صفحة الكاتب : محمد فؤاد زيد الكيلاني

صاروخ صنع في الصين .......
محمد فؤاد زيد الكيلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتشر في الآونة الأخيرة خبراً عن الصين بأنها قامت بتجربة لصاروخ أسرع من الصوت بخمسة مرات، لمحاربة أي اعتداء عليها من قبل أي دولة كانت، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الخبر كان باعتبار صاعقة كبيرة لدولة مثل أمريكيا بأنها ذُهلت من هذا الصاروخ وقدراته وحمله أسلحة غير تقليدية (نووية).

الجميع يعلم أن الصناعات الصينية هي عبارة عن نخب سواء كان نخب أول أو ثاني أو ثالث، وكثيراً منا يعتبرها بضائع استهلاكية، لكن إستراتيجية الصين في الصناعات واضحة تماماً، عندما انتشر هاتف هواوي، حقق نجاحاً هائلاً نظرة لما يحمله من تكنولوجيا متطورة أكثر من أي هاتف آخر، ولكنه ليس بكفاءة الماركات العالمية طبعاً، هذا على سبيل التكنولوجيا الصينية، فجميع مستلزمات المواطن اليومية لا تخول من بضائع صنع في الصين، وهذه حقيقة فبضائعها منتشرة في جميع دول العالم.

عندما أعلنت روسيا بأنها قامت بتجربة صاروخ أسرع من الصوت قبل فترة من الزمن، كان ما كان من ردة فعل أمريكية لهذا الصاروخ والاحتجاج عليه، وكان قد قلب موازين القوى بين دولتين كبيرتين مثل روسيا وأمريكا، والصاروخ الصيني الجديد كان له اثر أقوى من الصاروخ الروسي.

هل نحن الآن على أعتاب حرب نجوم جديدة في هذه الألفية فكل دولة لها حساباتها بطريقتها، والكل يعلم بان هناك اتفاقيات دولية على عدم امتلاك مثل هذه الصواريخ لأي سبباً كان، والجميع موقع عليها، لكن الصين كدولة صناعية ما تظهره هو الصناعات المدنية وليس العسكرية، وجاء هذا الإعلان بعد الانسحابات الأمريكية من أفغانستان وتركيزها في قبالة بحر الصين، تم إطلاق هذا الصاروخ وهو يحمل رسائل للولايات المتحدة الأمريكية بان كل قوة عسكرية مقابلها قوة عسكرية مضاهية لها.

الشغل الشاغل عند أمريكا هذه الفترة هو الصاروخ الصيني التجريبي وطريقة صنعه والمواد المستخدمة في صناعته، وأي جسم يسير بهذه السرعة يتحول إلى طاقة وقابل للاشتعال نتيجة اصطدامه بالغلاف الجوي، وهل يصلح في المستقبل بأن يكون لأغراض سلمية ليس عسكرية؟ إذا السنوات القادمة مهمة جداً لمعرفة حقيقة هذا الصاروخ والمواد المصنع منه.

الصين قامت بتجربة صاروخية فريدة ومميزة وغريبة في نفس الوقت بالإعلان عن مثل هذا الصاروخ، وهذا نابع عن كتمان تام في الصناعات العسكرية الصينية، بشكل متقن جداً وكان له الأثر الكبير والعالمي من رد الفعل الدولي ووضع دول عظمى مثل أمريكيا وغيرها في خانة لا خيار لهم سوى الامتثال للإرادة الصينية بالقوة العسكرية.

في هذه المرحلة نستطيع القول بان التنين الصيني بدأ يلعب لعبته بشكل واضح وجلي، وبدأ يعلن عن صناعات عسكرية قوية وغير متوقعة، كي يؤمن طريق الحرير الذي يسعى إلى تأمينها من أي عدوان عليها من أي دولة كانت، والأسئلة كثيرة هذه الفترة عن التطور العسكري الصيني، وهل حلفاء الصين ستصبح قاعدة لمثل هذه الصواريخ مثلاً؟ وخصوصاً الدول القريبة على أمريكا مثل كوبا أو فنزويلا؟ أو غيرها من الدول التي تعاني من السياسية الأمريكية، فهذا الإعلان من قبل الصين قلب موازين القوى تماماً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد فؤاد زيد الكيلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/02



كتابة تعليق لموضوع : صاروخ صنع في الصين .......
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net