صفحة الكاتب : منتظر الحسيني

عينيّة العقل الحر
منتظر الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعتبر عينية الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري من أروع ما قيل في سيد الشهداء(صلوات الله وسلامه عليه)، وكثيرة هي الدلالات والمعاني العميقة التي يمكن أن نستوحيها من هذه القصيدة الخالدة.
وفي واحدة من أبرز المعاني والقيم الرائعة في عينيته يشير الشاعر إلى ضرورة تفعيل (العقل الحر) من أجل الوصول إلى الحقيقة الحسينية، حيث يبيّن ابتداء من البيت (34) والى نهاية عينيَّتِه العملاقة النهج الذي سار عليه من أجل الوصول إلى هذه الحقيقة، محرراً عقله من كل الشوائب والأصنام الفكرية والسياسية والاجتماعية، والتي تطرق لها في أبياته اللاحقة.  
فاتجه الجواهري إلى الحسين مباشرة من خلال عقله الحر, ليثبت؛ "هل أن القضية الحسينية تستحق كل هذا الذكر عبر القرون؟"، "وما الدليل على أن الحسين هو المجسّد الحقيقي للرسالة الإلهية؟".
وبعد أن تحرّر عقل الشاعر من كل شائبة، رأى الحسينَ بصورة عبّر عنها قائلاً: (وجدتكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ ... بأعظمَ منها ولا أَرْوَع)، مؤمناً بأن أعظم دليل على كون الحسين هو حجة الله على خلقه قيامه بالتضحية والفداء بتلك الصورة التي حدثت في عاشوراء فيقول: (وماذا! أأروعُ مِن أن يكون.. لحمُكَ وَقفاً على المِبْضَع).
 ثم لم يقتصر فداء الحسين بنفسه بل بكل من هو غالٍ على قلبه وروحه، ابتداء من الأطفال الرضع، وعياله، وانتهاء بخيرة رجالات الإسلام والإنسانية ممن كانوا حوله.
والدليل الآخر الذي عمّق إيمان الشاعر بالحسين هو مستوى الفداء التي اتسم به هؤلاء الأصحاب والنساء بل حتى الأطفال، حيث جعلوا من أجسادهم درعاً واقية حول جسده الطاهر, حيث اكتشف الجواهري سراً وجاذبية غريبة نحو أبي الشهداء تأسر الطفل قبل الكبير، فكانت هذه المواقف أعظم دليل بالنسبة للشاعر على أن الحسين هو خليفة الحق على الأرض.
ويحاول الجواهري في بقية أبياته الإشارة إلى أن هذا التقديس للحسين هو أمر فطري بالنسبة لكل إنسان حر مهما كان دينه ومعتقده، مشيرا إلى أن الكثيرين ممن ينتحلون ثياب الدين هم أبعد الناس عن الحسين وعن فكر وثقافة الحسينيين فيقول: (وقدست ذكراك لم انتحل.. ثياب التقاة ولم ادّعِ).
لذا كانت هذه القصيدة العظيمة تستحق وبجدارة أن تخطّ بماء الذهب في مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) لما تحمله من أبعاد فكرية وعقائدية عميقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/03



كتابة تعليق لموضوع : عينيّة العقل الحر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net