صفحة الكاتب : هاشم الصفار

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتمد بناء الأسرة على عدة أسس رصينة ينبغي تذليل السبل لتحصيلها وصولاً لغاية أسمى شرّعها الباري في كتابه العزيز: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..)، ذلك الزواج المقترن بالمودة والرحمة له مقدمات حسن اختيار الشريك الصالح، والتي تجمع الروايات على ضرورة توفر عنصري الدين والخلق لكليهما، وهذان العنصران لهما القوة والقدرة على إيصال سفينة الحياة الزوجية إلى برّ الأمان. 
 بداية يُفاجأ الشاب بقيمة المهر المرتفعة ظناً من أهل الفتاة بأن هذا الأمر ما هو إلا ضمان لمستقبل ابنتهم، متناسين أن سعادة البنت تكمن في انتقاء زوج معروف عند الناس بدينه وأخلاقه الفاضلة وسيرته الحسنة.. وهي أمور تضمن حياة زوجية هانئة ومستقرة.
أما مسألة المهور إن زادت أو نقصت فلن تغيِّر من سعادة الحياة الزوجية في شيء، والإفراط في المهور يُعدّ من شكليات العصر التي ابتلينا بها، والأدهى أن تنتقل تلك العادة السيئة بسرعة، ولا يُؤخذ بنموذج الزواج المثالي المبني على المهر المعقول، وهو توفير الحدّ الأدنى من الأثاث بما يستطيعه الزوج، وهي أمور فانية - مع قليل من التأمل – فإن قبلت المرأة الصالحة بالرجل المتديّن ذي الخلق الرفيع أغناها اللهُ به عن الدنيا وما فيها.. ففي كتاب تهذيب الأحكام جاء رجل إلى الإمام الحسن (عليه السلام) يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: (زوِّجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمْها).
وما نشهده في العصر الحالي – وللأسف الشديد – من تزايد حالات الطلاق؛ بسبب الخلافات الزوجية والتي على إثرها ضاع الأبناء في تلك الهوّة السحيقة، وتردّت أخلاقهم ومستوياتهم العلمية، وصاروا عرضة للعقد النفسية وعدم الإنسجام مع المجتمع؛ لذا فإن حسن اختيار الزوجة الصالحة يغني منذ البداية عن التورط في خلافات لا حصر لها، يدفع ثمنها الأبناء دون ذنب، ولا ينبغي حتى مع تنامي الخلاف ترك الحبل هكذا على الغارب، فهناك عدة حلول تربوية منها الملاطفة والمصارحة وتشخيص الأخطاء، ومحاولة عدم تكرارها من كلا الطرفين.. وبالتالي الحياة الزوجية عمادها التفاهم والانسجام.. ولكن إن ساءت الأمور، ووصل الحال إلى طريق مسدود، فإن الباري (عزَّ وجل) قد شرّع لنا الطلاق مثلما شرّع لنا الزواج، قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)؛ لأن كل لحظة تمر على حياة زوجية مضطربة هي استنزاف حقيقي لحياة الزوجين وأبنائهما.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/07



كتابة تعليق لموضوع : وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net