صفحة الكاتب : عماد الاخرس

مجلس محافظة بغداد والحمله الايمانيه للمالكى
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد قرار مجلس محافظة بابل الخاص بتحريم الغناء والموسيقى فى مهرجان بابل الدولى اصدر مجلس البصره قراره الخاص بايقاف عروض سيرك ( مونت كارلو )  .. ثم تبعهم وقبل ايام قلائل مجلس بغداد ليزيد الطين بله ويعلن قراره بمنع الخمور واغلاق كافة البارات والنوادى الليليه  .. والله يستر مما تخفيه الايام القادمه من قرارات التحريم المشابهه وربما من مجالس محافظات اخرى!!
    والعجيب هو ان هذه المجالس  تتجاهل وتتستر وتلتزم الصمت اتجاه المُحَرَمات الكبرى التى تنتشر فى حدود سلطاتها الاداريه والتى لها تاثير سلبى على مجتمع باكمله ومنها التزايد فى تعاطى الرشوه والفساد المالى والادارى وتُرَكِزْ على قضايا ليس لها اى ضرر على المجتمع سوى بعض الاضرار الشخصيه فقط على من يمارسها .. و التفسير العام  لذلك هو التغطيه على فشلها  وعجزها فى محاربة الاولى و لجوئها  للثانيه  للتمويه والتشويش أملاً فى الحصول على رضا الجهله والمتشددين والمتطرفين .
     ولكن الأمر المؤسف الذى يزيد الشك فى حُسْنْ النيه التى تقف وراء اصدار مثل هذه القرارات وخصوصا آخرها الذى اصدره مجلس محافظة بغداد والذى يعتبر مخالفه دستوريه واضحه وتضييق غير مقبول على الحريات الشخصيه هو تزامنه مع بداية تكليف السيد ( المالكى )  بتشكيل الحكومه وكأنه تحضير لاتهامه ببدء حمله ايمانيه جديده وهذا له تفسيرات اخرى اهمها .. أولا .. محاولة مجلس بغداد الاساءه للديمقراطيه واثارة الحقد والكراهيه ضد العراق الجديد والعمليه السياسيه الجاريه فيه وقادتها ومنهم راعى الحمله الايمانيه الجديده .. ثانيا .. وضع العراقيل امامه وخصوصا بعد ان شاع عنه ابتعاده عن الخط الدينى المتشدد والسير فى خطى الليبراليه  .. ثالثا.. تشويه مسيرة حكومته منذ البدايه على نيتها التبعيه والسير فى ركاب البعض من الدول الدينيه المتشدده .. رابعا..المبادره باستهداف واغلاق النادى الاجتماعى لاتحاد الادباء تحديداً يراد بها  تحريض شريحة المثقفين واصحاب القلم ضده وجاء ردهم الاول باعتصامهم فى شارع المتنبى .. خامسا .. فسح المجال لاتهامه باعلان الحمله على تهجير بقية الاديان واجبارهم على مغادرة الوطن وخصوصا ان هذا القرار صدر بعد الهجوم الاجرامى على كنيسة النجاة وحينها كان سيادته قائدا عاما للقوات المسلحه .. سادسا .. زيادة المخاطر التى ستواجه حكومته القادمه بسبب تفشى ظاهرة المخدرات وغيرها كبديل عن المشروبات الروحيه .. سابعا .. تأجيج الصراع بين التيارين العلمانى الديمقراطى والاسلامى المتشدد فى المجتمع العراقى لارباك حكومته الجديده .. ثامنا .. الترويج لاتهامه بالتحضير لبدء حمله ايمانيه جديده وسعيه لفرض واقع الاسلام المتشدد على المجتمع العراقى المتنوع الاعراق والاديان وتصديه  لكل مايجلب البهجه والسرور والفرح للمواطن واستبدالها بمظاهر الحزن والياس والبكاء!!
     و اقولها بصراحه للسيد ( المالكى ) .. ان هذه القرارات بدأت تثير الشكوك والخوف لدى اغلب العراقيين من احتمال وجود رغبة فعليه لديك بقيادة حمله ايمانيه تعيد لنا ذكرى الحمله الايمانيه التى اعلنها رئيس النظام السابق .
      لذا نناشدك سيدى  بضرورة ازالة هذه الشكوك والتاكيد على ابتعادك عن نهج الاسلام المتشدد الذى تعرف نتائجه السلبيه على العراق وشعبه بعدم السماح لمجالس المحافظات باتخاذ قرارات ارتجاليه عاطفيه غير مدروسه تمس بالحريات الشخصيه والديمقراطيه وانت فى بداية تسلمك للسلطه التنفيذيه .
       لقد بنى اغلب العراقيين ومنهم ناخبيك آمال واسعه على فوزك  وسيرك فى الطريق الليبرالى الذى اعلنته مراراً وتكراراً  فى الكثير من تصريحاتك اثناء ولايتك الاولى لرئاسة الوزراء و خلال حملتك الانتخابيه وهم فى امل استمرارك على هذا النهج فى ولايتك الثانيه وهذا ضمان اكيد لنجاحك فى قيادة الحكومه الجديده وتطبيق العداله وانصاف جميع العراقيين ومنهم الاقليات.
      ونطالبك بعدم السماح  لهذه المجالس بفتح ابواب الاتهام لك ببدء حمله ايمانيه جديده و ارتكاب مثل هذه المخالفات الدستوريه.
       اخيرا لابد من تذكيرك سيدى بان الحمله الايمانيه الاولى فى العهد البائد لن تنفع من قادها ولم تنقذه من المصير المحتوم الذى ناله بعد ان مورست فى عهده كل اشكال الظلم واخطرها عدم احترام الديمقراطيه والعداء للحريات الشخصيه .
3\12\2010


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/04



كتابة تعليق لموضوع : مجلس محافظة بغداد والحمله الايمانيه للمالكى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عزيز الفتلاوي من : العراق ، بعنوان : من اشاع فاحشة في 2010/12/04 .

نقول للاخ كاتب المقال فقط كلمتان عسى ان يفهم
ان السير الى الجوامع بكل خطوة فيها ما لايعد ولا يحصى من الحسنات
اما السير الى الخمارات فان المصير الذي ينتظر صاحب تلك الخطوات جهنم وبئس المصير
واكيد ان الاخ كاتب تلك الكلمات ليس من النوع الثاني




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net