صفحة الكاتب : هاشم الصفار

الإخلاصُ في العمل
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  من ضرورات نجاح وتطور المجتمعات على مر التاريخ هو التفاني والإخلاص في العمل مهما كانت الظروف والصعوبات، وهو ما يفتقر إليه بعض الناس سواء في القطاع الخاص: كالحرف، والتجارة، وسائر الصناعات.. أو ممن خدمتهم الوساطة والمحسوبية في اعتلاء المناصب، لكنهم في ظل المغريات الجديدة، أضاعوا مسؤوليتهم تجاه بلدهم وأبناء جلدتهم، ولم يحافظوا على الأمانة الملقاة على عاتقهم.. 
 فالإخلاص في العمل يحتاج إلى النية الحسنة، والتوفيق، والعناية الإلهية؛ فغالباً ما نجد الإنسانَ يشطّ بعيداً عن الغاية والهدف من وجوده على أرض الخليقة، بعد أن وهبه اللهُ(جلّ في علاه) الموهبة والقدرة على التطور الفكري والعملي.. وهو في ذهابه بعيداً، يقدمُ حججاً وتبريرات واهية، تارة بالمشاكل والأجواء غير المناسبة، وتارة تسيطر عليه غريزة الأنا، والفوقية، وحبّ التسلط والسيطرة، ومنها تصفية حسابات شخصية مع من يخالفونه في الرأي والتوجهات، وهذا ما نشاهده جلياً في دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية والمدنية وغيرها...
 لماذا لايحرصُ المرءُ على أن ينأى بنفسه عن الصراعات الداخلية، ويصبّ مجهوده فقط لخدمة عمله بما يعود نفعه لمكان العمل، أو للمؤسسة، وبالنتيجة للصالح العام..؟ على المرء أن يفكر مليّاً بعمله في درجاته العالية، وبعمله في مستوياته المتدنية، ويعمل على دراسة الفارق بين المستويين، ليجد في النتيجة أن هناك عوامل يمكن تجاوزها والتغاضي عنها، كانت ربما سبباً في تدني مستوى إخلاصه في العمل..
وهناك نقطة مهمة تبرز مع مرور الزمن، فالتاريخ والذكريات لن ترحم المتقاعسين عن عملهم، المتخذين مناصبهم أداة لتصفية زملائهم، أو من يقف في طريق أهوائهم وأمزجتهم الخاصة.. المشكلة في مجتمعاتنا -وقد تكون هي السبب في تخلفنا عن ركب التطور الأممي- هي الإفراط والتفريط في علاقاتنا مع الآخرين، تحت مفهوم شائك ومعقد، مفاده في توجهين لا ثالث لهما، الأول: (إما أن تكون على وفاق معي، فأترك لك الحبلَ على الغارب، وأعمل على دعمك وإسنادك مهما كنت مخطئاً)، وبالتالي تكوين شبكة مصالح مشتركة تحمي عبث مثل هؤلاء، وقد بيّنها صراحة الإمام أمير المؤمنين وسيد البلغاء علي عليه السلام، في قوله لعمر -عندما طلب منه عمر البيعة لأبي بكر-: (احلب حلباً لك شطره، اشدد له اليوم ليرد عليك غداً).. والتوجه الآخر: (إما أن أختلفَ معك، فأعمل على إلغائك وتصفيتك، ومحو كل حسناتك من سجل التاريخ..!)، وهو ما نراه الآن يتجلى بأبشع صوره، بعكس ما كنا نأمله من التغيير الجديد، ومناخ اللحوق بركب المتقدمين.
إنها دعوة لكل المبتلين بهذه الآفة(الدكتاتورية المصغرة)، أن يضعوا خدمة الناس نصب أعينهم، بعيداً عن المهاترات والتكتلات التي ترجعنا إلى الوراء.. وأن يراجعوا أنفسَهم، ويتقوا اللهَ سبحانه فيما يقولون ويفعلون، قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/02



كتابة تعليق لموضوع : الإخلاصُ في العمل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net