ورد في الزيارة ( السلام عليك يا شريك القرآن ) ، ولفظة " الشرك " ومشتقاتها من الألفاظ التي يحذر منها المسلم والمؤمن في العادة ويكون منها على وجل ، وذلك لإرتباطها بأكبر وأعظم وأقبح ذنب يمكن أن يرتكبه الإنسان وهو الشرك بالله - أعاذنا الله وإياكم منه ، خفيّه وجليّه - ، قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا } النساء ٤٨ .
ولمّا كان المرتكز الذهني والعقائدي عند أتباع مدرسة البيت عليهم السلام بأن العترة الطاهرة هم ( عِدْل القرآن ) ، وأنهم ( ثقل القرآن ) بنص الرسول الأكرم ( إني تارك فيكم الثقلين .. ) ، يكون عندها الإشكال محلولاً ومفسّرا ، فهو النسخة البشرية للقرآن الكريم ، هو هدى ونور وبركة وفرقان وشفاء لما في الصدور .. الخ النعوت التي يتصف بها كتاب الله المجيد .. فهو يشترك مع القرآن بجميع ما للقرآن من أبعاد وأعماق ..
ولنتقدم خطوة في فهم الجملة ونقول : لفظ الشريك تعطي معنى آخر غير الإشتراك بمفهومه العام ، وهو الإشتراك بمعنى أخص ، أي أن القرآن وحده يفقد قابلياته المتنوعة من هدى ونور وشفاء .. إلا بوجود الشريك الآخر وهو الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه .. وهذا الاشتراك بمعناه الأخص قد يدلّ عليه ايضاً قول رسول الله صلوات الله عليه ( لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .. فتأمل
ولعلّ هذا الفهم يقرّبنا الى إدراك قول الإمام الباقر عليه السلام عندما سُئل عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال ( هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ... ) ، فليلة القدر نزل بها القرآن ، وليلة النصف من شعبان ولد بها شريك القرآن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ..
يمكننا انتزاع واستخراج الكثير من النتائج المهمّة على ذلك ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat