ظلامة طال زمنُها اسمها (البقيع)
عبد المحسن الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد المحسن الباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثيرة هي الظلامات التي مرّ بها أهلُ بيت الوحي(صلوات الله عليهم أجمعين) منذ بعثة جدهم المصطفى(ص)، مما ألفت بحقها المجلدات الطوال، وكثر حولها القيل والقال، ولعل من أبرزها وأجلاها بعد ظلامة الزهراء وولديها الحسنين(ع) وما جرى على الأئمة الهداة، هي فاجعة هدم الأضرحة المباركة لأئمة البقيع: (الإمام الحسن المجتبى، وزين العابدين، والباقر، والصادق(ع)) قبل أكثر من(87)سنة، في جريمة خطط لها اليهود ونفذها أذنابهم المتجلببون بجلباب التوحيد، الوهابيون التكفيريون(قاتلهم الله أنى يؤفكون).
أما علموا ما لهذه المشاهد المشرفة من قدسية استمدت من قدسية الرسول الأعظم(ص)، ومن عظمة الدين الإسلامي الحنيف، فهي شواهد مسيرة الرسالة، ومنها تفوح عبقات الوحي الخالد، وتجسّد معاناة حملة لواء الدين، وهي ملك لكل المسلمين بل لكل الإنسانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يحق لزمرة عفنة متحجرة متسلطة أن تنتهك حرمتها بأي حال وتحت أي ذريعة كانت.
وحين تمر ذكرى شهادة أئمة البقيع(صلوات الله عليهم)، نتحرق شوقا للثم ثراهم العطر، والتبرك بقبورهم الشريفة وتجديد العهد معهم، ولكن ما عسانا أن نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ولعن الله ظالمي آل محمد من الأولين والآخرين، وإنا لله وإنا إليه راجعون... ورحم اللهُ الشاعر حين قال:
لِمن القبورُ الدارساتُ بطيبة * عفت لها أهلُ الشقا آثـــارا
قُـــــــــل للّذي أفتى بهدم قبورهم * أن سوف تُصلى في القيامة نــارا
أعَلِمتَ أيّ مراقد هُدِّمت * هي للملائك لا تزالُ مزارا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat