صفحة الكاتب : غائب عويز الهاشمي

ذو الثفنات والتاريخ 
غائب عويز الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الإهداء

الىرابع أئمة أهل البيت عليهم السلام 
الى من سماه الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم علي ولقبه زين العابدين قبل أن يولد بعشرات السنين 
الى |من عاش في كنف جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 
الى | أبن الخيرتين 
أهدي جهدي المتواضع أطلب القبول والرضا اللهم أكرمنا برضاك يا ذل المن ولا يمن عليك 


                                      الراجي رحمة ربه
                                           الباحث
                                  غايب عويز الهاشمي 


المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين النبي الامين الذي اختاره الله رحمة للعالمين واله الطيبين الطاهرين من الان الى يوم الدين0
بعد أن أنهيت العمل في كتابي الذي يحمل التسلسل (23)بين كتبي التي تزدان بها مكتبتي الشخصية بالإضافة الى طرحه على موقع كتابات في الميزان كوكل واخذ طريقه الى النشر وكان بعنوان (يوم الطف صدى ليوم المدائن )وفيه تناولت مظلومية الأمام الحسن ع عند الجانبين وكون ثورته امتداد بل بداية وارتكاز لثورة أخيه الأمام الحسين ع بالأدلة والقرائن التاريخية التي اعتمدت على مصادر رصينة وسلطت الضور على درر كانت غائصة في بطون الكتب وأبرزتها لما تحمل من أهمية لإكمال البحث وما أن انتهيت من هذا العمل حتى اتجهت الى عمل آخر وهو تسليط الضوء على زين العابدين وسيد الساجدين وتناولت القابه التي ارتبطت بالسجود والمركبة منها واخترت واحد من هذه الالقاب ليكون عنوانا لكتابي الجديد الذي يحمل التسلسل (24)من كتبي شاكرا الباري عز وجل على المداومة بالكتابة عن اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فكان البحث على ثلاثة فصول تناولت في الفصل الاول التمهيدي تعريف العنوان من الناحية اللغوية والاصطلاحية وشخصيته من حيث النشأة والولادة والنسب والكنية والقابه التي توسعت بها كثيرا لما لها من اهمية 0
بعدها تناولت المسيرة التاريخية للشخصية واثرها في الساحة الدينية السياسية ولهذا تم تقسيم الفصل الى مباحث المبحث الاول تناولت حياته والقابه وصفاته وخصاله ومميزاته وفي المبحث الثاني تطرقت الى سيرته وأمراء عصره من الجانبين أما المبحث الثالث تناولت مراحل حياته وقسمتها الى ثلاثة مراحل هي من ولادته الى كربلاء وبعد واقعة الطف وفي الكوفة وتمت الاجابة على سؤال يطرح دائما وبأسلوب مقنع لماذا لم يقاتل الامام السجاد ع مع ابيه في كربلاء وتطرقت الى نوعية المرض الذي أصابه 
وأما المبحث الرابع تناولت فيه لماذا لم يقاتل مع أبيه 
أما الفصل الثاني يتضمن أربعة مباحث 
المبحث الأول تناولت فيه جهات الابداع في المنهج الاصلاحي للأمام زين العابدين ع 
المبحث الثاني :إمامته 
المبحث الثالث: آثاره العلمية وتناولت بإسهاب الصحيفة السجادية
المبحث الرابع :الأمام السجاد ع في الأسر 0
اما الفصل الثالث :المبحث الأول : فكان من حصة الدلالات النضالية من وجود الامام السجاد ع الى جنب والده الامام الحسين ع في كربلاء 
المبحث الثالث :تعامله مع العبيد
المبحث الثالث :أشكال العمل السياسي في عهد الأمام السجاد ع  والخاتمة سلطت الضوء فيها على خطر وجود الامام السجاد ع على الوليد بن عبد الملك وما قام به الوليد من عمل مشين ضد الامام ع بالإضافة الى نتائج البحث والدروس المستخلصة منه  
هذا ما توصلت أليه في هذه العجالة أطلب منكم العذر في حالة حصول هفوات غير مقصودة 0
اللهم وفقنا لما تحب وترضى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام وسيد المرسلين الرسول الأمين محمد واله الطيبين الطاهرين بفضل الصلاة على محمد وال محمد 0

                                           الراجي رحمة ربه 
                              الباحث غايب عويز الهاشمي 

الفصل الاول :التمهيدي 
 اللقب الذي تميز به الأمام زين العابدين ومنار القانتين وسيد العابدين وأبو الخيرتين وسيد الساجدين الزكي الأمين علي بن الحسين عليهما السلام ولكثرة القابه نحاول ان نقسمها الى القابه المركبة والقاب السجود وماذا يعني عنوان كتابنا من حيث اللغة والباحثون والشعراء أملي أن أوفق في تسليط الضوء على معلومات ودرر أخرجتها من بطون الكتب المختلفة لتسهيل مهمة القارئ في البحث عن هذه الشخصية المهمة وما حمله التاريخ بشأنها وتناولت عنوان كتابي (ذو الثفنات والتاريخ)من حيث اللغة والاصطلاح والمؤرخون والشعراء والعلماء  معنى الثفنة الركبة والثفنة الجزء من جسم الدابة تبرك عليه فيغلظ ويجمد وقيل لعلي بن الحسين ع ذو الثفنات لان اعضاء السجود منه صارت كثفنة البعير من كثرة صلاته اما تعريف ومعنى ثفنات في معجم المعاني الجامع معجم عربي عربي هي :1-ثفنة اسم 
الثفنة :الركبة الثفنة الجزء من جسم الدابة تبرك عليه فيغلظ ويجمد وقيل لعلي بن الحسين ع ذو الثفنات لان اعضاء السجود منه صارت كثفنة البعير من كثرة صلاته  2- ثفنت الدابة :غلظت مباركها وصلبت  3-ثفنت يده: ثفنت :أعتلت ثفنتها 5- ثفن :أسم ثفن :جمع ثفنة 6- ثفن :أسم ثفن: جمع ثفنة  7- ثافن :فعل ثافن الرجل :لازمه حتى عرف باطن أمره  8-ثفا:فعل ثفأ ثفئا ثفأ القدر: كسر غليانها وقلل حرارتها 9- أثفن: فعل  أثفن العمل يده:أغلضها وأيبسها  10-وثقف:فعل وثقف يثقفها وثفا  وثف القدر :جعل لها أثافي اي الحجارة التي توضع عليها القدر  11-وثف:أسم وثف :مصدر وثف 12-أثف:فعل أثف :ثبت وأستقر أثف فلانا :تبعه أثف :طلبه 13- أثف :فعل أثف القدر آثفها  14-ثفى:فعل ثفى ثفيا ثفله :جاء على أثره ثفى القوم "طاردهم 15-كثف:فعل كثف يكثف كثافة فهو كثيف وكثاف كثف الشعر: تجعد التف بعضه على بعض كثفت اشجار الغابة ألتفت اغصانها على بعضها كثف اللبن :تجمد ثخن كثفت السحب :تلبدت 16-كثف أسم ألكثف :الجماعة 17-كثف أشن كثف :جمع كثيف18- وثف: فعل وثفت أوثف وثف مصدر توثيف وثف القدر :جعل لها الأثافي وهي حجارة توضع عليها القدر وثفها غلظت ويبست من العمل  4-ثفن :فعل  ثفن ثفنا 0
والثفنة الجزء من ركبة الدابة او صدرها حيث تبرك فيغلظ ويجمد(1)
ولقب الامام السجاد ع بهذا اللقب بسبب كثرة سجوده الذي أدى الى جمود وغلظة جبهته(2)
وبحسب بعض الروايات كان الامام ع يقطع هذه الاجزاء من جسمه عدة مرات في السنة(3)
وعندما أستشهد الامام ع دفنت معه هذه الاجزاء(4)
وبحسب بعض المصادر اضافة الى الامام السجاد ع لقب كل من عبد الله بن وهب الراسبي شيخ الخوارج وعلي بن عبد الله بن عباس أيضا ب ذي الثفنات(5)
--------------------------------------------------------------
(1)أبن منظور لسان العرب ج13ص78في ذيل ثفن
(2)اليعقوبي تاريخ اليعقوبي ج2ص303
(3)الصدوق علل الشرائع ج1ص223
(4)المجلسي بحار الانوار د46ص61
(5)الطبري تاريخ الامم والملوك ج5ص75البلاذري أنساب الاشراف ج4ص71وأبن أبي الحديد شرح نهج البلاغة ج10ص79
أما حياته ع فكان لها القدح المعلى في بحثنا وكذلك مراحل حياته 
ولادة ع يوم 5شعبان 38هجرية في المدينة المنورة وتوفى فيها في 25 محرم من سنة 95هجرية وهو رابع أئمة الشيعة أولاده محمد الباقر ع وعبد الله والحسن والحسين وزيد بن علي وعمر والحسين الأصغر
أما القابه الشريفة فهي تحكي نزعاته الخيرة وما أتصف به من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق وعظيم الطاعة والعبادة لله تعالى 
أما صفاته :وصف الفرزدق الشاعر الامام زين العابدين بأنه احسن الناس وجها واطيبهم رائحة وكان بين عينيه أثر السجود كان يلبس افخر الثياب واذا وقف للصلاة أغتسل وتطيب أشتهر الامام زين العابدين ع بكثرة دعائه وبكائه 0
وقال عنه ابنه محمد الباقر ع (كان أبي علي بن الحسين ع أذا أنقضى الشتاء يتصدق بكسوته على الفقراء واذا انقضى الصيف يتصدق بها أيضا وكان يلبس أفخر الثياب واذا وقف للصلاة أغتسل وتطيب 0
حج الى بيت الله تعالى ماشيا عشرين مرة وكان يوصي اصحابه بأداء الامانة ويقول (فو الذي بعث محمد بالحق لو أن قاتل الحسين ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته اليه 
وكان الامام ع يخرج في منتصف الليل ويحمل معه الاموال والطعام ويجوب المدينة فيوزع على فقرائها ما يحمله وهم لا يعرفونه وكان يعول أكثر من مائة أسرة وعندما أستشهد افتقدوا ذلك الرجل فعرفوا أنه الأمام ع 
قال الامام الباقر ع لقد حج الامام زين العابدين ع على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط فلما توفت امر بدفنها لئلا تأكلها السباع 0
كان ع أذا توضأ للصلاة يصفر لونه فيقول له أهله ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء فيقول أتدرون بين يدي من أريد أن اقوم 
ومنها أنه كان أذا مشى لا يجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه السكينة والخشوع واذا قام الى الصلاة أخذته الرعدة فيقول لمن يسأله أريد أن أقوم بين يدي ربي وأناجيه فلهذا تأخذني الرعدة 
كان يقول ع (فقد الأحبة غربة) وكان يقول اللهم اني اعوذ بك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي وتقبح عندك سريرتي اللهم كما أسأت وأحسنت الي فاذا عدت فعد علي 0
وكان يقول ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وأن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار 
ومنها أنه كان ع لا يحب أن يعينه على طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام فاذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته وكان يقضي ما فاته من صلاته نافلة النهار في الليل ويقول يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن احب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير ان يدوم عليها وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر وكان من كلامه ع عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة 0000 


المبحث الأول حياته
 أبو الحسن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بلقب زين العابدين (1)او الأمام السجاد أو الأمام علي السجاد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر جد قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان 
ولد يوم 5شعبان 38هجرية في المدينة المنورة وتوفى فيها في 25محرو من سنة 95هجرية وهو رابع أئمة الشيعة بكل طوائفهم ودفن في البقيع زوجته فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام أمه شهربانو بنت يزدجر الثالث أولاده محمد الباقر وعبد الله الباهر والحسن والحسين وزيد بن علي وعمر والحسين الاصغر وعبد الرحمن وسليمان وعلي ومحمد الاصغر وزينب (2)وعائشة وعلية وفاطمة وخديجة وأم كلثوم(3)هناك آراء عند علماء الشيعة ومؤرخيهم في تاريخ شهادة الامام زين العابدين ع فنقل الشيخ الكليني عن أبي عن أبي عبد الله الصادق ع قال قبض علي بن الحسين وهو أبن سبع وخمسين سنة في عام خمسة وتسعين (4)ووافقه الشيخ المفيد في ذلك وأضاف بأنه توفى في المدينة وقال الشيخ الكفعمي بان وفاته ع كانت في الخامس والعشرين من محرم (5)
(1)الفصول المهمة في معرفة الأئمة علي بن أحمد المالكي المكي المجلد 2 ص855
(2)فخر الدين الرازي الشجرة المباركة في أنساب الطالبية مجلد1 ص1374
(3)كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة للأربي 2334
(4)الكليني الكافي ط دار الحديث ج2ص519
(5)المفيد الإرشاد ج2ص137
وقال الشيخ الكفعمي بأن وفاته ع كانت في الخامس والعشرين من محرم(1)
وأما الشيخ الطوسي فذكر وفاته في اليوم الخامس والعشرين من المحرم في المدينة المنورة ولكن أعتبره في سنة 94للهجرة(2)
وأختلف كل من أبن شهر آشوب  والآربي مع المفيد والطوسي والكليني فرغم ذكرهم وفاته في المدينة ولكن حددوها بيوم السبت لا حدى عشر ليلة بقيت من المحرم او لا ثني عشر ليلة سنة اربع وتسعين او خمس وتسعين من الهجرة(3)
ومن جهتهم اختلف اهل السنة في  وفاته ايضا فقال سبط ابن الجوزي وفاته على اقوال انه توفى سنة اربع وتسعين او سنة اثنتين وتسعين او سنة 
خمس وتسعين والاول اصبح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيد الفقهاء مات في اولها وتتابع الناس بعده (4)
وواقف راية بشأن وفاته سنة94كل من الخطيب التبريزي (5)
ومجد الدين أبن الأثير (6)
---------------------------------------------------------
(1)الكفعمي المصباح ص509   (2)الطوسي مصباح المتهجدج2ص787  (3)أبن شهر آشوب المناقب ط علامة ص176والآربي       كشف الغمة ط بني هاشم ج2ص82 (4)أبن الجوزي تذكرة الخواص ص298-299 (5)التبريزي الإكمال في أسماء الرجال ص80  (6)أبن الأثير المختار في مناقب الأخبار ج4ص50


وأبن الصبان المصري (1)
ومحمد بن طلحة الشافعي الذي اضاف للسنة يوم الثامن عشر من المحرم (2)
والشبلنجي الذي اعتبره الثاني عشر من المحرم (3)
ولكن الكنجي الشافعي فقال بأنه ع توفى بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع وخمسين سنة (4)

-----------------------------------------------------------
(1)الشبلنجي نور الابصار ص286
(2)الشافعي مطلب السؤول ص275
(3)الشبلنجي نور الابصار ص286
(4)الشافعي كفاية الطالب ص309
نسبه
هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر جد قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بم معد بن عدنان (1)
أمه
هي شاه زنان أو شهربانويه بنت يزدجر الثالث بن شهريار آخر ملوك أيران في العهد الساساني  (2) وقيل أسمها غزالة (3)وقيل سلافة(4)وقيل سلامة(5) وقيل سلمه (6)وقيل سادرة(7)
ورد في بعض مصادر أهل السنة أنها أبنة كسرى سبيت هي وأختها في زمن عمر بن الخطاب فتزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب  عليهما السلام وتزوج محمد بن أبي بكر أختها وقال محمد بن سعد البغدادي وأبو محمد بن قتيبة الدينوري أنها امرأة من السند وشكك مرتضى المطهري وجعفر شهيدي بروايات زواج الحسين من شهربانو وأعتبرها غير صحيحة (8)لكن عرفت بشاه زنان ومعناه في اللغة العربية ملكة النساء او سيدة النساء وقيل بأنه ليس أسمها بل لقبها 
(1)الذهبي شمس الدين محمد سير أعلام النبلاء مؤسسة الرسالة 
(2)ربيع الأبرار الباب العاشر باب الملائكة  والأنس والجن والشيطان وقبيله وما ناسب ذلك من ذكر الأنبياء والأمم ج2ورقة 44مصورة مكتبة الأمام أمير المؤمنين ع العامة في النجف الأشرف تسلسل 2059واليعقوبي تاريخ اليعقوبي ج2ص247
(3)أبن سعد الطبقات الكبرى متمم التابعين ج1ص326
(4)البلاذري أنساب الأشراف ج3ص325 (5)الذهبي سير أعلام النبلاء ج4ص237 (6)القرشي موسوعة أهل البيتج15ص22
(5)الشبراوي الإتحاف بحب الاشراف ص498)(6)خدمات متقابل أسلام  وأيران ص131الى133 (7)كتاب زندكي حسين بن علي أثر دكتور سيد جعفر شهيدي ط مركز نشر فرهنك إسلامي ص12-(8)الشلبنجي نور الأبصار ص126
ألقابه
ألقاب الأمام السجاد علي بن الحسين عليهما السلام المتعلقة بالسجود يعد الأمام ع مدرسة خالدة في معرفة طرق الوصول الى عبادة الله تعالى فهو انموذج للعبد الصالح والمؤمن الحق لذا لا غرابة في أنه ع يلقب زين العابدين وسيد الساجدين والخاشع والمتهجد والزاهد والعابد والسجاد وذي الثفنات وغبر ذلك فهي القاب تعبدية لم يلقب بها أحد من قبله ولا بعده وقد ارتبط معظم الالقاب المذكورة بالسلوك العبادي للأمام علي بن الحسين ع ولا سيما سجوده أذ عرف عنه كثرة السجود حتى لقب بالسجاد وسيد الساجدين والقابه التي ارتبطت بالسجود تقسم الى :
1-القاب السجاد ع المركبة التي تضمن القاب ذي الثفنات وزين العابدين وسيد الساجدين 
2-القاب السجود المفردة وتضمن القاب السجاد ع الزاهد الخالص 
عبادة الأمام علي بن الحسين ع وأثرها في تعدد ألقابه
الأمام زين العابدين ع هو الأمام الرابع من أئمة أهل البيت ع الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لذا لا غرابة في أن يكون مثالا في التعبد أذ أخذت ألقابه من عبادته فصار يعرف بها فمن زين العابدين الى سيد الساجدين وسيد العابدين والسجاد وذي الثفنات وغير ذلك 
قال عبد العزيز سيد الاهل ولما لم يصح في الارض مثله في العبادة والزهد سماه الناس زين العابدين وحين رأوه علامات السجود في جبهته سموه ذا الثفنات (1)
ومن هنا تعددت ألقابه ع حتى صار يعرف بها دون سواها ومن الأخبار المأثورة التي تناقلها المؤرخون في عبادته وتقواه 
كان أذا توضأ الى الصلاة يصفر لونه فيقول له أهله ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟
فيقول أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم (2)
كان أذا قام الى الصلاة أخذته الرعدة فقيل له مالك فقال ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟(3)
ووقع حريق في بيته وكان ساجدا في صلاته فجعلوا يقولون يا بن رسول الله النار النار فما رفع رأسه من سجوده حتى أطفئت فقيل له بعد قعوده ما الذي الهاك عنها ؟
فقال الهتني عنها النار الكبرى أي نار الآخرة (4)
قال الأمام الباقر ع كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة الف ركعة وكانت الريح تميله بمنزلة السنيلة وكانت له خمسمائة نخلة وكان يصلي عند كل نخلة ركعتين وكان اذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر وكان قيامه في صلاته كقيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل 
(1)ينظر كتاب زين العابدين 35 (2)ينظر مطالب السؤال 242وكشف الغمة 198والفقصول المهمة 183 (3)ينظر صفوة الصفوة255(4)ينظر المناقب2251
وكانت أعضاءه ترتعد من خشية الله وكان أيضا يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا (1)
سقط أبن له في بئر فقال ما شعرت أني كنت أناجي ربا عظيما (2)
روي عن أبي جعفر الباقر ع أن أباه عليا ما ذكر الله عز وجل نعمة عليه الا سجد ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود ألا سجد ولا دفع الله سوءا أو كيد كائد يخشاه ألا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد ولا وقف لا صلاح بين أثنين ألا سجد وكان أثر السجود في مواضع سجوده جميعا فسمي بالسجاد لذلك (3)
قال شمس الدين الذهبي ت748هجرية (وقال أبن عيينه حج علي بن الحسين ع فلما احرم اصفر لونه وانتفض ووقع عليه الرعدة ولم يستطع ان يلبي فقيل له مالك لا تلبي ؟
قال أخشى ان اقول لبيك فيقال لي لا لبيك فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته ولم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجته
(4)

--------------------------------------------------------------------------------
(1)ينظر المناقب 2251والخصال 517
(2)ينظر كشف الغمة 207
(3)ينظر علل الشرائع 1233ومناقب ال ابي طالب 3304وبحار الانوار 113واعيان الشيعة 4410
(4)تاريخ الاسلام 6435-436وينظر سير اعلام النبلاء شمس الدين الذهبي 4392تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني 7306


أما دلالة القابه ع المتعلقة بالسجود كما عرف بها عند المؤرخين من الجهتين أولهما الدلالة اللغوية وثانيهما الدلالة التاريخية وعلى النحو التالي :
أولا :القاب السجود والمركبة يشمل الحديث على الالقاب المتلازمة من حيث التركيب وهو في الغالب يكون تركيب اضافيا والتركيب هو جعل الكلمتين كلمة واحدة وقد يقع بين فعل واسم وبين اسمين او حرفين او بين حرف وفعل (1)
لذا نستقف من حيث الدلالة اللغوية عند السمات التركيبية لهذه الالقاب ومن تعريف وتنكير وافراد وتثنية وجمع وتانيث وتذكير وضبط اعرابي وجمود واشتقاق يزاد على ذلك دراسة الدلالة التاريخية لهذه الالقاب المركبة وعلى النحو التالي :
1-ذو الثفنات :يعد لقب ذو الثفنات من الالقاب المشهورة للأمام علي بن الحسين ع وقد ذكره عدد من المؤرخين واللغويين والمفسرين فضلا عن الشعراء في مواقع مختلفة وقبل الشروع في ذكر هذه المواقف نذكر معنى الثفنات في لغة العرب 
فالثفنات لفظ مشتق من الفعل ثفن ومفرده ثفنة والثفنة واحدة ثفنات البعير وهي ما يقع على الارض من اعضائه اذا استناخ وغلظ كالركبتين وغيرها (2)
والفعل ثفن معناه ملازمة الشيء الشيء قال الخليل ثفنات البعير ما اصاب الارض من اعضائه فغلظ كالركبتين وغيرها (3)
(1)معجم المصطلحات النحوية والصرفية د محمد سمير اللبدي 95
(2)الصحاح الجوهري مادة ثفن 52088
(3)مقايس اللغة احمد بن فارس مادة ثفن 1380
والفعل ثفن معناه ملازمة الشيء الشيء قال الخليل ثفنات البعير ما اصاب الارض نت اعضائه فغلظ كالركبتين وغيرها (1)
ويفهم من معنى الفعل وهو ملازمة الشيء الشيء ان هذه الملازمة يترتب عليها ظهور ما يسمى بالثفنة وهو ما يؤكد سبب اطلاق هذا اللقب على الامام علي بن الحسين ع اذ ان كثرة ملازمته الارض للصلاة ادى الى ظهور هذه الثفنات التي تشبه ثفنات البعير من هذه الجهة وهذه المشابهة ذكرها اللغويين وصرحوا باسم الامام ع وان ذكروا معه اشخاصا اخر
قال ابو منصور الثعالبي ت429هجرية كان يقال لكل من علي بن الحسين بن علي وعلي بن عبد الله بن العباس ذو الثفنات لما على اعضاء السجود منهما من السجادات الشبيهة بثفنات الابل وذلك لكثرة صلاتهما (2)
وقال الفيروز آبادي ت817هجريةوذو الثفنات علي بن الحسين بن علي وقيل هو علي بن عبد الله بن العباس وكانت له خمسمائة اصل زيتون يصلي عند كل اصل ركعتين كل يوم وعبد الله بن وهب رئيس الخوارج لان طول السجود اثر في ثفناته (3)
وقال الزبيري ت1205هجرية ذو الثفنات هو لقب ابي محمد (4)
علي بن الحسين بن علي المعروف بزين العابدين والسجاد لقب لذلك لان مساجده كانت كثفنة البعير من كثرة صلاته ع (5)
(1)مقايس اللغة احمد بن فارس مادة ثفن 1380
(2)ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291(3)القاموس المحيط ثفن 11184
(4)جاء في الاصل ابن والصواب ما اثبتناه (5)تاج العروس ثفن34332

ويبدوا أن هذا اللقب اشهر للأمام ع اكثر من غيره فمن ذكره اللغويون والمفسرون والمؤرخون(1)
فضلا عن شهرة الامام بالقاب مرادفة لمعنى هذا اللقب كالسجاد وسيد الساجدين وزين العابدين ولو القينا نظرة على تركيب ذو الثفنات نحويا لوجدناه يتألف من مضاف ومضاف اليه فالمضاف ذي هو من الاسماء الستة التي تلازم الاضافة وتعرب بالحروف(2)ويضاف الى اسم ظاهر ولا يضاف الا الى اسم جنس ظاهر غير وصف(3)
نحو قوله سبحانه وتعالى (والله ذو الفضل العظيم )سورة البقرة من الآية 105وفروعة هي (ذوا وذوات وذات وذوات)وتلتحق بها (اولو واولات)(4)
وأختلف في بناء ذو قال المرادي مذهب سيبويه ان ذو بمعنى صاحب وزنها على الوجه وقال الحسن ومعمر بن عطية بياض وصفرة وبهيج يعتري الوجه من السهر 
وقال عطاء والربيع بن انس حسن يعتري وجوه المصلين (5)

-------------------------------------------------
(1)ينظر ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291والكشاف للزمخشري 4347
(2)ينظر المفضل للزمخشري 33 واوضح المسالك 164
(3)ينظر شرح المفضل 1154وشرح التصريح خالد الازهري 1693وهمع الهوامع السيوطي 2514(4)ينظر شرح الكافية الشافية2927وأرتشاف الضرب أبو حيان 41816
(5)توضيح المقاصد 1319-320
أما المفسرون فكان لقب ذو الثفنات شاهدا لهم في تفسير قوله تعالى (سيماهم في وجوههم من اثر السجود )سورة الفتح من الآية 29
قال الزمخشري ت538هجرية والسيماء والمراد بها السمة التي تحدث في جبهة السجاد من كثرة السجود 
وقوله تعالى (من أثر السجود )يفسرها أي من التأثير الذي تؤثره السجود وكان كل من العليين علي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن العباس ابي الافلاك يقال له ذو الثفنات لان كثرة سجودهما احدث في مواقعه منهما اشباه ثفنات البعير وقرئ من أثر السجود ومن آثار السجود وكذلك عن سعيد بن جبير هي السمة في وجهه 
وقد ورد في حديث عن الامام الصادق ع في تفسير هذه الآية أنه قال هو السهر في الصلاة 
وقال الفراء ت207هجرية  
ويلاحظ أن المعاني المذكورة في هذه الآية توافق جميعا السيرة الحسنة التي عرق بها الامام علي بن الحسين ع اذ كان افضل اهل زمانه واحسنهم طاعة (1)
وقال عنه أبن حجر العسقلاني ت852هجرية علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب الهاشمي زين العابدين ذو الثفنات ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور قال ابن عينيه عن الزهري ما رأيت قرشيا أفضل منه (2)
----------------------------------------------------------
(1)تاريخ دمشق ابن عساكر36140
(2)تقريب التهذيب400
أما أهل الأدب فأول من ذكر هذا اللقب هو الشاعر دعبل الخزاعي ت246هجرية عندما دخل على الامام علي بن موسى الرضا ع فقال يا ابن رسول الله قلت فيكم اهل البيت قصيدة وآليت على نفسي لا انشدها احد قبلك 
فقال له الامام الرضا ع هاتها فأنشد (1) من الطويل
ذكرت محل الربع من عرفات     فأجريت دمع العين بالعبرات
مدارس آيات خلت من تلاوة      ومنزل وحي مقفر العرصات 
ديار علي والحسين وجعفر        وحمزة والسجاد ذي الثفنات 
اذ ورد هذا اللقب في هذا البيت من القصيدة ذاكرا قبله لقبا آخر من ألقاب الامام ع وهو لقب السجاد ع 
وفي خبر آخر نقل عن دعبل الخزاعي ذكرفيه لقب ذي الثفنات في ابيات قالها في عمر بن عاصم الكلابي وعندما سئل ممن أنت ؟
كره أن يقول لهم من خزاعة فهجوهم فقال أنا انتمي الى القوم الذي يقول فيهم الشاعر (2)

-------------------------------------------------------
(1)ينظر سمط النجوم الغوالي عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي 4147وزهرة الادب وثمرة الالباب للقيرواني 1134ومعجم الادباء ياقوت الحموي 1465
(2)ينظر تاريخ بغداد الخطيب البغدادي 9360وتاريخ دمشق 17272

أناس علي الخير فيهم وجعفر    وحمزة والسجاد ذو الثفنات 
أذا افتخروا يوما أتوا بمحمد      وجبريل والفرقان والسورات
فوثب الاعرابي وهو يقول مالي الى محمد وجبريل والفرقان والسورات مرتقى ما الى هؤلاء مرتقى وورد ذكر هذا اللقب على لسان الفضل بن الحسن الطبرسي في ابيات نسبت له نظمها في عهد الصبا منها هذه الابيات (1)
الهي بحق المصطفى ووصيه     وسبطيه والسجاد ذي الثفنات 
وباقر علم الانبياء وجعفر         وموسى نجي الله في الخلوات 
وبالطهر مولانا الرضا محمد      تلاه علي خيرة الخيرات 
وبالحسن الهادي وبالقائم الذي     يقوم على رسم الله بالبركات 
أنلني الهي ما رجوت بحبهم      وبدل خطيئاتي بهم حسنات 
أما ذكر هذا اللقب عند المؤرخين فقد اكد معظمهم ان ولده الامام الباقر ع قال :كان لأبي في موضع سجوده آثار ثابتة يقطعها في كل سنة من طول سجوده وكثرته(2)

----------------------------------------------------------
(1)ينظر تاريخ بيهق أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد البيهقي438
(2)الكافي للكليني 1150وينظر أعلام الورىالطبرسي251
وفي رواية الصدوق عن الامام الباقر ع قال كان ابي في موضع سجوده آثار ثابتة وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات سمي ذي الثفنات لذلك 
ومن ثم اصبح هذا اللقب مشهورا عند المؤرخين بنسبته الى الامام ع ان بعظهم لم يشرك معه احد (1)
قال يوسف بن عبد الرحمن ابو محمد القضاعي الكلبي المري ت742هجرية ذو الثفنات علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب زين العابدين سمي بذلك لا نه كان يصلي كل يوم الف ركعة وصار في ركبتيه مثل ثفنات البعير(2)
وقال ابن حجر العسقلاني علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ع الهاشمي زين العابدين ذو الثفنات ثقة ثبت عابد فقيه  فاضل مشهور(3)
زين العابدين من اشهر القابه على الاطلاق قال ابن الخشاب والقابه كثيرة اشهرها زين العابدين وسيد العابدين والزكي والامين وذو الثفنات(4)


-------------------------------------------------------
(1)ينظر نزهة الالباب في الالقاب 1283ورجال ابن داود 1150والهداية الكبرى 1260
(2)تهذيب الكمال في اسماء الرجال 3541-42
(3)تقريب التهذيب 400
(4)تاريخ ابن الخشاب 180وينظر سمط النجوم العوالي 4133وذات الثفنات في الالقاب شمس الدين الذهبي 34ومعجم الالقاب والاسماء المستعارة في التاريخ العربي الاسلامي د فؤاد صالح السيد 155

وقال ابن عساكر وكان الزهري اذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول زين العابدين (1)
وهذا اللقب يصدق عليه ان يكون نعتا للأمام ع لان معنى زين العابدين اجمالا هو احسن من يعبد الله والزين في اللغة هو نقيض الشين زانه الحسن يزينه زينا وازدانت الارض بعشبها وازينت وتزينت به (2)
وقال الازهري ت370هجرية وسمعت صبيا من بني عقيل يقول لصبي اخر وجهي زين ووجهك شين أراد أنه صبيح الوجه وأن الآخر قبيح هو التقدير وجهي ذو زين ووجهك ذو شين فنعتها بالمصدر كما يقال رجل صوم وعدل اي ذو عدل (3)
ولفظ زين مصدر مشتق من زان الشيء وجمعه ازيان وهو من اكثر المصادر استعمالا في اللغة العربية اذ عده اللغويون الاصل فيها ينقل ابو عثمان المازني ت249هجريةعن الخليل ت175هجرية انه قال في مصدر الثلاثي المتعدي ان اصلها فعل نحو ضرب ضربا وقتل قتلا وجعل ما خالفه ليس بأصل لاختلافه(4)

----------------------------------------------
(1)تاريخ دمشق 41373 
(2)العين(زين)7387
(3)تهذيب اللغة(زين)1074-1175
(4)المنصف لابن جني شرح كتاب التصريف لابي عثمان المازني 1178-179
ويفسر ابن جني ت392هجرية قول الخليل فيقول :
أنما كان الأصل في مصادر بنات الثلاثة المتعدية عند الخليل فعلا بعد كثرته في السماع لان كل فعل ثلاثي فالمرة الواحدة منه (مغلة)نحو ضربته ضربة وقتلته قتلة وشتمته شتمه فكان قولك في المصدر (شتم وقتل وضرب )أنما هو جمع فعله نحو تمرة وتمر ونخلة ونخل ) لأن المصدر يدل على الجنس كما أن التمر والنخل يدلان على الجنس ق(ضربه نظيرة تمرة وضرب نظير تمر(1)والمصدر زين اضيف الى اسم الفاعل العابدين الذي جمع  مذكر سالم وهذا النوع من الاضافة يسمى اضافة غير محصنة لأنها على نية الانفصال وفائدتها تخفيف الكلام (2)
وقد أستشهد النحويون بهذا اللقب للدلالة على رفعة اللقب وذلك عند تعريفهم اللقب قال أبن هشام ت761هجرية واللقب كل ما أشعر برفعة المسمى أو ضعته ك(زين العابدين)و(أتفه التافه)(3)
والعابدين جمع عابد المشتق من الفعل (عبد)والعبد الانسان حرا او رقيقا هو عبد الله ويجمع على عباد وعبدين والعبد المملوك وجمعه عبيد وثلاثة اعبد وهو العباد ايضا ان العامة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله والعبيد المملوكين وعبد بين العبودية واقر بالعبودية ولم اسمعهم يشتقون منه فعلا ولو اشتق لقيل عبد اي صار عبدا
-----------------------------------------------------
(1)المصدر نفسه 1179وقال ابن جني ايضا في كتاب الخصائص كام مثال فعل أعدل الأبنية حتى كثر وشاع وانتشر وذلك ان فتحة الفاء وسكون العين واسكان اللام احوال مع اختلافها متقاربة ينظر160
(2)ينظر شرح الكافية الشافية 2910واوضح المسالك 378وشرح ابن عقيل عبد الله بن عقيل الهمداني 346وهمع الهوامع 2504
(3)اوضح المسالك 1133
ولكن اميت منه الفعل وعبد تعبيده اي لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه واما عبد يعبد عبادة فلا يقال الا لمن يعبد الله وتعبد تعبدا اي تفرد بالعبادة واما عبد خدم مولاه فلا يقال عبده ولا يعبد مولاه واستعبدت فلانا اي اتخذته عبدا وتعبد فلان فلانا اي صيره كالعبد له وان كان حرا (1)
وقال أبن الأنباري ت328هجرية وقولهم رجل عابد معناه رجل خاضع ذليل لربه من قول العرب:
تعبدت الله اعبده اذا اخضعته وتذللت وقررت بربوبيته وهذا مأخوذ من قولهم طريق معبدا اذا كان مذللا قد اثر الناس فيه(2)
وقد أجمع المؤرخون على أن سبب تسمية الأمام زين العابدين جاء لكثرة عبادته (3)
وذكر الصدوق بإسناده الى عمران بن سليم قال كان الزهري اذا احدث عن علي بن الحسين ع قال حدثني زين العابدين بن علي بن الحسين فقال له سفيان بن غينيه ولم تقول له زين العابدين ؟


------------------------------------------------------------
(1)العين (عبد)248(2)الزاهر في معاني كلمات الناس 1107
(3)ينظر تاريخ الاسلام 6436تذكرة الحفاض شمس الدين الذهبي 160وتاريخ ابن الوردي زين الدين ابن الوردي العربي الكندي 1171والمختصر في اخبار البشر ابو افداء 1199 وشذرات الذهب في اخبار من ذهب ابن العماد 1374

