صفحة الكاتب : كاظم فنجان الحمامي

مراجعة إنسانية لسجل البدون
كاظم فنجان الحمامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إذا كان الأسرى لا يحملون الجنسية الكويتية فكيف قبضت الكويت تعويضاتهم 

  
تراكمت آلام البدون في أقطار الخليج العربي حتى كادت أن تتحول إلى مأساة عالمية تفوق مآسي الانتهاكات الإنسانية في العصور الغابرة, فما بالك إذا كانت حقوقهم تُنتهك اليوم في تشريعات الأقطار العربية المسلمة, التي ماانفكت تتظاهر بإنسانيتها وعدالتها, في الوقت الذي تتعمد فيه التعامل مع هذه الشريحة بكل الطرق الدونية المرفوضة, في تناقض عجيب بين المظهر والجوهر. . .  . 
دعونا نراجع سجلات البدون في الكويت, والذين فاق تعدادهم (100) ألف إنسان مازالوا بدون هوية, وبدون جواز, وبدون حقوق, فعلى الرغم من إقرار مكتب الشهداء في الكويت بشهادة الشهيد البدون, وعلى الرغم من اعترافه الوطني بشجاعته وبسالته وتضحياته الجسيمة, واعترافه رسميا بحقوقه بموجب أحكام المرسوم الأميري, الذي أقر منح الجنسية الكويتي لوالدي وزوجة الشهيد, ومنحها لأبنائه, وعلى الرغم من مضي(15) عاماً على صدور ذلك المرسوم المعطل, لم تنفذ مواده في تطبيقات الأحوال المدنية حتى هذه اللحظة, وظل حبرا على ورق. . 
 
في يوم 2/8/2011 , وعلى وجه التحديد في ذكرى الاجتياح العراقي للكويت, قامت لجنة الداخلية والدفاع في مجلس الأمة باستدعاء ممثلين من مكتب الشهيد ووزارة الداخلية للتحاور معهم عن أسباب التلكؤ في تطبيق بنود المرسوم الأميري, فاستغرق الاجتماع ساعات طويلة لمناقشة فيما إذا كان الشهيد يستحق الجنسية من عدمه, وكأنهم لا يعلمون إنهم بعملهم هذا يخالفون السنن والأعراف البشرية السائدة منذ فجر السلالات, فقد قادهم تحاملهم على فئة البدون إلى مناقشة استحقاقات شهداء غادروا الدنيا منذ أعوام وأعوام, وكان الأجدر بأعضاء اللجنة تكريمهم وعوائلهم بأفضل ما لديهم من تكريم, وان لا يناقشوا فيما إذا كانوا يستحقون التكريم أو لا يستحقونه, فمن المعيب التعامل مع الشهداء بهذه الأساليب الفوقية الناكرة للتضحيات الوطنية المشرفة. . 
يقول المتشدقون من الذين فروا مذعورين من الكويت يوم الغزو: إن بعض الشهداء لديهم ملفات أمنية مقلقة تحول دون اكتسابهم الجنسية, للإيحاء بأنهم تعاونوا مع القوات العراقية, وربما سيقولون لنا: إن المواطنين الذين سقطوا مضرجين بدمائهم يوم الغزو, هم الذين اختاروا الموت بهذه الطريقة, كي يحتالوا على التشريعات الكويتية, وينالوا الجنسية بعد موتهم, وربما يقولون لنا إنهم هم الذين قرروا الاستشهاد بطريقتهم الخاصة حتى يضمنوا الجنسية لعيالهم بعد وفاتهم. . 
بربكم من فيكم قرأ أو سمع مثل هذا اللغط في سجلات روما القديمة, أو في سجلات قبائل الزولو والتوتسي ؟؟؟ . . 
وعلى الرغم من مطالبات الكويت برفع رفات الأسرى من تربة العراق ونقلها إلى أرض الكويت, وعلى الرغم من استنفارها المنظمات الدولية, واستدعائها لجان الأمم المتحدة, وعلى الرغم من مباشرتها بنقل جثامين الشهداء الأسرى في مواكب مهيبة ترفرف فوقها الأعلام الكويتية, وعلى الرغم من حرص الكويت على إقامة مجالس العزاء لهذه الكوكبة من الشهداء, إلا إنها ما أن انتهت من مراسيم العزاء حتى أعلنت على لسان وزارة الداخلية عن رفضها منح شهادة الوفاة لأولئك الشهداء, بذريعة إنهم ينتمون إلى أصول غير كويتية, فهل من الشجاعة أن تستقوي الكويت على شهيد فارق الدنيا دفاعا عن حياضها ؟. . .   
يقال ان التعويضات المالية التي دفعها العراق للكويت عن شهدائها الأسرى بلغت أرقاما فلكية بمقياس البند السابع, وتعامل العراق مع هذا الملف من دون تمييز, وسدد ما بذمته لكل أسير من دون تدقيق أو تفريق, في حين نرى الكويت تتجاهل البدون في تعاملاتها الداخلية, ولم تعترف بهم, فهل سلكت الكويت سلوكا مزدوجا عندما ادعت في العلن انتساب الأسرى إليها, وتنكرت لادعاءاتها في السر, ولم تعترف بانتسابهم إليها ؟؟, وإذا كان الأمر كذلك, ألا يحق للعراق مطالبة الكويت بإدراج البيانات المتعلقة بجنسية وشهادة جنسية كل أسير, وإرسالها في قوائم مفصلة بهدف التحقق من مصداقية الادعاءات الكويتية ؟؟, على أن يصار إلى نشرها في الصحف المحلية في كلا البلدين, فالشفافية والوضوح مطلوبتان عند اللجوء للمكاشفة الوثائقية, وبخاصة في هذا الباب من التحاور المبني على الأسس والأعراف الدولية, ويبقى من حق المنظمات الإنسانية المعنية بحقوق البدون التطرق لهذه الفقرة والتأكد من صحتها. . .  
اما أغرب القصص, فهي قصة الجنود البدون الذين ضحوا بأنفسهم, وتصدوا بصدورهم العارية لحمم القنابل, التي استهدفت موكب الأمير, وكانوا عشرة بعدد أصابع اليد, تجنس اثنان منهم بعد استشهادهم بقرار فوري من الأمير الراحل, اما الثمانية, فلم تصرف لهم الجنسية حتى الآن, لكنها صرفت لأثنين منهم بعد مضي سنوات على حادث الاعتداء, ثم أوصدوا الباب بوجه البدون, وليس أغرب من تسريح عناصر الوحدات العسكرية المقاتلة, وإخراجهم عنوة من الخدمة بسبب انتمائهم لفئة البدون. . 
ختاما نقول: أليس الولاء هو التضحية ؟. أليس الجود بالنفس أقصى غاية الجود ؟. 
إن لم يصدقني وزير الداخلية الكويتي فليستمع إلى هذا الشريط, ثم يحكم بنفسه على ضياع حقوق الناس, وهل يعقل أن بحدث هذا في الكويت ؟؟؟؟؟؟؟. . . .  
  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم فنجان الحمامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/24



كتابة تعليق لموضوع : مراجعة إنسانية لسجل البدون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net