صفحة الكاتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي

التسلط آفة إجتماعية مقيتة ـ الجزء الرابع ـ
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سوف لن يتغير الحال بكتابة المقالات ونشر الأبحاث والدراسات وسرد القصص وإرسال المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا بالإمتعاض والإستهجان والذم وغيره.. أقرأ يوميا عشرات المقالات التي تندب الحظ العاثر وتشكوا للدنيا أفعال أهل الدنيا (وياليتها إشتكت الأمر لمن بيده مقاليد الأمور والقاهر فوق عباده)، كلّما أفل نجم متسلط طاغٍ  بزغ بعده مَن هو أشد منه قسوة وأعظم تنكيلا وكأنهم يتوارثون الظلم وإستعباد عباد الله وبخس حقوقهم ومن ثم التنكيل بهم في كل مناسبة. وتسمتر مسيرة المتسلطين ونستمر في التصفيق لكل من يقف على المسرح يرعد ويزبد ويتوعد ويتطير وهو يضرب على الطاولة أمامه كلما سمع كلمة حق تعارض تسلطه وتنمره وظلمه، شعاره في ذلك : "لا رأي للحقِ الضعيفِ ولا صدىً *** الرأي رأي القاهرِ الغلابِ". نعيش اليوم أيام عاشوراء الحسين صلوات الله عليه. مناسبة أليمة بكتها ملائكة السماء بدل الدموع دما "مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض". قلت لأحد الخطباء الحسينين المحترمين وكنت عندها في حضرة السيدة رقية صلوات الله عليها : سنبكي الحسين حتى تبيض عيوننا فداءً للمولى السبط الشهيد. إعتدنا أن نزور الحسين عليه السلام صباح كل يوم وقبل ذهاب الأولاد إلى دراساتهم وأعمالهم، نجتمع قبل تناول الفطور فنزور المولى بزيارة عاشوراء. لا نزور الحسين إستحبابا بل أوجبنا ذلك على أنفسنا وإلتزمنا به. أقلّ الواجب تجاه المولى عليه السلام هو أن تزوره وتبكيه وتتذكر مصابه الأليم وتحزن على فقده فمن يكون بعد جدّه ووالديه أعز إلى قلوبنا ووجداننا. نبكيه ونعاهده على السير على نهجه. لم نقل ذلك من باب الرياء والتفاخر بل الله يعلم أنه من باب حث القاري الكريم على زيارته صلوات الله عليه كل يوم إن استطاع. ليت شعري كيف لا نستطيع ردّ نزر يسير من أفضال الحسين علينا وقد ضحى بنفسه وعيالاته من أجلنا جميعا نحن خلق الله تعالى. ولهذا يحضر مجلس عزاء الحسين عليه السلام من يعتقد أنه مدين للحسين من كل الأديان السماوية ومن مختلف الطوائف والمذاهب. فالحسين للإنسانية جمعاء.. ألمْ يكن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإنسانية جمعاء؟! "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".سوف لن نتحدث هنا عن أهمية البكاء على الحسين عليه السلام أو أقل من ذلك هو التباكي عليه، فلا عجب من البكاء على سيد الشهداء روحي فداه وإنما العجب العجاب من عدم البكاء عليه عند ذكر مصابه الأليم.. البكاء على سيد الشهداء عليه السلام معروف للجميع أو يكاد، لكن الذي لا نتوقف عنده طويلا ولا ندرسه بإمعان هو ثورة الحسين عليه السلام على الظلم والإستبداد وعدم مجاملة المتسلطين المتفرعنين.. فالحسين عليه السلام ثار ضد التسلط والتجبر والطغيان، ضد النفاق وأهله وضد الباطل وأهله. ثورة الحسين عليه السلام هي إعلان مباديء تحرر الإنسان من العبودية والذل والخنوع للمتسلطين الفراعنة الجبابرة. لقد كسر الحسين عليه السلام شوكة الباطل وقصم ظهره فكان مناصرا للحق وأهله و"أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ".

مؤلم جدا ومؤسف اننا لا ندرس نهج الحسين وثورته المباركة على الظلم والطغيان، وإن كتبنا أو تكلمنا عن هذه الأمر البالغ الأهمية ظنّ البعض أننا ضد البكاء على الحسين عليه السلام ، وربما نسبنا إلى جهة لا نعلمها، أو وجهةٍ لم نقصدها يوما لا في سرّاء أو ضرّاء. وجهتنا هو خالقنا ومولانا تبارك وتعالى الذي "يكفي من كلّ شيء ولا يكفي منه شيء".