وقيل سبب لقبه زين العابدين انه كان ليلة في محرابه قائما في تهجده فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت اليه فجاء الى ابهام رجله فالتقمها فلم يلتفت اليه فآلمه فلم يقطع صلاته فلما فرغ منها وقد كشف الله تعالى فعلم انه شيطان فسبه ولطمه وقال )أخسأ يا ملعون)
فذهب وقام الى أتمام صلاته فسمع صوتا ولا يرى قائله وهو يقول له انت زين العابدين ثلاثا فظهرت هذه الكلمة واشتهرت لقبا له (1)
قال لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس ان رسول الله ص قال )اذا كان يوم القيامة ينادي مناد اين زين العابدين فكأني انظر الى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف يعني يتمايل قي مشيته كالمعجب بنفسه(2)
3-سيد الساجدين أو العابدين :وهو من الالقاب التي سمعت من رسول الله ص كما سنبين ذلك لاحقا ولفظ (السيد)في اللغة من ساد قومه يسودهم سيادة وسؤددا وسدودة فهو سيدهم وهم سادة (3)
وقد ذكر اللغويون معاني متعددة للفظ السيد منها :
السيد الذي لا يغلبه غضبه (4)

------------------------------------------------------
(1)المصدر نفسه 1179وقال ابن جني ايضا في كتاب الخصائص كان مثال فعلا عدل الابنية حتى كثر وشاع وانتشر وذلك ان فتحة الفاء وسكون العين واسكان اللام احوال مع اختلافها متقاربة ينظر160
(2)ينظر شرح الكافية الشافية 2910واوضح المسالك 378
(3)أوضح المسالك 1133     (4)العين (عبد)248
وهو العابد الورع الحليم (1)
وقيل سمي سيدا لأنه يسود سواد الناس اي عظمهم (2)
والعرب تقول السيد كل مقهور معمور بحلمه (3)
والسيد الذي فاق غيره ذو العقل والمال والدفع والنفع المعطي ماله في حقوقه المعين بنقسه فذلك السيد (4)
ويظهر مما تقدم ان معاني لفظ السيد محمودة كلها وهي مناسبة تماما الى ما يتصف به الامام علي بن الحسين ع من صفات محمودة حتى أن بعض اللغويين ذكر من معاني السيد هو الامام 
جاء في تهذيب اللغة قال ابن الانباري أن قال قائل كيف سمي الله عز وجل يحي سيدا وحصورا والسيد هو الله اذا كان مالك الخلق اجمعين ولا مالك لهم سواه؟
قيل له لم يرد بالسيد ها هنا المالك وانما اراد الرئيس والامام في الخير (5)


------------------------------------------------------------
(1)ينظر المصادر السابقة
(2)ينظر المصادر السابقة
(3)ينظر المصادر السابقة
(4)تهذيب اللغة 1326
(5)تهذيب اللغة 1327 وينظر انساب العرب 3230

وهذه الكلمة على وزن (فيعل)من فعل واوي اي ساد يسود وهذا قول اهل البصرة(1)
وإنما جمعوه على سادة على وزن فعله التي لا يجمع عليها الافاعل لانهم قدروا انهم جمعوا سائد كقائد وقادة وذائد وذادة والجمع قياسي (فيعل)(فياعل)ولذلك جمعوا سيد على (سيائد)وهو قياس لكنه قليل الاستعمال وقيل وزنه على (فعيل)ولذلك جمع على سادة قياسا كما في سري وسراه ولا نظير لهما يدل على ذلك انه يجمع على سيائدة بالهمزة مثل اقبال وقائله  وتبيع وتبائعه(2)
والذين قالوا ان اصله (سيود)عل وزن فيعل قالوا ان الواو فيه قلبت الى ياء لأجل الياء الساكنة قبلها ثم ادغمت (3)
وسيد صفة من مشبهة وفيه معنى اقوى من اسم الفاعل المجرد سائد وهناك امثلة متعددة على جواز اطلاق لفظ السيد على المخلوقين خلافا لما ذهب اليه بعض العلماء (4)
ومن هذه الادلة ما جاء في القرآن الكريم من استعمال ذلك قال الجصاص وقوله تعالى :
(وسيدا وحصورا 000)سورة آل عمران من الآية 39يدل على ان غير الله تعالى يجوز ان يسمى بهذا الاسم لان الله تعالى سمي ب(يحي)سيدا (5)
(1)ينظر الكتاب 3654والمقتضب للمبرد1251والصح سود 4902
(2)ينظر الصحاح سود    4902ولسان العرب 3230
(3)ينظر النهاية في غريب الحديث والاثر ابن الاثير 4182
(4)ينظر سنن ابي داود السجستاني 4254
(5)أحكام القرآن للجصاص 2922
يزاد على ذلك ما ورد على لسان الرسول ص بحق الحسن والحسين عليهما السلام عندما قال )الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة )(1)
وقال في حديث اخر عن الحسن ع )أن أبني هذا سيد واني أرجوأن يصلح الله به فئتين من أمتي )(2)
فلا حجة لمن انكر اطلاق هذا اللقب على المخلوقين ولا سيما اذا كان الملقب به احد المعصومين ع وقد صرح الرسول ص بلقبه هذا فقد جاء عن سفيان بن عينيه عن ابي الزبير قال كنا عند جابر بن عبد الله فدخل عليه علي بن الحسين ع فقال كنت عند رسول الله ص فدخل عليه الحسن بن علي فضمه اليه وقبله واقعده الى جنبه ثم قال يولد لابني هذا يقال له علي اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو (3)
وروي ابن المديني عن جابر انه قال للأمام الباقر وهو صغير رسول الله ص ويسلم عليك فقيل له وكيف ذلك ؟
قال كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه فقال يا جابر يولد له مولود اسمه علي اذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم ولده ثم يولد له ولد اسمه محمد فان ادركته يا جابر فأقرئه مني السلام (4) 
-------------------------------------------------
(1)ينظر مسند احمد  بن حنبل 1731
(2)ينظر صحيح البخاري محمد بن اسماعيل ابو عبد الله البخاري 3186وسنن ابي داود 4216
(3)تاريخ دمشق 41370والبداية والنهاية 12486
(4)ينظر لسان الميزان ابن حجر العسقلاني 5168
ورواه الشهيد المحلي اذ قال اذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقدم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ع (1)
وجاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي ت597هجرية ان رسول الله ص هو الذي سماه بهذا الاسم (2)
القاب السجاد المفردة
تعددت القاب الامام علي بن الحسين ع المفردة بسبب تعدد الاحداث المختلفة في حياته ولا سيما احداث كربلاء لذا ستكون لنا وقفة لغوية وتاريخية عند كل لقب منها وعلى النحو الآتي:
1-السجاد
لقب تعبدي اتصف به الامام علي بن الحسين ع والسجاد يفتح اوله والجيم المشددة وبعد الالف دال مهملة على وزن (فعال)صيغة مبالغة للدلالة على كثرة السجود وهي من صيغ المبالغة الكثيرة الاستعمال في اللغة العربية فقد جاءت في المرتبة الثانية بعد صيغة (فعيل)في القرآن الكريم وبلغ عددها أثنين وأربعين موضعا من دون تكرار عشرا منها في صفات الله تبارك وتعالى وما تبقى من صفات عبادة من البشر(3)


----------------------------------------------------
(1)ينظر الحدائق الوردية 137
(2)ينظر تذكرة الخواص 291
(3)ينظر بحث صيغ المبالغة في القرآن الكريم د حازم طه مجيد63
وتدل صيغة (فعال)على أن الشيء قد حدث مرة بعد مرة قال ابن السراج الا ترى انك اذا قلت زيد قتال او جراح لم تقل هذا لمن فعل فعلة واحدة كما انك لا تقل قبلت الا وانت تريد جماعة فمن ذلك قوله تعالى :(وغلقت الأبواب )سورة يوسف من الآية 23
ولو كان بابا واحدا لم يجز منه الا ان يكون مرة بعد مرة ومن كلام العرب اما الغسل فانت شراب(1)
والسجود في اللغة الطاعة والخضوع وسجد الرجل وضع جبهته بالأرض (2)
وأما السجود في الاصطلاح فحقيقته وضع الجبهة وباطن الكفين والركبتين وطرفي الابهامين من القدمين على الارض (3)
بقصد التعظيم (4)
وروي عن أبن عباس رض أنه قال قال رسول اللهص أمرت أن أسجد على سبعة عظم على الجبهة واليدين والركبتين واطراف القدمين (5)

-----------------------------------------------------------
(1)الأصول في النحو1123-124
(2)ينظر المصباح المنير القيومي (سجد)1266
(3)ينظر المقنعة الشيخ المفيد 105
(4)ينظر مهذب الاحكام في بيان الحلال والحرام السيد السبزواري 6416
(5)ورد في الصحيحين ينظر البخاري 1162ومسلم 1354

واما الذكر في السجود فعن رسول الله ص كان يقول في سجوده سبحان ربي الاعلى (1)
ولأن الأمام السجاد ع كثير السجود على الارض لقب بالسجاد والروايات التاريخية التي قيلت في سجوده كثيرة ومنها ما جاء في كتاب (علل الشرائع)
عن الامام الباقر ع أن أبي علي بن الحسين ما ذكر الله عز وجل نعمة عليه الا سجد ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل الا سجد ولا دفع الله عز وجل عنه سوء يخشاه او كيد كائد الا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد ولا وقف لإصلاح بين اثنين الا سجد وكان اثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي بالسجاد لذلك (2) 
وكان ع يسجد على تربة الحسين ع لان السجود عليها يخرق الحجب السبع ويقبل الله صلاة من سجد عليها مالم يقبله من غيرها (3)
ونقل صاحب التدوين في اخبار قزوين رواية قائلا (حدثني يوسف بن اسباط ثنا ابي قال دخلت مسجدا بالكوفة فاذا انا بشاب يناجي ربه وهو في سجوده يقول سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي وحق لي فقمت اليه فاذا هو علي بن الحسين بن زين العابدين فلما انفجر الفجر نهضت اليه فقلت يأبن رسول الله تعذب نفسك وقد فضلك الله بما فضلك فبكى(4)
------------------------------------------------------
(1)سنن الترمذي 246(2)ينظر علل الشرائع 1233ومناقب ال أبي طالب3304(3)ينظر مناقب ال أبي طالب 2251ومصباح المتهجد الشيخ الطوسي510
(4)التدوين في اخبار قزوين 2110
وقد اثبت هذا اللقب للأمام علي بن الحسين ع عدد كبير من المؤرخين منهم ابن داود والكشي والطبرسي والطبري الامامي ومحمد التلمساني المعروف بالبري المتوفى بعد 645هجرية وتاج الدين العاملي من اعلام القرن الحادي عشر وغيرهم(1) 
وممن ذكرو هذا اللقب ايضا دعبل الخزاعي في قصيدته التائية التي رثى بها ال البيت ع أذ قال (2)
ديار علي والحسين وجعفر     وحمزة والسجاد ذي الثفنات 
2- الزهد  
الزهد لفظ استعمل في الدين بخاصة وازهد الرجل ازهادا فهو مزهد لا يرغب في ماله لقلته (3)
وهو خلاف الرغبة تقول زهدت في الشيء ازهد فيه زهدا وزهادة والزاهد في الدنيا التارك لها ولما فيها والجمع زهاد والزهيد القليل من كل شيء يقال مال زهيد وشيء زهيد اي قليل (4)

--------------------------------------------------------
(1)ينظر رجال ابن داود 131ورجال الكشي 90وتكملة اكمال الاكمال في الانساب والاسماء والالقاب لابن الصابوني 78
(2)ينظر ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291وزهرة الألباب وثمرة الالباب1134
(3)ينظر العين (زهد)412
(4)ينظر جمهرة اللغة 2643

قال ابو بكر البغدادي الزاهد القليل الرغبة في الدنيا والمزهد القليل المال قال النبي ص(أفضل الناس مؤمن مزهد)(1)
معناه قليل المال يقال قد أزهد الرجل يزهد أزهادا أذا قل ماله(2)
والزاهد اسم فاعل من زهد اما الزهد في الاصطلاح فهو بغض الدنيا والاعراض عنها وقيل هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة وقيل هو أن تجلو قلبك مما خلت منه يدك(3)
انه الانصراف عن الدنيا ومفاتنها والتمسك بالتقوى والعمل الصالح مع الكسب والعمل (4)
وسأل رجل الأمام علي بن الحسين ع ما الزهد؟
فقال الزهد عشرة أجزاء فاعلي درجات الزهد ادنى درجات الورع واعلى درجات الورع ادنى درجات اليقين وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا وأن الزهد في آية من كتاب الله (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم )سورة الحديد من الآية 23(5)
وسأل الأمام الصادق ع عن الزهد في الدنيا فقال الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه(6)
(1)ينظر الفتح المبين بشرح الاربعين احمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتي السعدي الانصاري شهاب الدين شيخ الاسلام ابو العباس المتوفي 974هجريةعني به احمد جاسم محمد واخرون دار المنهاج جدة السعودية ط12008م1500
(2)الزاهر في معاني كلمات الناس المحقق د حاتم صالح الضامن مؤسسة الرسالة بيروت ط11992م1108
(3)ينظر التعريفات 115  (4)معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب مجدي وهبه وكامل المهندس مكتبة لبنان 1984م193
(5)ينظر الكافي 262  (6)ينظر عيون اخبار الرضا ع الصدوق1279
وقد تحلى الامام علي بن الحسين ع بأوصاف الزهد المذكورة آنفا لذلك لقب بالزاهد قال العلامة الحلي ذو الثفنات لقب به لأنه كان من طول سجوده وشدة عبادته يخفي عفنون جبهته فيصير ثفنات فيقصها اذا طالت لتستقر جبهته على الارض في سجوده والخالص والزاهد والخاشع والبكاء والمتهجد والرهباني (1)
وقد ذكر هذا اللقب عدد من المؤرخين (2)
3-الخالص
أسم فاعل من خلص الشيء خلوصا وخلاصا وخلصته انا تخليصا اذ صفيته من كدر او درن والخلاص يكون مصدرا كالخلوص للناجي ويكون مصدرا للشيء الخالص واخلصت لله ديني قال تعالى (انه من عبادنا المخلصين)سورة يوسف من الآية 24
والمخلصون هم المختارون والمخلصون الموحدون والاخلاص ايضا في الطاعة ترك الرياء وقد اخلصت لله الدين وشهادة الاخلاص ان لا اله الا الله لأنها اخلصت الايمان(3)


---------------------------------------------------------
(1)ينظر الهداية الكبرى 213ومناقب ال ابي طالب 3310
(2)ينظر العين 4186
(3)معاني القرآن 6149-150


والمعنى الاخير هو المعنى المناسب للقب الامام علي بن الحسين ع اذ انه اخلص العبادة لله سبحانه وتعالى فكان مخلصا من قبل الله تعالى ومخلصا الايمان له والمعنى القريب للخالص ما ورد من معان في قوله تعالى (الا لله الدين الخالص )سورة الزمر من الآية 3قال النحاس اي يعبد وحده لان من الناس من له دين ولا يخلصه لله عز وجل وروى معمر عن قتادة الا لله الدين الخالص قال :لا اله الا الله (1)
وقال الزمخشري اي هو الذي وجب اختصاصه بان يخلص له الطاعة من كل شائبة كدر لاطلاعه على الغيوب والاسرار ولأنه الحقيق بذلك لخلوص نعمته عن استجرار المنفعة بها وعن قتادة الدين الخالص شهادة ان لا اله الا الله وعن الحسن الاسلام (2)
وقال الراغب 502هجرية الخالص كالصافي الا ان الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد ان كان فيه والصافي قد يقال لما لا شوب فيه (3)
غير ان هذا المعنى قد يكون في الاشياء المادية لا المعنوية والامام ع لا شائبة فيه فهو معصوم عن الزلل والخطأ وقد تمثل هذا اللقب في سلوك الامام ع وخير دليل على ذلك ادعيته الخالصة العبودية لله تعالى حتى اصبحت تلك الادعية تراثا ربانيا فريدا للسالكين طريق الله ومصدر عطاء وهداية لكل من ينشد الحق ويرغب في معرفة الله حق معرفته وقد لقب الامام ع بهذا اللقب عدد من العلماء والمؤرخين قال العلامة المجلسي ولقبه ع ذو الثفنات والخالص والزاهد والخاشع والبكاء والمتهجد والرهباني وزين العابدين وسيد العابدين والسجاد وكنيته ابو محمد وابو الحسن (4)
(1)معاني القرآن 6149-150 (2)الكشاف 4111  (3)المفردات في غريب القرآن 292 (4)بحار الانوار 4616
ولقب ايضا ابن الخيرتين من القابه التي اشتهر بها ابن الخيرتين وكان ع يعتز بهذا اللقب ويقول انا ابن الخيرتين اشارة لقول جده رسول الله ص (لله تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب هاشم ومن العجم فارس )
ونسب الشبراوي اليه هذه الابيات التي ذكر فيها اعتزازه بهذا اللقب 
خيرة الله من الخلق ابي      بعد جدي وانا ابن الخيرتين 
فضة قد صيغت من ذهب    فانا الفضة ابن الذهبين
من له جد كجدي في الورى    او كأني وأنا أبن القمرين
فاطمة الزهراء أمي وابي       قاصم الكفر ببدر وحنين
وله في يوم احد وقعة         شفت الغل بين العسكرين
وأكبر الظن ان هذه الابيات ليست للأمام  ع وانما قيلت على لسان أبيه كما هي صريحة في ذلك


المبحث الثاني سيرته وأمراء عصره 
(1)سيرته عند أهل السنة والجماعة
هو عند اهل السنة واحد من اهل البيت وابن الحسين ع سيد شباب اهل الجنة وله من الفضل والعلم ما لا ينكره احد برز على الصعيد العلمي والديني أماما في الدين ومنارا في العلم ومرجعا ومثلا اعلى في الورع والعبادة والتقوى حتى سلم المسلمون جميعا في عصره بانه أفقه أهل زمانه وأورعهم وتقاهم فقال الزهري وهو من معاصريه :(ما رأيت قرشيا أفضل منه )
وقال سعيد بن المسيب وهو من معاصريه أيضا(ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين )
وقال الأمام مالك (سمي زين العابدين لكثرة عبادته )
وقال سقيان بن عينيه (ما رأيت هاشميا أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه )
وعده الشافعي أنه (أفقه أهل المدينة )
قال شعيبين أبي حمزة عن الزهري كان علي بن الحسين من أفضل أهل المدينة وأحسنهم طاعة 
معمر من الزهري (لك أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين 
وقال أبن وهيب عن  مالك (لم يكن في أهل بيت رسول الله ص مثل علي بن الحسين وهو أبن أمه 
وقال الأصمعي لم يكن للحسين بن علي عقب الا من أبنه علي بن الحسين ولم يكن لعلي ولد الا من أم عبد بنت الحسن وهي أبنة عمه 
قال سعيد بن عامر عن جوريه بن اسماء ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله ص درهما قط 
وقال يونس بن بكير عم محمد بن أسحاق كان ثامن من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل 
وأشتهر علي بن الحسين زين العابدين بالورع والطاعة والتقوى وكان عابدا زاهدا وقد أوردت كتب الشيعة أدعية باسم الصحيفة السجادية لهذا الامام مليئة بالأدعية الخالصة لله


