صفحة الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي

فاطمة أَوْلى .. فاطمة سرّ الله !!
كاظم الحسيني الذبحاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


يمكن لي الاقتراب من حقيقة السر الذي جعله الله لأمنا فاطمة صلوات الله عليها ، من خلال التأمل فيما يحضرني منَ النصوص المباركة( قرآنية وحديثية)، وهي لا شك قطعية الصدور .
1ـ جاء في قوله تعالى في الآية السادسة من سورة الأحزاب:[ النَّبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسهِم وأزواجُهُ أمهاتُهُم] وفيها نجد أن المؤمنين( وهم غير الذين آمنوا) أولى لهم أنْ ينقادوا لهذا النّبي صلى الله عليه وآله من أن ينقادوا لهوى أنفسهم باعتبار أن هذا النبي) : لَقَد كان لكم في رسول اللهِ أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو اللهَ واليوم الآخر وذكر اللهُ كثيراً( الأحزاب / 21 . ثم قوله تعالى) : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم( الأنفال/ 24 ، فكان من باب الأولى أن يجري ذلك على المؤمنين من بعد التصاقه بالذين آمنوا . هذا من جهة ،ومن الجهة أخرى فأنْ الآية السادسة من سورة الأحزاب أثبت أمومة أزواج النبي صلى الله عليه وآله للمؤمنين .ولمّا كانت أمّنا الزهراء صلوات الله عليها هي(أمُّ أبيها) ، فهي سلام الله عليها ، من هذه الناحية،أولى بالمؤمنين من أنفسهم . على اعتبار استقامة تصور معنى الأصل من مقام الأمومة هذا . أي لمّا كان النبي صلى الله عليه وآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأنّ فاطمة صلوات الله عليها هي أم أبيها ، فلابد من أنها صلوات الله عليها أولى بالمؤمنين من أنفسهم . هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر أن أمومة أزواج النبي صلى الله عليه وآله للمؤمنين هي غير أمومة فاطمة صلوات الله عليها للنبي صلى الله عليه وآله ، بلحاظ أن قيد الأمومة الثانية مقيّد بحرمة النكاح لهنَّ من بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله ، في حين أنّ الأمومة الأولى جاءت مطلقة من غير قيد .
2ـ ورد في بعض الأحاديث الشريفة أن مَن يمشي خلف جنازتها ، روحي فداها وأمي وأبي، لا يدخل النار ،وهذا سرٌ من الأسرار الكونية التي خُصّت بها وحدها ، وكرامة إلهيه لم تُعطَ لأحدٍ من الأولين ولا لأحد من الآخـِرين .
3ـ كونها صلوات الله عليها مـُحَدَّثة ومُحَدِّثــَة . أمّا كونها مـُحّــدَّثـَة من لدن ملائكة الله ، فإنَّ القرآن العظيم شَهـِد لها بذلك ، حينما أورد واقعة حديثهم(عليهم السلام) للصديقة الطاهرة مريم صلوات الله عليها ، كما جاء في سورة مريم  الآيات من 16 ـ 21) : واذكر ـ والخطاب لنبينا ـ في الكتاب مريم إذِ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً* فاتَّخذَت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً* قالت إني أعوذ ُ بالرحمن منك إنْ كنتَ تقياً* قال إنما أنا رسولُ ربّكِ لأهَبَ لكِ غـُلاماً زكيّاً* قالت أنـّى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أكُ بغياً* قال كذلك قال ربُّكِ هو عليَّ هيّنٌ) . فلما كانت أمّنا فاطمة صلوات الله عليها هي أم أبيها ، وهي سيدة نساء العالمين ، وأنّ اللهُ يرضى لرضاها ،ويغضب لغضبها ، وأنّ الله فطم ذريتها وشيعتها من النار ،وأنها، وأنها، فهي بلا شك أكرم عند ربّها سبحانه وتعالى من مريم صلوات الله عليها ، فإذا كانت الملائكة تحدّثها ، فما المانع أن تُحدَّث أمنا فاطمة بأكثر ممّا عرضته سورة مريم صلوات الله عليها؟ وهذا سرٌ عظيم أجهد الأمويون أنفسهم ، وما زالوا، في إخفائه وطمسه من خلال إشغال الأمّة بشيء أسموه (علوم القرآن) من نحو وصرف وبلاغة وبديع ولغة وأسباب النزول والمكي والمدني، وما إلى ذلك ،وهي في واقع الحال تخلو من أية روح حملتها الآيات الشريفات، فغدت أقفالاً لم تسهم في كشف الحقائق أمام أنظار الأمة، فهذه المكتبة الإسلامية مشحونة ،ومنذ قرون بمئات (الدورات التفسيرية) التي اعتمد أغلب كاتبيها على تلك العلوم التي لم تسهم في كشف الحقائق الجوهرية؛بل أنَّ  الدراسات القرآنية طبقاً لهذه العلوم جعلت من القرآن كتاباً تراثياً من تراث العرب ،وحاله في هذه حال المعلقات السبع ، فاعتمدت هذه الدراسات منهج النقد الأدبي للنصوص العربية الراقية، والذي يحز بالنفس أن جامعات المسلمين جعلت من هذه العلوم مفتاحاً أوحداً لفهم كتاب الله ؛بل نصب القائمون على هذه الجامعات أنفسهم قُوّاماً على الأمّة في قبال الفقهاء الأمناء العدول ،ووضعوا لطمس الحقائق عنواناً حكومياً أسموه الغلو ،فصدَّق بهم المغفلون !
وأمّا أنها صلوات الله عليها كانت مُحـَّــدِّثـَة ، فقد عرفنا أنها صلوات الله عليها كانت تـُحَدِّث أمَّها صلوات الله عليها،وهي في بطنها ، بعد أن هجرتها نساء قومها القرشيات ،والأخبار في هذا مستفيضة في مصادر المسلمين .
4ـ حديث أئمتنا ـ صلوات الله عليهم ـ من أنَّ أنّهم حجج الله على الخلق وأمهم فاطمة حجّة الله عليهم قد تكون نابعة من حقيقة أن مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها أول مَن جاء بالكساء اليماني إلى رسول الله . وقبل حضور أصحاب الكساء الباقين عليٌّ والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . فهي بهذا أسّسَت لهذا المحفل الرباني ،حتى وكأنها على موعد مع هذا الحدث التاريخي ، الذي أسَّس عقيدة نطق بها القرآن في آية التطهير المباركة .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم الحسيني الذبحاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/25



