صفحة الكاتب : الشيخ صلاح الخاقاني

مفهوم الثقافة ودورها في حياة الإنسان
الشيخ صلاح الخاقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هي ما يكتسبه الفرد من علوم ومعارف أو هي حالة الفرد من إلمامه بالعلوم والمعارف، وقد يضاف اليها الموسيقى والفنون، وتطلق ايضا بصورة تتجاوز الفرد الى الجماعة، فنقول عن مجموعة العلوم والمعارف والفنون التي يتعاطاها أو ينتجها أبناء المجتمع على الصعيد المحلي أو الأممي، ثقافة وطنية.

بالإضافة الى الثقافة الشعبية، وتعني السلوكيات والتقاليد التي درج عليها أبناء المجتمع لا من حيث العلوم والمعارف بل ما درجوا عليه في حياتهم اليومية. وقد كانت تطلق بمعنى الاعتناء بالأرض وتهذيبها فانتقلت عن طريق المجاز الى العقل، فصار معناها الاعتناء بالعقل وتزويده بالمعرفة.

وأصلها في العربية صناعة شيء من مادة خام سيما في السلاح، مثل تحويل العود الى سهم فنقول ثقف العود ومنها أطلقت كلمة مثقف للسيف.

ظهر مصطلح الثقافة في اللغة الفرنسية في عصر الأنوار ومن ثم تسلل الى اللغة الانكليزية والألمانية منقولا من أصله اللاتيني الذي يعني رعاية الارض والماشية.

في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في أوروبا؛ ارتبط مفهوم الثقافة بالتربية لأجل تطوير وتحسين مهارات الإنسان النافعة وخلال القرن التاسع عشر، حظي مفهوم الثقافة بمجال واسع من محاولات التعريف سيما في علم الإنسان (الانثروبولوجيا) وقد انتهت تلك التعريفات الى نهاية واحدة تقريبا تدور في محور المعرفة والمعتقدات والأخلاق والقانون والعادات والإمكانيات الاجتماعية وأية طبائع اكتسبها الفرد من المجتمع. غير أنه في القرن العشرين توسع مفهومه بشكل كبير في الكتابات الأدبية والفكرية.

وأما في العالم العربي فيعتبر الأديب المصري سلامة هو أول من استخدم هذا المصطلح في عشرينات القرن العشرين للدلالة على النشاط الفكري والإبداعي.

ويمكننا القول عن مفهوم الثقافة في أنه يعني كل ازدياد معرفي يذكر عن الصفر المعرفي لدى الانسان، فمثلا تحديده لطريقة معينة في إشعال النار في فجره الاول يعتبر مؤشرا ثقافيا.

وربما كانت النقطة الأهم في موضوع الثقافة هو دورها الإيجابي في حياة الإنسان، والذي يحدده علماء الاجتماع بـ:

1- تنمية النواحي الفكرية والجمالية والروحية.

2- التعبير عن طريقة معيشة الشعوب أو المجموعات خلال فترة من الفترات.

3 – تطور جميع الأعمال والممارسات الخاصة بالنشاط الفني والفكري.

وهذا يقودنا الى الحديث عن النخبة المثقفة، التي تسعى للاستفادة من الثقافة العامة في عملية التطوير، وما عليه أن يكون لتلك النخبة من حضور إيجابي خلاق.

إن الفلاسفة العدميين مثلاً هم أناس في الخط الأول من الإلمام المعرفي والقدرة على صياغة الفكر في قوالب تحتوي بدورها على ثقافة المجتمع، ولكنها خارجة عن النخبوية الإيجابية التي تحقق منفعة المجتمع. وهذه الإيجابية تتأتى من خلال نقاط منها:

1ـ الضمير الحي: إن السياسات العالمية التي تسعاها للهيمنة على الشعوب واستغلالها تسرع الى بث ثقافات فاسدة مضرة، فتنهض لمهمة بثها نخب مثقفة ولكنها معدومة الضمير او ما يمكن تسميته بالأقلام المغرضة المأجورة، كتلك التي تقوم ببث الأفكار الداعية للإنحلال الخلقي والرذيلة، سواء في الغرب أو بلداننا الاسلامية.

2ـ الانطلاق من معرفة وعلوم حقيقيين، وليس من تجربة معينة مثل فلاسفة الغرب الذي حاربوا الدين بشكل تام نتيجة معايشتهم لحكم الكنيسة.

3ـ الحرص على نفع المجتمع. حيث أن الكثير من النخب المثقفة قد مارست دورها برغبة منها في البروز، وهذا ما يؤدي بالمثقف الى جملة من المزالق مثل حرصه على تقديم عطاءه الفكري بمعزل عن قيمة ذلك العطاء الإيجابية.

ومما لا شك فيه في موضوع الثقافة ودورها الاجتماعي، أن وسائل التثقف لها المجال الرحب في الطرق والآليات، فربما بلغ الفرد مستوى عالياً في الإلمام المعرفي والفكري بجهود ذاتية، ولكن هذا النمط لا يعد عملياً في بناء مجتمع متطور راق. لهذا فإن المدارس والمعاهد الدراسية تبقى آلية أكثر جدوى في خلق الكوادر المثقفة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ صلاح الخاقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/23



كتابة تعليق لموضوع : مفهوم الثقافة ودورها في حياة الإنسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net