صفحة الكاتب : زهراء حسام

السيد السيستاني وجماهير تحركها العواطف!
زهراء حسام

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن إحدى الطرق التي يتم فيها تحويل المقدس الى شيء فاقد الأهمية، هامشي، منفّر، هو طريقة عرضه الخاطئة والتي تصل أحياناً الى مخالفة اللائق والابتذال، مثل أساليب الاستجداء واذكروني وأحبوني والمقارنات، إكثار من الصور، إكثار من الشعارات.

وفي مثالنا مقام المرجعية الدينية والذي لا أحد يريد أن تشوبه شائبة وذلك لحرص ودقة المرجع الأعلى في التعامل، لكن الأتباع والمحبين أحياناً لا يحسنون التصرف، إضافة للمحاولات المتعمدة والاستغلالية التي تريد تقديم المرجعية على أساس رمز عاطفي وليس مرجع أعلى له ولايته في حفظ النظام العام للأمة، ولسان حالهم: ننشر صوره ونعتذر فكلامه ما يصرفلنا!

لو سألت السيد السيستاني ماذا تريد؟ أتباع، ترويج، صور، صحة، راحة، الخ. سوف يجيبك بأنني أريد أن أرى العراقيين أعزاء والعراق بخير.

ومن هذا المنطق نعرف أين نحن، وأين هو، هل نفعل ما نريده أو ما يريده المرجع، نحن أمام خيارين: هل نريد رضا المرجع وتحقيق ما يتمناه أم ذكره فقط.

وهناك عدة أحداث حصلت خلال السنوات القليلة الماضية توضح أولاً احترام السيد السيستاني لمقام المرجعية وكيفية تعامله مع مسألة الصور ونظرته البعيدة، وثانياً تتجلى في ذلك غاياته العالية وأكبر همومه وما يريده حقاً.

وإليكم البيان الذي صدر من مكتب المرجعية الدينية بتاريخ 31/10/2019:

(إنّ المرجعية الدينية إذ توكّد ان المشاركة في التظاهرات السلمية حقٌّ لجميع العراقيين فإنّها تُشدّد على ضرورة عدم استغلال اسمها أو رفع صورها من قبل أيّ مجاميع مشاركة في المظاهرات من أنصار القوى السياسية أو غيرهم، مؤكداً على دعمها وتأييدها للمطالب الإصلاحية للمتظاهرين السلميين وعدم تفريقها بين أبنائها المطالبين بالإصلاح على اختلاف توجهاتهم.) 

مضافاً إليه تعامل السيد المرجع مثلاً مع إدارة مدرسة في محافظة الديوانية والتي قامت بتسمية المدرسة باسمه، وأوعز إليها أن تستبدل الاسم،
 موقف آخر بعد فتوى الدفاع الكفائي قامت قناة العراقية بوضع صورته على شاشتها فأوعز إليها أيضا باستبدالها بخارطة العراق.

وهذه المواقف هي رسائل بليغة لكننا لا نحسن التعامل معها فلم نسأل أنفسنا ماذا يعني علم العراق للسيد السيستاني، وماذا يعني العراق له؟

وقبل أن يقال هل هذا المقال هو منع من نشر صور السيد السيستاني؟ الجواب هيهات فإن البهجة والسرور تداخل كل إنسان برؤيته لكن الكلام كل الكلام بعدم الاستغلال وعدم تحقيق الغايات الخبيثة وعدم الاكتفاء بالصور، فقد مرّت علينا مشكلات كثيرة عصفت بهذا البلد نلاحظ فيها تخبطاً عجيباً يصاب به الناس وتصدر تصريحات مختلفة منهم لكنها مخالفة تماما لأبسط مقطع في خطب الجمعة وبعضهم يفتري ويتكلف التأويل ونجد جهلاً تاماً بالمنهج العام للمرجعية الدينية ليست المعاصرة فقط بل على امتداد خطها. وعندما يُسأل شخص هل قرأت كتاب النصوص الصادرة الذي يضم بيانات ومواقف السيد السيستاني منذ 2003 لتعرف ما هو منهجه وكيف تعامل مع مختلف الظروف وأصعبها؟ وإذا به لا يدري بهذا الكتاب أصلاً، وعندما يُسأل عن خطب الجمعة أو يواجه بها وبما ورد وتكرر فيها تجده ينكر أنه كلام المرجع لطغيان العصبية والشخصية والحزبية عليه، أو قد يفاجئك أنه لا يستمع لها أصلاً!

لو توقفنا قليلاً ولاحظنا حجم الدمار الحاصل والمشاكل التي تتكاثر على العراق وكم الخطب والبيات المعطلة والتي تتحدث حتى عن الاقتصاد والزراعة والنفط.

فهذا يعني عظمة تقصيرنا؛ إذ أن الاستجابة لم تأتِ من الساسة ولم تأتِ منّا كما وأننا لم نناصر كلام المرجعية بالشكل المطلوب ليعتبر ضغطاً على الطبقة السياسية، بل رحنا نبرر للساسة، ونلوي عنق الخطبة كي لا نجعلها تننطبق على جماعتنا وحزبنا و...، والمهم أن ننشر الصور!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/16



كتابة تعليق لموضوع : السيد السيستاني وجماهير تحركها العواطف!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net