سيرته عند الشيعة
تمتد مدة إمامته 35عاما من سنة 61هجرية الى 95 هجرية وجاء في تسميته بذي الثفنات أن أبنه الباقر ع قال (كان لأبي في موضع سجوده آثار ثابتة وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك (1)
وردت في كتب الشيعة ادعية لعلي بن الحسين باسم الصحيفة السجادية وهي أدعية خالصة لوجه الله وحده 
لقد توفرت لعلي بن الحسين جميع المكونات التربوية الرفيعة التي لم يظفر بها احد سواه وقد عملت على تكوينه وبناء شخصيته بصورة متميزة جعلته في الرعيل الاول من أئمة المسلمين الذين منحهم الرسول ثقته وجعلهم قادة لامته وأمناء على أداء رسالته 
نشأ الأمام في أرفع بيت وأسماه الا وهو بيت النبوة والإمامة الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه أسمه (2)
ومنذ الأيام الأولى من حياته كان جده علي بن أبي طالب عليه السلام يتعاهده بالرعاية فكان الحفيد صورة صادقة عن جده يحاكيه ويضاهيه في شخصيته ومكوناته النفسية كما عاش علي بن الحسين في كنف عمه الحسن بن علي اذ كان يغدق عليه من عطفه وحنانه وكان هذه السنين تحت ظل والده الحسين الذي رأى في ولده امتدادا ذاتيا ومشرقا لروحانية النبوة ومثل الامامة فأولاه المزيد من رعايته وعنايته وفدمه على بقية أبنائه وصاحبه في اكثر اوقاته
------------------------------------------
(1)علل الشرائع ص88
(2)أنظر كتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطبطبائي تفسير سورة النور سورة 24آية 36
أمراء عصره من الجانبين
عاصر الامام السجاد ع يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ومن الولاة الحجاج بن يوسف الثقفي وعبيد الله بن زياد وهشام بن اسماعيل والي المدينة اما الائمة الذين عاصرهم الامام علي ع وله من العمر سنتان والامام الحسن ع عشر سنين ومع الامام الحسين ع عشر سنين وكان عمره يقارب السبع والخمسين سنة وهكذا نرى كيف ان الامام ع فتح عينيه على صراعات المحن والحروب ومكابدة الامام علي ع ضد معاوية الذي تمسك بكرسي الحكم غاصبا معاندا وكيف تقاعس اهل العراق عن مناصرة الامام الحسن ع حتى عقد الصلح مع معاوية مكرها ثم شاهد الامام بام عينيه وهو في ريعان شبابه مأساة ابيه الحسين ع في كربلاء واهل بيته ورأى مقتلهم واحدا واحد وراى سبي النساء الى دمشق وتحمل ثقل القيود ومجابهة يزيد وعبيد الله بن زياد والامة التي خذلتهم وتفرجت على قتلهم ثم عادت فبكت عليهم نادمة تائبة 


 

المبحث الثالث مراحل حياته
المرحلة الأولى :من ولادته الى كربلاء
المرحلة الثانية :بعد واقعة الطف
المرحلة الثالثة :في الكوفة
المرحلة الأولى
أبو الحسن علي السجاد بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين (1)
ولد يوم 5 شعبان 38هجرية في المدينة المنورة وتوفى فيها في 25 محرم من سنة 95 هجرية وهو رابع أئمة الشيعة بكل طوائفهم دفن بالبقيع زوجته فاطمة بنت الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام 0
امه شهربانوبنت يزدجر الثالث 
اولاده محمد الباقر وعبد الله الباهر والحسن والحسين وزيد بن علي وعمر والحسين الاصغر وعبد الرحمن وسليمان وعلي ومحمد الاصغر وزينب(2)وعائشة(3)وعليه وفاطمة وخديجة وام كلثوم 

-------------------------------------------------
(1)السيد زهير الاعرجي 420الامام علي بن الحسين ع زين العابدين شبكة الامامين الحسنين للتراث والفكر الاسلامي ص28-43
(2)فخر الدين الرازي الشجرة المباركة في أنساب الطالبية مجلد 1 ص1374
(3)كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة للآربي 2334
في كربلاء
شهدت الفترة التي عاشها علي بن الحسين ع كثيرا من الاحداث التي وقعت في التاريخ الاسلامي ومنها معركة كربلاء حيث كان حاضرا فيها والتي قتل خلالها ابوه الحسين بن علي ورجال اهل بيته ولمن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة في القتال تؤكد المصادر التاريخية ان علي زين العابدين كان حاضرا في كربلاء اذ شهد واقعة الطف بجزئياتها وتفاصيلها وكان شاهدا عليها ومؤرخا لها أن المؤكد في الكثير من المصادر التاريخية والمتفق عليه منها انه كان يوم الواقعة مريضا أو موعوكا (1)(2)(3)(4)


----------------------------------------------------
(1)الإرشاد المفيد 231
(2)شرح الأخبار 3250
(3)سير أعلام النبلاء 4486
(4)كتاب الإتحاف بحب الاشراف الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي 143دار الذخائر للمطبوعات  
والظاهر هو أن علي السجاد خرج مع أبيه الحسين وأهل بيته من المدينة الى مكة بعد أن رفض الحسين ع إعطاء البيعة ليزيد وكان ذلك في رجب أو شعبان من سنة 60 هجرية وفي 3 من ذي الحجة سنة 60 هجرية وقتل 8منه اي يوم التروية خرج ركب أهل البيت من مكة متوجها نحو العراق وفي كربلاء ذاق علي بن الحسين ع مع زوجته فاطمة بنت الحسن وأبنه محمد الباقر مرارة عطش الطف وعانى من مرضه مدة 8 أيام متوالية أي من 2 محرم حتى 10 محرم والظاهر ان المرض أمتد به حتى وصوله الكوفة (1)(2)(3)(4)

--------------------------------------------------------------
(1)اللهوف في قتلى الطفوف السيد بن طاووس المجلد 1ص86
(2)معالم المدرستين مرتضى العسكري المجلد 3-145
(3)العوالم الامام الحسين عبد الله البحراني المجلد 1ص368
(4)الأمالي الشيخ المفيد المجلد 1 ص321

وسمع جميع خطب أبيه الحسين الموجهة لعساكر بني أمية ورأى أباه الحسين ع يصلي ليلة العاشر من محرم ويتلو كتابه حتى طلوع الفجر وكانت تلك الليلة سجية الحسين ع في كثرة صلاته (1)
وفي ظهر يوم العاشر من محرم دخل الحسين ع على أبنه وأوصاه بوصايا وسلمه بعضا من مواريث الإمامة كخاتمة  
وكانت آخر وصية له (يا بني أوصيك بما أوصى به جدك رسول الله ص عليا حين وفاته وبما أوصى جدك علي عمك الحسن ع وبما أوصاني به عمك أياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا ألا الله )
ثم ودعه ومضى الى ميدان المعركة الاخيرة التي توفى فيها وكان السجاد ع مريضا يوم عاشوراء فلم يكن قادرا على القتال 
وقيل انه قاتل قليلا ثم أتعبه المرض ولكنه بعيد 
يقول أبن سعد في طبقاته (كان علي بن الحسين مع أبيه بطف كربلاء وعمره أذ ذاك 23 سنة لكنه مريضا ملقى على فراشه وقد انهكته العلة والمرض ولما أستشهد والده قال شمر بن ذي الجوشن (أقتلوا هذا الغلام فقال بعض أصحابه لأنقتل فتى حديثا مريضا لم يقاتل ؟
فتركوه (1)(2)(3)

---------------------------------------------------
(1)الطبقات الكبرى أبن سعد المجلد 5 ص163
(2)تاريخ الطبري أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المجلد 11 ص630
(3)ترجمة الأمام الحسن من تاريخ دمشق أبن عساكر المجلد 2ص335
المرحلة الثانية : بعد واقعة الطف 
هناك مجموعة من الآثار التي نسبت لعلي بن الحسين ع وهي الصحيفة السجادية (1)
التي تحتوي على عبارات عبادته وتأتي بالمرحلة الثانية عند المذهب الشيعي بعد كتاب نهج البلاغة لعلي بن ابي طالب عليه السلام 0
ورسالة الحقوق والمناجاة الخمسة عشر ودعاء ابي حمزة الثمالي وقصيدة ليس الغريب اضافة الى كتاب علي بن الحسين ع وديوان منسوب لعلي بن الحسين ومصحف بخطه وكان للامام ع دورا بارزا في واقعة الحرة وثورة التوابين وثورة المختار من خلال الرسائل التي ترسل من خلال الدعاء 
(1)سند الصحيفة السجادية نسخة محفوظة 20 يوليو 2016على موقع واي باك مشين
المرحلة الثالثة: في الكوفة
عندما أدخلوا علي بن الحسين على عبيد الله بن زياد في الكوفة سأله من أنت ؟
فقال :(انا علي بن الحسين )فقال له اليس قد قتل الله علي بن الحسين ؟
فقال علي السجاد ع قد كان لي اخ يسمى عليا قتله الناس فقال ابن زياد بل الله قتله فقال علي بن الحسين ع (الله يتوفى الأنفس حين موتها)
فغضب أبن زياد وقال :وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي ؟
أذهبوا به فاضربوا عنقه فتعلقت به عمته زينب سلام الله عليها وقالت يا أبن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت لا والله لا أفارقه فأن قتلته فاقتلني معه فقال لها علي بن الحسين ع اسكتي ياعمه حتى اكلمه ثم اقبل عليه فقال بالقتل تهددني يل ابن زياد ؟
اما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة (1)(2)

-----------------------------------------------------------

(1)الكامل في التاريخ ابن الاثير 3405
(2)الإرشاد الشيخ المفيد 2116


المبحث الرابع |لماذا لم يقاتل مع أبيه 
الامام زين العابدين لم يكن بإمكانه أن يقاتل الى جانب والده في كربلاء يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به ومنعه من المشاركة في القتال 
لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الأمام الحسين ع الذين كان أسمهما علي أي علي الأكبر وعلي الأصغر كانوا مقتنعين انهم قتلوا الامام الذي كان سيأتي بعد الأمام الحسين ع وكان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الأمام السجاد ع بين الأسرى الذين جيىء بهم من كربلاء عندما رآه يزيد أراد قتله فورا من خوفه ولكن عمته زينب بنت الامام علي بن أبي طالب عليه السلام حالت بينهم وبينه 
كان  ذلك والمرض الذي كان ما زال يعاني منه الأمام ع جعلا  يزيد يتجنب الفضيحة واعرض عن قتله وبذلك أستمر نسل الإمامة ولم يستطع يزيد محو هذا الخط الإلاهي خط الأئمة الأنثى عشر كما كان يتمنى وفي ذلك الموقف وقف الامام علي بن الحسين ع متحديا وقال يا يزيد أذن لي حتى أصعد هذه الاعواد فأتكلم بكلمات الله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء أجر وثواب قال فأبى يزيد عليه ذلك فقال الناس يا أمير المؤمنين أئذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال أنه أذا صعد لم ينزل الا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان فقيل له يا امير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا فقال انه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا فلم يزالون به حتى أذن له فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى فيها العيون وأوجل منها القلوب ثم قال أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي 
أيها الناس 
أنا أبن مكة ومنى أنا أبن زمزم والصفا أنا أبن من حمل الركن بأطراف الرداء أنا أبن خير من أئتزر وأرتدى أنا أبن خير من أنتعل وأحتفى أنا أبن خير من طاف وسعى أنا أبن خير من حج ولبى أنا أبن من حمل على البراق في الهواء أنا أبن من أسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى أنا أبن من بلغ من جبريل الى سدرة المنتهى أنا أبن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا أبن من صلى بملائكة السماء أنا أبن من أوحى اليه الجليل ما أوحى أنا أبن محمد المصطفى 
حج هشام بن عبد الملك فلم يقدر على الاستلام من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك أذ أقبل علي بن الحسين ع وعليه أزار ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة فجعل يطوف فاذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له فقال شامي من هذا يا أمير المؤمنين ؟
فنكره هشام وقال لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وهو من شعراء بني أمية ومادحهم وكان حاضرا لكني أعرفه 
فقال الرجل الشامي من هو يا أبا فراس ؟
فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الأغاني والحلية والحماسة 
يا سائلي أين خل الجود والكرم    عندي بيان أذا طلابه قدموا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته    والبيت يعرفه والحل والحرم 
هذا أبن خير عباد الله كلهم         هذا التقي النقي الطاهر العلم 
هذا الذي أحمد المختار والده     صلى عليه الهي ما جرى العلم 
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه     لخر يلثم منه ما وطى ا لقدم 
هذا على رسول الله والده         أمست بنور هداه تهتدي الأمم 
هذا الذي عمه الطيار جعفر      والمقتول حمزة ليث حيو قسم 
هذا أبن سيدة النسوان فاطمة   وأبن الوصي الذي في سيفه نقم
أذا رأته قريش قال قائلها      الى مكارم هذا ينتهي الكرم 
ما هو مرض الأمام السجاد ع 
المذكور في بعض الاخبار ان مرض الامام السجاد  ع في كربلاء كان هو( الذرب) وهو الداء الذي يعرض المعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها فلا تمسكه وهو مرض سوء الامتصاص الذي يوجد عادة في المناطق الاستوائية اهم ما يميزه هو تسطح غير طبيعي ل الزغابات المعوية والتهاب بطانة الامعاء الدقيقة وهو يختلف بشكل كبير عن ذرب البطريق كما انه يعتبر اقوى من اعتلاء الامعاء البيئي 0
اعراض الاصابة بالمرض يبدأ المرض عادة بمهاجمة الجسم بالإسهال الحاد والحمى والضيق يعقب ذلك بعد فترة متغيرة استمرار المريض في المرحلة المزمنة من الاسهال فقدان الوزن فقدان الشهية والشعور بالضيق ونقص التغذية اما اعراض الذرب المداري اسهال البزار الدهني غالبا ما يكون كريهة الرائحة ومبيض اللون عسر الهضم تشنجات فقدان الوزن وسوء التغذية اعياء مع استمرار حالات الذرب المداري دون علاج ونتيجة لنقص الفيتامينات ونقص المغذيات اما اسباب الاصابة بالمرض غير معروفة وقد يكون ناجما عن الالتهابات البكتيرية او الفيروسية او الامينية او الطفيلية المستمرة قد يتسبب نقص حمض الفوليك واثار دهون سوء الامتصاص بالإضافة الى استمرار فرط نموا البكتريا المعوية في حدوث بعض الاضطرابات 

الفصل الثاني المبحث الأول جهات الابداع في المنهج الاصلاحي للأمام زين العابدين ع 
المبحث الثاني :إمامته
المبحث الثالث : آثاره العلمية
المبحث الرابع :الأمام السجاد ع في الاسر
المبحث الأول :منهج الاصلاح الذي سار عليه الامام السجاد ع كان متكاملا وله ابعاد متكاملة من هذه الجوانب الجانب الاجتماعي ومرة ننظر الى الاصلاح السياسي وتطبيقها الى ارض الواقع ومرة اخرى ننظر الى الاصلاح الفكري الامام ع كان له منهاج متكامل ومتفرد حيث ادرك الامام واقع المسلمين وتبقى معالجة الواقع 0
الامة الاسلامية لم تواجه هكذا ظرف منذ السقيفة ومنذ استشهاد الامام علي ع والامام الحسن والامام الحسين عليهم السلام حادثة قتل المام الحسين ع لم يشهد له التاريخ من قبل الامام الحسين ع قتله لم يكن بوجه حق فهؤلاء الذين قتلوا الامام ع فلم يزهق دما فقط بل اعتدوا على الحرمات 0
ابن الجوزي يقول ان الحسين على حق لانها متوافقة مع الشريعة الاسلامية قتل الحسين ع صنع زلزال في المجتمع وبقي الامام الحسين ع يرفع راية الحق الامام السجاد ع واجه هذه الظروف كالاتي:
الامام السجاد ع اما يواجه بني امية وايا كانت النتائج او ينتهج مسلك اخر وهو مواجهة الطغاة بدون خوف وتخاذل وكان له موقف عند ابن زياد ويزيد بن معاوية 
يلتفت ابن زياد الى علي بن الحسين ع ويقول ما اسمك ؟
قال علي بن الحسين قال الم يقتل الله علي بن الحسين ؟فسكت فقال مالك لا تتكلم ؟قال كان لي أخ يقال له علي قتله الناس فقال ابن زياد ان الله قتله فسكت الامام علي بن الحسين ع قال مالك لا تتكلم ؟فقال الامام علي بن الحسين ع الله يتوفى الانفس حين موتها وما كان لنفس ان تموت الا بأذن الله 
بنوا امية قاموا بحركة اعلامية وقالوا ان قتل الحسين ع هو من امر الله ووضعوا شرعية لقتل الحسين ع 
ابن زياد كان عديم الاخلاق وعند يزيد بن معاوية كانت المواجهة مع الامام السجاد ع على اشدها 
منهج الامام ع اخافهم وترك اثرا كبيرا في اخافة يزيد وحكمه 
المنهج الاخر كان ينظر الى مواجهة السلطة بالبينة وسعى الى توعية المجتمع في ابقاء قضية كربلاء حية 
المام زين العابدين اتخذ من استشهاد الامام الحسين ع قضية متحركة في المدينة المنورة من خلال بكائه في بعض المواقف للتذكير بقضية ابيه الحسين ع وبكاءه يعتبر عبادة كان في بكاءه يرسل رسالة غير ظاهرة للسلطات ينفعل ويبكي للحق 
العقيلة زينب بنت الامام علي عليهما السلام ابعدت من المدينة نرى ان الامام السجاد كان يتحدث بطريقة عاطفية وكان له الدور في واقعة الحرة
المسلك الاخر في منهج الاصلاح هو نشر الفضيلة من خلال الدعاء 
ادعية الرسول ص والامام علي والامام الحسن والحسين عليهم السلام تختلف عن ادعية الامام السجاد ع حيث كان يوصل الدين الى المجتمع حيث انتشر العلماء في زمانه 
الامام ع نشر الادعية التوعوية المناجاة شرح لمبدا معقد في مناجاة الشاكرين لذلك الدعاء يرقق القلب وعند الامام علي بن الحسين ع منهج اخر وهو سلوكه مع الناس قال احد اصحاب الامام ع رأيت الامام يبكي عند الكعبة وسالته عن بكاءه قال الامام ع لا يشفعون الا لمن ارتضى
كان الامام السجاد مهتم بمحاربة الفقر والعبودية على الدعاة ان ينهجوا نهج الامام ع ويساهموا في بناء المجتمع 
هناك نصوص ودلائل عدة في المصادر الروائية تثبت إمامة الأمام السجاد ع بعد أبيه الأمام الحسين ع 
المبحث الثاني: النص على امامته 
هناك أحاديث كثيرة تنص على امامة الامام علي بن الحسين ع ومنها :
1-أن الرسول الأعظم عين اوصاءه  وخلفائه الاثني عشر من بعده وصرح بأسمائهم ومنهم الامام السجاد ع وقد تظافرت النصوص بذلك (1)
2-نص أمير المؤمنين ع على امامة الأمام زين العابدين ع فقد قال للأمام الحسين ع أنك القائم بعد أخيك الحسن وأن رسول الله ص يأمرك أن تدفع المواريث من بعدك الى ولدك زين العابدين فأنه الحجة من بعدك ثم أخذ بيد زين العابدين وكان طفلا وقال له ان رسول الله ص يأمرك ان توصي بالإمامة من بعدك الى ولدك محمد الباقر وأقرأه من رسول الله ومني السلام (2)
3-نص الأمام الحسين ع على إمامة ولده زين العابدين وعهد اليه بالإمامة من بعده فقد روى الزهري قال كنت عند الحسين بن علي ع اذ دخل علي بن الحسين الاصغر يعني زين العابدين فدعاه الحسين وضمه اليه ضما وقبل ما بين عينيه والتفت الزهري للأمام الحسين ع فقال له يا ابن رسول الله ان كان ما تعوذ بالله ان تراه مالي من ؟
فقال الحسين ع علي أبني هذا هو الأمام أبو الأئمة (3)