كتابة تعليق لموضوع : فاطمة أَوْلى .. فاطمة سرّ الله !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 5)


• (1) - كتب : نور عبدالله ، في 2012/04/30 .

لقد صدمت من لما قرئت هذا المقال الذي أقل ما يقال عنه أن صاحبه يفسر القرأن بهواه ، يخلط بين النصوص وملئ بالمغالطة ، كيف أن لفظة المؤمنين هي غير الذين أمنوا ؟ وكيف فاطمة رضي الله عنها وأرضاها هي أم أبيها؟؟؟؟؟؟؟؟ النص في سورة الأحزاب وأزواجه أمهاتهم مقيدة بزوجات النبي صلوات ربي عليه وسلامه فكيف شمل الخطاب فاطمة وهي بنت النبي صلى الله عليه وسلم ؟

أتمنى حذف هذا المقال الذي يدل على جهل صاحبه وكذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الزهراء رضي الله عنها وأرضاها ، ومن أمثلة الكذب على الله ورسوله أن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ؟؟ وأن الله فطم شيعتها من النار ؟؟ وأن من يمشي خلف جنازتها لا يدخل النار كذب صريح على الله وعلى رسوله الكريم صلوات ربي عليه وسلامه

• (2) - كتب : كاظم السيد مهدي الحسيني الذبحاوي ، في 2012/04/28 .

أشكر الأخ الكريم الأستاذ محمّد جعفر ،والأخ الفاضل اصر عباس ، داعياً لهما أن يمنّ اللهُ عليهما الأخذ بثأر فاطمة عليها السلام في الدنيا ،لتحتسبهما عند الله . قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7.

• (3) - كتب : كاظم السيد مهدي الحسيني الذبحاوي ، في 2012/04/28 .

أشكر الأخ الكريم الأستاذ محمّد جعفر ،والأخ الفاضل اصر عباس ، داعياً لهما أن يمنّ اللهُ عليهما الأخذ بثأر فاطمة عليها السلام في الدنيا ،لتحتسبهما عند الله . قال ت

• (4) - كتب : محمد جعفر الكيشوان الموسوي ، في 2012/04/26 .

بنت مّن؟
زوجُ مَن؟
أمُّ مَن؟
فاطمة
السيد الجليل كاظم الحسيني الذبحاوي دامت توفيقاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فاطمة صديقة شهيدة وسيدة نساء العالمين وهي إبنت نبي الأسلام وروحه التي بين جنبيه وهي الشفيعة المشفعة ورضا الله من رضا فاطمة ومع هذا تُدفَنُ سرا.
السلام عليكِ أيتها اصديقة لكبرى بما صبرتِ فنعمَ عُقبى الدار.
السلامُ عليكِ وعلى أبيك رسول الإسلام محمد بن عبد الله (ص).
أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب السيدة الطاهرة والصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت رسول الله وزوجة ولي الله مولى الموحدين وامير المؤمنين وأم السبطين الحسن والحسين سيديّ شباب أهل الجنّة.

أقل العباد

محمد جعفر

• (5) - كتب : اصر عباس ، في 2012/04/25 .

نعزيكم سيدنا الجليل باستشهاد بضعة الرسول الكريم التي قال فيها من ادى فاطمة فقد اداني ومن اداني فقد ادى الله
لعن الله قاتلي بضعة الرسول ومن قبل دلك الى يوم القيامة





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net