وجه الصباح علي ليل مظلم
وربيع أيامي علي محرم
..
عاشورائيات (1 - 1)
معارضتي الأولى
قصيدة سيد جعفر الحلي
وجـه الـصـبـاح عـلـيَّ لـيـلٌ مظلـمُ
وربــيــعُ أيّــامـي عــلــيَّ مــحــرَّمُ
منعرج كربلا
وجــه الـزمــان عــلـيَّ صـبــحٌ يُــحــرِمُ
وربــيــعــه الـحــزنُ الـذي يَــتَــبَــرْعَــمُ
يــهــبُ الــنــضــارةَ حــزنَــه بـــذؤابـــةٍ
خـضـراءَ ما شـاخـتْ ولا هـي تُــبـكِــمُ
فـالـحـزن يُشعِلُ فـي الفصيح ضـرامـه
فـيـقـول: صـُعــبٌ بــعــدهــا أتــكــتَّــمُ
أنـا يـا خـضـارَ الـحُـزنِ تَـنْـدَى دمـعتـي
وَمِنَ الـغـمـامِ على الـعُـيُـونِ أُغَـمْـغِـمُ
والـدمـعُ عـشـقُ الـمـستـهـلِّ تـأسِّـيـاً
فــإذا غـــدا غــوراً فــدمـــعـــيَ زمــزمُ
كُــثْــرٌ مـنـاهِـلُـهُ الـتـي صُـبَّـتْ عـلــى
أحــزانِــهِ والــفــيــضِ إذ يَـــتَـــقَــسَّــمُ
لـم يُـبـقِ ظـامٍ في مـبـاهـلـةِ الـسـمـا
بــالــدمــعِ والــوجــعِ الــذي يــتــرسَّـمُ
****
الــيــومُ خَــارِطــةٌ لِــحْــزنِــيَ أُتــرِعَــتْ
والــطــفُّ فــي تــفـصـالِــهــا تَــتَـقــدَّمُ
وأرى لـمــكّــةَ فــي الــحِــرابِ تَــأَخُّــراً
دون الـطُــفُــوفِ وحــربِــهــا إذ تَــعْـــزِمُ
مــا لـلـسُـيُــوفِ ومــكَّــةٍ .. وحـريـمُـهـا
مِـنْ كُـلِّ مٌـشـتـبِــكٍ .. دِمـاءٌ تَــعْــصِــمُ
حـتَّـى الـحـسـيـنُ فـمـا لَـهُ إحـرامُـهــا
مــا دام أســتـــاراً لـهــا مــن يَـهْــجِــمُ
مـا دام في الأفقِ الـسيـوفُ تـجـمَّـعـتْ
هـذا الـحـسـيـنُ طـريـدُهـا والــمَــغْــرَمُ
أتــقــول بـــيـــتُ الله مــشــتـــاقٌ لـــه
لـــكـــنِّـــه مِـــنْ حـــربِــــهِ يَـــتَــــبَـــرَّمُ
لا أرضَ فـي هذي الـبـسـيـطـة بـالـفـدا
تــقــوى عـلـيــه ورحــبُــهــا يَــتَــفَــهَّــمُ
إلاَّ الـــطـــفـــوفُ خـــيـــارُهُ وحـــصــــارُهُ
والـشـرطُ أنْ يَــبْــرَى وأنْ يـجــري الــدَّمُ
حــتّــى مـديــنــةُ جـدِّه بُـهِـضَــتْ عـلـى
حِـمــلٍ لـــه .. والـــجـــدُّ لـــمَّـــا يَـلْـثِــمُ
مـا عــاد حــتـى الــضَّـمِّ يــقــوى فِـعْـلَـهُ
إنَّ الــمـــصــيـــرَ مُـــرتَّـــبٌ ومُـــحـــتَّـــمُ
****
يـا غـربـةَ الـسـبـطِ الـشـهـيـدِ .. لِـكْـرَبَـلا
حــصــراً .. طـريــقُ الأمــنــيـــات مُـؤمَّــمُ
خرجَ الـحـسـيـنُ .. فَـقُـلْ: تـلاحـقَ دربُـهُ
وَصْــلاً وَقَـــطْـــعــاً والــغــوائــل تَــدهَـــمُ
وَصْـلاً بــجــدٍّ قــال: فــاخــرجْ يــا بُـــنَــيْ
وَصْـلِـيْ عـلـى أرض الـطــفــوف يُــتـمَّـمُ
لــمَّــا أُبـــيـــحُ لِــكُــلِّ شُــلْــوٍ لَــثـــمَـــةً
لا لـــثـــمَ مَــنْــحَــرِكَ الــذي أتــجــشّــمُ
قــطـعــاً .. فـمــكَّــةُ قـد تـقـطَّــعَ دربُـهــا
صـحــراءُ دربــيَ مـن فِـــنَـــاهـا أســلــمُ
كخـروج موسى .. عـنـد مـوسى صُحبـةٌ
هـيَ مــن تُــديــنُ لــفــعــلِــهِ وَتُــجَـــرِّمُ
أمَّـا صـحــابــيَ فــيْ الــطـريــقِ فَـقِـلَّــةٌ
والـنــاصــحـونَ الـكــثـــرُ هُــمْ لِــيَ لُــوَّمُ
والـبـعـضُ أبدلَ صُحبَـتِـي خـيـلاً عـسـى
يـومَ الــظـلـيـمــةِ لـلـقــتـيــلِ تُـحَـمْـحِـمُ
كـخـروج موسى خـائـفـا .. لمْ لا؟! .. ألم
فـي كـوفـةٍ بـالـعـهـدِ يُـقـتــلُ مُـسـلـمُ؟!
