صفحة الكاتب : صدى الروضتين

الرادود الحسيني باسم الكربلائي صوتٌ تتجدّد فيه أصالة القصيدة الحسينية
صدى الروضتين

 لُقِّب بمدرسة الإنشاد الحسيني، مزج بين الموهبة الرائعة وتسخير التقنية الحديثة للخروج بإبداع فني يجمع بين أصالة الماضي ومتطلبات العصر، فأصبح امتداداً لمن سبقه، ومدرسة رصينة لمن يليه، وغدا نتاجه جزءاً من تراثنا الشيعي الذي نفخر به أمام العالم، متسلّحاً بالثقافة الفنية العالية مع الإخلاص والتواضع ودماثة الخلق، ومتّسماً بجاذبية خاصة أثّرت بجيل الشباب، وغيّرت اتجاههم بعيداً عن مغريات العصر متجهين نحو ثقافة آل البيت الأطهار(ع)، فهو يمتاز بالرقة والشَّجو في أدائه تلبية لقول إمامه الصادق(ع) حين قال: أنشدني كما تنشدون.. يعني بالرّقّة، فنُقشت قصائده على جدران القلوب، وازداد عشقها للحسين(ع)، حتى صار صوته صدىً لصرخة زينب الكبرى(ع): "فوالله لا تمحوا ذكرنا"، إنه ناعي العترة:

الحاج الرادود ملا باسم الكربلائي
(صدى الروضتين) التقت بالحاج باسم الكربلائي في حضرة أبي الفضل العباس(عليه السلام) لمناقشة واقع الإنتاج الحسيني، والإشكالات التي تحيط به، فكان هذا الحوار:
صدى الروضتين: بداية، هل يمكن أن تعطينا عدداً تقريبياً لإنتاجك من القصائد الحسينية؟
 يبلغ عدد القصائد التي قرأتها على مستوى المنبر حتى الآن أكثر من(6000) قصيدة حسينية، أما بالنسبة لإنتاج القصائد التي تم تسجيلها على شكل أشرطة وكليبات صوتية داخل الاستوديو فهي تتعدى(1500) قصيدة.
صدى الروضتين: يُقال أن السينما تحملُ صفة الخلود والتأثير المباشر، و(الفيديو كليب) هو فليم سينمائي قصير وله نفس التأثير، ألا ترى أن إنتاجك الضخم من القصائد الصوتية يقابله ضعف وقلة في إنتاج الفيديو كليب، فما هي الأسباب؟
 بالفعل هذا صحيح، وهنالك في الواقع إهمال وضعف كبيران في الإنتاج الحسيني، وفي مجال الإعلام المرئي والسينمائي بشكل عام، وعلى رأسها إنتاج (الفيديو كليب) الجيِّد للقصائد الحسينية؛ فالمشكلة الحقيقية في الواقع هي التمويل المادي، فلا تجد ممولاً حقيقياً للقصيدة الحسينية، حيث يتم إنتاج القصائد بالجهود الفردية للرادود، أو حسب علاقاته الشخصية، وهو أمر غير ثابت ومتذبذب يختلف باختلاف الظروف وإمكانات الرادود الذاتية، لذا تجد الإنتاج الجيد هو قليل ونادر جداً، فلا توجد مؤسسة أو مركز متخصص يتبنى إنتاج (الفيديو كليب) وعلى مستوى راقٍ وعلمي في نفس الوقت.
صدى الروضتين: هل يمكن أن تعطينا مقداراً تقريبياً لتكلفة الفيديو كليب الناجح؟ 
على سبيل المثال بلغت تكلفة إنتاج الفيديو كليب لقصيدة "خذ ولائي" مائة ألف دولار، بينما تعدّت قصيدة "ثار الله" ألـ(120) ألف دولار.
صدى الروضتين: قد يعتبره البعض مبلغاً ضخماً، فلماذا كل هذه التكلفة الكبيرة؟ 
هذه التكلفة ليست كبيرة مطلقاً، فأنا أستطيع الآن أن أجلب كاميرا مع إضاءة، وأقف وأقرأ لك قصيدة معينة، وأطلق على هذا العمل (فيديو كليب) ولن يكلفني مبلغاً كبيراً، ولكن ليس هذا ما نهدف إليه في خدمة الـمعصومين الأربعة عشر(عليهم السلام)، وليس هذا ما نسعى إليه في خضم هذا العصر المتطور.
