صفحة الكاتب : سيف علي اللامي

شوارع الموت لا تزال تخطف الأرواح 
سيف علي اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وانا اتجول في شوارع العراق شعرت ان شوارعه سبب يؤدي إلى موت اغلب المتجولين فيها. بحيث أصبح الإنسان العراقي في دوامة ومتاهة كبيرة.
ياترى لماذا الاستخفاف بهذه الأرواح؟
لماذا الإنسان العراقي وفي ظل جميع الحكومات المتعاقبة يعيش الاضطهاد؟
لماذا دائما ما تكون شوارع المدن مهملة؟

من أين نبدأ من الشوارع الرئيسية الرابطة للمحافظات فيما بينها، والتي لم ولن تتوقف فيها حركة السير. 
هل المسؤولين يعلمون ان هذه الشوارع تفقد الإضاءة؟ حيث تعتبر هذه الإضاءة من الخدمات العامة التي تمنع الحوادث وتزيد من سلامة المواطنين. كما إنها توفر احساسا بالأمان للمواطن. 
وهل يعلمون ان من الخدمات العامة التي تفقدها الشوارع الرئيسية هي جسور المشاة؟ 
والتي من خلالها ينتقل الشخص من جهة إلى أخرى، لكن بسبب افتقادها أصبح المواطن ينتقل من عالم الحياة إلى الممات. 
ذات يوم وانا اتجول في الشوارع الرئيسية شاهدت هناك حادث مروع بسبب حفرة حُفرت منذ سنوات لتوسعة الشارع، والعمل قد توقف بسبب فلان يريد وفلان يريد والكل يريد وتجاهلوا المواطن ولم يضعوا في هذا المكان علامات تحذيرية وراح ضحية هذا المكان الكثير من الأبرياء، لان المسؤولين كانوا قد شغلهم ما هو أهم من المواطن وتناسوا نصب هذه العلامات التي قد تكون مكلفة بالنسبة لهم وهم عاجزين عن وضعها، والذين هم أنفسهم لم يعجزوا عن وضع اكبر الدعايات والصور الانتخابية، نعم اصبح المواطن العراقي غير مهم بالنسبة لهم. 

ام نبدأ من العاصمة التي يجب أن تكون من أجمل المحافظات العراقية لأنها محط أنظار الوافدين إليها من رؤساء دول وسفراء. أصبحت غير قابلة للعيش بسبب انعدام الخدمات والبنية التحتية وتشقق الطرق وتكسر الأسفلت التي أصبحت مشكلة تؤرق مرتادي الشوارع وتعرض سياراتهم للأعطال، لا سيما أننا مقبلون على موسم الأمطار التي تغمر معظم طرقات بغداد وتخفي مياهها معالم تلك التكسرات بسبب عدم معالجة صرف المياه الصحي. شوارع انعدمت فيها العلامات المرورية ودلالات بأسماء المدن والشوارع، وامتلأت دعايات انتخابية أنفق اصحابها على رفعها في المدن والقرى مبالغ هائلة. 
ماذا لو صرفت الكتل الانتخابية على وضع دلالات وعلامات مرورية بدلاً من وضع الدعايات والصور الانتخابية بهذا الكم الهائل؟ 
يا ترى متى يكون البناء بناء حقيقي، متى ينتهي العزم المزيف ويكون هناك إصلاح حقيقي ومحاسبة للفاسدين؟ 
ماذا أنفقت الحكومات المتعاقبة على وضع علامات مرورية ودلالات بأسماء المدن والشوارع؟
لماذا ترك الإنسان العراقي في دوامة ومتاهة كبيرة؟ 
ماذا عن القسم الذي اقسمتموه أمام الله على أن تخدموا هذا البلد؟
من منكم يتحمل مسؤولية الأرواح التي راحت ضحية حوادث الطرق الخالية من علامات تحذيرية.
سيكون وقوفكم أمام الله طويل والحساب عسير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف علي اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/11



كتابة تعليق لموضوع : شوارع الموت لا تزال تخطف الأرواح 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net