صفحة الكاتب : عبير المنظور

أهمية القدوة المجتمعية 
عبير المنظور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وتأثيره  الكبير في تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية بل وحتى الفطرية منها الى التلوث بفعل جرعات السموم الفكرية الخفية التي يدسها اعداء الاديان  والانسانية في حربهم الباردة بقلب مجتمعاتنا الاسلامية على اعقابها وتشويه مفاهيمها وتغيير مبادئها نحو الاسوأ لتفكيكه وسهولة السيطرة عليه بدون اي مجهود عسكري.
انها الحرب الباردة في زمن العولمة وما اكثر طرقها واسلحتها ومعاولها الهدامة في اساسات المجتمع وتمييعه، ولعل من اهم الاساليب المتبعة لتحقيق هدفهم هو ابراز التوافه وتنجيمهم واعطائهم هالة اكبر من حجمهم لجذب الانظار اليهم يخدمهم بذلك ماكناتهم الاعلامية التي تعمل ليل نهار لتلميع الجهلة وجعلهم قدوة لافراد المجتمع وخاصة ابنائنا الصغار الذين هم شباب المستقبل وصناعه وبالخصوص فئة الفتيات منهم في حصر المرأة في اطار ضيق لا يتعدى حاجات الجسد من ازياء وملابس وعطور وماركات تجارية ومأكل وبشكل مبالغ فيه كثيرا وتحت مسميات حضارية وبشكل طبيعي وسلس لان التركيز الاعلامي على تلك الامور يكون موجها لهن دون ان يعلمن بذلك.
فترى الاعلام المضاد يصنع القدوات السلبية لمجتمعاتنا تحت مسمى الفن تارة ممثلين واخرى مطربين وفرق غناىية او صناعة مشاهير في السوشيال ميديا الذين لا يقدمون محتوى جيد بل نراهم يتلفعون بالجهل والسلبية والتفاهة لتجهيل المجتمع بجهل مركب تحت يافطة التطور وقد نجحوا في ذلك الى حد كبير واسهموا في انحدار القيم المجتمعية وتغيير في الذائقة الاجتماعية والفكرية نحو الاسوأ بداعي تقليد المشاهير ولم يتأثر بذلك المراهقين والشباب فحسب بل وجدنا كبار السن ايضا غرقوا في مستنقع الجهل والتفاهة وضياع الهوية والانتماء الديني وتشويه المعالم الفكرية والاجتماعية لمجتمعاتنا الاسلامية.
وولهذا لو دققنا قليلا في تفشي هذه الظاهرة لوجدنا ان تاثيرها على الكبار اكثر من الشباب والمراهقين بدليل عدم منع الاباء لاولادهم في الولوج في تلك التفاهات والتاثر بها وتطبيقها بشكل طبيعي في مجتمعاتنا مما غير كثيرا في النسيج الفكري لمجتمعاتنا وزرع ثقافة دخيلة على اصولنا وعقائدنا ومبادئنا بل وحتى الثوابت الفطرية والانسانية.
ومهما تعددت اسباب تلك الظاهرة من قصور الاهل في التربية وسياسات الحكومة في عدم احتواء طاقات فئات المجتمع  ببرامج ومؤسسات موجهة لكل فئة عمرية فان النتائج بدت واضحة للعيان مع شديد الاسف في مجتمعنا الاسلامي من الاختلاط المحرم والتمرد على الثوابت الاخلاقية والدينية وقصات الشعر الغريبة وتقليعات الموضة الغريبة 
بل حتى التبرج اصبح شيئا طبيعيا بين اوساط المراهقات بحجة المكياج الطبيعي الخفيف الشائع وبعلم امهاتهن اللواتي يشترين لبناتهن المراهقات ماركات الميك اب بأنواعها قد لا يمتلكنها النساء المتزوجات!!!!!!!  والاستقتال على مراكز التجميل على النفخ وحقن البوتوكس وما الى ذلك اضافة الى الحجاب الذي يحتضر كثيرا عند البعض من النساء ومحاربة الملتزمات بالعباءة الزينبية بوصفهن المعقدات والغربان السود وغيرها كثير.
ولم يقتصر الامر على استخدام القدوات السلبية في الامور الاجتماعية لا بل امتدت اذرعها الاخطبوطية الى الادب ايضا فصنعوا من اراذل النساء شاعرات وقاصات وكاتبات -وبالمناسبة النتاج الادبي ليس بشعر او قصص بالشكل الفني والادبي المطلوب لانه بلهجة عامية بحتة - والسبب واضح هو لتدني المستوى الثقافي والفكري بشكل عام للمجتمع وتسطيح الفكر وافراغ العقول من الوعي والثقافة ومحاربة الاسس الدينية والعقائدية ليكون مجتمعا خائر القوى لا ينهض بحضارة ولا وعي.
وبالمقابل لو اردنا ان معالجة هذه الظاهرة علينا الالتزام بعدة امور منها تفعيل الاعلام الواعي لمحاربة تلك القدوات الزائفة وبيان زيفها وتفاهتها وجهلها وصناعة قدوات حقيقية على كافة المستويات وخاصة المرأة لتاثيرها الكبير في تربية ورعاية جيل كامل يكمل المسيرة من بعدنا ووضع معايير حقيقية لتلك القدوات وصناعتها بدقة حسب متطلبات المرحلة الزمنية والفكرية للمجتمع والتدرج بهم بجرعات وعي وثقافة حقيقية وبناء اسس فكرية رصينة لا تسمح لدخول الثقافات الغريبة والدخيلة اضافة لحصر تأثيرها في دائر اضيق فأضيق حتى يتلاشى ذلك التاثير السلبي والتركيز على دور الاهل في التربية والتوجيه بمساعدة مؤسسات الارشاد الاسري.
وتفعيل دور الادباء والمثقفين في ريادة المشهد الثقافي المترنح حاليا ليستعيد مكانته في الارتقاء بالمجتمع.
واهم نقطة هو شد الانتباه الى القدوة والرمز  من خلال محاولة استذكار القدوات على مر التاريخ ورسم معالم نجاحها في المجتمع اضافة الى صناعة قدوة حقيقية ورمز مؤثر معاصر في شتى المجالات وفق معايير  يجب توفرها في صناعة القدوة المجتمعية اهمها هو التأثير الايجابي وبث الوعي ومحاربة الجهل والتخلف واملاء الفراغ الفكري بابداع خلاق يستنهض الجيل الحالي ويبنيه على اسس متينة لخدمة الفرد المجتمع ويساعد على بناء حضارة حقيقية يسمها الابداع والتطور نحو الافضل 
وبناء غد مشرق يجلي غياهب مجتمعنا الحالي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبير المنظور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/12



كتابة تعليق لموضوع : أهمية القدوة المجتمعية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net