****
مـاذا بَـقِــيْ لـلــسِّــبــطِ يَـلــئَــمُ جُـرحَـهُ
أو دونَ خـــوفٍ لـلــظــلامــةِ يَــكــظِـــمُ؟!
مُــتَـــرَسِّـــمٌ هــذا الــطــريـــقُ خـــيــارُهُ
لا مــــكّـــــةٌ لا كُــــوفــــةٌ مــــا يُـــلــــزِمُ
إلاَّ الـطــفــوفَ مـســارُ مُــنــعــرجٍ .. بـهـا
لـك يــا حــسـيــنُ بـدا الـطـريــقُ الأَقْــوَمُ
هـا قــد خـرجــتَ .. وصـارَ قـصـدُكَ كـربـلا
ومــن الــتَّــكَــتُّـــمِ صـــار كــونٌ يَــعــلـــمُ
إذ أنــتَ قــصَّــتــنــا الــتــي نـحــيــا بـهــا
كـيــفَ الـمــســارُ بـهـا هُـدىً لا نَــقْـحَــمُ
ومــســارُ مُــنْـــعَــرَجٍ يُــمـيـــطُ لِــثَـــامَـــهُ
قَــــدَرٌ فـــمـــا عَـــــن أَمْـــرِهِ يَـــتَــلَـــثَّـــمُ
****
فـــي مـــكّــــةٍ كـــانَ الـــعـــروجُ بــدايـــةً
وإذا الــعـــروجُ تَـــهَـــتُّـــكٌ لَــكَ يَــفْــصِـــمُ
وبـــــأرضِ كـــــوفـــــانٍ عُـــــرُوجُ تَــوَهُّـــمٍ
مَـنْ فــي وُضُـوحِــكَ مَــقــصــداً لا يُـوهَــمُ
والاخـــتـــــيـــــارُ إذ الـــطـــريــــقُ روايـــةٌ
لابُــدَّ يُــفــصِــحُ بــعــضُـهُــم أو يُــعـــجِـــمُ
قَـهــرٌ مِــنَ الأصَــحـــابِ جـــاءَكَ سَــيِّــدِي
مـن جــاءَ جـــاءَ ومـــن أشــاحــوا عُــوِّمُـوا
مــا بـــيـــن مَــخْــذُولٍ وبــيـــن مُـــخَـــذِّلٍ
أو طــالــبِ الأســـبــــابِ وَهْــــوَ يُـــصـــرِّمُ
الـــطــــفُّ فـــــي طُـــلاَّبِـــهـــا قَــــدَرَيَّـــةٌ
مـا نُـصــرةً طَـلَــبُــوا وَعَــنْــهُــم تُــحْــجِــمُ
بـل مـا خـصـومَـتَـهُـم إلـى سـبـطِ الـهـدى
فـي غـفــلــةِ الأقــدارِ ســاعــاً تَــخْــصِـــمُ
أو لــيــس جــعــجــعـــةً يُــجــاءُ بـــه إلــى
أرض الـطـفــوف؟! هـل الـريـاحـي يَـأْثَــمُ؟!