دلائل الإمامة
1-أحد أدلة امامته هو ما رواه الشيخ الطوسي عن الأمام الباقر ع قال لما توجه الامام الحسين الى العراق دفع الى ام سلمه زوج النبي ص الوصية والكتب وغير ذلك وقال لها :
أذا أتاك أكبر ولدي فادفعي اليه ما قد دفعت اليك
فلما قتل الحسين ع اتى علي بن الحسين ام سلمه فدفعت اليه كل شيء اعطاه الحسين ع (1)
2-والدليل الاخر هو اخبار الامام زين العابدين ع عن كثير من الملاحم التي تحققت بعده وكان منها :
(1)أخباره بشهادة ولده زيد(2)
(2)أخباره عن حكومة عمر بن عبد العزيز (3)
(3)أخباره عن حكومة العباسيين(4)
(4)أخباره بمصير قتلة سيد الشهداء الحسين بن علي ع (5)

--------------------------------------------------
(1)الطوسي الغيبة ص195-196
(2)الثقفي الغارات ج2ص861
(3)الطبري دلائل الامامة ص88
(4)الحر العاملي اثبات الهداة ج5ص241
(5)الحر العاملي اثبات الهداة ج4ص78-79


امامته عند الشيعة
لقد اجتمعت الشيعة على امامة الامام علي بن الحسين السجاد ع الا الفرقة الكيسانية التي ذهبت الى امامة محمد بن الحنفية (1)
عند الامامية الاثني عشرية 
قال الشيخ المفيد واتفقت الامامية على ان رسول الله ص نص على علي بن الحسين ع وان اباه وجده نصا عليه كما نص عليه الرسول ص وانه كان بذلك اماما للمؤمنين (2)
عند الزيدية
قال الهادي الى الحق يحي بن الحسين ت298هجرية من ائمة الزيدية ان الله عز وجل اوصى بخلفه على لسان النبي ص الى علي بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام والى الاخيار من ذرية الحسن والحسين ع 
اولهم علي بن الحسين ع واخرهم المهدي ثم الائمة فيما بينهم وذلك ان تثبيت الامامة عند اهل الحق في هؤلاء الائمة من الله عز وجل وعلى لسان رسول الله ص (3)
---------------------------
(1)الهادي الى الحق رسائل العدل والتوحيد ج2ص76
(2)دفتري الإسماعيليون ص150
(3)نفس المصدر أعلاه

المبحث الثالث :آثاره العلمية
@الصحيفة السجادية كتاب يحوي على الادعية التي يطلب منها العفو من الله تعالى وكرمه والتوسل اليه وقد قال الشيخ الطنطاوي صاحب التفسير المعروف 
ومن الشقاء الى الان لم نقف على هذا الاثر القيم الخالد في مواريث النبوة واهل البيت واني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق مقدمة الصحيفة بقلم العلامة المرعشي(1)
@كتاب الاتحاف بحب الاشراف الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي 143دار الذخائر للمطبوعات 
@رسالة الحقوق وهي رسائل في أنواع الحقوق حيث يذكر الامام فيها حقوق الله سبحانه وتعالى على الانسان وحقوق نفسه عليه وحقوق اعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج ثم يذكر حقوق الافعال من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهدي التي تبلغ خمسين حقا آخرها حق الذمة
تسمية الصحيفة السجادية
أشار أغا بزرك الطهراني الى مجموعة من الاسماء والنعوت التي وصف بها الصحيفة السجادية منها :

(أخت القرآن )و(أنجيل أهل البيت )و(زبور آل محمد)و(الصحيفة الكاملة)(1)
السند في بداية الكتاب وفي جزء خاص وضع سند الصحيفة كاملا يبدأ السند كم أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد العلوي الحسيني حتى يحي بن زيد بن علي زين العابدين
بلغت الصحيفة السجادية حد التواتر من حيث السند يقول أغا بزرك الطهراني 
هي الصحيفة الاولى التي ترجع سندها الى الامام زين العابدين ع والتي خصها الاصحاب بالذكر في أجازاتهم وأهتموا بروايتها منذ القديم وتوارث ذلك الخلف عن السلف وطبقة عن طبقة وتنتهي روايتها الى الامام الباقر ع وزيد الشهيد ابني الامام زين العابدين ع وقال محمد تقي المجلسي
أن أسانيدها تزيد على ألف ألف سند في نقل الصحيفة وروايتها وقال محمد باقر المجلسي 
والذي رأيت من أسانيد الصحيفة بغير هذه الأسانيد فهي اكثر من ان تخطى ولا شك في انها من كلام سيد الساجدين 
اما جهة الاسناد فأنها كالقرآن المجيد 
 وهي متواترة من طرف الزيدية أيضا 
---------------------------------------------------
(1)الذريعة أقا بزرك الطهراني ج15ص18

مكانة الصحيفة
للصحيفة السجادية مكانة كبيرة في نفوس الشيعة والمتصوفة يعتمد الشيعة عليها عند توجههم الى الله بكلمات اهل البيت ع 
أهم النصوص الإسلامية عند الشيعة واكثرها اعتمادا من بعد القرآن الكريم يعتقد أن الصحيفة كتبها ولد زين العابدين الباقر وبحضور الصادق أيضا عليهم السلام 
يقول راوي الكتاب في المقدمة أن هذه الأدعية كانت اولا 75 دعاء فقد منها 11دعاء وما يعرف اليوم بالصحيفة السجادية يحتوي على مجرد 54 دعاء ويذكر هذا ان هناك ادعية اخرى عن السجاد تذكرها كتب الادعية والروايات 0
يقول ابن شهر آشوب في كتاب المناقب (وذكرت فصاحة الصحيفة الكاملة عند بليغ في البصرة فقال خذوا عني حتى املي عليكم واخذ القلم واطرق راسه فما رفعه حتى مات (1)
وقد ارسل المرعشي النجفي نسخة من الصحيفة مع رسالة الى الشيخ الطنطاوي المتوفى عام 1358هجريةصاحب التفسير المعروف فكتب في جواب رسالته من الشقاوة انا الى الان لم نقف على هذا الاثر القيم الخالد في مواريث النبوة واهل البيت ع زاني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق (2)

-----------------------------------------------------
(1)مناقب آل أبي طالب أبن شهر أشوب ج3 ص 279
(2)الأئمة الاثني عشر الشيخ جعفر السجاني ص96


أجزاء الصحيفة
#الجزء الاول تقديم وهو جزء يشمل على سند الصحيفة وقصتها #الجزء الثاني :الأدعية ويشمل على 54 دعاء معنونه حسب موضوعاتها (عند المهمات عند التحميد 0000الخ )
#الجزء الثالث :ملحقات بعض الادعية الملحقة بالصحيفة بعض النسخ 
#الجزء الرابع ادعية الايام ويشمل على 7 أدعية بعدد أيام الأسبوع كل دعاء خاص بيوم معين من ايام الاسبوع 
#الجزء الخامس المناجاة الخمس عشر ويشمل على 15 مناجاة الى الله معنونه حسب حالة المناجي (مناجاة الخائفين  مناجاة الزاهدين  مناجاة المحبين 000الخ 
#الجزء السادس :رسالة الحقوق وهي رسالة أملأها زين العابدين ع في الحقوق الواجبة على كل مؤمن وليست في كل النسخ 
# فهرست الصحيفة السجادية طبعة بيروت دار الهادي للنشر
المستدركات
دون الكثير من علماء الشيعة مستدركات على الصحيفة السجادية والمقصود من المستدركات الادعية المنسوبة الى السجاد ع والتي لم ترد في الصحيفة منها 
الصحيفة الثانية تأليف محمد بن حسن الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة 
الصحيفة الثالثة من أعداد عبد الله أفندي صاحب كتاب رياض العلماء 
الصحيفة الرابعة من تأليف حسين الثوري الطبرسي 
الصحيفة الخامسة لمحسن الامين الحسيني العاملي 
الصحيفة السادسة تأليف محمد باقر بن محمد حسن البير جندي القائيني 
الصحيفة السابعة كتبها صاحب كتاب المستدرك هادي بن عباس ال كاشف الغطاء النجفي 
الصحيفة الثامنة فمن تأليف علي الحسيني المرعشي الشهرستاني الحائري وملحقات الصحيفة من تأليف محمد المعروف بتقي زيبادي القزويني من تلاميذ البهائي 
قيل عنها علي السيستاني (1)
والصحيفة السجادية تتضمن أدعية بليغة تستمد مضامينها من القرآن الكريم وفيها تعليم لما ينبغي ان يكون عليه الانسان من توجيهات وهواجس ورؤى وطموح وبيان لكيفية محاسبته لنفسه ونقده لها ومكاشفتها بخباياها وأسرارها ولا سيما دعاء مكارم الأخلاق محمد حسين فضل الله (2)


-------------------------------------------------------------------------
(1)نصائح سماحة السيد دام ظله للشباب المؤمن موقع سماحة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله 
(2)الأمام زين العابدين ع أمام العلم والروحانية والأخلاق 

قيمة أدعية الصحيفة السجادية التي نريد لجامعاتنا أن تدرسها دراسة جيدة وعميقة لنعرف قيمة الدعاء في الإسلام
أن الأمام يحشد كل القضايا التي يعيشها الأنسان في لغته مع نفسه ومع ربه ومع الناس حوله محمد باقر الصدر(1)
أن الصحيفة السجادية تعبر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على المام أضافة الى كونها تراثا ربانيا فريدا يظل على مر الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب وتظل الانسانية بحاجة الة هذا التراث المحمدي العلوي وتزداد حاجته كلما أزداد الشيطان أغراء والدنيا فتنة 

--------------------------------------------------
(1)    مقدمة الصحيفة السجادية

المبحث الرابع :الأمام السجاد ع في الاسر
أن البطولة التي أبداها الأمام السجاد ع بعد كربلاء وهو في اسر الاعداء وفي الكوفة في مجلس اميرها وفي الشام في مجلس ملكها لا تقل هذه البطولة اهمية من الناحية السياسية عن بطولة الميدان وعلى الاقل لا تقف تلك المواقف البطولية من هالته المصارع الدامية في كربلاء او فجعته التضحيات الجسيمة التي قدمت امامه ولا يصدر مثل تلك البطولات ممن فضل السلامة 
نعم لا يمكن ان يصدر مثل ذلك الا من صاحب قلب جسور صلب يتحمل كل الالام ويتصدى لتحقيق كل الآمال التي من اجلها حضر وناضل من ناضل واستشهد من استشهد والان يقف ليؤدي دورا اخر من بقي حيا من اصحاب كربلاء ولو فب الاسر 
ان الدور الذي اداه الامام السجاد ع بلسانه الذي افصح عن الحق ببلاغة معجزة فأتم الحجة على الجميع بكل وضوح وكشف عن تزوير الحكام الظالمين بكل جلاء وازاح الستار عن فسادهم وجورهم وانحرافهم عن الاسلام ان هذا الدور كان انفذ على نظام الحكم الفاسد من اثر سيف واحد يجرده الامام ع في وجه الظلمة اذ لم يجد معينا في تلك الظروف الصعبة لكنه كان الشاهد الوحيد الذي حضر معركة كربلاء بجميع مشاهدها من بدايتها بمقدماتها واحداثها وملابساتها وما تعقبها وهو المصدق الامين في كل ما يرويه ويحاكيه عنها فكان وجوده استمرارا عينيا لها وناطقا رسميا عنها مع ان وجوده وهو افضل مستودع للعلوم الالهية بكل فروع العقيدة والشريعة والاخلاق والعرفان بل المثال الكامل للإسلام فب تصرفاته وسيرته وسنته والناطق عن القرآن المفسر الحي لآياته ان وجوده حيا كان نفع للإسلام وانجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل والجفاف القاتل في المجتمع الاسلامي 
كان وجوده اقض المضاجع لأعداء الاسلام من الف سيف وسيف لان الاسلام انما يحافظ عليه ببقاء افكاره وقيمه والاعداء انما يستهدفون تلك الافكار والقيم في محاولاتهم ضده 
واذا كان شخص مثل الامام موجودا في الساحة فانه لا ريب اعظم سدا امام محاولات الاعداء وكذلك الاعداء انما يبادون بضرب اهدافهم وأجتثاب بدعهم وفضح أحابيلهم والكشف عن دجلهم ورفع الاغطية عن نياتهم الشريرة تجاه هذا الدين واهله والافصاح عن مخالفة سيرتهم للحق والعدل 
وعلى يد الامام السجاد ع يمكن ان يتم ذلك بأوثق شكل واتم صورة واعمق تأثير
ثم اليس الجهاد بالكلمة واحدا من اشكال الجهاد وان كان أضعفها ؟
بل أذا أنحصر الأمر به فهو الجهاد كله بل افضله في مثل مواقف الامام السجاد ع كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ص (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )(1)

-------------------------------------------

(1)حياة الامام زين العابدين للقرشي 1
ولنصغ الى الامام السجاد ع في بعض تلك المواقف 
فمن كلام له ع كان يعلنه وهو في اسر بني امية 
(أيها الناس أن كل صمت ليس منه  فكر فهو عي وكل كلام ليس منه ذكر فهو هباء)
ألا وأن الله تعالى أكرم أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء بالآباء لقوله تعالى (وكان أبوهما صالحا)الكهف82
فأكرمهما ونحن والله عترة رسول الله ص فأكرمونا لأجل رسول الله ص لأن جدي رسول الله ص كان يقول في منبره (أحفظوني في عترتي واهل بيتي من حفظني حفظه الله ومن آذاني فعليه لعنة الله الا فلعنة الله على من آذاني فيهم حتى قالها ثلاث مرات ونحن والله اهل بيت اذهب الله عنا الرجس والفواحش ما ظهر منها وما بطن 00)(1)
وبهذه الصراحة والقوة والبلاغة عرف الامام السجاد ع للمتفرجين ولمن ورائدهم هذا الركب المأسور الذي نبروه بانه ركب الخوارج ففضح الدعايات واعلن بذلك انه ركب يتألف من أهل بيت رسول الله ص وأفصح بتلاوة الآيات والأحاديث أنه ركب يحمل القرآن والسنة ليعرف المخدوعون ان هذا الركب له ارتباط وثيق بالإسلام من خلال مصدرية الكتاب والسنة 
وهو من لسان هذين المصدرين يصب اللعنة والنقمة على نت آذى هذا الركب من دون ان يمكن الاعداء من التعرض له لا نه ع انما يروي اللعنة الصادرة من الرسول وعلى لسانه
-------------------------------------------
(1)حياة الامام زين العابدين ع للقرشي 17 

كان هذا الموقف حين اخذ الناس الوجوم من عظم ما جرى في وقعة كربلاء وما حل باهل البيت ع من التقتيل والاسر وذهلوا حين رأوا الحسين سبط رسول الله ص وأهله وأصحابه مجزرين ويرون اليوم أبنه وعيالاته اسرى يساقون في العواصم الاسلامية والاسرى في قاموس البشر يوحي معاني الذلة والهوان والضعف والانكسار هذا والناس يفتخرون بالانتماء الى دين الرسول وسنته 
والأنكى من ذلك أن الجرائم وقعت ولم يمض على وفاة الرسول ص جد هؤلاء الأسرى نصف قرن من الزمن 
وموقفه الآخر في مجلس يزيد فقد اوضح فيه عن هويته الشخصية فلم يدع لجاهل عذرا في الجلوس المريب وذلك في المجلس الذي اقامه يزيد للاحتفال بنشوة الانتصار ولابد انه جمع فيه الرؤوس والاعيان فانبرى الامام السجاد ع في خطبته البليغة الرائعة التي لم يزل يقول فيها (أنا  أنا معرفا بنفسه وذاكرا أمجاده الإسلامية حتى ضج المجلس بالبكاء والنحيب حسب تعبير النص )(1)


---------------------------------------------
(1)الروض النضير513وأنظر الكنى للدولابي 178
 

الفصل الثالث 
المبحث الأول :الدلالات النضالية من وجود الامام السجاد ع الى جنب والده الأمام الحسين ع في كربلاء
المبحث الثاني: تعامله مع العبيد
المبحث الثالث :اشكال العمل السياسي في عهد الامام السجاد ع 
المبحث الأول :لقد حضر الامام السجاد علي بن الحسين ع في معركة كربلاء الى جنب والده الامام الحسين ع وهذا ما تذكره كل المصادر بلا استثناء أما الدلالات النضالية فهي:
أولا: هناك نصوص تاريخية تدل على أن الأمام السجاد ع قد قاتل يوم عاشوراء وناضل الى ان جرح وهي :
النص الاول: ما جاء في أقدم نص مأثور عن أهل البيت ع في ذكر أسماء من حضر مع الحسين ع وذلك في كتاب (تسمية من قتل)(1)
مع الحسين ع من أهل بيته وإخوانه وشيعته الذي جمعه المحدث الزيدي الفضيل بن الزبير الاسدي الرسان الكوفي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهم السلام (2)
------------------------------------------------------
(1) كذا فيما نقل عن هذا الكتاب في مصادره لكني أظن أن الكلمة هي قاتل لأن المذكورين لم يقتلوا جميعا بل في بعض المذكورين من اسر ومن فر ومن قتل قبل كربلاء فنلاحظ مقدمتا الطبعة الثانية لهذا الكتاب
(2) نشر هذا الكتاب واصدرته مؤسسة ال البيت ع لا حياء التراث في قم سنة 1406وقد ذكرنا سنده وترجمة مؤلفه بتفصيل واف والكتاب مذكور في الامالي الخمسية للمرشد بالله 1170-173والحدائق الوردية للحلي ج1ص120
فقد ذكر ما نصه:(وكان علي بن الحسين عليلا وارثت يومئذ وقد حضر بعض القتال ورفع الله عنه وأخذ مع النساء(1)
مع وضوح النص في قتال الامام السجاد ع في كربلاء فان كلمة (ارثت)تدل على ذلك لأنها   تقال لمن حمل  من المعركة بعد ان قاتل واثخن بالجراح فاخرج من ارض القتال وبه رمق كما صرح به اللغويون(2)
النص الثاني ما جاء في مناقب ابن شهر اشوب بعد ذكره مشهد علي بن الحسين ع المعروف بالأكبر وان الامام الحسين ع اتى به الى باب الفسطاط اورد هذه العبارة فصارت امه شهربانويه ولهى تنظر اليه ولا تتكلم (3)
ومن المعلوم ان ام علي الشهيد هي ليلى العامرية او بزة بنت عروة الثقفي كما يراه ابن شهر اشوب والمعروف ان شهربانويه هي ام علي بن الحسين ع 
فلا بد ان يكون قد سقط من عبارة مناقب ابن شهر اشوب ذكر مبارزة علي بن الحسين السجاد ع وبهذا يكون شاهدا على ما نحن بصدده فمن المحتمل ان تكون العبارة مقدمة على موضوعها في مقتل علي الاصغر الذي ذكره ابن شهر اشوب بعد هذا النص المنقول لان ابن شهر اشوب ذكر ان ام علي السجاد هي ام علي الاصغر شهربانويه رضي الله عنها (4)
(1)تسمية من قتل مع الحسين ع مجلة تراثنا العدد الثاني ص150
(2)لاحظ مادة (رتث)من كتب اللغة وقد صرحوا بان الكلمة بالمجهول انظر المعزب للمطرزي 1184والقاموس 1167ولسان العرب 2457
(3)مناقب ال ابي طالب طبع دار الاضواء 4118
(4)مناقب ال ابي طالب 854دار الاضواء
الأمام السجاد ع كان يوم كربلاء مريضا او موعوكا(1)
الا أنها لم تحدد نوعية المرض ولا سببه لكن ابن شهر اشوب روى عن احمد بن حنبل قوله كان سبب مرض زين العابدين ع انه كان يلبس درعا ففل عنه فاخذ الفضلة بيده ومزقها (2)
وهذا يشير ان الامام انما عرض للمرض وهو على اهمية الاستعداد للحرب او على اعتابها حيث لا يلبس الدرع الا حينذاك عادة ولا ينافي ذلك قول ابن شهر اشوب (ولم يقبل زين العابدين لم يأذن له في الحرب كان مريضا(3)
لان مفروض الادلة السابقة ان الامام زين العابدين ع قد اصيب بالمرض بعد اشتراكه اول مرة في القتال وبعد أن (أرتث)وجرح فلعل عدم الاذن له في ان يقاتل كان في المرة الثانية وهو في حال المرض والجراحة ولو فرض كونه مريضا منذ البداية فالأدلة التي سردناها تدل بوضوح على مشاركته في بعض القتال 

-----------------------------------------------------------
(1)الارشاد للمفيد ص231ص231وشرح الاخبار 3250وسير اعلام النبلاء 4486
(2)نقله ابن شهر اشوب عن كتاب المقتل في مناقب ال ابي طالب 2483وفي ط دار الاضواء 1554ونقله في العواصم ص32
(3)مناقب ابن شهر اشوب دار الاضواء 1224

فمؤشرات الجهاد في سيرة الامام السجاد ع هي :
1-حمله السلاح وهو مريض ودخوله المعركة الى ان يجرح يحتوي على مدلول بطولي كبير اكبر من مجرد حمل السلاح فلو كان حمل السلاح واجبا على الاصحاء فهو في الاسلام موضوع عن المرضى بنص القرآن الكريم لكن ليس حراما عليهم ذلك اذا وجدوا همة تمكنهم من اداء دور فيه 
2-ان وجود علي بن الحسين ع مع ابيه الامام الحسين ع في ارض كربلاء حيث ساحة النضال المستميت وميدان التضحية والفداء وحيث كان الامام الحسين ع يسمح لكل من حوله وحتى اولاده واهل بيته بالانصراف ويجعلهم في حل لهو الدليل على قصد الامام للمشاركة في ما قام به ابوه 
قال الامام السجاد ع لما جمع الحسين ع اصحابه عند قرب الماء دنوت لأسمع ما يقول لهم وانا اذ ذاك مريض فسمعت ابي يقول أما بعد فاني لا اعلم اصحابا اوفى ولا خير من اصحابي  ولا اهل بيت ابر من اهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا الا واني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا (1)
ففي ذلك الضرف لا دور اذن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعنى الفقهي لان الاخطار المحدقة كانت ملموسة ومتيقنة ومتفاقمة للغاية تفوق حد التحمل وقد ادرك ذلك كل من اطلع على احداث ذلك العصر قبل اتجاه الامام الحسين ع الى العراق
(1)الإرشاد للمفيد ص231

 فمن احتفظ لنا التاريخ بتصريحاتهم فكيف بمن وافق الامام الحسين ع في مسيره الطويل من المدينة الى مكة والى كربلاء ومن اولاده واهل بيته خاصة؟
الذين لا تخفي عليهم جزئيات الحركة وابعادها واصداؤها وما قارنها من زعزعة الجيش الكوفي للأمام وسمعوا الامام ع يصرح بالنتائج المهولة والاخطار التي تنتظر حركته ومن معه حتى وقت تلك الخطبة مساء يوم التاسع او ليلة عاشوراء؟
فلقد عرف من بقي مع الامام الحسين ع في كربلاء بان ما يقوم به الامام ليس الا فداء وتضحية لحاجة الاسلام الى اثاره والثورة الى فتيل ووقود واليقظة الى جرس ورنين والنهضة الى عماد وسناد والقيام الى قائد ورائد والحياة الحرة الكريمة الى روح ودم والامام الحسين ع قد تهيأ ليبذل مهمته في سبيل كل هذه الأسباب لتكوين كل تلك المسببات ولم يكن مثل هذه الحقيقة ليخفي على علي بن الحسين السجاد ع الذي كان يومذاك في عمر الرجال وقد بلغ ثلاثا وعشرين سنة وكان ملازما لأبيه الشهيد منذ البداية وحتى النهاية مكان حضوره مع ابيه ع وحده دليلا كافيا على روح النضال مع بطولة فذة تمتع بها اولئك الشجعان الذين لم يتصرفوا عن الحسين ع ثم هو كما تقول تلك الرواية بالذات زيدية فمعنى ذلك تماميه الحجة على من ينسب الامام زين العابدين ع الى اعتزال القيام والسيف والنضال 
2-مضافا الى ان حامل هذه الروح قبل كربلاء لا يمكن ان يركن الى الهدوء بعد ما شاهده في كربلاء من تضحيات ابيه واخوانه واهله وشيعته وما جرى عليهم من مصائب والام وما اريق من تلك الدماء الطاهرة او يسكت ولا يتصدى للثأر لأبيه وهو ثار الله 
مع انه لم يسهم لحظة من حياته فكيف يستسلم مثله ويهدأ او يسلم ويترك دم ابيه واهله يذهب هدرا؟
اذ لك يبق من يطالب بثار تلك الدماء شخص غيره فاذا كان كما يقول البعض (مصرع الحسين ع في كربلاء هو الحدث التاريخي الكبير الذي ادى الى بلورة جماعة الشيعة وظهورها كفرقة متميزة ذات مبادئ سياسية وصيغة دينية اكثر وضوحا وتميزا مما كانت عليه في زمان امير المؤمنين وقبله 0
وكان لمأساة كربلاء اثرها في نموا روح الشيعة وازدياد انصارها وظهرت جماعة الشيعة بعد مقتل الامام الحسين ع كجماعة منظمة تربطها روابط سياسية متينة(1)
فكيف لا تؤثر هذه المأساة في أبن الحسين ع وصاحب ثأره 
والوحيد الباقي من ذريته والوريث لزعامته بين الشيعة ولا تزيد نمو الروح السياسية عنده؟
وكيف تجمع هذه المنظمة افراد الشيعة بروابط سياسية ولكن تبعد علي بن الحسين ع عن السياسة؟
وكيف تستبعد هذه المنظمة عن التنظيم وارث صاحب الثورة وصاحب الحق المهدور اليس في الحكم بذلك تعنت وجورا؟
أن البطولة التي بداها الأمام السجاد ع بعد كربلاء وهو في أسر الاعداء وفي الكوفة في مجلس اميرها وفي الشام في مجلس ملكها 
--------------------------------------------
(1)جهاد الشيعة لليثي ص27


لا تقل هذه البطولة اهمية من الناحية السياسية عن بطولة الميدان وعلى الاقل لا تقف تلك المواقف البطولية من حياته المصارع الدامية في كربلاء او فجيعة التضحيات الجسيمة التي قدمت امامه ولا يصدر مثل تلك البطولات ممن فضل السلامة نعم لا يمكن ان يصدر مثل ذلك الا من صاحب قلب جسور صلب يتحمل كل الالام ويتصدى لتحقيق كل الآمال التي من اجلها حضر في ميدان كربلاء من حضر وناضل من ناضل واستشهد والان يقف ليؤدي دورا اخر من بقي حيا من اصحاب كربلاء ولو في الاسر ان الدور الذي اداره الامام السجاد ع  بلسانه الذي افصح عن الحق ببلاغة معجزة فأتم الحجة على الجميع بكل وضوح وكشف عن تزوير الحكام الظالمين بكل جلاء وازاح الستار عن فسادهم وجورهم وانحرافهم عن الاسلام ان هذا الدور كان انفذ على نظام الحكم الفاسد من اثر سيف واحد يجرده الامام في وجه الظلمة اذ لم يجد معينا في تلك الظروف الصعبة لكنه كان الشاهد الوحيد الذي حضر معركة كربلاء يجمع مشاهدها من بدايتها بمقدماتها واحداثها وملابساتها وما تعقبها وهو المصدق الامين في كل ما يرونه ويحكيه عنها فكان وجوده استمرارا عينيا لها وناطقها رسميا عنها مع ان وجوده وهو افضل مستودع جامع للعلوم الالهية بكل فروع العقيدة والشريعة والاخلاق والعرفان بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته وسيرته وسنته والناطق عن القرآن المفسر الحي لآياته 
أن وجوده حيا كان انفع للإسلام وانجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل والجفاف القاتل في المجتمع الاسلامي كان وجوده اقض مضاجع اعداء الاسلام من الف سيف وسيف لان الاسلام انما يحافظ عليه ببقاء افكاره وقيمه والاعداد انما يستهدف تلك الافكار والقيم في محاولاتهم ضده واذا كان شخص مثل الامام موجودا في الساحة فانه لا ريب اعظم سدا امام محاولات الاعداء وكذلك الاعداء انما يبادون بضرب اهدافهم واجتثاب بدعهم وفضح تحايلهم والكشف عن دجلهم ورفع الاعطية عن نياتهم الشريرة تجاه هذا الدين واهله والافصاح عن مخالفة سيرتهم للحق والعدل وعلى يد الامام السجاد ع يمكن ان يتم ذلك بأوثق شكل واتم صورة واعمق تأثيرا ثم اليس الجهاد بالكلمة الواحدة من اشكال الجهاد وان كان اضعفها ؟
بل اذا انحصر الامر به فهو الجهاد كله بل افضله في مثل مواقف الامام السجاد ع كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ص (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)(1)
ولنصغ الى الامام السجاد ع 
فمن كلام له ع كان يعليه وهو في اسر بني امية
(أيها الناس ان كل صمت ليس فيه فكر فهو عي وكل كلام ليس فيه ذكر فهو هباء الا وان الله تعالى اكرم اقواما بآبائهم فحفظ الابناء بالإباء لقوله تعالى (وكان أبوهما صالحا )سورة الكهف الآية 82فأكرمهما
ونحن والله عترة رسول الله ص فاكرمونا لأجل جدنا رسول الله ص لان جدي رسول الله ص كان يقول في منبره (احفظوني في عترتي واهل بيتي فمن حفظني حفظه الله ومن آذاني فعليه لعنة الله الا فلعنة الله على من آذاني فيهم حتى قالها ثلاث مرات 
-----------------------------------------------
(1)الروض النضير 135 وانظر الكنى للدولابي 781


ونحن والله اهل بيت اذهب الله عنا النرجس والفواحش وما ظهر منها وما بطن(1)
وبهذه الصراحة والقوة والبلاغة عرف الامام السجاد ع للمتفرجين ولمن وراءهم هذا الركن المأسور الذي بشروط بانه ركب الخوارج ففضح الدعايات واعلن بذلك انه ركب يتألف من اهل بيت الرسول ص وافصح بتلاوة الآيات والاحاديث انه ركب يحمل القرآن والسنة ليعرف المخدوعون ان هذا الركب له ارتباط وثيق بالإسلام من خلال مصدرية الكتاب والسنة يصب اللعنة والنقمة على من آذى هذا الركب من دون ان يمكن الاعداء من التعرض له لا ندع انما  يروي اللعنة الصادرة من الرسول وعلى لسانه وكان هذا الموقف حين أخذ الناس الوجوم من عظم ما جرى في وقعة كربلاء وما حل باهل البيت عليهم السلام من التقتيل والاسر وذهلوا حينما راو الحسين سبط الرسول ص واهله واصحابه مجزرين ويرون اليوم ابنه وعيالاته اسرى يساقون في العواصم الاسلامية والاسر في قاموس البشر يوحي معاني الذل والهوان والضعف والانكسار هذا والناس يفتخرون بالانتماء الى دين الرسول وسنته والانكى من ذلك ان الجرائم وقعت ولما لم يمض على وفاة الرسول ص جد هؤلاء الاسرى نصف قرن من الزمن 0
وموقفه الاخر في مجلس يزيد فقد اوضح فيه عن هويته الشخصية فلم يدع لجاهل عذرا في الجلوس المريب 
------------------------------------------------
(1)بلاغة علي بن الحسين ع ص95عن المنتخب للطريحي


وذلك في المجلس الذي اقامه يزيد للاحتفال بنشوة الانتصار ولا بد أنه جمع فيه الرؤوس والاعياد فانبرى الامام السجاد ع في خطبته البليغة الرائعة التي لم يزل يقول فيها أنا 00أنا معرفا بنفسه وذاكرا امجاد اسلافه حتى ضج المجلس بالبكاء والنحيب حسب تعبير النص (1)
الذي سنثبته كاملا قال الخوارزمي وروى ان يزيد امر بمنبر وخطيب ليذكر الناس مساوئ الحسين وابيه علي عليهما السلام 
فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه واكثر الوقيعة في علي والحسين واطنب في تفريط معاوية ويزيد فصاح به علي بن الحسين ع ويلك ايها الخاطب اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق فتبوء مقعدا من النار ثم قال يا يزيد ائذن لي حتى اصعد هذه الاعواد فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ولهؤلاء الجالسين اجر وثواب فأبى يزيد فقال الناس يا امير المؤمنين ائذن له ليصعد فلعلنا نسمع منه شيئا فقال لهم ان صعد المنبر هذا لم ينزل الا بفضيحتي وفضيحة ال ابي سفيان فقالوا وما قدر ما يحسن هذا ؟
فقال انه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا 
ولم يزالون حتى اذن له بالصعود فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم خطب خطبة ابكى فيها العيون واوجل منها القلوب فقال فيها:
(1)مقتل الحسين للخوارزمي712
ايها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بان منا النبي المختار محمدا ص ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا اسد الله 
واسد رسوله ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ومنا سبطا هذه الامة وسيدا شباب اهل الجنة فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انباته بحسبي ونسبي انا ابن مكة ومنى انا ابن زمزم والصفا أنا أبن من حمل الزكاة(1)
بأطراف الرداء انا أبن خير من ائتزر وأرتدى أنا أبن خير من أنتعل وأحتفى 00000الخ 
ولم يزل يقول انا انا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشى يزيد ان تكون فتنة فامر المؤذن ان يؤذن فقطع عليه الكلام وسكت فلما قال المؤذن الله اكبر قال علي بن الحسين ع كبرت كبيرا لا يقاس ولا يدرك بالحواس لا شيء اكبر من الله فلما قال اشهد ان لا اله الا الله قال علي شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي فلما قال اشهد ان محمدا رسول الله التفت علي من اعلى المنبر الى يزيد وقلب يا يزيد محمد هذا جدك ام جدي ؟
فان زعمت انه جدك فقد كذبت وان قلت انه جدي فلم قتلت عترته (1)
فأذى كلام الامام ع الى ان تتبخر كل الدعايات المظللة التي روجتها السياسة الاموية التي تركزت على ان الاسرى هم من الخوارج فبدل نشوة الانتصار الى حشرجة الموتى في حلوق المحتفلين وفي التزام الامام السجاد ع بذكر هويته الشخصية فقط 
(1)مقتل الحسين 692-71ونقل عن كتاب كامل البهائي بنص متقارب نقله الحائري في بلاغة علي بن الحسين ص106-109ونقل بعده نصا اخر للخطبة عن ابي محنف فيلاحظ
في هذه الخطبة حكمة وتدبير سياسي
واع اذا لم يكن له في مثل هذا المكان والزمان انه يتطرق الى شيء من القضايا الهامة والا كان يمنع من الكلام والنطق واما الاعلان عن اسمه فهي قضية شخصية وهو من ابسط الحقوق التي تمنح للفرد وان كان في حالة الاسر لكن كلام الامام لم يكن في الحقيقة الا مليئا بالتركيز والايماء بل الكناية التي هي ابلغ من التصريح بنسبه الشريف واتصاله بالاسلام وبرسوله الكريم ص  
وقد فهم الناس مغزى هذا الكلام العميق فلذلك ضجوا بالبكاء فان الحكام الامويون انما حصلوا على مواقع السلطة من خلال ربط انفسهم بالاسلام فكسبوا لا نفسهم قدسية الخلافة وكان لجهل الناس الاثر الكبير في وصول الامر الى هذه الحالة ان يروا ابن الاسلام اسيرا امامهم ثم ان جهل ابناء الشام باهل البيت مضافا الى حقد الحكام على اهل البيت عامة وعلى الذين كانوا مع الحسين ع في كربلاء خاصة كان يدعوا الى الاحتياط والحذر من ان ينقض يزيد على الاسرى فيما لو احس بخطرهم فيبيدهم
فكان ما قام به الامام من تأطير خطبته بالاطار الشخصي مانعا من اثارة غضبه وحقده  فلذلك لم يتعرض الامام لذكر مساوئ الامويين ولم يذكر شيئا من فضائحهم بالرغم من توقع يزيد نفسه لذلك وبذلك نجا من شر يزيد  الطاغية000
نعود لنتساءل هل هناك سر في مرض في مرض الامام السجاد ع يوم كربلاء ؟ولماذا لم يأخذ الأمام الحسين ع أبنته فاطمة العليلة الى كربلاء؟
والجواب :أن الأمام زين العابدين ع هو من فرع تلك الشجرة الطاهرة ومن سلالة الأنبياء والأوصياء وهنا لابد أن نشير الى أن الإرادة  الإلاهية أن يكون الأمام السجاد ع عليلا يوم كربلاء وذلك (1)حتى لا يقتل 
(2)حتى لا تخلوا الأرض من حجة لله تعالى 
(3)حتى يستلم الإمامة بعد أبيه الأمام الحسين ع  
(4)يسقط عند وجوب الدفاع عن أمام زمانه أذ لو كان سليما ويسمع استغاثة أبيه ع لوجب عليه أغاثته والذب عنه  
أما السبب في عدم أخذ أبنته العليلة هو لشدة مرضها بينما الأمام السجاد ع لم يكن مريضا يوم خروجه من المدينة المنورة (1)
-----------------------------------------------

(1)مناقب ال أبي طالب 3304ص235

 


المبحث الثاني: تعامله مع العبيد 
عرفت الشعوب والامم منذ زمن بعيد الرق وهو استملاك الانسان للإنسان وقد كان معمولا بهذا الامر قبل الاسلام وبعده ولم تتخلص البشرية بشكل قانوني ورسمي الا في القرن العشرين الميلادي وقد شجع الاسلام على تحرير العبيد وعتقهم وذلك من خلال اسلوبين في غاية الاهمية والحكمة وهما :
الاسلوب الاول :التشجيع على تحرير العبيد وعتقهم واعتبار ذلك من أفضل القربات الى الله تعالى كما جعل عتق رقبة كفارة للعديد من الاخطاء والجنايات التي يرتكبها المسلم كالإفطار في شهر رمضان عمدا وكفارة الحنث باليمين وكفارة النذر وكفارة قتل شخص عن طريق الخطأ وغيرها 
الاسلوب الثاني غلق كل المنافذ الموجبة الى الاسترقاق فقد سد الاسلام الكثير من الاسباب والاساليب الموجبة للاسترقاق باستثناء حالة واحدة وهي التعامل بالمثل في الحروب حيث ان المشركين والكفار كانوا سيترقون اسرى المسلمين مما دفع الى التعامل معهم بالمثل كما يجوز التعامل مع الاسرى بالمن والفداء كما في قوله تعالى (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى أذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فأما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها )(1)
فالإسلام كان يشجع على تحرير العبيد من جهة ومن جهة اخرى كان يعتبر الاتجار بالبشر من ابغض التجارب واشدها كراهية
(1)سورة محمد الآية 4
الامام السجاد ع والموالي 
ان ظاهرة الموالي (العبيد)من الظواهر البارزة في الكثير من المجتمعات البشرية وخاصة في القرون الماضية حيث كانت ظاهرة العبيد من الظواهر المنتشرة ومن العادات المقبولة في الوسط الاجتماعي اذ يتم الاستفادة منهم في الخدمة والعمل في المنازل والبيوت وخاصة بيوت الاشراف واهل الجاه والمال وفي عهد الامام السجاد ع انتشر العبيد بكثرة في المجتمع نتيجة دخول المسلمين الى بلاد اخرى والتوسع في الرقعة الجغرافية اذ انه في زمن الامام زين العابدين ع

الذي عاصر حكم عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك توجه عبد الملك بن مروان وبالذات بعد 
قضائه على الحركة الزبيرية في الحجاز والعراق توجه صوب توسعة الرقعة الاسلامية وخاصة في افريقيا وتمكن من ان يغنم من الاموال ما لا يعد من الذهب والمجوهرات حتى كانت عبارات المؤرخين ما الله اعلم به (1)
وفي الاندلس تمكن طارق بن زياد وموسى بن نصير من العثور على مائدة وعرش سليمان وهذه الثروة بطبيعتها ترفع من المستوى المعاشي للمجتمع وخاصة اصحاب الوجاهة والرموز الاجتماعية في الامة حيث يدفع لهم الحاكم الهدايا والعطايا ويقضي حوائجهم هذا فضلا عن العطاء الثابت سنويا وكذلك غنم المسلمين من هذه البلاد اكثر من 60 ألف مسبي وتحول كا هؤلاء الى موالي بداخل الامة(2)
(1)الكامل في التاريخ أبن الأثيرج4ص277
(2)موسوعة الامام زين العابدين ع الشيخ محسن الحسيني ج2ص166


ونص عبارة أبن الأثير هي :فبلغ الخمس ستين الف راس من السبي ولم يذكر احد انه سمع بسبي اعظم من هذا (1)
وعندما عاد الجيش الاسلامي الى دمشق جلب معه 30 ألف جارية بكر كما جاء عن بعض المؤرخين وهذا الامر فرض وجود اعداد كبيرة من الاماء والجواري والموالي في بيوت ومجتمع المسلمين وهو ما يترتب عليه من اثار اجتماعية وثقافية
 واخلاقية حتى تحول العديد منهم الى اعضاء فاعلين ومؤثرين في المجتمع المسلم وبالرغم من ان النظرة الدونية للعبيد من قبل الاوساط الاجتماعية في المدن الاسلامية ومنها المدينة المنورة حيث كان الاهالي لا يرغبون في التزويج من الاماء منهن وقد كانت ظاهرة الانجاب من الموالي غير مرغوب فيها من قبل اهل المدينة للوضع الاجتماعي الذي كان آنذاك ومن اهم اسبابة هو عدم الرغبة في ان يكون الولد وفيه عرق غير عربي وكانوا يرون ان ذلك يؤثر على موقع الابن بين الامة في كفاءته او احترام الناس اليه حتى كلن موقع الامام زين العابدين ع فتغيرت نظرتهم لذلك (2)
وكانوا اهل المدينة يكرهون اتخاذ امهات الاولاد حتى نشأ فيهم 
(1)موسوعة الامام زين العابدين ع الشيخ محسن الحسيني ج2 ص166
(2)تاريخ مدينة دمشق ج20ص57


علي بن الحسين ع وفاق اهل المدينة فقهيا وعلما وورعا فرغب الناس حينئذ في السراري (1)
وقد كسر الامام السجاد ع ظاهرة عدم الزواج من الاماء فتزوج امته وهو ابن بنت رسول الله ص
ولا يدانيه في الحسب والنسب احد مما شجع الاخرين على التزوج منهن والانجاب ايضا اما التعامل الانساني للأمام السجاد مع العبيد هو 
(1)تعليم العبيد (2)تزويج الاماء والانجاب منهن  (3)التسامح مع العبيد (4)عتق العبيد سنوي 
ويظهر من بعض الروايات ان الامام ع كان يقيم مهرجانين سنويا الاول في نهاية شهر رمضان والثاني بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة حيث كان يقتنيهم مع قرب موسم الحج ويعتقهم في اليوم التاسع من ذي الحجة 0
ونتيجة لهذا التعامل الانساني للأمام السجاد ع فقد اصبح له الكثير من المؤيدين في هذه الشريحة وقد وقفوا مع الامام في الكثير من المواقف الصعبة كوقوفهم مع ثورة المختار بن ابي عبيدة الثقفي ضد الامويين ودفاعهم عن الامام السجاد ع ضد من يحاول النيل منه او الانتقاص من مكانته وحافظ الكثير منهم على ولائهم للأمام السجاد ع وتمسكهم بمنهجه العقائدي والديني والفكري لما رأوه من تعامل انساني رفيع ولما وجدوه عنده من اخلاق راقية وانسانية لم يجدوا مثلها في اي مكان اخر
---------------------------------------------------
(1)الكامل في التاريخ أبن الأثير ج4ص252 
لقد غير الامام السجاد ع بتعامله الانساني الرفيع مع العبيد حياة الكثيرين منهم واستطاع دمجهم في المجتمعات المسلمة وكسب 
محبتهم وقلوبهم وعقولهم مما جعلهم قوة اضافية لقوة المسلمين واتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا 00
كان عليه السلام يحن على العبيد فلم يضرب عبدا أو أمة قط بل كان يمتلك العديد منهم ويعتقهم جميعا في عيد الفطر ويشتري مجموعة أخرى ليعتقها هي الأخرى أيضا
كان علي ع لا يستخدم خادما فوق حول فاذا ملك عبدا في اي وقت من السنة كان يعتنقه ليلة عيد الفطر واستبدل سواهم في الحول الثاني ثم اعتق كذلك كان يفعل حتى لحق الله تعالى فيذكر بانه كان لا يضرب عبدا له ولا أمة وكان أذا أذنب العبد والامه يكتب عنده اذنب فلان واذنبت فلانه يوم كذا وكذا حتى اذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ثم أظهر الكتاب ثم يقوم وسطهم ويقول لهم ارفعوا اصواتكم وقولوا يا علي بن الحسين ان ربك قد احصى عليك كما عملت كما احصيت علينا عملنا فاعف واصفح يعف عنك المليك ثم يقبل عليهم فيقول أذهبوا فقد عفوت عنكم واعتقت رقابكم رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم فاذا كان يوم الفطر اجازهم بجوائز (1)
----------------------------------------------------
(1)المجلسي بحار الانوار ج64ص103-104وأبن طاووس الأقبال بالأعمال ج1ص261

تنقل الروايات ان الامام علي بن الحسين اهتم بطبقة العبيد فقد كان يسعى لرفع منزلتهم فقد اعتق احدى أمائه وعقد عليها فعابه عبد الملك بن مروان على ذلك وقال له ما لذي دفعك لمثل هذا العمل؟
فأجابه الأمام السجاد عليه السلام محتجا بالآية الشريفة (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)(1)

-------------------------------------------------
(1)الأحزاب 21


وهو يشير بذلك الى زواج النبي صل الله عليه واله وسلم من صفية وينبه الى ما فعله النبي صل الله عليه واله وسلم عقد لابنة عمته زينب على زيد بن حارثة الذي كان عبدا 
المبحث الثالث :اشكال العمل السياسي في عهد الامام السجاد ع 
بالرغم من اختلاف اتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الدينية ففيهم السني والعلماني والشيعي والزيدي بل الامامي الاثني عشري 
وهم يحسبون الامام قائما بدور المعلم فحسب في تربية الطليعة المثقفة والواعية بعيدا عن الصراع السياسي ومنصرفا عن اي تحرك معارض للأنظمة الحاكمة ويحددون واجباته بالأعداد الثقافي للامة والتحصين لها عقائديا وفقط وحاول بعضهم اجراء هذا الحكم على الائمة بعد الامام السجاد ع وفرضهم سائرين على منهج واحد او يؤدون دورا بعينه ولنقرا معا بعض ما كتبوه في هذا الصدد 0
تقول كاتبة جامعية: (افتقدت الشيعة بمصرع الحسين الزعيم الذي يكون محورا لجماعتهم وتنظيمهم والذي يقودهم الى تحقيق تعاليمهم ومبادئهم وانصرف الامام زين العابدين عن السياسة الى الدين وعبادة الله عز وجل واصبح للشيعة زعيما روحيا ولكنه لم يكن الثائر السياسي الذي يتزعم جماعة الشيعة حتى انع اثر البقاء في المدينة طوال حياته 
وحاول المختار بن ابي عبيدة الثقفي ان ينتزع عليا من حياة التعبد والاشتغال بالعلم الى ميادين السياسة دون جدوى)(1)
-----------------------------------------------------
(1)جهاد الشيعة الدكتور الليثي ص29


ويقول كاتب شيعي :(كانت فاجعة مقتل ابيه التي شاهدها ببصره اقسى من ان تتركه يطلب بعد ذلك شيئا من امارة الدنيا او يثق في الناس او يشارك في شأن من شؤون السياسة اعتكف على العبادة)(1)
ويقول كاتب سني :(لكن الاقبال على الله واعتزال شؤون العالم مان منهجه في حياته الخاصة وطابعه الذي طبع به التشيع الاثني عشري فاتجه الى الامامة الروحية مبتعدا عن طلب امامة سياسية)(2)


--------------------------------------------------------

(1)نظرية الامامة لصبحي ص349 عن كاظم جواد الحسيني حياة الامام علي بن الحسين ع ص330وانظر ثورة زيد لناجي حسن ص30-31
(2)نظرية الامامة ص349وانظر الفكر الشيعي والنزاعات الصوفية للشيبي ص17والصلة بين التصوف والتشيع له ص104و147


ويقول كاتب يمني :(وفي تاريخ الشيعة كذلك نشأت نظرات متخاذلة تولدت من شعور بعض العلويين وانصارهم بالهزيمة الداخلية وقلة النصير وفجعتهم التضحيات الكبيرة التي قدموها ففضلوا السلامة 
(وقد وطدت معركة كربلاء من هذا الاتجاه اذ كان تأثيرها مباشرا على علي بن الحسين ع الذي ابتعد من هول الفجيعة عن السياسة ونأى بنفسه عن العذاب الذي عاناه من سبقه وعلى قريب من هذا النهج سار ابنه محمد وحفيده جعفر)(1)
وفي احدث محاولة لتقسيم ادوار الائمة ع جعلت حصة الامام السجاد ع الدور الثاني وهو الذي امتد منذ  زمانه حتى زمان الامام الباقر والصادق عليهما السلام وهو بناء الجماعة المنضوية تحت لوائهم 
ويشرح واحد من انصار هذه المحاولة هذا الدور بقوله :(والمرحلة الثانية التي بدأها الامام الرابع زين العابدين ع تتركز مهمة الائمة ع فيها على حماية الشريعة ومقاومة الانحراف الذي حدث في جسم الامة على يد العلماء المزيفين والمنحرفين 
ولذلك نرى حرص الائمة في المرحلة الثانية على الابتعاد عن الصراع السياسي والانصراف الى بث العلوم وتعليم الناس وتربية
 المخلصين وتخريج العلماء والفقهاء على ايديهم والاشراف على بناء الكتلة الشيعية)(1)
-----------------------------------------------
(1)معتزلة اليمن ص17-18
ويقول: ن الأمام ع أراد أن تكون زعامته للأمة  زعامة دينية وأن تصطبغ نشاطاته بصبغة روحية علمية فكانت زعامته في الأمة تختلف عن زعامة الأئمة قبله حيث كانوا يصارعون الدولة ويقصدون الإصلاح ويقارعون الظالمين (1)
فكانت الطريقة التي عاش بها الأمام زين العابدين ع والظواهر التي برزت في حياته لا تسمح بزعامته ألا أن تكون دينية وروحية وعلمية وأن يكون قدوة صالحة في المجال التربوي 
والمعيشة الربانية لا في مجالات التضحية والجهاد فكانت حياته بطولات في ميادين الجهاد الاكبر جهاد النفس لا الجهاد الاصغر جهاد الاعداء 
وزاد في تعميق المفاجأة عندما وجدت هؤلاء جميعا قد اغفلوا امرا واحدا وهو تحديد السياسة التي ادعوا أن الأمام ع أبتعد عنها أو أنصرف عنها أو زهد فيها أو لم يشارك فيها أو أنعزل عن ساحتها الى غير ذلك من التعابير المختلفة واذا كانت في زعامة العباد وتدبير أمور البلاد
فهي داخلة في معنى الامامة التي لا بد ان نفرضها للأمام او على الاقل نفرضها له عندما نتحدث عنه من حيث كونه اماما

-----------------------------------------------
(1)الأمام السجاد ع لحسين باقر ص13-14


 
واذا كانت الامامة متضمنة للسياسة فكيف يريد الامام أن يبتعد عنها؟
او يريد الكتاب ان يفرضوا فراغ امامته عنها ؟
أو حصرها بالزعامة الروحية والعلمية فقط ؟
وفي خصوص الامام زين العابدين ع كانت المفاجأة أعمق أثرا عندما لاحظت أن المصادر القديمة والمتكلفة لذكر حياة الامام ع تعطي بوضوح نتيجة معاكسة لما شاع عند هؤلاء الكتاب وهي :
أن الأمام ع قد قام بدور سياسي فعال وكان له تنظيم وتخطيط سياسي دقيق يمكن اعتباره من أذكى الخطط السياسية المتاحة لمثل تلك الظروف العصيبة الحاكمة ووقفت على شواهد عينية من التاريخ تدل على ان الجهاد السياسي الذي قام به الامام السجاد ع من اجل تنفيذ خططه يعد من ادق اشكال العمل السياسي وانجحها 0000


الخاتمة
لابد لنا بعد أن سلطنا الضوء على كل ما يحيط بالأمام زين العابدين ع أن نستعرض التاريخ الإسلامي وما تعرض لجميع أنواع الاستبداد و العنف والقهر من قبل السلاطين وحكام الجور على مر التاريخ والتاريخ المأجور يحاول ستر فضائح الأمويين وهم أكثر المتحاملين على أهل البيت ع وأسدال الستار على أعمالهم وهي كظلام الليل الدامس لا تكشف ظلمته الوف المصابيح ويحاول المرتزقة تعتيم مناقب أهل البيت ع والتشكيك بتاريخهم ووضع الشك والاحتمالات في تواريخ ولاداتهم ووفياتهم واسماء زوجاتهم الغرض منه توهيم البعض بان معلوماتهم غير دقيقة 0
ولو دققنا لماذا يندفعون هم او يدفعون بعض الكتاب الماجورين مستغلين بذلك مبدأ الترغيب والترهيب في سبيل بث الشك في تاريخ أهل البيت ع 0
فقد أثار مركب النقص في نفوسهم فاندفعوا بهذا الشعور الى التذرع بكل وسيلة مهما كلفهم الامر الى رمي خصومهم بدائهم وانتقاص أقدارهم فلم يفلحوا وكان سهمهم هو الدالف (السهم الذي لم يصب الهدف ويقصر بدونه)
وها هي بعض النماذج التي طرحوها في مسألة وفاة الأمام زين العابدين ع أذ طرحوا أو شجعوا طرح أكثر من رأي في هذا المجال لغرض تمويه الحقيقة وعدم دقتها 0
واختلاف علماء الشيعة ومؤرخيهم في تاريخ شهادة الأمام زين العابدين ع 
الشيخ الكليني قال قبض علي بن الحسين ع وهو أبن سبع وخمسين سنة 95هجرية 
الشيخ الكف عمي وافق الشيخ الكليني اما الشيخ الطوسي ذكر وفاته في 25 محرم في المدينة من سنة 94 هجرية 
ابن شهر اشوب والأربي اختلفوا معهم وقالوا وفاته في المدينة يوم السبت 11 محرم او 12 محرم سنة 94 او 95 هجرية 
أما أهل السنة فأنهم قالوا قال سبط ابن الجوزي وفاته سنة 94 و92 او سنة 95 هجرية والاول أصح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها من العلماء وكان سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده 
أما الخطيب التبريزي ومجد الدين أبن الأثير قالوا وفاته سنة 94 هجرية 
أما الكنجي الشافعي قال توفى الأمام زين العابدين ع في المدينة سنة 95 هجرية وله 57 سنة 
وآراء كثيرة في أسم لأمه (فقيل أن أسمها غزالة وقيل سلافة وقيل سلامه وقيل سلمه وقيل سادرة)وقيل شاه زنان وتعني (ملكة النساء أو سيدة النساء)
نخرج بنتيجة لا تقبل الشك من أن الأمويين يتخوفون من وجود هذه الشخصية التي أتصفت بصفات لا تنطبق الا على الامام ع
وكان أشدهم خوفا منه ع الوليد بن عبد الملك فقد روى محمد بن مسلم الزهري انه قال (لا راحة لي وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا)(1)
(1)القرشي حياة الامام الباقر ع ج1 ص57
واجمع رأي الوليد بن عبد الملك على اغتيال الأمام زين العابدين حينما جلس على كرسي الحكم فبعث سما قاتلا الى عامله على يثرب وامره أن يدسه للأمام السجاد ع )(1)
وهكذا استشهد الامام مسموما بأمر الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع مع عمه الامام الحسن ع بقرب مدفن العباس بن عبد الملك 
نخرج بنتيجة واحدة أن بنوا أمية هم أكثر الناس المتحمسين على ألحاق الأذى بأهل البيت ع ولصق التهم ضدهم والتشكيك بتاريخهم وهذا كما أشرنا سابقا من خلال النقص الذي يسري بهم ولكن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال 00


