الحقيبة المدرسية
عبد الملك كمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الملك كمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ببهجة وفرح وسعادة، نشاهد أحبتنا تلامذة المدرسة الابتدائية في الطرقات والأزقة زرافات ومجاميع، يمسك بعضهم بيد بعض أو بمرافقة الوالدين، وهذا السيل من أسراب القطا يتلهف لدخول المدرسة، تحدوهم فرحة اللقاء مع معلمهم أو معلمتهم، وهم أب وأم رؤوم يبادلونهم الفرحة والمحبة، وتتشكل بينهم علاقات حميمية ولا غرابة، فمعلم الصف الأول والثاني هو الباني الأول لهذا الصرح التربوي الراسخ المتين، وأنت تشاهده كالممثل المسرحي يروح ويجيء ملوحاً بأصابعه، يرسم حروفاً بالهواء، ويصدر أصواتاً مقلداً أشخاصاً أو حيوانات، مضمناً ذلك حروف وعبارات الدرس، وهذا أنجح تربوي يشدّ تلامذته للدرس صوتاً وصورة، وتعبيراً وسلوكاً.
ومن خلال عملنا بهذه المهنة التربوية، ترى أن معلم الصف الأول شفاف المزاج، جيد في علاقاته الأسرية والاجتماعية، وله كامل الصلاحية من ادارة المدرسة في الانتقال من الصف لحديقة المدرسة، أو لمدرسة مجاورة، مصطحباً تلامذة صفه، ويتوفر لديه خزين من اللعب والأزهار والوسائل التعليمية الملونة... وحبذا صف واسع مريح نظيف، كل ذلك من مكملات الدرس الناجح.
أما الحقيبة المدرسية وخاصة للصف الأول والثاني، فمن خلال متابعتنا وجدنا أن حقيبة التلميذ تزن حوالي الأربعة كيلو غرامات من كتب وقرطاسية وعبوة الماء المعقم، وبعض الطعام، كل هذا يضاف لوزن الحقيبة، مما يشكل ثقلاً يصعب على تلميذ الصف الأول والثاني حمله، لاسيما عموده الفقري الغض، وعظامه الهشة.
لذا نقترح وجود خزان (لوكر) خاص بالصف عند الانتهاء من الدوام المدرسي، يجمع مرشد الصف كتب تلامذته كل في كيس خاص لكل تلميذ، وفي اليوم التالي تُوزع عليهم كتبهم، مما يخفف عبء نقلها يومياً للبيت، وتكون الحقيبة خفيفة الوزن، وبذا نحافظ على صحة وسلامة التلميذ، وفي نفس الوقت نحافظ على سلامة ونظافة الكتب والقرطاسية.
وإذا كان هناك من واجب بيتي، فليكن دفتر (60) ورقة فقط في حقيبة التلميذ لغرض الواجب البسيط؛ لأن الإكثار من الواجبات البيتية غير محبّذ تربوياً لهذا العمر (ست أو سبع سنوات)، وحبذا الإكثار من مراجعة أولياء الأمور لمعلم الأول والثاني لمتابعة النشاط والسلوك اليومي لأبنائهم... وأعتقد أن هذا أمر مهم جداً للتعاون في بناء جيل سليم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat