صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

العراق الماضي والحاضر وافاق المستقبل (4)
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الاتجاه القومي العربي في العراق كان يبحث دائما عن داعم له خارج الحدود فالبعثيين كانوا يحاولون كسب التاييد البريطاني الامريكي لضمان مستقبلهم السياسي في العراق ولذا خاضوا حربا ضروسا ضد ايران بعد سقوط نظام الشاة تنفيذا لارادة امريكية اوربية عربية وربما سوفيتية ايضا، والناصريون كانوا يدينون بالولاء لعبد الناصر الذي كان يعمل جاهدا لاسقاط الحكم في العراق سواء ايام الحكم الملكي او بعد قيام النظام الجمهوري في عهد عبد الكريم قاسم لقد كان عبد الناصر صبيانيا فهو يريد ان يفرض نفسه بالقوة على الاخرين وهو ما حصل في العراق واليمن لقد كانت تدخلاته في الشؤون الداخلية للبلدان العربية سببا في احتدام الصراعات الداخلية وارهاق البلدان العربية والدول الخليجية كانت تتعامل مع العراق بعدوانية دائما فالكويت بين فترة واخرى تقضم شيئا من ارض العراق وتمد انابيب النفظ المائلة في اراضيه لتسرق خيراته النفطية والسعودية كانت تقوم بالغارات على ارض العراق وتستهدف المناطق المقدسة في غزواتها الطائفية فتقتل الرجال والاطفال والنساء وتسلب الاموال وتسرق كنوز العتبات المقدسة ثم تحرض النظام الصدامي وتدعمه ماليا وسياسيا واعلاميا لادامة الحرب على ايران خشية من انتقال روح الثورة الى المجتمع في الجزيرة فيثور للانقضاض على حكمها الملكي، واما المجتمع السني في العراق فانه كالمجتمع الكردي بعد التغيير كان يبحث عمن يؤمن مستقبله فهو لا يثق بالاكراد ولا بالشيعة ولذا سعى المجتمع السني ان يوجد له عمق ضامن لمصالحه في الدول الاقليمية المحيطية المحكومة بالتيارين الاخواني الذي تراسه تركيا وقطر والاتجاه الاخر الذي تراسه السعودية والامارات فارتمت القوى السنية في احضان هذين الاتجاهين لضمان مستقبلها السياسي في المستقبل.                                                                        واما المجتمع السياسي الشيعي فانه كان منقطعا عن المجتمع العربي السني لان العرب السنة كانت علاقاتهم بالعراق المحكوم من قبل السنة علاقة غير طيبة فكيف الحال مع الشيعة ولا تربطه بالمجتمع التركي اية وشائج واما ايران التي يتحد معها من الناحية المذهبية فلم تكن تربطه بها اية علاقة في ايام الحكم الملكي لان الحكم الملكي في ايران قد رسمت له معالم حركته وحدودها من قبل البريطانيين ومن بعدهم الامريكان فلذا لم يكن يفكر بالتوسع ولم يكن يشكل تهديدا جديا للانظمة القائمة في المنطقة واما بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وظهور الاحزاب السياسية الاسلامية في العراق وانتقال الكثير من القيادات السياسية الى ايران بعد عملية التصفيات الكبيرة التي تعرض لها الاسلاميون الشيعة في العراق فان الشعور بان ايران عمق استراتيجي للشيعة اصبح واقعا عمليا على الارض اذا ان السنة العرب يتكأون على الاتراك والدول العربية الطائفية التي تحيط بالعراق والتي كان لها دور مدمر على طول الحياة السياسية في العراق منذ عبد الناصر والى مشايخ الكويت ثم تجنيد الارهابيين وارسالهم على العراق، فالواقع العملي كاشف ان ايران الفعلية عمق امني واستراتيجي لشيعة العراق وهذا ما كشف عنه الواقع بعد انهيار النظام الامني في العراق عام 2014 بعد سيطرة داعش على ثلث العراق مدعومة من الانظمة العربية الطائفية والحاضن السني في العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/15



كتابة تعليق لموضوع : العراق الماضي والحاضر وافاق المستقبل (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net