لا أدري لماذا الإصرار على عدم الإستماع لمن يسجل بعض الملاحظات على سلوكياتنا ويلفت إنتباهنا ويرشدني إلى عيوبي من أجل النهوض بالمجتمع ورقيه وازدهاره. أشرنا فيما مضى إلى معنى الرقيّ الحقيقي وهو القرب من الله تعالى "اللهم إجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام. "رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". جلنا يمارس التلسط وحسب موقعه فهو من الموروث القبيح والتركة المزعجة التي لا يمكن محوها بيسر وسهولة وفي وقت محدد. إن إنشغالنا بهذه النواقص المخجلة والمؤلمة والأفكار الهدّامة المستبدة يؤخر نمونا الطبيعي فيصبح حالنا كالمبتلى بالكساح لا يقوى على المشي بسلامة لأنه تماهل في تناول فيتامين د ولم يتعرض للمقدار الكافي من اشعة الشمس كما نصحه الأطباء المختصون. هذا هو حالنا اليوم فلا زلنا نكتب ولا من مجيب، نكتب أحيانا عن الكمامة وعن ثقافة الصراخ وأحيانا كثيرة عن آداب المجالس واليوم نكتب عن التسلط وغدا ان شاء الله نكتب عن بغضنا لبعضنا بدل الحب في الله. والنتيجة هي اننا ننشغل بالكتابة عن نواقصنا بدل العمل على محو تلك النواقص والبدأ بالخطوة الأولى نحو بناء المجتمع الواعي والأمم حولنا تتقدم بما يخدم مجتمعاتها. ربما كل الذي نتمناه اليوم أن نجد من يقرأ ما نكتب دون ان يتتبع أخطاءنا الإملائية أو السهو غير المقصود. تجدر الإشارة (وهي من المضحك المبكي) أن أحد أصقائي وهو كاتب وخطيب ومؤلف كتبَ لي ذات مرة وقال : سيدنا لقد كتبت كلمة دكتوراة بالتاء المدورة والأصح هي دكتوراه بالهاء وليس بالتاء المدورة. قلت له : سيدنا لقد أنرت قلوبنا أنار الله طريقك وأصلح بالك. لم يناقشني صديقي الباحث المعروف المحترم عن الموضوع ورأيه فيه بل أجهد نفسه بما لا ينفعني، لأني أبحث عن أخطائي الجسام وليس عن الهاء أوالتاء المدورة.

لا أكتب من أجل الكتابة وحسب، كما لا أرجو ان نقرأ من أجل الإطلاع على أساليب الكتّاب و أمزجتهم (على احسن الظن). لقد أضعنا الكثير من الوقت في نقاشات ومجادلات لا نحصد منها سوى القطيعة والتنكيل والتنابز بالألقاب، أمّا  القول في إحترام آراء الآخرين الذين نختلف معهم في وجهات النظر فهو لا يتعدى مجرد قول نقوله ولا نحترمه. لدي الكثير من التجارب والقصص لكن لا عبرة ولا فائدة من ذكرها  سوى إشغال القاري الكريم بقصص قد شبع من سماعها حد التخمة. نقرأ أو نستمع كي نصطاد عثرات الآخرين ـ إن وُجِدَتْ ـ لا كي نأخذ حكمة او موعظة حسنة، ربّ كلمة حق من متحدث أو كاتب كريم تغيّر كل سلوكياتنا الخاطئة التي إعتدنا عليها بقصد أو دون قصد. نعم .. لست هاويا للكتابة من أجل الكتابة لكني اكتب للشباب الذي أصبح محبطا يهاجر إلى أقصى بلاد الله ولا ينجو من الغرق أو الجوع والعطش أو سياط الحرّاس على الاسلاك الشائكة عند الحدود الجغرافية لبعض البلدان. نريد تقديم الحلول والمبادرات ولا نريد البكاء على الحال والمزيد من الخطابات الجوفاء وفي الليل ينام الشاب محطما نفسيا يصاب بنوبة من الأرق وفي الصباح يتكررالمشهد ويظهر الناصح المصلح على قنوات اليوتيوب يرشد الشباب!! نريد مَن يعمل للشباب فهم رجال الغد والمستقبل. لقد كتبت قبل أكثر من عشر سنين منوها إلى الإعتناء بالنشأ الحديث والتفرغ له وأيجاد المؤسسات التي تعتني به وتهتم بأمره كي ينشأ جيل واعٍ متواضع لا يعرف التسلط والتكبر والغرور، لا يسلك السلوك المنحرف ولا يتبنى الفكر السقيم لأنه نشأ نشأة سليمة وترعرع في بيئة معافاة من الأمراض والعلل والأسقام، جيل يؤمن حقا " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا". جيل لا يعيد نشر الإشاعات والأكاذيب والأخبار الزائفة عبر الوتس أب أو غيره من وسائل التواصل. لا يخفى على القاري الكريم آلاف الأخبار الزائفة التي يعاد نشرها يوميا دون التمحص في المعنى والمبنى. تناديني زوجتي أحيانا وهي مندهشة : إسمع يا جعفر لقد قال العالم الفلاني ان غدا كذا وكذا!! قلت لها : كذب وإفتراء. قالت : وكيف عرفت؟ قلت : يا زوجتي العزيزة : " إعرفْ الحق تعرف أهله"، محال ان يكون هذا قول عالم أو فقيه فربما هذا قول من يريد الإساءة لذلك السيد أو الشيخ. دعونا نناقش أمورنا بهدوء ودون صخب وجلبة. القليل من الإحترام لبعضنا البعض يمحو الكثير من التسلط. القليل من الظن الحسن يمحو الكثير من الشحناء. السؤال : "أذهِبْ به غيض قلوبنا" متى يكون ذلك سيدي الكريم؟ رب مِن مجيب يقول لي : عند الظهور المبارك للإمام الحجة عجّل الله تعالى له الفرج.