---------------------------------------------------

(1)الشبراوي الإتحاف بحب الاشراف ص52


الهوامش
القرآن الكريم
(1)ينظر كتاب زين العابدين35
(2)ينظر مطالب السؤال 242وكشف الغمة 198والفصول المهمة 183وصفوة الصفوة255
(3)ينظر صفوة الصفوة 255
(4)ينظر المناقب 2251
(5)ينظر المناقب 2251والخصال 517
(6)ينظر كشف الغمة207
(7)ينظر علل الشرائع 1233ومناقب ال ابي طالب 3304وبحار الانوار 113واعيان الشيعة 4410
(8)تاريخ الاسلام 6435-436وينظر سير اعلام النبلاء شمس 7306
(9)معجم المصطلحات النحوية والصرفية د محمد سمير اللبدي95
(10)الصحاح الجوهري مادة ثفن52088
(11)مقايس اللغة احمد بم فارس مادة ثفن1380
(12)ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291
(13)القاموس المحيط ثفن 11184

(14)تاج العروس ثفن 34332
(15)ينظر ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291والكشاف للزمخشري 4347وتهذيب الكمال في اسماء الرجال لابي محمد القضاعي الكلبي المزي 3541والقاموس المحيط ثفن 11184ونزهة الالباب في الالقاب لابن حجر العسقلاني 1283وتاج العروس ثفن34332
(16)ينظر المفضل للزمخشري 33 واوضح المسالك 164
(17)ينظر شرح المفضل 1154وشرح التصريح خالد الازهري 1693وهمع الهوامع السيوطي 2514
(18)ينظر شرح الكافية الشافية 2927وارتشاف الضرب ابو حيان 41816
(19)توضيح المقاصد 1319-320
(20)الكشاف 4374
(21)ينظر من لا يحضره الفقيه الكليني 1150
(22)معاني القرآن 369
(23)البحر المحيط 9501
(24)تاريخ دمشق ابن عساكر36140
(25)تقريب التهذيب 400
(26)ينظر سمظ النجوم الغوالي عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العضامي الملكي 4147وزهرة الادب وثمرة الالباب للقيرواني 1134ومعجم الادباء ياقوت الحموي 1465والحماسة المغربية مختصر كتاب صفوة الادب ونخبة ديوان العرب ابو العباس احمد بن عبد السلام الجراوي التادلي 2799
 (27)ينظر تاريخ بغداد الخطيب البغدادي 9360وتاريخ دمشق 17272
(28)ينظر تاريخ بيهق ابو الحسن ظهير الدين علي بن زيد البهيقي 438
(29)الكافي للكليني 1150وينظر اعلام الورى الطبرسي 251
(30)علل الشرائع 88ومعاني الاخبار 64وبحار الانوار 4612-13 
(31)ينظر نزهة الالباب في الالقاب 1283ورجال ابن داود 1150والهداية الكبرى1260مناقب ال ابي طالب 4180-181ارشاد المفيد 2137كشف الغمة 274العدد القوية 5875دلائل الامامة للطبري 80تذكرة الخواص 291الفصول المهمة 201
(32)تهذيب الكمال في اسماء الرجال 3541-42
(33)تقريب التهذيب400
(34)تاريخ ابن الخشاب 180وينظر سمط النجوم العوالي 4133وذات النقاب في الالقاب شمس الدين الذهبي 34ومعجم الالفاظ والاسماء المستعارة في التاريخ العربي الاسلامي د فؤاد صالح السيد 155
(35)تاريخ دمشق 41373
(36)العين زين 7387
(37)تهذيب اللغة زين 174-175
(38)المنصف لابن جني شرح كتاب التصريف لابي عثمان المازني 1178-179
(39)المصدر نفسه 1179وقاللاابن جني ليضا في كتاب الخصائص كان مثال فعل اعدل الابنية حتى كثير وشاع وانتشر وذلك ان فتحة الفاء وسكون العين واسكات اللام لحوال مع اختلافها متقاربة ينظر 160
(40)ينظر شرح الكافية الشافية 2
910واوضح المسالك 378وشرح ابن عقيل عبد الله بن عقيل الهمداني 346وهمع الهوامع 2504
اوضح المسالك 1133
(41)العين عبد 248
(42)الزاهر في معاني كلمات الناس 1107
(43)ينظر تاريخ الاسلام 6436تذكرة الحفاظ شمس الدين الذهبي 160وتاريخ ابن الوردي زين الدين ابن الوردي المغربي الكندي 1171والمختصر في اخبار البشر ابو الفداء 1199وشذرات الذهب في اخبار من ذهب ابن العماد 1374
(44)ينظر علل الشرائع 1230ح1وآمالي الصدوق410
(45)ينظر مناقب ال ابي طالب 4146وكشف الغمة274
(46)معالم المدرستين مرتضى العسكري المجلد3-145
(47)انظر الصحاح سود 4902
(48)تهذيب اللغة للأزهري 1326وينظر لسان العرب 2293وتاج العروس 8225
(49)تهذيب اللغة 326
(50)تهذيب اللغة 1327وينظر لسان العرب 3230
(51)ينظر الكتاب 3654والمقتضب للمبرد 1251والصحاح سود 4902
(52)ينظر الصحاح سود 4902ولسان العرب 3230
(53)ينظر النهاية في غريب الحديث والاثر لبن الاثير 418د2ولسان العرب سود2283
ذهبت طائفة من العلماء الى القول بمنع اخلاق ذلك على المخلوقين اخذ بالأدلة الدالة على ذلك ومنها حديث عبد الله بن الشخير حيق قال (انطلقت في وفد بني عامر الى رسول الله ص فقال انت سيدنا فقال السيد لله تبارك وتعالى قلنا وافضلنا فضلا واعظمنا طولا فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا بسخريتكم الشيطان ينظر سنن ابي داود ابو داود     السجستاني 4254والاسماء والصفات للبيهقي 1668
(54)أحكام القرآن للجصاص 2922
(55)أبن سعد الطبقات الكبرى متم التابعينج3ص326
(56)ينظر مسند احمد  بن حنبل 1731 وسنن ابن ماجه ابو عبد الله محمد بن يزيد القزويني 186وسنن الترمذي محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الصحابي الترمذي 5د656
(57)ينظر صحيح البخاري محمد بن اسماعيل ابو عبد الله البخاري 3186وسنن ابي داود 4216وسنن الترمذي 5658
(58)تاريخ دمشق 41370والبداية والنهاية 12486وميزان الاعتدال شمس الدين الذهبي 3550والكشق الحثيث برهان الدين الحلبي 229
(59)ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق ا بن عساكر المجلد 2ص335
(60)تاريخ الطبري ابو جعفر محمد بن جرير الطبري المجلد11ص63
(61)ينظر لسان الميزان ابن حجر العسقلاني 5168
(62)ينظر الحدائق الوردية137
(63)ينظر تذكرة الخواص 291
(64)ينظر بحث صيغ المبالغة في القران الكريم د حازم طه مجيد63
(65)الاصول في النحو1123-124
(66)ينظر المصباح المنير الفيومي سجد1266
(67)ينظر المقنعة الشيخ المفيد 105
(68)ينظر مهذب الاحكام في بيان الحلال والحرام السيد السب زواري 6416
(69)ورد في الصحيحين ينظر البخاري 1162ومسلم 1354
سنن الترمذي246
(70)ينظر علل الشرائع 1233ومناقب ال ابي طالب 3304وبحار الانوار 113واعيان الشيعة4410
(71)ينظر مناقب ال ابي طالب 2251ومصباح المتهجد الشيخ الطوسي 510ومستدرك النوري 1248
(72)التدوين في اخبار قزوين 2110
(73)ينظر رجال ابن داود 131ورجال الكشي 95وتكملة اكمال الاكمال في الانساب والاسماء والالقاب لابن الصابوني 78واعلام الورى 251وذكر لقب الساجد بدلا من السجاد ودلائل الامامة 80والجوهرةفي نسب النبي واصحابه العشرة محمد بن ابي بكر الانصاري التلمساني المعروف بالبري
223والتتمة في تواريخ الائمة ع 84
(74)ينظر ثمار القلوب في المضاف والمنسوب 291وزهرة الادب وثمرة الالباب 1134
(75)ينظر العين زهد 412
(76)ينظر جمهرة اللغة 2643
(77)ينظر الفتح المبين بشرح الاربعين احمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي السعدي الانصاري شهاب الدين شيخ الاسلام ابو العباس المتوفى974هجرية عني به لحمد جاسم محمد المحمد واخرون دار المنهاج جدة السعودية ط1 2008م 1
500وفيض الغدير شرح الجامع الصغير زين الدين محمد المدعو سعيد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زيد العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري المتوفى1031هجرية المكتبة التجارية الكبرى مصر ط1 1356هجرية 250
(78)الزاهر في معاني كلمات الناس د حاتم صالح الضامن مؤسسة الرسالة بيروت ط11992م 1108
(79)ينظر التعريفات 115
(80)معجم المصطلحات العربية في اللغة والادب مجدي وهبة وكامل المهندس مكتبة لبنان 1984م192-193
(81)ينظر الكافي 262والخصال الشيخ الصدوق 437-438وتحف العقول 278-279
(82)الكليني الكافي ط دار الحديث ج2ص519
(83)ينظر عيون اخبار الرضا الشيخ الصدوق 1279
(84)ينظر الهداية الكبرى 213ومناقب ال ابي طالب 3310وبحار الانوار 4616
(85)ينظر العين 4186
(86)المفيد الارشادج2ص137
(87)معاني القرآن 6149-150
(88)الكشاف 4111
(89)المفردات في غريب القرآن 292
(90)بحار الانوار العلامة المجلسي 4616
(91)الفصول المهمة في معرفة الأئمة علي بن محمد بن أحمد المالكي الملكي مجلد2ص855
(92)فخر الدين الرازي الشجرة المباركة في أنساب الطالبية مجلد1ص374
(94)الذهبي شمس الدين محمد سير اعلام النبلاء مؤسسة الرسالة
(95)الارشاد المفيد231
(96)سير أعلام النبلاء 4486
(97)كتاب الاتحاف بحب الاشراف الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي 143دار الذخائر للمطبوعات 
(98)اللهوف في قتلى الطفوف السيد بن طاووس المجلد 1ص826
(99)العوالم الامام الحسين عبد الله البحراني المجلد 1ص36
(100)الأمالي الشيخ المفيد المجلد 1ص321
(101)سند الصحيفة السجادية نسخة محفوظة 20يوليو2016على موقع واي بان مشين
(102)خدمات متقابل اسلام وايران ص131الىص133
(103)كتاب زندكي حسين بن علي اثر دكتور سيد جعفر شهيدي طبعة مركز نشر فرهنك اسلامي 
(104)ربيع الابرار الباب العاشر باب الملائكة والانس والجن وقبله وما ناسب ذلك من ذكر الانبياء والامم ج2ورقة44 مصورة مكتبة الامام علي ع في النجف الاشرف تسلسل 2059ادب
(105)البلاذري أنساب الأشراف ج3ص325
(106)الطبقات الكبرى ابن سعد المجلد 5ص163
(107)الكامل في التاريخ أبن الأثير 3405
(108)الذريعة أفا بزرك الطهراني ج15ص18
(109)المرعشي النجفي الصحيفة السجادية البلاغي ص11 المقدمة 
(110)الحضرمي وسيلة المال في مناقب الآل ص7
(111)الكامل في التاريخ أبن الأثير ج2ص464
(112)البخاري سر السلسلة العلويةص31
(113)القرشي موسوعة اهل البيت ج15ص22
(114)الشبراوي الاتحاف بحب الاشراف ص49
(115)النيسابوري روضة الواعظين ج1ص237
(116)الشبلنجي نور الابصار ص126
(117)القرشي حياة الامام الباقرع ج1ص57
(118)اليعقوبي تاريخ اليعقوبي ج2ص247
(119)الكفعمي المصباح ص509
(120)الطوسي مصباح المتهجد ج2ص787
(121)ابن شهر اشوب المناقب ط علامة ج2ص176
(122)الآربي كشف الغمةبني هاشم ج2ص82
(123)ابن الجوزي الاكمال في اسماء الرجال ص80
(124)ابن الاثير المختار في مناقب الاخيار ج4ص50 الشافعي مطلب السؤول ص275
(125)الشافعي كفاية الطالب ص309
(126)الشافعي كفاية الطالب ص309
(127)الخزار كفاية الاثر ص311
(128)الخونساري روضات الجنان ص272-284
(129)الطوسي الغيبة ص195-196
(130)الثقفي الغارات ج2ص861
(131)الثقفي الغارات ج2ص861
(132)الطبري دلائل الامامة ص88
(133)الحر العاملي اثبات الهداة ج2ص241
(134)الهادي الى الحق رسائل العدل والتوحيد ج2ص76
(135)القمي عباس منتهى الآمال في تواريخ النبي والإل ص11
(136)حياة الامام زين العابدين العلامة باقر شريق القرشيص40
(137)نور الابصار في مناقب ال النبي المختار محمد محمد حسن شراب المجلد1ص28
(138)مجلة تراثنا الفصلية مؤسسة ال البيت ع لا حياء التراث في قم سنة 1406وسنده وترجمة مؤلفه مذكور في الامالي الخمسية للمرشد بالله 1170-173والحدائق الوردية للحلي ج1ص120
(139)تسمية من قتل مع الحسين ع مجلة تراثنا العدد الثاني ص150
(140)لاحظ مادة(رتث)من كتب اللغة وقد صرحوا بأن الكلمة بالمجهول أنظر المغرب للمطرزي 1184والقاموس 1167ولسان العرب 2457
(141)معتزلة اليمن ص17-18
(142)الامام السجاد ع لحسين باقر ص13-14
(143)نظرية الإمامة ص349
(144)الفكر الشيعي والنزاعات الصوفية للشيبي ص17
(145)جهاد الشيعة الدكتور الليثي ص29
(146)موسوعة الامام زين العابدين ع الشيخ محسن الحسيني ج2ص166
(147)الكامل في التاريخ ابن الاثير ج2 ص252


للمؤلف الباحث غايب عويز الهاشمي الكتب التالية:
(1)لمحات علمية في القرآن الكريم
(2)فضل السور في القرآن الكريم 
(3)المعجزة علي عليه السلام 
(4)القول اليقين في سيدة نساء العالمين
(5)جبل الصبر سلام الله عليها
(6)الصديقة الشهيدة رقية بنت الامام الحسين ع 
(7)السيدة سكينة سلام الله عليها والتاريخ 
(8)كتاب الله وكتاب البشر
(9)كلمات من نور الجزء الاول
(10)كلمات من نور الجزء الثاني
(11)أذا كنت لا تعلم فاعلم
(12)أقوال خالدة
(13)لملوم الحمزة وحمزة لملوم 
(14)همسات ومنوعات 
(15)سيدة الوفاء
(16)فتوى النصر
(17)تاريخ ونسب السادة الهواشم الملقبين آل بو غنيمة
(18)الأخلاق الرضوية
(19)مصباح الهدى وسفينة النجاة 
(20)الخادم وسيده في اوضح الكرامات 
(21)الكشكول
(22)دولة العدل الإلاهي في 1182سؤال وجواب
(23)يوم الطف صدى ليوم المدائن
(24)ذو الثفنات والتاريخ 

الفهرست                                                       الصفحة
الاهداء                                                            2
المقدمة                                                            3
الفصل الاول التمهيدي                                           6
المبحث الاول حياته                                              10
نسبه                                                                13
القابه                                                                14
القاب السجاد المفردة                                               31
المبحث الثاني سيرته وامراء عصره                             39
سيرته عند اهل السنة والجماعة                                   41
سيرته عند الشيعة                                                   41
امراء عصره من الجانبين                                          42
المبحث الثالث مراحل حياته                                      43
المرحلة الاولى ولادته الى كربلاء                               43                                                                                                 
المرحلة الثانية بعد واقعة الطف                                   47 
المرحلة الثالثة في الكوفة                                           47
المبحث الرابع لماذا لم يقاتل مع ابيه                               49
الفصل الثاني المبحث الاول جهات الابداع في المنهج الاصلاحي للأمام زين العابدين ع                                              53
المبحث الثاني النص على امامته                                 55
المبحث الثالث اثاره العلمية                                       59
المبحث الرابع الامام السجاد ع في الاسر                      65
الفصل الثالث المبحث الاول الدلالات النضالية من مجود الامام السجاد ع الى جنب والده الامام الحسين ع في كربلاء       69
المبحث الثاني تعامله مع العبيد                                 82
المبحث الثالث اشكال العمل السياسي في عهد الامام السجاد ع 89
الخاتمة                                                          94
الهوامش                                                        97 
كتب المؤلف المطبوعة                                         109


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غائب عويز الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/12/19



كتابة تعليق لموضوع : ذو الثفنات والتاريخ 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net