صفحة الكاتب : معد البطاط

جدلية تفضيل أهل البيت(ع) على الأنبياء الحلقة الثالثة
معد البطاط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ليس ثمة شرك أو كفر في هذا الموضوع كما يحلو للبعض, فالموضوع يخصّ تفضيل إنسان على إنسان وليس له علاقة بالشرك. نعم يدخل في الكفر إذا كان ردّاً على الله (جلّ جلاله) أو نبيه الكريم(ص) بما ثبت عنهما في الكتاب والسنة، ولكن ليس في الكتاب ولا في السنة ما يثبت تفضيل الأنبياء على من سواهم بالقطع، رغم وجود ما يدلُّ على تفاضلهم فيما بينهم، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ)، وقوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، بل إننا نجد من ذهب لتفضيل أئمة أهل البيت(ع) يدعم قوله بأدلة من الكتاب والسنة، ولذا لا يمكن بحال أن يدخل ذلك في الكفر كما يقولُ المتطرفون.
مقامُ النبوة ومقام الإمامة 
هناك أمر لا غنى عن معرفته وبه يتضح الكثير مما نحن بصدده، وهو: هل أنَّ هناك منزلة تُسمى الإمامة؟ وإذا وُجدت، فهل منزلة النبوة أرفع منها، أم أنَّها أرفع من النبوة؟
نعرض الموضوع على كتاب الله ففيه تبيان كل شيء: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ).
ولا ننسى أنَّ الله سبحانه أمرنا بالتدبر في آياته لنكتشف منها الحقيقة، و من التدبر أن نربط آيات الموضوع بعضها ببعض كي يوضح ويكشف بعضها بعضا, فمن اجتهد بإتباع أمر الله في هذا التدبر فأصاب فيها، وإذا لم يصب فهو معذور؛ لكونه أفرغ جهده بما منحه الله من عقل في كتاب الله وسنة رسوله (ص)، وينبغي علينا أن نحترم الرأي الذي ينبثق من هكذا فكر.
 قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). 
هذه الآية الكريمة تفصِّل بين النبوة والإمامة, فالله سبحانه يبتلي إبراهيم(ع) ويختبره ويمتحنه بكلمات، وهذه الكلمات كما يتضح من القرآن الكريم هي قضايا ابتليَ بها وعهود إلهية أريدت منه: كابتلائه بالكواكب والأصنام، والنار والهجرة وترك أهله بوادٍ غير ذي زرع،  وتضحيته بابنه، وهو أعظم الابتلاءات فقد ذكرت بوضوح حيث قال تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)، إلى أن قال: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ).
ولعل تسمية هذه الابتلاءات بكلمات من باب كون الكلمات تؤدي إلى الخبر والأمر والنهي وما شابه والقضايا تبلغ عادة بالكلام.
ومن الواضح -ولا نريد الإطالة بالاستدلال- أن هذه الآية أتت في أواخر حياة إبراهيم(ع)؛ وذلك كون الآية تذكر أنَّ هناك ابتلاءات ومنها ذبح إسماعيل(ع) مع أنَّ الذرية لم تأته إلا وهو نبي كبير السن آيس، ويتلقى الملائكة، وحين بشروه قال: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معد البطاط
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/08



كتابة تعليق لموضوع : جدلية تفضيل أهل البيت(ع) على الأنبياء الحلقة الثالثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net