 أما إذا أردتَ إنتاج سيناريو على مستوى قصيدة (خذ ولائي) أو أفضل من ذلك، ليتسم بالخلود والاستمرارية على مدار السنين؛ فأنت بحاجة إلى كاتب سيناريو متخصص، ومخرج على مستوى فني عالٍ، بالإضافة إلى متخصصين وفنيين في التصوير والإضاءة والماكياج وغيرها... ففي كليب (ثار الله) مثلاً احتجنا إلى خبير في عمل المتفجرات، كما أن هذه الجهود يجب أن تُدعم بأجهزة تصوير تحمل تقنيات حديثة، وذلك بالطبع يحتاج إلى مبالغ كبيرة؛ لكي نظهر القضية الحسينية بشكل يؤثر في المجتمعات الغربية وليس على نطاق منطقتنا فقط.
صدى الروضتين: هل تخلو الساحة من أصحاب أموال داعمين للإنتاج الحسيني؟
 المشكلة تكمن في قلة الوعي والتغافل عن دور الإعلام باعتباره أهمَّ ركيزة لخدمة أهل البيت(عليهم السلام)، فمن السهولة أن تجدَ شخصاً يدعمك في مسألة الإطعام أو الأعمال الخيرية المختلفة، ولكن في مجال الإعلام لا تجد أن هناك إدراكاً كافياً من قبل الأغلبية لمدى خطورة سلاح الإعلام، وكونه من أعظم الأعمال التي يمكن أن تُقدَّم قربة إلى الله تعالى، وخدمة عظيمة لأهل البيت(عليهم السلام)، في حين تجد المؤسسات الإعلامية في العالم الغربي تنتج أفلاماً توثق تأريخ الكون منذ عصر الدينصورات، وحتى تصل إلى أفلام الخيال العلمي، ونحن لدينا الإمام الحسين والعباس(ع)، وشخصيات حقيقية وواقعية أُخَر لا تعد ولا تحصى، مثل: الحر، وزهير، وحبيب، والكثيرين غيرهم.. ولكنها تُطرح بشكل متواضع لا يتناسب مع روح العصر، ولا يمكن أن يقتنع بها الآخر، وسوف لن يتأثر بالأسلوب الذي نتبعه حالياً في طرح أغلب قضايانا، لذا تجد أن بعض الأعمال التي لاقت قبولاً كبيراً من قبل الجمهور: كمسلسل يوسف الصديق، ومريم العذراء.. كان السبب في نجاحها أنها طُرحت بأسلوب درامي وسينمائي جيد.
صدى الروضتين: هل يمكن اعتبار باسم الكربلائي هو موهبة لم تُستغل بالشكل المطلوب في إنتاج أعمال كبيرة؟
إن باسم الكربلائي لا يعمل لباسم، فأنا أتبع خط الـ(14) معصوماً، ويجب أن أقوم بدوري بأكمل وجه في كل لحظة من لحظات عمري التي قدّرها لي ربُّ العالمين، وأن لا أضيّع الموهبة التي أنعم اللهُ بها عليّ، فعند صعودي على المنبر أحاول أن أبذل أقصى جهدي وطاقتي من أجل السيطرة على خمسة آلاف أو عشرة آلاف شخص أو أكثر، وتوجيههم بالشكل المطلوب أثناء قراءة القصيدة، وفي نفس الوقت أتعب في عمل الطور، وأتعمّق في الكلمات، وأحاول أن أعطي كل كلمة بل كل حرف حقَّه أثناء إلقائي للقصيدة؛ لذا فنحن نحاول أن نبذل قصارى جهدنا في خدمة أهل البيت(عليهم السلام).
