صفحة الكاتب : محمود الربيعي

التركيب التحتي للدكتاتورية خطر تواجد الدكتاتورية في صفوف المعارضة
محمود الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إندساس الدكتاتورية في الاوساط الديمقراطية
لم تعد الدكتاتورية مقصورة على المفهوم التقليدي لها، فقد كان وظيفة الحاكم المستبد فرداً أو مجموعة هو التسلط على الرقاب، واليوم تتخذ الدكتاتورية صوراً وأشكالاً جديدة في سلوكها السياسي وعلى مستويات، ولقد بلغ بالدكتاتورية أن تحتل الصدارة لقيادة العالم في نظام العولمة الدكتاتوري الذي تعيش فيه الشعوب الضعيفة المستضعفة معها مغلولة ومقيدة، وحتى هذا المفهوم أصبح أضيق مما نتصور فقد إتسعت دائرة الدكتاتورية لتتواجد وسط الأجواء الديمقراطية المحرَّفَة المدعومة من جهات قادرة على تزييف الخيارات الشعبية وأن تعيش هذه الشعوب تحت ظل الإرهاب الناشر للفساد الإداري والمالي في صفوف المؤسسات وفي هيكل السلطة تحت رعاية المفسدين وتدعي أنها القادرة على إدارة الحياة وتخفي أطماعها الدكتاتورية في غفلة من الشعوب ولو أتيح لها الفرصة بالإطاحة بالنخب لعاثت في الأرض فساداً.
 
إمكانية تواجد الدكتاتورية داخل معسكر المعارضة في النظام الديمقراطي
وفي الظروف الديمقراطية للعالم الجديد قد تعيش الدكتاتورية في معسكر المعارضة الإنتهازية التي تتحين الفرص للوثوب على السلطة، فلم تعد الدكتاتورية اليوم تقتصر على السلطة فقد يمكن لها التواجد في الظل وفي المعارضة أو الإندساس في السلطة والتىآمر من أجل إستلاب السلطة.
 
الديمقراطية  الحقة هي الخطر الأكبر على الدكتاتورية
ولأنَّ الدكتاتوريين يعرفون سلفاً أن مصالحهم مهددة بسبب الديمقراطية التي سترفع اناساً وتخفض آخرين، فإنهم سيخططون للحصول على حصة الأسد ليكونوا أسياداً ويبقى الآخرون لهم خَدَماً وعبيد على حساب حقوق الشعوب وإرادتها المشروعة.
 
التوصيف الظالم للشخصية بدعوى الدكتاتورية
وليس كل من يوصف بالدكتاتور هو دكتاتور فعلاً إلاّ إذا كان فارضاً أو مملياً لايقبل النقاش والجدال فعندما يتعرض شخص ما الى التهمة ينبغي أن يخضع تقييمه الى الحقائق الميدانية على أرض الواقع وخارج عملية الإسقاط، فالإتهام الظالم لابد أن يوضع في ميزان الحقيقة والكذب لا في موازين المزاج والتوصيف، فقد تهيئ الدكتاتورية مواقع لها وهي في المعارضة ويس هذا بالغريب ولا من العجيب.
 
التآمر وإشاعة الفوضى تمهيداً لحالة الدكتاتورية داخل النظام الديمقراطي
ويكفي الطمع في السلطة من جهة، والغيرة والحسد من جهة أخرى لإشاعة الفوضى والتآمر..  وطريق المتآمرين الى ذلك نشر الفساد الاداري والمالي في التركيب التحتي لهياكل الدولة، وإتخاذ الدعاية المضادة لإسقاط النظام الديمقراطي وإحلال الديكتاتورية محله، وقد تشارك في عملية الهدم والتخريب دول وجماعات تتخذ من الإثنية طريقاً سهلاً للوصول الى غاياتها وبالتالي فإن الخاسر الأكبر هي الشعوب، بينما يتمتع كل دكتاتور حزبي أو حزب أو فئة أو جماعات متآمرة لتقسيم الغنائم وهذا مانحذر منه.
 
التماسك في ظروف الشدة هو الحل الامثل لإحباط المخططات الدكتاتورية
إن الطريق الأمثل للحكومة الصالحة هو التمسك بالقيم والمبادئ، والتماسك في ظروف الشدة، وشد الشعب الى خياره الأمثل، ويتطلب ذلك نفوساً عالية قد لاتتوفر في كل الظروف بل تستلزم عزماً وتتحرك نحو الوحدة الشعبية لمنع المخططات والقضاء على التآمر ومنع حلول الدكتاتورية محل الديمقراطية والخيار الشعبي.
 
 
mahmoudahmead802@hotmail.com
 
‏23‏/04‏/2012

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/24



كتابة تعليق لموضوع : التركيب التحتي للدكتاتورية خطر تواجد الدكتاتورية في صفوف المعارضة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net