قـد جــاءَ مُــخْــتَــصِـمــاً وطــالــبَ حــربِـــهِ
لــكــنْ أفـــاءَ لـــنـــورِهِ يَـــسْـــتَـــسْـــلِـــمُ
****
يــا مُــسـتــتــابَ الــطــفِّ لــم تــكُ تَــوبــةً
أنــتَ الــنــعـــيــمُ لَــخَــصْــمِ وِدٍّ يُـــنـــعِــمُ
يــا مــســتـــراحَ الــطــفِّ أنــتَ بــجـــولـــةٍ
أولــى لــحــربِ الــحـــقِّ دهــراً تَـحْــسِـــمُ
فـأدِرْ مــكــافــئــةَ الـطِّــعــانِ عــلـى الـعِـدا
لا مِــنَ جُــيُـــوشٍ مِـــثْــــلَ مَــوجٌ يَــلـطِــمُ
لـكــنْ مِـــنَ الــصِّـــيْـــدِ الــذيــن تَـــألَّــبُــوا
لـكَ مــوقـفــاً .. وفــؤادُهُــمْ بِــكَ مُــفــعَــمُ
مــن قــلِّــةٍ بـــرزُوا وشــاهِـــقُ مَـــوْتِــهِــم
يَـعـلُـو عـلـى فَــغْــرِ الـجُــيُــوشِ ويُــلــقِــمُ
كَــتَــبُــوا الـمـواقــفَ لا بـحــدِّ سـيــوفـهــم
بــل حــجَّـــةً تُـلــقــى ووعــظـــاً يُــفْــحِــمُ
ثَــبَــتُــوا وأمـنــيـــةُ الــثــبــاتِ فــقــتـــلـــةٌ
عــن ألـــفِ رُوحٍ لــلــمـــواضــــي تُــطــعَــمُ
فـالــحــشــدَ مــا هـابُــوا وكُــلُّ هِــتَــافِـهِـم
وجــمـــوعــهــم تــرغــي .. رغــــاءٌ أبــكــمُ
****
مَـنْ لا يــرى فــي الـســبــطِ أكــبــرَ واعِــظٍ
ويَــــظُــــنُّ وحـــدَتَــــهُ بِـــســـاطٌ يُـــغْـــنَــمُ
أولاءِ حــدبـــاءُ الـــســـيُـــوفِ تَـــجُــــرُّهُــــم
لـقـتــالِ هـذا الــنــورِ .. هَـلَّ لــيُــخــطَــمُــوا
ولِـــيَـــفْــغَـــرُوا فـــاهَ الــغـــنـــيــمـــةِ ذلـــةً
ولـــهـــم يُـــبـــاحُ هـــنــــا الأعــــزُّ الأكــــرمُ
أولاءِ لـــو سَــمِـــعُـــوا بـــأحـــمـــدَ أنــكـــرُوا
وعـن الــنُّــبُـــوَّةِ والـمــقــامِ اسـتــفــهــمــوا
لا عــن غــيـــابِ الاســمِ فــي مِــيْــزانِــهِــم
لــــكـــنَّ مِـــــيْــــزانَ الــغَــنَـــائِــــمِ أظــلـــمُ
فمن الحـسيـن؟! هـو ابـن بنت المصطفـى؟!
نَــزْعــاً لِــخَـــاتَـــمِـــهِ الـــذي يَــــتَـــخَـــتَّـــمُ
ذا خَــــاتَـــــمٌ مِـــنْ خَـــــاتِــــمٍ لــــنُــــبُــــوَّة
والإصـبـــعُ الـمــبـــتـــورُ قَــطـــعـــاً مَــعْــلَــمُ
كــي لا بـــه يـــنــــســــونَ حـــقَّ قَــــرابـــةٍ
مـن أحــمــدٍ .. فـبــهــا الــتــوسُّــل يَـهْـضِــمُ
ومـن الـحـسيــن؟! حـسيــنُ مـنِّــي قـطـعـةً
خُـــذهــــا كــــأشــــلاءٍ وظَــلَّ تُـــلَـــمْـــلِـــمُ
الــنـــحـــرُ لا لَـــثْــــمٌ بــــه .. والـــصـــــدرُ لا
ضَــمٌّ لَــهُ .. والــجــسـمُ مــنـــه مُــهَـــشَّــمُ
فــالــنــحـــرُ مَــقــطُــوعٌ .. أيُــلْــثَـــمُ حَــدُّه؟!
والـصــدرُ مَــرضُــوضٌ .. تُـــضَـــمُّ الأَعْــظُـــمُ؟!
