الشعائر الحسينية من اهم عناصر قوة المذهب
ابو ذر الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان الشعائر الحسينية هي العنصر الاعلامي للمذهب الشيعي على مر العصور ويراد منه إثارة مظلومية اهل البيت ع ووجه كونها من عناصر القوة في المذهب أنها من وسائل شدِّ الانظار الى أئمة اهل البيت ع وتوجيه الناس إليهم إذ هنالك من الناس مَن ينشد للعمق الفكري الذي يتميز به المذهب فيما لو لو كان عالما ومفكراً وهنالك من ينشد للجانب الروحي فيه المتمثل في ادعية اهل البيت ع وما ورد عنهم من لذيذ المناجاة وهناك من ينشد منهم للمنظومة الاخلاقية للمذهب وهكذا.

ولكن هناك ثمة شيء آخر يشد العالَم اجمع الجاهل منهم والعالِم والفقير والغني والرجل والمرأة والمتدين والفاسق والكبير والصغير وهو مظلومية اهل البيت ع والتي لا يوجد لها مماثل عند أحدٍ من قادة وأئمة المذاهب الاسلامية الاخرى .

فإن مظلومية اهل البيت ع _ مظافاً الى ما لها من الاثر الشديد في تعميق صلة الشيعة بأئمتهم ع _ سلاح إعلامي قوي للشيعة وهنالك كثير من المستبصرين قد استبصروا بواسطة هذا المَعْلَم البارز وقد تحدث عن ذلك المستشرق الالماني ( ماربين ) فقال :

( وكلما ازدادت قوة اتباع علي ازداد اعلانهم بذكر مصائب الحسين وكلما سعوا وراء هذا الامر ازدادت قوتهم وترقيهم) .

وقال الصحافي المعاصر السيد إدريس الحسيني في كتابه (شيعني الحسين ) : ( قال لي احد المقربين يوماً : من الذي شيعك ؟ وأي الكتب اعتمدت ؟

قلت له : اما بالنسبة لمن شيعني فإنه جدي الحسين ع ومأساته الاليمة أما عن الكتب فقد شيعني صحيح البخاري والصحاح الاخرى .

قال : كيف ذلك ؟ قلت له : اقرأها ولا تدع تناقضاً الا احصيته ولا ( رطانة ) الاوقفت عندها ملياً ... إذ ذاك ستجد بغيتك ) . انتهى .

ومن هنا تجد ان خصوم المذهب دائما ما يركزون على هذا العنصر ويحاولون توهينه فقد جاء في مذكرات المستر همفر ( والحسينيات يجب هدمها واتهامها بأنها بدعة وضلالة وأنها لم تكن في عهد الرسول وخلفائه كما يجب منع الناس عن ارتيادها بكل الوسائل ويجب تقليل الخطباء وجعل ضرائب خاصة على الخطباء ).

والجدير بالذكر أنه في السابق كانت لأعداء الشعائر الحسينية أساليب مفضوحة في محاربتها كالقول ان الشعائر الحسينية بدعة محرمة ولكنهم اليوم تطورت اساليبهم وهي لخفائها اشد خطورة من جميع الاساليب السابقة إذ بدؤوا يغزون الشعائر من داخل الشعائر وليس من خارجها كمزج العزاء ببعض الالحان اللهوية الغنائية أو الموسيقى المحرمة والحال ان قيمة العزاء الحسيني كشعيرة من الشعائر إنما هي بتوفره على عنصر الاثارة من ناحية وعنصر الروحانية من ناحية اخرى إذ العزاء الروحي هو الذي يترك أثراً في النفوس .

واما اذا تم خلط العزاء بالغناء او الموسيقى المحرمة أو الالحان المقتبسة من اهل الفسوق فإن هذا مما يضعف الشعيرة ويمسخها وإذا مسخ العزاء عن حقيقته بأن فقد عنصر الإثارة والروحية لم تبقى له قيمة وعندها تكون شعيرة من شعائر الامام الحسين ع قد ضاعت واندثرت وبذلك يفقد المذهب عنصراً من عناصر القوة فيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو ذر الاسدي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/30



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية من اهم عناصر قوة المذهب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net