صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

أبو ذيبة خبير الأرض.. في الخالدية
رحيم الخالدي

إستكمالا لقصص المجاهد أبو ذيبة، نورد اليوم إحدى قصص الجهاد في مقارعة الإرهاب الداعشي، الذي أوغل في القتل والتهجير من خلال عقيدة منحرفة أدعت الإسلام زورا، تبنته مملكة آل سعود، وسعت لنشر الفكر التكفيري .

يحكي أبو ذيبة لنا قصة معركة الخالدية في محافظة الأنبار، حيث بدأت تجهيزات المعركة بغرفة العمليات، في مقر القيادة والسيطرة بالصقلاوية، وتم إعطاء الأوامر بالتحرك وكل حسب واجبه في المعركة، وكانت حصتي فتح الطرق الملغمة بالعبوات الناسفة، التي يتفنن الإرهاب بصناعتها..

هذا التفخيخ الذي يعمله الدواعش لا يمكن تحقيقه دون مساعدة الأمريكان، لأننا بين الحين والآخر نكتشف أسلوباً جديداً، مع لمسة ليست لهؤلاء الإرهابيين ولا يمتلكها سوى الجانب الأمريكي!

باشرت العمل من منطقة (البو شجل) وكانت تعد نقطة مثابة وإبتدأنا بالتفكيك، وكل ذلك كان بواسطة الفطنة والشطارة، وليس من خلال أجهزة كشف المتفجرات، وحقل الألغام عبارة عن حقلين وليس واحد، وبدأنا بفتح العبوات بعدها جاء أمر بدخول بلدوزر مدرع، وبعد مرور دقائق من عمله إنفجرت عليه عبوة ناسفة، كانت عبارة عن قنينة أوكسجين، مما جعل البلدوزر ينشطر لنصفين ليتعطل عن العمل.. والانفجار كان مهولا يرافقه القنص الكثيف، على سائق البلدوزر يرمون قتله.

تحركت صوب سائق البلدوزر وبطريقة مبتكرة أخرجته، ليس من إتجاه العدو بل من الخلف بعد فتح إحدى صفائح التدريع، وتم إنقاذه من القنص الكثيف، وبعد تأمين طريق المعركة إتجهنا صوب الأهداف، بعد معالجة القناص الذي كان يعد أحد المعرقلات، وكان مختبئا في أحد الجوامع، وهذا دأبهم في إتخاذ المساجد كملجأ لهم، ليدعوا أن القوات تستهدف بيوت العبادة! وكان التقدم صوب منطقة النهر الملتوي باتجاه شارع الــ "١٦٠" وقبل وصولنا للشارع بدأت معركة عنيفة بمعنى الكلمة، حيث أدى الإشتباك الى سقوط جرحى وشهيد، وهذا أدى لتأخيرنا بعض الوقت، وبهذا أوقفنا العمليات لهذا اليوم .

إبتدأنا صباح اليوم التالي معركة جديدة، بالتقدم صوب الأهداف المرسومة، التي ناقشها القادة في وقت متأخر من الليل الفائت، ومع انتصاف النهار وبعد التقدم وصلنا الى هدف ثابت، وهو عبارة عن مدرسة وحقول دواجن، لكن الذي آلم قلوبنا وأفجعنا إستشهاد المجاهد (ياسر ناصر الكلابي) بعد تفكيكه عبوة عنكبوتية متسلسلة مخفية المعالم، وكانت عبارة عن فخ وهذا الذي كنا نتكلم عنه سابقاً أن أساليب اولئك الإرهابيين، مستقات من الأمريكان.. وإلاّ كَيفَ لاؤلئك بالحصول على هذه المواد والخرائط الأليكترونية، التي يتم بها صنع تلك العبوات!

قبل بداية اليوم الثاني أرسل قائد المعركة "طيب العراقي" الذي كان يدير المعركة ميدانياً، موجها الي بعض التعليمات، وهذا حصل بالفعل حسب توقعاته، من أن العدو ممكن أن يعمل كذا وكذا، فتصرفت وفق تلك التعليمات وقد أفادتني كثيراً، وبعد إنفجار تلك العبوة ناداني القائد الذي كان بالقرب منه، بأن أبحث عن "ياسر" وبعد البحث تحت أزيز الرصاص، عثرنا عليه بعيد عن مكان الإنفجار القوي، حيث يبعد مسافة عن مكان تلك العبوة، وهذا يؤكد أن العبوات كانت مصممة لإصطياد خبراء المتفجرات، ناهيك عن قوة إنفجارها التي قذفته بعيداً، ولن يسلم من كان بقربها لشدة قوتها .

تم إخلاء الشهيد بجهد جهيد من أرض المعركة، ووقف القائد بمكان العبوة مؤشراً بيده يجب إكمال الواجب، وتحرير الأرض وتطهيرها من براثن الإرهاب الداعشي، وتنفيذ وصية الشهيد ياسر، بعدم التوقف!

من المؤلم وغرابةِ الصدفة أننا كان لدينا إجتماع من الليل الفائت، نحن مجموعة المتفجرات، أننا يجب ان لا نتوقف بعد إستشهاد أيّ فرد منّا، وكان هذا عهد منا جميعاً.

بعد وصولنا للأهداف كان هنالك ثلاث جنود من الجيش العراقي محاصرين، وأحدهم كانت لديه أصابة بالغة، وإن لم يتم إخلائه يمكن أن يفارق الحياة، كون الإصابة في الفخذ، وكان عندنا معلومات ومن خلال الإعترافات، التي حصل عليها الحشد، أن الضربات تكون في منطقة الفخذ! لأنها قاتلة، كونها تحوي الشريان الرئيسي في الفخذ، ومن الصعب السيطرة عليه مالم يتم إخلائه من ساحة المعركة فوراً، وكثيرا ما أستشهد مجاهدونا إثر تلك الضربات النارية للقناص الداعشي، وأكثرهم كانوا أجانب ويعرفون ماهي الضربة لو كانت في الفخذ .

بعد إنقاذ الجندي تم إستهدافنا بصاروخ موجه، مما أدى لإصابتي في الرجل اليسرى، تم إخلائي على الفور للمستشفى الجوال قرب الجسر الياباني، وماهي الا ثواني لأجد عند رأسي القائد يطمأن على صحتي، بعد ذلك وصلت بسيارة الإسعاف الى المستشفى، وقام الكادر بخياطة الجرح وتجبيسها مع إعطائي إرسال للمستشفى المدني، لكني رفضت ذلك مؤثراً، إستكمال إنهاء المعركة بالنصر الذي نؤمن به وكان لنا ذلك .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/19



كتابة تعليق لموضوع : أبو ذيبة خبير الأرض.. في الخالدية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : قاسم قصير
صفحة الكاتب :
  قاسم قصير


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net