فَـــقُــبَــيْـــلَ هـــذا مَــــشْــهَـــداً مــتــكـــوِّراً
بـالــخــســفِ يَــبْـــدرُ لـلأعــادي ضَــيـــغَــــمُ
يُــوفـِـي الــصــحــابُ وتــبـــرزُ الأحــبــابُ مِـنْ
أهـــلٍ .. وتـــكـــتــــالُ الــــفــــداءَ الأنـــجـــمُ
لــتــكــون مــعــركـة الــطــفــوف بــقــصــرهـا
هـي فــي الــبــقــاء وفــي الــخــلــود الأَدْوَمُ
ظـــهـــريـــة أخــــدت جـــمــيــــع رجــــالــــه
فــتــصــرَّمــتْ عُــصُـــرٌ ولــــيـــس تُـــصـــــرَّمُ
يــا مــشـهــد الـقــتــل الــذي مــن طــعــنــة
جــعـــل الـــطـــعـــانَ قـــوافـــلاً لا تـــســــأمُ
تَــصِـــفُ الـــزمـــانَ بـكــل تـــفـــصـــيــلٍ بـــه
وأمــام وصـــفـــك عــــاشــــراً تَـــــتَــــقَـــــزَّمُ
الــمـــقـــتـــل الآنـــيُّ أصــــبـــــحَ خــــمــــرة
شـربـــتْ مــقــاتــلــهــم وصــعــبٌ تُــفــطـــمُ
فـــلــكــــل ذي حــــظ بـــوقـــعــــة عـــاشـــر
تـــدويـــنُ قـــصـــتــــه بــــرجـــع يــــنـــظــــمُ
مـنــذ الـبـروز .. إلـى .. الـقــتــال .. لـمــصــرعٍ
حـــتـــى بـــأنـــفـــاسٍ لــه مـــن يـــــعــــلـــمُ
ظُــهـــرِيَّـــةٌ لـــيـــســت ســـوى ظُــهْــــريَّــــةٍ
وهــــي الــــتــــي كــــلَّ الـــدهـــور تُـــرقِّــــمُ
وهـي الــتـــي نــهــوي عــلــى أذيــــالــــهـــا
مــســتــمـسـكـــيـــن بـــهـــا وكــونٌ يَــرجِـــمُ
كــم شــاعــرٍ ألــوى لــوصــفـــكَ عـــاشــــراً؟!
مــــن مُـــعـــجَـــــمٍ مـــتـــأوَّلٍ يَــــتَـــعَــــجَّـــمُ
مـــنـــذ الــحــســيــن هــوى لآخــر طــبــعـــة
صــرعــتــه مــا فــتــئ الـــمـــجـــازَ مُــطـهَّـــمُ
****
فـاسـتــحــضــرْ الــعــبــاس فــهـــو بـــكــربـــلا
لَـــمَـــدارُ حَــلْــبَـــتِــهـــا الـــتـــي تَـــتَــكَــــوَّمُ
ومــــدارُ هــــذا الــــســـرد فـــي إيـــقـــاعــــه
رجـــزُ الـــبـــطـــولــــة لــلــخــيـــول يُـــتَـــيِّـــمُ
فـــالــكـــون مــدحـــيٌّ عــــلــــى صـــولاتـــــه
وأتَّـــــمَـــــهـــــا كَـــــرويَّـــــةً إذ يَــــقْـــــحَـــــمُ
وأتـــــــمَّ دورتـــــــهــــــــا بـــــــحـــــــربٍ دُوّرتْ
لا تــــدري فــــيــــهــــا أيَّ رأسٍ يَــــحْــــطِــــمُ
أو أيَّ جِــــسْـــــمٍ قَـــــدَّهُ مِــــنْ نِـــصْــــفِـــــهِ
أو أيَّ فَــــاغِــــرَ شِــــدْقِــــهِ مَــــنْ يُـــبْــــكِـــمُ
لـــكــن تـــمـــام الـــدحـــي بــــعــــد غــبـــاره
صـــرعـــاه لـــلإعـــجـــاز قــــامـــوا ســلَّــمـــوا
يـــا كـــفَّـــهُ والـــكـــونُ يَـــثْــبُـــتُ عِــنـــدَهـــا
وبِـــدُونِــهــــا بـــالـــغــــائـــــلاتِ يُـــــدمــــــدِمُ
ويُــطــاحُ مـــيـــزانُ الــسـمــاءِ لـــقــطـــعـــهــا
فـيـعـيــثُ فـي أرضِ الــطــفــوفِ الــمـــجــــرمُ
يُـــســراهُ يُــســرٌ والــيـمــيـــنُ بـــيُـــمْـــنـِـهــا
