صفحة الكاتب : شعيب العاملي

نِساءٌ خلف الزهراء.. في يوم الجزاء
شعيب العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وآله عن بضعته الطاهرة فاطمة عليها السلام:
لَوْ لَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع تَزَوَّجَهَا، لَمَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، آدَمُ فَمَنْ دُونَه‏ (الأمالي ص592)

فَهِمَ الشيعة هذا المعنى، واعتقدوا به، وشربوه مع حليب أمّهاتهم، وصار دِيناً يدينون الله به.

لكن..
لماذا قال صلى الله عليه وآله (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)؟! ونحن نعلم أن مفهوم الكفاءة هذا مختصٌّ بالدنيا.
فهل يستمرُّ بين عليٍّ والزهراء.. حتى يوم الجزاء؟!
وكيف يُعقل ذلك؟
وهل مِن مكانَةٍ ومرتبةٍ تظهرُ فيها الكفاءة في يوم القيامة بينهما؟ سلام الله عليهما..

عن رسول الله صلى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام:
يَا عَلِيُّ أَنْتَ إِمَامُ أُمَّتِي، وَخَلِيفَتِي عَلَيْهَا بَعْدِي، وَأَنْتَ قَائِدُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ (الأمالي للصدوق ص486)

ثلاثُ خصالٍ لعليٍّ عليه السلام: ما كان في الدنيا منها فهو إمامة الأمة وخلافة النبيِّ صلى الله عليه وآله، وما أعظم تلك المرتبة.. ولمّا كان عليٌّ إماماً وخليفةً لسيِّد الكائنات، لم يكن لفاطمة كفوٌ سواه.

وحينما ذُكِرَت الخصلة الثالثة.. في يوم القيامة: وَأَنْتَ قَائِدُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ.. لم يكن غيره أيضاً كفواً لفاطمة!

كيف ذلك؟

عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ابْنَتِي فَاطِمَةَ، قَدْ أَقْبَلَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَجِيبٍ مِنْ نُورٍ

1. عَنْ يَمِينِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
2. وَعَنْ يَسَارِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
3. وَبَيْنَ يَدَيْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ
4. وَخَلْفَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ

تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِي إِلَى الْجَنَّةِ..

عليٌّ إذاً: قَائِدُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ
وفاطمة: تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِي إِلَى الْجَنَّةِ

الجنّةُ حرامٌ إذاً على من لم يُدخله إليها هذا الزوج المبارَك، فبينهما كفاءةٌ في الدنيا وكفاءةٌ يوم القيامة!
يشتركان في قيادة المؤمنين والمؤمنات إلى جنة الله تعالى، فيخصُّ عليٌّ رجال الأمّة، وتخصُّ الزهراء نساءها، فيرحمهنّ الله تعالى لضعفهنّ، بشفاعة الزهراء عليه السلام.

يكمل عليه السلام:
أَيُّمَا امْرَأَةٍ:
1. صَلَّتْ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ
2. وَصَامَتْ شَهْرَ رَمَضَانَ
3. وَحَجَّتْ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ
4. وَزَكَّتْ مَالَهَا
5. وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا
6. وَوَالَتْ عَلِيّاً بَعْدِي

دَخَلَتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابْنَتِي فَاطِمَةَ..

سلامُ الله عليك يا زهراء.. توالي المرأةُ بعلَك علياً وتأتي بتلك الواجبات، فتستحق أن تكون في ركبك وتحت قيادتك إلى الجنة، فتشفعين لها في ما سوى ذلك..

لا تنتهي كرامات الزهراء هنا، فهذا حالها مع الجنة.. أما مع النار!

فعن الباقر عليه السلام: لِفَاطِمَةَ ع وَقْفَةٌ عَلَى بَابِ جَهَنَّمَ..

آهٍ يا باب جهنم.. تقف الزهراء عليك لكن لا ضارِبَ لها ذلك اليوم..
في جهنم نارٌ، لكن بابها لا يعصر الزهراء!
لَهَبُها الذي يُحرق يَسيرُه الدنيا وما فيها يكون طوعَ أمرها.. فليست تلك النيران كنيران أبالسة الدنيا.. ولا حَطَبُها كالحطب الذي جُمِعَ على بابها!

سلام الله عليك يا زهراء.. أُحرِقَ بابُكِ في الدنيا بالنار.. لكن الله تعالى أعطاكِ كرامةً ما بعدها كرامة على باب تلك النيران..

يقول عليه السلام:
لِفَاطِمَةَ ع وَقْفَةٌ عَلَى بَابِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ، فَيُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَى النَّارِ.

هكذا تفعلُ الذنوبُ بالمؤمن المُحبّ، لكثرة ما يرتكب من معاصٍ يستحق دخول النار.. لكنّ هناك عقبةً أمام دخوله النار.

يقول عليه السلام: فَتَقْرَأُ فَاطِمَةُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُحِبّاً، فَتَقُولُ: إِلَهِي وَسَيِّدِي، سَمَّيْتَنِي فَاطِمَةَ، وَفَطَمْتَ بِي مَنْ تَوَلَّانِي وَتَوَلَّى ذُرِّيَّتِي مِنَ النَّارِ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَأَنْتَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ

فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقْتِ يَا فَاطِمَةُ، إِنِّي سَمَّيْتُكِ فَاطِمَةَ، وَفَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَتَوَلَّاكِ، وَأَحَبَّ ذُرِّيَّتَكِ وَتَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ، وَوَعْدِيَ الْحَقُّ، وَأَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنَّمَا أَمَرْتُ بِعَبْدِي هَذَا إِلَى النَّارِ لِتَشْفَعِي فِيهِ فَأُشَفِّعَكِ.

الكلام لله الواحد الأحد: إِنَّمَا أَمَرْتُ.. وإنما يستفاد منها الحصر، فغاية الأمر وسببه هو أن تشفع له فاطمة عليها السلام، لماذا كلُّ هذا؟ لإبراز مكانتها وعظمتها عند الله تعالى.

مهندبراك٢, [1/13/2022 5:24 PM]
وَلِيَتَبَيَّنَ لِمَلَائِكَتِي وَأَنْبِيَائِي وَرُسُلِي وَأَهْلِ الْمَوْقِفِ مَوْقِفُكِ مِنِّي، وَمَكَانَتُكِ عِنْدِي، فَمَنْ قَرَأْتِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِناً فَخُذِي بِيَدِهِ وَأَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ (علل الشرائع ج‏1 ص179)

إنّها ظُلامات الجهل نعيشها اليوم، حيث نجهلُ قدر فاطمة!

مَن أنتِ يا فاطمة.. وقد فُطِمَ المُحبّون والموالون بك عن النار!
مَن عَرَف قَدرَك؟ ونورك من نور الله.. ومكانتك يعجب لها أهل الموقف العظيم.. وفيهم جميع الأولين والأخرين، والملائكة المقربون..

نساؤنا كرجالنا يا زهراء، يطمعون بشفاعتك وشفاعة أبيك وبعلك وبنيك..
صلوات الله عليكم من آلِ بيتِ طُهِّرتُم من كلِّ دَنَس، طِبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم.. حشرنا الله معكم، وفي زمرتكم.. ورحم موتانا وموتى المؤمنين بشفاعتكم.. إنه سميعٌ مجيب.

والحمد لله رب العالمين.

الخميس 21 جمادى الثاني 1442 هـ
4 - 2 - 2021 م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شعيب العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/13



كتابة تعليق لموضوع : نِساءٌ خلف الزهراء.. في يوم الجزاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net