صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

هل صلح الامام الحسن ع ... خذل المؤمنين ؟ ج1
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قراءة سجل التاريخ، توحي وان إختلفت الازمنه، لكن المحرك لكل شخوصه، من حكام ورعيه . فما أشبه اليوم بسوابق السنين، وما أدق التفاصيل في تشابهها . حدثت مصالحات على مضض فليس لدعاة التحليل والتفسير على عوانهها، فالنفس التواقة لحقن الدماء والسلام، فليس من الانصاف الذهاب مع الاخيلة، او الفريات نسجتها يراع وعاظ السلاطين ومن يبغي ان يشوه الحقيقة، ومن يذهب بالعقول الى التضليل . تاريخ يكتب بين الرغبة المخلصه النقية التقية الحمية، والنزوة الخبيثه . بين من مارس سياسة الالتفاف والاغواء والالتواء، وبين صدوق اراد للبقية حفظ الدماء . زمن المتقلبات والمتغيرات، والامين من يمضي بكنونات ووحي عصره وقراءة خارطة الطريق، هل كان موصدا مغلقا ام فيه لاقامة الحق قوة قادرة على تنفيذه ؟

إذن كيف حدث الصلح، وماهي مؤدياته، والسبل التي أودت اليه ؟ دون شك الصلح سيد الاحكام، ودون أي اشكال ان تحقيق العدالة ومحاربة الظالم المفتري لأحق فرضا . ولكن من الضرورة الموازنة بين طرفي المعادلة . لا توازن اطلاقا في حرب ليس فيها الا دماء وفناء القلة من الاتباع الاوفياء . ولكن هل قراءة الامام الحسن للصلح، جاءت استسلاما على حين غرة ؟ المقدمات توحي بل تؤكد النتائج، جيش مشرذم وأنفس تتخاطفها الاطماع والانشقاقات والكلل من الحروب، وخزائن مفتوحة لمن اختبأت الخيانة في انفسهم، وانشقاقات في طباعهم . بمثل هذه الاوضاع عاش الحسن، في صفوف جيشه . اما المقابل فلعب لعبة ادارة الخبث واسقاء الاهواء، وأن له جيش ليس كلقمة سائغه، بل أطاعت اطاعة الخراف، إنصاعت الشام بمطلقها، وهي لا تميز الناقة من البعير، فمن اين يأتي الحسن بمثل هذا التدبير والتأثير،واي قوة تعادل تلك الكفة، ورغم ذلك استعد للحرب كوالي شرعي، وهو مدرك تماما، انه سيمسك الفناء له والبقية من اتباعه . الحسن كابيه " مرٌ" على طباع الانفس الخبيئة، تلك الاهواء المنجرفه مع متع الدنيا وغنيمتها وزبرجها. الجانب الاخر أعطى عطاءا مبهر لا محدود لاصحابه، وروض دواخل ما خبأ في خوالج قيادات جيش الامام . حينما سلم قيادة جيشه لقيس بن سعد، قتل قيسا، وحين استلم عبيد الله بن العباس زمام الجيش، سلمه جملة وتفصيلا لوالي الشام وحين كان له املا في البصرة كانت البصرة في واد أخر، لا يعول عليها. وان قدمنا لمن شحنوا صدره غيضا، وملؤا قلبه قيحا . الكوفة في عصر الحسن ازدات انشقاقا وسوءا لعب بها الاشعث واولاده ومن تبعهم، مما جعل الامام يخطو كل خطوة بالف حساب . أما الخوارج اللذين صدقوا إكذوبة رفع المصاحف، تصاعدت فيهم رغبة الحكم والجلوس في مغنم السلطة، فذهبت تلك اللافتة الامر بالمعروف، الى حلاوة المنكر .

هكذا الموقف، بل حتى من تبقى معه، بعضهم مرتجفين، وحين ذهب بهم الى منطقة الاسباط، وعرفوا بمقتل قيس بن سعد، ولجوا الى خيمته وطعنوه . فمن اين المعين والمعول عليه بالولاء ؟ وسنأتي هل قام الصلح نتيجة لهذه المتغيرات، ام ان للحسن مقاومة بهذه القلة من شروط لا تقل عن احتدام الاسنة، وصراع مستديم، كان فرض لزوم ان يلجأ الى الصلح وتعهد، وعهدة خان فيما بعد من تعهدها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/15



كتابة تعليق لموضوع : هل صلح الامام الحسن ع ... خذل المؤمنين ؟ ج1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net