صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

تفسخ الحكومات المحلية / مدينة القاسم( ع ) نموذج
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعرف المطلعون على تاريخ المدن العراقية حجم مدينة القاسم ع ودورها الريادي في كافة المفاصل الملتهبة من التاريخ العراقي فهي دائما في مقدمة أخواتها المدن الأخرى في التضحية والفداء وتقديم خيرة أبنائها على مذبح الحرية 0 ويعرف المطلعون أيضا نوعية القاطنين في هذه المدينة المشرفة المجبولين على الكرم والإباء والغيرة بشهادة جميع مدن المحافظة وجميع مدن المحافظات الجنوبية ,ويعرفون أيضا أنها تكاد تكون في آخر السلم حينما يتعلق الأمر بحقوقها 0والعجيب إن إحدى الغيمات المارة في الموسم الشتوي الماضي حبست ماءها عن مدينة القاسم ع إلى العمادية شمالا والطليعة جنوبا وكأنها تنذر أبناء هذه المدينة بالعقاب بسبب سكوتهم عن حقوقهم 0
يردد البعض وانا منهم بان أجمل أيام مدينة القاسم ع  هي تلك التي أعقبت سقوط النظام المباد التي خلت فيها تماما من الحاكمين فهب أبناؤها الغيارى وراحوا ينشرون الأمن والنظام ويتقاسمون الخدمات بروح لم توجد في التاريخ إلا عند عمار وأبي ذر وأمثالهم ,
ثم تشكلت الحكومة المحلية واستبشر الناس خيرا ولكنهم فوجئوا بعد حين أن مدينتهم الحبيبة تكاد تكون قد عادت إلى أسوا الحقب التاريخية في العهد العثماني حين كان الولاة والسلاطين يهبون الإقطاعيات إلى هذا الباشا او ذاك اوهذا  الجلبي او ذاك او هذا الانكشاري او ذاك 0ان المراقب اليوم يشعر وكأن مدينة القاسم قد منحت إقطاعية إلى حكومتها المحلية التي تتقاسم الموارد والنفوذ دون وجل او خوف فهذا يقتصر دوره على ملاحقة المال العام واستنزافه كأي مصاص للدماء ,وهذا يقتصر دوره على ملاحقة الفقراء من البقالين والباعة المتجولين مذكرا الناس بأزلام النظام السابق, وهذا يقتصر دوره على استغلال منصبه لتصفية حسابات لا ناقة للناس فيها ولا جمل  وهذا يقتصر دوره وتحت شعار( الخطة الأمنية الجديدة )على إغلاق الشوارع بين الحين والحين بالأسلاك والجلمود او احتكارها لوقوف سيارات بعضهم البعض ولعل أعجب العجب الإقدام في موسم زيارة الإمام القاسم ع على إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى المدينة ومن مسافات بعيدة جدا وكان الأجدر فتح عشرات المنافذ الجديدة الخاضعة للتفتيش الدقيق الشعبي والحكومي وكأن لسان حال هؤلاء يقول لكافة الزائرين (لقد أتيتم هذه المرة ولكننا مصممون على تلقينكم درسا لن تنسوه أبدا ولن تعودوا بعده للزيارة على الإطلاق أما لسان حال  سيدنا ومولانا الإمام القاسم ع فانه يقول (كفاكم إذلالا لزواري الأعزاء  وتذكروا أن الدين لا ضرر ولا ضرار 0) 
وقبل أيام تردد في أوساط أبناء المدينة خبر مفاده بان (الجبل) وبعد ثمان سنوات في حالة مخاض وانه ربما سيلد حلا لازمة السكن وجنون أسعار القطع السكنية التي فاقت مثيلاتها في بغداد والبصرة والديوانية ولكن( الجبل) مع الأسف الشديد لم يلد إلا فارا فقد وزعت القطع السكنية ( الخاتلة )والتي يبلغ سعر بعضها مئات الملايين من الدنانير على القائمين عليها  ورحم الله ذلك الذي قال لصاحبه (إذا أردت أرنبا فخذ أرنبا أما إذا أردت غزالا فخذ أرنبا)
هل سمعتم بمدينة مدارسها لا تصلح حتى كزرائب للحيوانات في الدول المتقدمة  وشوارعها حقل للمطبات ومسرح للحمير رغم أكسائها لمرات عديدة ,ومياهها الثقيلة تتجول على جوانب الشوارع باتجاه شبكة من المستنقعات والمبازل الداخلية المصممة لتطوير أنواع جديدة من البعوض السام , وهل سمعتم بمدينة متنفس أبنائها الوحيد مجالس العزاء المقامة على من مات حديثا في المساجد والجوامع 0
ولا أريد التطرق إلى اللغط المثار بين الناس حول الأمانة الخاصة للعتبة القاسمية وكيفية إشغال الوظائف فيها فقد لا تكون دقيقة 0وارجو أن تكون كذلك0
علينا أن نتذكر بان الفراعنة يصنعهم الناس وأنهم ما كانوا ليكونوا لو أن الناس وقفوا في وجوههم ولذلك فان المسؤولين بشكل عام ومسؤولي مدينتنا بشكل خاص تفرعنوا بجهود جوقة المطبلين الموجودين في كل العصور ولم يعودوا يهتمون بأصواتنا واحتجاجاتنا الخجولة  وإذا لم نثبت لهم في المستقبل القريب بأننا نحن الشعب مصدر وجودهم وسلطاتهم فعلينا في هذه الحالة أن نهيئ أنفسنا لجولة جديدة من المقابر الجماعية خاصة بعد أن أحاطوا أنفسهم بالخدم والحشم والحمايات وأنواع من فرق التزمير وجوقات التطبيل 0

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/19



كتابة تعليق لموضوع : تفسخ الحكومات المحلية / مدينة القاسم( ع ) نموذج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net