صفحة الكاتب : د . صلاح الصافي

الانتخابات القادمة فرصة للتغيير
د . صلاح الصافي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن الحكم على صلاحية وجدوى أي نظام انتخابي يعتمد على مدى قدرة هذا النظام على الاستجابة للأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها الدولة المعنية بتطبيق ذلك النظام، وماهية القيم والأولويات التي يراد تحقيقها وتعزيزها، فمن خلال النظام الانتخابي يتم الاتجاه نحو تعزيز الاستقرار والمنافسة السياسية وشكل السلطة السياسية.

اعتمد العراق منذ التغيير عام ٢٠٠٣ في نظامه الانتخابي على نظام التمثيل النسبي، الذي يعتمد على مبدأ مفاده حصول كل حزب على عدد من المقاعد يتناسب مع عدد الاصوات التي حصل عليها ذلك الحزب في الانتخابات، وكلما كانت التناسبية أكبر كان ذلك اقرب إلى مبدأ العدالة الانتخابية، والعكس بالعكس، وهناك العديد من طرق توزيع المقاعد ضمن نظام التمثيل النسبي، منها ما يقسٌم عملية التوزيع على مرحلتين، تعتمد المرحلة الأولى على القاسم الانتخابي وتعتمد المرحلة الثانية على واحدة من الطرائق المعروفة لتوزيع المقاعد (الباقي الأقوى، المعدل الأقوى)، وهناك طرائق يتم بواسطتها تقسيم المقاعد من خلال مرحلة واحدة فقط، ومن هذه الطرائق ( هوندت، سانت ليغو، سانت ليغو المعدلة).

أما القانون الانتخابي السابق (سانت ليغو المعدل)، لتوزيع المقاعد البرلمانية بين المرشحين الفائزين فهو من النظم التي تحقق نوعاً من العدالة في توزيع المقاعد البرلمانية بالعراق في الظاهر، إلا أنها في الحقيقة تخدم القوائم الكبيرة لاستحواذها على نتائج التقسيم لتخدم القوائم الكبيرة صراحة، وقد استخدم هذا النظام الأغلبية البسيطة لتحديد الفائز من نتائج استخدام نظام سانت ليغو على أن تعاد تسلسلات المرشحين وفق ما حصلوا عليه من أصوات الأعلى فالأقل فالأقل، وتستخدم القرعة كوسيلة لتحديد الفائز في حالة تساوي أصوات المرشحين، لذلك نرى تمسك الكتل الكبيرة واستقتالها من أجل استمرار هذا النظام الانتخابي، لكن تأثير وضغط الشارع العراقي ومظاهرات تشرين كانت السبب الأكبر لرضوخهم واقرارهم قانون انتخابي جديد.

ومن إيجابيات القانون الجديد أنه ألغى واحدة من أكثر النقاط المثيرة للجدل، تلك المتعلقة بآلية "سانت ليغو" (التي تسحب أصوات الناخبين وتوزعها بين القوى السياسية بطريقة أقرب ما يكون إلى التقاسم بينها)، وهي الطريقة التي طالما أثارت حفيظة الناخبين العراقيين وأفقدت الناخب الثقة في العملية الانتخابية بأكملها.

والقانون الجديد يساعد في زيادة فرص دخول القوى المدنية والحركات الوطنية الناشئة للبرلمان، وإنهاء احتكار القوى الحالية للعملية السياسية في العراق، وهو أحد أبرز المكاسب التي تضمنتها التعديلات الجديدة، إذ سيكون الفوز لمن يحصل على أعلى عدد من الأصوات دون أي ألغام وفخاخ تسمح بمصادرة صوت الناخب وتحويله لمرشح آخر لمجرد أن هذا المرشح يشترك مع الآخر بقائمة واحدة.

إضافة إلى أن إقرار الدوائر المتعددة هو الأفضل لأسباب مختلفة، منها: حسن الاختيار والشفافية، وإبعاد هيمنة الكتل السياسية الكبيرة، إضافة إلى سهولة الانتخاب وضمان مشاركة واسعة.

إن القانون الانتخابي الجديد أعاد للعراقيين الثقة بعملية الاقتراع بعد آخر انتخابات جرت 2018 والتي لم يشارك بها أكثر من 25% في أحسن التقديرات، فيما أجريت انتخابات 2005، و2010، و2014، و2018، بقانون اعتبر مفصلاً على مقاس الأحزاب السياسية الطائفية الرئيسة في البلاد.

بعد هذه المقارنة بين القانون الانتخابي السابق والقانون الجديد الذي سوف يطبق في الانتخابات المزمع اجراؤها يوم 10 من هذا الشهر، أصبح من الواجب علينا الذهاب بقوة إلى صناديق الانتخاب لأنها فرصة مواتية من أجل الخلاص من وجوه فاسدة جثمت على صدورنا وعاثت بالأرض فساداً وأصبحت يضرب المثل بها الذي فاق حد الخيال.

على شعبنا الذي ذاق الأمرين من هذه الكتل السياسية منذ 2003 لحد الآن، أن يستثمر هذه الانتخابات، ويكون الاختيار صحيحاً لإنقاذ الوطن، وهو على شفا حفرة، ولا عذر بعد ذلك، ولات حين مندم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صلاح الصافي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/04



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات القادمة فرصة للتغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net