صفحة الكاتب : عماد الجليحاوي

صيغة التعايش المشترك..!!
عماد الجليحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حينما تنتمي أمة من الناس لوطن واحد ، بمايعنيه الوطن من حدود جغرافية ، وكيان سياسي ، ونظام دولة قائم على مؤسسات مختلفة ، فإن هذا الأنتماء يخلق بينهم عيشاً مشتركاً ، ومصلحة متداخلة ، مما يوجب وجود صيغة عادلة للتعايش والتعاون تتحقق بها المشاركة في المنافع والمكاسب ، والوحدة أمام الأخطار والتحديات ..
وقد تختلف الأنتمائات  الدينية والعرقية والسياسية للمواطنين ، لكن الوطن يجب أن يبقى أطاراً جامعاً لكل أبنائه، بمختلف أنتمائاتهم وإعتقاداتهم ، وذلك يستدعي منهم الأعتراف المتبادل بين الجميع ، بالشراكة والتساوي في حقوق المواطنة وواجباتها ..
أما إذا أختلت هذه الشراكة ، وحدث شيء من الأستئثار بالسلطة أو بالثروات أو التميز بين أبناء الوطن الواحد ، بسبب تنوع التوجهات ، وأختلاف وجهات النظر ، أو تقاطع البرامج ،فإن ذلك يهدد وحدة الوطن ، وأمن المجتمع وأستقراره ، كما تدل على ذلك أحداث التاريخ وتجاربه في الماضي والحاضر ..
إن أخطر شيء على وحدة الأوطان ومصالحها ، هو أن تتضخم الأنتمائات على حساب الأنتماء للوطن ،فتنظر كل جهة للجهات الأخرى عبر دائرة إنتمائها الخاص ، وهنا تضيع المصلحة العامة ، وتضعف وحدة الوطن !! 
ولمواجهة هذا الخطر لابد من وجود وعي وطني ، ومساوات حقيقية بين جميع المواطنين ، وتلك لاتتم إلا بوجود الدستور الذي يقر في لوائحه صيغة التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد ،فإذا ماوجدت تلك اللوائح والقوانين ،فيجب على الجميع العمل بها كقناعات راسخة في نفوس أبناء المجتمع ، وأن تكون منهجاً في تفكيرهم ، وسلوكاً في حياتهم اليومية ..ولايمكن أن أن تتحقق تلك القوانين عبر طرحها كعنوان وشعار ، ولابالحديث عنها في قاعات المؤتمرات واللقائات، وأنما تتحقق بالسلوك العملي الفعلي على أرض الواقع  !!
فيجب أن ننفض عن نفوسنا وعقولنا غبار ثقافة اليأس والأتكالية ، وذلك ببعث ثقافة وحدوية ، تنطلق من محورية حقوق الأنسان ، وتركز على حرمته وكرامته ، وتؤكد على الوحدة الوطنية ، وتساوي المواطنين في الحقوق والوجبات ،حيث ينظر بالنتيجة كل مواطن إلى أخوانه المواطنين بمختلف أنتمائاتهم من منظار الأنسانية ، فيحترم حقوقهم كبشر ، ويراعي جميع مباديء الوطنية وضمان أطارها العام، حتى يعترف كل واحد منا بأخيه ويتعاون معه كشريك مساوٍ له في الحقوق والواجبات ..  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الجليحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/19



كتابة تعليق لموضوع : صيغة التعايش المشترك..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net