 ومن المؤسف أن تُهدر الطاقات ولا تُستثمر بالشكل الحقيقي، وتضيع مع مرور الزمن، فأنا وغيري من الرواديد نتمنى أن يكون هناك شخص أو مؤسسة تتكفلني أو تتكفل أيّ رادود حسيني، بشرط أن لا تكون تابعة لجهة معينة بل حسينية التوجه، فأنا مستعد أن أكون تحت ظلها، والعمل على إنتاج أعمال رائعة تعرّف العالم بآل محمد(عليهم السلام) بالشكل والمستوى الراقي الذي يليق بمقاماتهم العليا.
صدى الروضتين: لكننا نرى أن شركات الإنتاج تتسابق لاستثمار النجم إذا ما وصل جمهوره لمليون شخص فقط، فكيف بباسم الذي يستمع إليه الملايين؟
 بالفعل قام أصحاب الشركات الأُخَر التي تنشر الغناء والرذيلة بتقديم عروض للعمل معهم، وتوقيع عقود مغرية؛ لأترك الحسين وأهل البيت الأطهار(عليهم السلام) من أجل المغريات المادية، وتسخير صوتي بعيداً عن الساحة الحسينية، فالاتجاه الآخر لديه ماكنة إعلامية وشركات معروفة لا داعي لذكر اسمها، تجذب الملايين من الشباب اتجاه الغناء والفجور.. وفي المقابل نحن نفتقر إلى هكذا نوع من الشركات الإنتاجية الضخمة التي تستثمر المواهب والطاقات الموجودة في الساحة باتجاه فكر وثقافة أهل البيت(عليهم السلام).
صدى الروضتين: لكن هذه الشركات كما تعلم هي استثمارية وربحية، فهل يمكن أن يستثمر أصحاب رؤوس الأموال في الإنتاج الحسيني؟ 
 بالطبع يمكن ذلك، فعلى سبيل المثال تقوم إحدى الفضائيات بتوقيع عقد مع باسم بأن تملك حقوق جميع الكليبات التي تنتجها معي؛ على أن لا يقل تمويل كل فيديو كليب عن مبلغ معين لضمان جودة العمل، بعدها تقوم ببيع العمل إلى باقي الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وهكذا لباقي أنواع الإنتاج.. ولكن هناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها، وهي أننا نحمل عقيدة راسخة بأن التجارة مع الحسين(عليه السلام) هي تجارة مع الله سبحانه وتعالى، ونؤمن أن مجرد خِدمة أهل البيت(عليهم السلام) تبارك في حياة الإنسان وفي رزقه، وهي تجارة لن تبور ببركة سيد الشهداء(عليه السلام)، حتى لا نتعامل مع هذه القضية بأسلوب مادي بحت فنبتعد عن القضية الأساسية، وهي واجبنا أمام العترة الطاهرة(عليهم السلام).
صدى الروضتين: ما هو رأيك بـ(الفيديو كليبات) الحسينية التي ينتجها الشبابُ اليوم، وبمبالغ بسيطة؟
 إن التسجيل الصوتي فقط للقصيدة الواحدة يكلفني ما يقارب(2000) دولار، في حين تجد أن بعض الشباب اليوم يقومون بتصوير فيديو كليب كامل بثلاثة أو أربعة آلاف دولار، لذا تكون النتيجة مستوى رديئاً أو ضعيفاً جداً، ثم ينال بعدها انتقاداً كبيراً من قبل الناس.
صدى الروضتين: فكيف تنصح الرواديد الشباب بالتعامل مع (الفيديو كليب) بإمكاناتهم المادية المتواضعة؟
 على الشاب أن لا يتسرع بإنتاج (الفيديو كليب)، فأنا شخصياً أنتج في العام واحداً فقط، ولكن بمستوى عالٍ، وفي هذا العام لم أُنتج أيَّ (فيديو كليب)؛ بسبب عدم توفر التمويل الكافي، لذا على الشاب بدلاً من قيامهم بتصوير(5) كليبات متواضعة، أن يستثمرها في عمل واحد فقط، ولكن بشكل جميل ومؤثر في نفس الوقت.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/06



كتابة تعليق لموضوع : الرادود الحسيني باسم الكربلائي صوتٌ تتجدّد فيه أصالة القصيدة الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net