لـلــعَـــاطِـــشِ الــظــامــي تَــــزمُّ وتــــرحـــــمُ
قــد أصــبـــح الــتــكــويـــر دلـــو غـــمـــامـــــة
عـطــشــى ومــاءُ الــصــبِّ صــعـــب يُــلْــحِــمُ
والـعـيـنُ تــرقــبُ قُــربـــةً .. والــسـيــفُ فـــي
كــفٍّ لــرجـــفِ الـــمـــاءِ تـــرجـــف .. مَــخْـــرَمُ
ذا حـــال عـــبَّــــاس الـــذي قــــد تَــــمَّ فــــي
تــكــويـــرِهِ قـــمـــراً رهـــيـــفــــا يُــــكْــــلَـــــمُ
لــمّـــا يـــرقُّ عــلــى الــعــيــال ويــحــتــسـي
عـطــشــاً لـهــم .. بــســؤالِــهِــم هُــوَ مُــلــزَمُ
عـمَّــاهُ عــطــشــى .. كــل حــرب رجـــالــهــم
صُـرِمَــتْ .. وهـــذي وحــدهـــا مــــن تَـــهْــــزِمُ
لا يــخــفـــق الــســيـــف الــذي يــهـــوي بــــه
إلاَّ وخــفـــقــــة مــــائــــهــــــم تــــــتـــــألـــــمُ
فــــيـــــرقُّ ثُـــــمَّ يَـــــرقُّ حــــــدَّ تــــعــــلُّـــــلٍ
بــضــمــاهُ .. فــي الــكــفـــيـــن مــاءٌ يُــلــجـــمُ
يــا نـــفـــسُ هُــونـــي أيُّ حـــربٍ بـــعــــدهــــا
نــهـــرُ الـــفـــراتِ ومــــا حــــواهُ الــــمَــــأْثَــــــمُ
نــــهــــرُ الـــفُــــراتِ زلالُــــه فـــــي كـــــفِّــــــهِ
هــــو بـــاردٌ لــــكـــــن لِــــشُــــربٍ عَـــلْـــقَــــمُ
والـقـربــةُ الــمــــزجــــاةُ مِـــنْ حِـــمْـــلٍ لــكــي
تــبــقــى .. فــكــفٌّ بَـــعْـــد عــيــــن تــــخــــدمُ
مـا الـحــرب؟! قــد قــطـعــوا الـكـفــوف لــقــربــة
حُــمِــلَــتْ .. فَـكُــلُّ الــمــاءِ شُـــربــــاً عَـــنــــدمُ
والأرضُ لا وزنٌ لــــــهــــــا فـــــي رفـــــعِـــــهـــــا
والـــمـــاءُ فــــي أغـــــوارِهـــا يَــــتَــــفَـــــحَّـــــمُ
مــا الــحــربُ؟! هــل حـــربٌ بـــلا عــبَّــاسِـهـــا؟!
فــالــخــيــمــةُ الــظــمـــأى ظـــمــىً وتَــــنَــــدُّمُ
مـا الــحــربُ؟! عـيــنٌ أُطــفِــئـت بــســهــامـهــم
مــــن أي زاويـــــة بــــحـــــرب تـــــســـــهـــــمُ؟!
سـقـط الــجــوادُ لــســقــطـــةِ الــعــبـــاس عــن
ظــهــــرٍ لــــهُ .. يـــــا ســـقـــطــــةً لا تُـــرهَـــــمُ
وأتـــى الــحــســيـــنُ يَـــؤُمُّ مـــصــرعَــــهُ بــــــلا
ظــــهــــرٍ يـــــروغُ بِــــهِ .. فـــحـــتــمــاً يُــقــصــمُ
ويــقـــولُ: يـــا بــــطــــلاً رمــــى كــــل الــــعــــدا
بـــحـــرابِــــهِ .. والـــحـــــربُ فــــيــــه تـــــرنُّــــــمُ
هــا قــــد صُـــرِعْـــتَ أنــا أُجــهِّـــزُ مــــصـــرعــــي
بـــطـــريـــق أســــلاف لــــنــــا يـــســـتـــحــكـــمُ
فــالــطــف مــوقـــعـــة الــخـــلـــود ونـــحــن مـــن
أفــــلاكـــهــــا وســـمــــاؤهــــا لا تُـــــظْــــــلِــــــمُ
وجــهُ الــصــبــاحِ صــبـــاحُ عـــاشـــرَ فـــي الـــورى
رُغــــمَ الأســــى والــــدمــــعِ لا يَــــتَــــجَـــــهـَّـــمُ