صفحة الكاتب : زيد عبد الرزاق

المفكرة العاشورائية
زيد عبد الرزاق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  بكلّ ما تحمل من حزن وألم ومصائب، تبقى هي جوهرة المفكرات؛ لأنها قريبة عن روح الولاء:

 أولًا- وفاة محمد بن الحنفية ابن الإمام علي(عليه السلام)، وأمّه خولة بنت جعفر الحنفية، شارك في حربي الجمل وصفين، وكان يحمل راية أبيه في معركة الجمل، ابتلي بالكيسانية التي رأت فيه المهدي المنتظر، وكتب الكثير عنه السيد الحميري الى أن هداه الله فاعترف بإمامة الصادق، استبصر على يده واهتدى:

ولما رأيت الناس في الدين فغووا

      تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا

والكيسانية قالت بإمامته بعد الإمام الحسين(عليه السلام)، وهو لم يدع الامامة يقول الامام الصادق(عليه السلام): «ما مات محمد بن الحنفية حتى أقرّ الامامة لعلي بن الحسين زين العابدين»، وهو أجلّ قدرا من أن يخالف وصية النبي وأمير المؤمنين، نجد من المؤرخين من ينسبها الى الشيعة، وهم أهل عقيدة فاسدة، قال امير المؤمنين(عليه السلام): من أراد أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبرّ ولدي محمدا. يقول الامام الباقر(عليه السلام): «أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية»، وقيل انه دفنه في آيلة، والأرجح في المدينة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيا- عاشوراء الحسين(عليه السلام):

 سُمّيت ليلة عاشوراء نسبة ليوم العاشر من محرم الحرام، فهي الليلة التي تسبق مباشرة اليوم الذي سمي بعاشوراء، اليوم الذي جرت فيه واقعة الطف. تميزت قيادة الطف بأنها القيادة الوحيدة التي شجعت انصارها بالتخلص من الحرب: «أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني حرج ولا ذمام، وهذا الليل اتخذوه جملا، ثم ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل»، رفضوا ولم يتفرقوا وآثروا البقاء معه الى النهاية، قال بنو عقيل: «قبيح العيش بعدك»، وقال مسلم بن عوسجة: «لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي»، وزهير بن القين لخّص رأي الأنصار: «والله لو وددت إني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل ألف مرة وان الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وهؤلاء الفتيان من أهل بيتك».

 حُرم انصار الحسين من الماء لمدة ثلاثة أيام، بدأت معركة كربلاء ظهرا قاتلوا ضد جيش يزيد، واستشهدوا جميعهم حتى بقي الحسين في نهاية الطف وحيدا، كان الحسين مرهقا عطشانا بعد أن قاتل بشجاعة ضد العدو، سقط على الأرض هاجمه العدو من جميع الجهات، حين تقدم الشمر بن ذي جوشن ذبح الحسين(عليه السلام) بلا رحمة في سهول كربلاء المحترقة، وقطع رأسه ووضعه على رمحه. أما اليوم فقد أصبح يوم عاشوراء يوم المجد العالمي وملتقى أحرار العالم من كل بقاع الأرض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثالثا- شهادة الإمام السجاد(عليه السلام):

 كان الوليد بن عبد الملك من أحقد الناس على الإمام زين العابدين(عليه السلام)، يقول الوليد: لا راحة لي وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا، فأجمع رأيه على اغتيال الإمام زين العابدين، فبعث سمّا قاتلا إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسّه للإمام(عليه السلام)، فقام الإمام الباقر(عليه السلام) بتجهيز جثمان أبيه، الى بقيع الغرقد بجوار عمّه الإمام الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة.

رابعا- سبي أهل البيت(عليهم السلام):

 كان سبي بنات الرسالة من كربلاء الى الكوفة جنوبا ثم القادسية بعدها شمالا إلى تكريت والموصل ثم غربا جبل سنجار ثم منطقة الجزيرة في الشمال السوري وبعدها إلى حلب، ثم حماة في بعلبك وفي لبنان وصولا الى دمشق.

 يقول أبو مخنف أنهم مروا بهم بمدينة تكريت، وكان أغلب أهلها من النصارى، فلما اقتربوا اجتمع القسيسون والرهبان وضربوا النواقيس حزنا على الحسين، وقالوا: إنّا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم، فلم يجرؤوا على دخول البلدة وباتوا ليلتهم خارجها في البرية، وهكذا وجدوا صعوبة في تقبل المدن لسبي نساء أهل البيت(عليهم السلام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 خامسا- دفن شهداء الطف(عليهم السلام):

 قال السيد المقرّم(رحمه الله): لما أقبل السجاد(عليهم السلام) وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى متحيّرين لا يدرون ما يصنعون، ولم يهتدوا الى معرفتهم، وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم.

 أخبرهم(عليه السلام) عما جاء اليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، أوقفهم على أسمائهم، كما عرفهم بالهاشميين من الاصحاب، ثم مشى الإمام زين العابدين الى جسد أبيه(عليهم السلام) الى جسد أبيه واعتنقه وأتى الى موضع القبر، واذا بباب قبر محفور وضريح مسقوف، فبسط كفيه تحت ظهره وقال: «بسم الله وفي سبيل وعلى ملة رسول الله صدق الله ورسوله ما شاء لا حول ولا قوة الا بالله العظيم»، وانزله وحده لم يشاركه بنو اسد فيه قال لهم: «أنا معي من يعيني»، ولما اقره في لحده وضع خده على منحره الشريف، قال: طوبى لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فإن الدنيا بعدك مظلمة والآخرة بنورك مشرقة، أما الليل للحزن سرمد أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم، وعليك مني السلام يا بن رسول الله ورحمته وبركاته، كتب على القبر: (هذا قبر الحسين بن علي(عليهما السلام) الذي قتلوه عطشانا غريبا).

 ثم مشى الى عمّه العباس(عليه السلام) فرآه بتلك الحالة وقع عليه يلثم نحره المقدس: على الدنيا بعدك العفا، يا فخر بني هاشم، وعليك مني السلام من شهيد محسن ورحمة الله وبركاته».

سادسا- خروج زيد بن علي:

 الغريب بالأمر أن جميع المواقع بمختلف الانتماءات تقول ثورة زيد بن علي(عليهما السلام)، وبعض المواقع الشيعية ترفع عنوانا (خروج زيد بن علي عليهما السلام).

 ثار زيد بن علي بن الحسين في عام(120) بوجه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وذلك في زمن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث توجه الى الكوفة في إمارة يوسف بن عمر، فلما وصل إليها التحق به أهلها يبايعونه على الثورة، انتصرت الثورة، لكن مساندة جيش الكوفة، قلبت الموازين، وأصيب زيد ثم توفي في اليوم الثالث، وهو إمام عند الزيدية قدمتْهُ على أخيه الإمام الباقر(عليه السلام) عندهم الخروج من أهم المؤهلات، قدم أبو حنيفة النعمان نفسه مقاتلا في جيش زيد بن علي لكن منعه المرض فقدم مساعدات مادية، وقال: إن شفيت لأثور معه: «هو والله صاحب الحق وهو اعلم من نعرفه في هذا الزمان»، المهم أنهم أخرجوه من قبره بوشاية وعلقوه مصلوبا لسنوات، ومن ثم انزلوا الجثمان من الخشبة، وأحرقوه(سلام الله عليه).

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد عبد الرزاق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/28



كتابة تعليق لموضوع : المفكرة العاشورائية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net