لقد مضت السنوات العشر ولم ينشأ النشأ كما تأملنا وإلتقط الفكرة غيرنا فتقرّب للشباب وكسب تعاطفهم  وووو والنتائج جلية لا تخفى عليكم.

نعم..لست هاويا للكتابة من أجل الكتابة لكني أكتب من أجل الشباب الذي لا أحد يعتني به عمليا، سهمه ونصيبه كلام وخطاب ومقال و(حرقة قلب). أين المؤسسات التي تعنى بالشباب المحترمين وتقدم لهم زاداً يوميا يتقوون به على أمور دينهم ودنياهم. أين المصلحون العاملون وليس المصلحون المتحدثون على قنوات اليوتيوب وشاشات الفضائيات. أين مجالس الوعظ والإرشاد؟ أين المعلم الواعي الذي يشجع الطلاب على الحضور ويبتسم لهم عند الصباح وبعد انتهاء الدوام ؟! أتذكر جيدا أن أحد المعلمين البائسين أراد أن يلقي بأخي الكريم سماحة السيد باقر الكيشوان من الطابق العلوي لأنه قال له بأنه متسلط على الصغار. ويتذكر القاري الكريم معي الحادثة التي حصلت قبل سنتين عندما انهال احد المعلمين في مدرسة ابتدائية جنوب العراق بالضرب المبرح وبعصا الخيزران على أحد الأولاد المساكين وكاد ان يرديه لولا ان تداركه رحمة من ربه تعالى فتدخل رئيس الوزراء وأمر بمعاقبة ذلك المعلم الجاهل اين تتلمذ وتعلم ودرس ذلك المعلم التعيس حقا؟ أمثال هذا المتعجرف يعمل على إعداد جيل من المتسلطين الوحوش. ومرة أخرى وثالثة ورابعة : أين الإعتناء بالشباب والحرص على مستقبلهم؟! فلا زلنا نفتقد إلى صالات رياضية يشرف عليها رياضيون مختصون وعلى درجة عالية من الأخلاق والسيرة الحسنة. قد يعتبر البعض المحترم ان الصالات الرياضية هي من المكروهات والقبائح التي يجب عدم تشجيعها أو انها من البطر وإضاعة الوقت وهدره باللعب!

أين محافل قراءة القرآن وحفظه وتحفيظه؟!

 أين الدروس العملية التي تعنى بتوجيه الشباب وحل (مشاكلهم) والأخذ بيدهم بكل تواضع نحو الخلاص! نحن نريد من يعمل لا من يحث على العمل فقط. كلنا نحث على العمل، أليس كذلك؟ من الذي سيعمل يا ترى؟ الجنّ مثلا!!

 أين التصابي للأولاد الصغار ومصاحبتهم والإستماع لهم قبل التحدث إليهم!

أين مَن رأى منكم منكرا فليغيره!

أين "من تواضع لله رفعه"!

 أين وألف أين!!!

 نفتقد كل هذا ونشجع على إستمرار هذا المفقود ولا نبحث عنه وكأننا في غنى عنه.. يا للعجب! وان صادف أن وجدنا من يبحث عنه ويقدم حلولا منطقية وعلمية عملية للنهوض بالمجتمع والتخلص من  التسلط والظلم والإستبداد سلقناه بألسنة حدادٍ كأنها السهام كي يتقهقر هو الآخر لنسجل إنتصارات وهمية على أخٍ لنا في العقيدة أو شريك لنا في الآدمية، ولا نأخذ الحكمة من أكبر رأس.

