صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

لهذه الأسباب نتمسك بالمجلس الأعلى ؟
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن الخطاب السياسي الذي انتهجه المجلس الأعلى في التعامل مع مختلف القضايا السياسية التي تمر بها البلاد , بمعزل عن التوجه والنهج الوطني الذي يمثله المجلس الأعلى وانفتاحه المستمر على كافة القوى السياسية في البلاد وعدم انغلاقه على نفسه بشعارات وأهداف تعبر عن توجه أو طموح ضيق ,لقد حرص المجلس الأعلى وبما يملكه من مكانة سياسية بارزة في قلب المشهد السياسي العراقي وما يلعبه من دور وطني رائد في التقريب بين كافة القوى السياسية في البلاد ودعوتها إلى التحالف خدمة للعراق ولبناء عراق دستوري متطور يقوم على المساواة والشراكة بين جميع مكوناته على تجسيد تلك الشعارات والأهداف بأكثر من طريقة , كما إن المجلس الأعلى كان وما يزال سباقا في تبني المبادرات الوطنية الداعمة لمثل هذه التوجهات والتي من بين ابرز هذه المحطات  دعوته لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي تضم كافة القوى السياسية العراقية الموجودة على الساحة ,فضلا عن تجديد دعواته تلك والدخول في مفاوضات ومباحثات جانبية مع كافة الأطياف السياسية الفاعلة في البلاد إيمانا منه بان العمل السياسي المشترك الهادف إلى حماية وتطاير وتمتين التجربة الديمقراطية في العراق لن يتحقق ما لم تتكاتف جميع القوى السياسية وتقف إلى جانب بعضها من اجل نجاح التجربة الديمقراطية في العراق وتقدمها وهذا الموقف الوطني الراغب في تدعيم التجربة الديمقراطية في العراق وضمان نجاحها وتقدمها إنما هو في الواقع انعكاس للإرث التاريخي الذي يملكه المجلس الأعلى , إضافة إلى منهجه الوسطي والمعتدل والذي أضاف لديه مقبولية واسعة من قبل الأطراف السياسية في البلاد والتي تحترم تاريخ المجلس الأعلى ومنهجه الوطني والذي جسده بشكل فاعل وملموس من خلال مبادراته في إقناع الكتل السياسية التي كانت رافضة الاشتراك في الحكومة من اجل تطوير الأداء الحكومي والنهوض بالواقع الخدمي في البلد وكذلك تعزيز الدور التشريعي والرقابي لمجلس النواب , هذا الدور الوطني كان وما زال مستمرا منذ سقوط النظام البعثي ألصدامي , إذ كان المجلس الأعلى سباقا نحو المشاركة في العملية السياسية وتدعيم انجازاتها التي تحققت والتي تمثلت في تشكيل الحكومة المؤقتة وانتخاب الجمعية الوطنية وانتخابات مجلس النواب وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية , حيث اقترن قسم كبير من هذه الانجازات بدور المجلس الأعلى ومشاركته الفاعلة فيها , إضافة إلى تبني العديد من القضايا الوطنية المهمة المتعلقة بموضوع السيادة الوطنية وإنهاء وجود القوات الأجنبية عبر الدعوة إلى إخراج القوات الأجنبية من البلاد وتسليم السيادة إلى الحكومة العراقية ودعوة الجانب الأمريكي إلى المساعدة عبر الإسراع بإكمال تدريب القوات الأمنية العراقية وتسليمها الملف الأمني في المحافظات العراقية وبشكل تدريجي , فضلا عن تنظيم وجود القوات متعددة الجنسيات في العراق بموجب معاهدة أمنية وهي مطالب وتأكيدات حملها عزيز العراق(طاب ثراه) خلال زيارته التاريخية إلى واشنطن في العام 2007 وكان صوته أول صوت شيعي يصدح في البيت الأبيض الأمريكي بالصلاة على محمد وال محمد ,كما ارتبط التحسن الأمني الذي شهدته البلاد أيضا بالدور الايجابي الذي لعبه المجلس الأعلى من خلال دعمه المعلن لجهود الحكومة في فرض الأمن والقانون ودعوته لتشكيل اللجان الشعبية في مختلف المناطق والمحافظات من اجل حمايتها وتطهيرها من عناصر الجريمة والإرهاب وهي الدعوة التي تبنتها القوات الأمريكية لاحقا في تشكيل الصحوات في المناطق التي كانت توصف بالساخنة , كما كان الجانب الخدمي والعمراني حاضرا في أجندة المجلس الأعلى من خلال انجاز المئات من المشاريع العمرانية والخدمية وهي انجازات سجلتها الحكومات المحلية التابعة للمجلس الأعلى في العديد من المناطق والمحافظات في العراق , هذه المسيرة الطويلة للمجلس الأعلى والمتضمنة العديد من الانجازات والنجاحات والمواقف الوطنية المميزة إنما هي نتاج للتاريخ الوطني المشرف له ولرمزه التاريخي الممثل بشهيد المحراب(قدس) الذي أسس وقدم لتجربة وطنية مميزة وكبيرة بأبعادها وأرسى دعائم صرح تيار فكري يقوم على أسس الشراكة والوطنية والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب العراقي من دون تهميش أو إقصاء أو استبعاد لأي طيف من أطياف الشعب العراقي وبناء دولة المؤسسات والقانون وهو الشعار الذي ناضل من اجله شهيد المحراب واعتبره الهدف الاسمي والمقياس لنجاح الجهود والتضحيات التي قدمها العراقيون طيلة سنوات الجهاد والمواجهة مع نظام البعث ألصدامي , لقد حقق المجلس الأعلى وخلال الفترة الماضية مكانة مميزة وكبيرة وشكل معادلة واضحة لها ثقلها في الساحة السياسية واثبت انه الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله وهي التي سمحت له أيضا بان يوظف مكانته السياسية تلك وحضوره الاجتماعي في بلورة مشاريع ومبادرات وطنية وسياسية تقرب المسافات بين الجميع وتعمل على تذويب الخلافات بين أطراف العملية السياسية وهو دور رحبت به جميع الكتل السياسية نظرا لتقديرها لمكانته ونزاهته ولنهجه الوطني البعيد عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية وحرصه الواضح في المحافظة على الانجازات باعتبارها تمثل نتاجا لهذه الجهود والتضحيات وترتبط بمصير العملية السياسية في البلاد بأكملها ,وفي الوقت الذي يواجه فيه ألان المجلس الأعلى العديد من الحملات الإعلامية المشبوهة والمخطط لها سلفا والمدعومة من قبل جهات وأجندات خارجية مشبوهة هدفها النيل من مكانته لدى الشعب العراقي وتحطيم صورته وتشويهها بهدف إزاحته عن مكانته الجماهيرية تلك والمجئ بقوى سياسية مشبوهة تكون الأداة بيد هذه القوى من اجل تنفيذ أجندتها والمتمثلة بالمصالحة مع البعث ألصدامي وإعادته إلى الواجهة السياسية من جديد وجعل العراق رهينة بيد هذه القوى إلا أنها لن تفلح في تحقيق أهدافها فالمجلس الأعلى الآن في موقف أقوى من أي وقت آخر ومكانته الجماهيرية تتعزز يوما بعد آخر ولن تنال منها هذه القوى المشبوهة وغيرها. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/03



كتابة تعليق لموضوع : لهذه الأسباب نتمسك بالمجلس الأعلى ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net