 
إنَكِ قائمةً في الليلِ صائمةً في النهارِ فأرهَقكِ التعب , ونِمْتِ قليلاً حِينَها خِفتُ عليكِ مِن أشعة الشمسِ فظللتُكِ بِرِدائي هذا , فقالت لهُ : يا أبن رسولِ الله سيبقى فِعلُكَ هذا دَيناً عليَّ أسألُ الله أن يوَفِقَني يوماً لاستردادهُ
فإخلاص هذهِ الصديقة الصغرى دَفَعها أن تؤدي ما عليها من وَفاءٍ
 مَرّت مِن بعدما أُخِذت سبية مِن كربلاء الى الكوفةِ أن تَرمي بِنفسها مِن على ظهرِ الناقةِ واقفةً عِند الجسدِ المقدَسِ لأخيها الإمام الحسين (عليه السلام) حتى تَبِرُّ دَيّنها وتُظلِلُ بِرِدائِها لِذلكَ الجسدِ المُقدس , ولمْ تَكتَفي عِندَ هذا الوَفاء فَحَسب وإنما تُبدي أن تُعطي أكثرَ مِن  هذا , وقد شَهِدَ على ذلِك قولَها في ذلِك الحين :
أخي لو خيَّروني بينَ البقاءِ عِندَك أو الرحيلِ عنكَ لاخترتُ  البقاءَ على الرحيلِ ولو علِمتُ أن الذِئابَ تأكلُ لَحمي وتُقَطعني بأنيابِها .
وقد صدَّقَ مَن قال :
ولو كُــنَّ النِساءَ كمِثلِ زينب 
                     لـــفُضِلَت النِساءُ على الرِجالِ .
فإنَّ كُلَ متتبِعٍ ....حينَما يُمعِن بِدقَة في سيرةِ ومسيرةِ السيدة الحوراء (عليها السلام) سيَجدُها إنّها تستَحقُ لَقبَ أُمها السيدة الزهراء (صلوات الله عليها) 
ذلِك اللقبَ الذي أشارَ بهِ الرسول الكريم
 (صلى الله عليه وآلهوسلم ) بــ (أم أبيها) 
فها هيّ أبنَتها الحوراء ..... لأبــيها علي (عليه السلام) 
              كذلِكَ   (  هي ...أُم أَبيها )
يومَها قامَتْ أُمها فاطمة .... بأَعباءِ المَسؤوليةِ ولها مِن العُمرِ خمسْ سنين ... مُشاطِرتاً أَبوها المسؤولِية 
(صبرتْ، ونَشرَتْ، وتَعبّدتْ، ونَسكَتْ، وجاهَدتْ) 
وهذهِ الصِفاتِ تجسَدتْ في السيدة زينب (عليها السلام) طِبقاً لِصفاتِ أُمِها...
سيدة نساء العالمين (صلوات الله عليها)
حينَها لمّا رَحلتْ أُمها الزهراء (عليها السلام) 
كان لهّا مِن العمرِ .... كعمرِ البتُول لمّا فارَقتْ أُمِها خديجة بنت خويلد (عليها السلام) 
فـانبَلَجَتْ الصديقة الصغرى، مُشاطِرَتاً 
أَبوها أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) 
بِكُل ما حلّ بــــهِ... روحـــي فــداه 
فهيّ (صَبرَتْ كأُمِها، وجاهَدَتْ، ونَشرَتْ، وتَعبدَتْ، ونسكَتْ)
بلّ وزادَتْ على ذلِكَ أنَّها تكفَلَتْ بتربيةِ أُخوتِها 
أُخوتِها مِن أُمِها وأَبيها.... وحتّى أُخوتِها مِن أَبِيها  

وصَدّقَ مَنْ قالَ فِيها ....

بــأبي التي ورِثتْ مصائبُ أُمِها 
                            فَغَدتْ تُقابِلُها بـِـصبرِ أَبِيها 
لمْ تَلهُو عنْ جَمعِ العِيالِ وحِفظِهمْ
                        بـِـفراقِ أُخوتِها  وفَقّدِ بـــنِيها ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غدير مسلم حسين

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الــعــلاقـات الــوديَّــة بــيــن الـســيــّدة زيــنــب وأخــيـها الإمــــــــام الــحــســيــن(عليه السلام)  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net