 نتفنن في صناعة المتسلطين في مجتمعنا ـ وحسب الطلبات وبجميع المقاسات ـ فليس بالضرورة ان يكونوا سياسيين أو مسؤولين كما أشرنا في الجزء الثالت من هذا المقال. يكفي ان تنال نصيبك من الزجر وانت تحبو وقبل ان تقف على رجليك أو أن تمشي. ولعل من الطريف ذكره هنا هو أني دخلت أيام زمان بيت أحد اقربائي في النجف الأشرف، فوجدت ورقة ملصقة على الجدار المقابل لباب البيت مكتوب عليها : أيها الزائر الكريم المحترم.. أرجو عدم قول كلمة (لا) لأبني ذي الخمس سنين لأن نوبة من الصرع ستصيبه عند سماع هذه الكلمة. قلت لقريبي : إشرح لي. قال : قد سئم خادمكم  سماع كلمة (لا) على صغر سنه، يسمعها كل ساعة من القريب والغريب.. فخشينا ان يصبح مستبدا قاسي القلب عند الكبر، فلم نسمح لأحدٍ أن يسمعه كلمة (لا) والتي غالبا ما تكون في غير محلها أيضا.. لقد كان ذلك المحترم واعيا ومنتبها لأمرٍ خطيرٍ ومهمٍ جدا فعملَ جاهدا على تصحيح ما بوسعه. لا فائدة ترتجى من الكتابة دون العمل والإجتهاد في العمل وإتقانه على خير وجه، وأول العمل هو محاسبة النفس ومراقبتها. "إبدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإن إنتهتْ عنه فأنت كريمُ".

يسلك العلماء الربانيون طريق الدعوة إلى منهج الله القويم من خلال محاسن أخلاقهم وتواضعهم وإحترام الصغار والكبار على حد سواء. أفعالهم تسبق اقوالهم لأنهم يؤمنون حقا بـ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ". عاصرت أحد العلماء الربانيين الذين لم أر يوما أن سبقه بأداء التحية والسلام مَن صادفه في طريقه، حتى كنت أقول ساعد الله ذلك السيد الفيلسوف المفكرالفاضل فهو يمشي ويسلّم على الصغير والكبير، من يعرفه ومن لا يعرفه، إن كان شابا قال له : السلام عليكم إبني العزيز وإن كان بعمره (رحمة الله عليه ) قال له : السلام عليكم أخي العزيز، وإن كان أكبر منه سنا قال له : السلام عليكم عمنا العزيز. هذا جانب مختصر من جوانب أخرى من حياة ذلك العالم الرباني الزاهد. قيل لاحد العلماء الربانيين : تفضل مولانا وأجلس في مقدمة المجلس فالجلوس عند عتبة الباب لا يليق بجنابكم فقال : ألم يكن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم "يجلس بين أصحابه مختلطاً بهم كأنه أحدهم"؟! واقعا ذلك العالم الرباني الجليل مكانه ليس عند عتبة الباب وانما مكانه أن يجلس فوق رؤوسنا وأن نقبل رجليه قبل يديه. من منا يقبل ان يجلس عند العتبة وحيث انتهى به المجلس. أول درس من دروس "المجالس مدارس" هو ان نتعلم الجلوس وآدابه في المجالس ومن ثم لكل حادث حديث. تعلم آداب الجلوس يجعلني أعتني بنفسي أينما كنت.. فالجلوس بأدبٍ دينُ وخلقُ وثقافة. سنتناول هذا بشيء من التفصيل في قادم الأيام إن شاء الله تعالى.

اشرنا في الجزء الأول والثاني إلى بعض المتسلطين وأكدنا على فئتين مهمتين في المجتمع هما الخطيب والمعلم لخطورة دورهما وأهميته وتأثيره سلبا أو إيجابا على المستمع والمتلقي. قد لا يكون الضررجسيما أن يكون زيدا من الناس فظا غليظا وهو يعيش منزويا عن الآخرين لا نراه ولا يرانا إلاّ عندما يشتري أقراص الرغيف. الحال ليس كذلك مع من يكون دوما في تماس مع الناس ويتصدى للتبليغ ويحمل رسالة إنسانية عظيمة، تراه وتسمعه شرائح مختلفة من المجتمع. وهنا يكمن الخطر الكبير إن كان يعيش التلسط ويمارسه على من يجلس أمامه، يفرغ ويفرز ما في داخله من فظاظة وخشونة على من يتحدث معهم فيمهد لإنشاء بيئة حاضنة تنتج أطنان المتسلطين الذين سوف يتحفوننا بما تجيد به نفوسهم المريضة، وهكذا نهدم  مجتمعا بدل إعماره، نفسد بدل الإصلاح فيسود المتسلطون القساة الطغاة ويهاجر بعيدا عنا الصغير والكبير إلى أرض الله الواسعة لتبدأ قصة أخرى من قصص الإبتلاء في دار الإبتلاء.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جعفر الكيشوان الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/16



كتابة تعليق لموضوع : التسلط آفة إجتماعية مقيتة ـ الجزء الرابع ـ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net