صفحة الكاتب : رزنة صالح

حزن باطلالة بهجة
رزنة صالح

 تهتف داخلي اصوات عالية ضوضاء وصراخ وكلمات غير مفهومة جِراح عميقة وصور تُحلق في كل مكان 

-هل تظن هذا الضجيج يؤثر فيّ؟
صدقني صوتك هو القادر على هز جدران روحي
انا كالبنيان المرصوص ولكن رحيلك يهدني صخرة بصخرة
-كم مره يجب أن تبكيه ؟
-لربما حتى أغفو بالقرب منه ونأكل على نفس المائدة، هل تعلم أيهُ القبر أنا منذ موته لا اشعر بالجوع هُناك تراكم في روحي يشعرني بالشبع!
-الا تجدين القبور مُظلمة؟ وصماء لا تسمعك؟
-القبور حيه بمن يسكنها أنا في مدينتي لا أسمع أصوات الأحياء ولكن الأموات يتحدثون داخلي..
همساتهم عالقة بمسامعي ..
ليلة البارحة رأيت أحدهن تحلق بالقرب  من أحد المنازل أقتربت منها فسالتها 
-ماذا تفعلين هُنا اصبح القبر منزلك!
-نحن لا نموت إلا بالنسيان أو الخيانة وها أنا هذه المرة أشيع من جديد..
-هل غدر بكِ الأحياء؟
-الأحياء يغدرون دائمًا ولكن خيبات الأموات تكون ثقيلة جدًا لا تستدرجها الكلمات..
-تذكرت بأن صاحب هذا المنزل زف اليوم إلى صديقة زوجته الراحلة.. تعرضت كلماتها لقافلة تفكيري فسرقت منه الكلمات
-الخيانة حين تأتي من مصدر الأمان لا حياة بعدها إنها علقم مر..
بالمناسبة كيف تريني وأنا لست إلا روح؟
-روحي دُفنت بالقرب منكم وتتغذى من ذات الحبل السري نحن أخوة تراب لِذلك رأيتكِ
-غريبة أنتِ
-شيعتني الذكريات لِذلك أبدو لكِ بلا كفن، ولكني مُكفنة بشوقي إليه..
الموت رصاصة القدر التي لا خيار ولا قدرة لتفاديها والألم شظاياها القاتلة، نموت نحن حين ترحلون أنتم
صدقيني الميتون لا يذهبوا فارغين إنهم يحملوننا معهم، هو يعيش تحت الأرض وأنا أموت عليها
هو يتنفسني وأنا أختنق حنين إليه
-كم زهرة نبتت على قبرة، هل تعلمين بأن على وجنتي ازهار مثلها، في كل مره أتذكره تشتعل في خصلات شبابي امرأة عجوز على حافة الكبر تلوذ ولا تجد إلا الشيب لينقذها..
-كم زهرة على أجفانكِ إذًا ؟
-سبع زهرات من سبع دمعات وسبع سنابل نبتت على قميص شوقي و الشوق يعتليني من بعده سبع أخريات..
-القبور بطون تحملنا في نهاية المطاف ولكن الفرق نحن الباكون نحن من نعول راحلينا.... أنا ابكيكِ 
أنت تسكن داخلي .. فأبدو للعالم مهجورة.
هل تعلم بأن لا سبيل لمعرفة قبرك ولكن رائحتك تدلني عليك كلما اشتقت إليك، طيفك بخيل جدًا لا يزورني وأنا فقيرة في شارع اللقاء، تسولت كثيرًا على أبواب الاشتياق ولكن ثمة شقوق لا تضمدها الكلمات..
بعد كُل هذه السنوات صدقني أنت تنمو داخلي بشكل يُفاجاني أحيانًا ولكني أعيشك لِذلك أنت لن تموت..( من يسكن القلب لا تدفنه الرمال)ولهذ نجد في اغلب المقابر فرح


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/20



كتابة تعليق لموضوع : حزن باطلالة بهجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net