صفحة الكاتب : صفية الجيزاني

عالمية القضية المهدوية 
صفية الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إنّ عدداً من الكُتّاب غير المسلمين والمسلمين غير الشيعة وجماعة من الباحثين عندما يمرون بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) يقولون: إنّ هذه القضية مصدرها اجتماعي، فإنّ بعض الشعوب عاشت حالات من الفقر والعوز والظلم والطغيان، ولم تتمكن أن تُعبّر عن إرادتها بشيء غير أنها تتصور بأنّ هناك منقذاً ومخلصاً سوف يظهر ويعيد لها حريتها وكرامتها، فنشأت عندهم فكرة الإمام المهدي.

إنّ قضية المهدي الموعود هي عقيدة إلهية متجذرة في الشرائع السماوية بدليل أنّ المسيحية واليهودية عندهم مهدي موعود.. حيث آمن أبناء الديانة المسيحية بظهور المخلّص والمنقذ الذي يعمل على اجتثاث جذور الظلم ويحقق دولة الإنسان التي يسودها الأمن والأمان.
ورد في انجيل لوقا ((وسيقول لكم بعضهم ها هو هنا، فلا تذهبوا وتتبعوهم، فكما أنّ الذي يلمع تحت السماء من احدى الجهات يضن في جهة اخرى فهكذا يكون ابن الإنسان يوم يعود ولكن لابد اولا من ان يعاني الآما ،وان يرفضه هذا الجيل وكما حدث في زمن نوح هكذا سوف يحدث في زمان ابن الانسان)) (١).
فالإنسان الذي تحدث عنه المسيح (عليه السلام) هو النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وهو الإنسان الكامل الذي وصفة القرآن (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) ق4.
و(ابن الإنسان) هو ابن النبي (صَلَّى الله عليه وآله) وهو المهدي (عليه السلام)..
وهناك العديد من الاشارات الواردة أيضًا في كتاب التوراة (كما في سفر اشعياء وكما جاء في المزمور 72 من مزامير نبي الله داوود (عليه السلام)). حول المهدي الموعود، حيث نجد أنها تنسجم تمامًا مع احاديث وروايات أهل البيت (عليهم السلام) التي بشرت بظهور الإمام الموعود. ورد في البحار عن تفسير علي بن ابراهيم: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال: "الكتب كلها ذكر" إنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون، قال: القائم (عليه السلام) واصحابه).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. قال (عليه السلام): هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل اعدائهم) (٢).
إذاً: إنّ فكرة وجود الإمام الموعود مصدرها ليس اجتماعياً أو سياسياً أو لطائفة معينة، بل هي قضية عالمية مصدرها الكتب السماوية التي انزلها الله تعالى على انبيائه ورسله كما أنّ مصدرها إسلامي أصيل أخذناه من القرآن والسنة النبوية، وهذه الأحاديث والروايات غير مقتصرة على الشيعة فقط وإنما جميع كتب العامة يروونها بالنص وهناك من يرويها بالمعنى لا بالنص، من قبيل:
روي احمد بن حنبل في مسنده عن زر بن حبيش عن عبد الله قال: قال رسول الله (صَلَّى الله عليه وآله): لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمي) (٣). 
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صَلَّى الله عليه وآله): (لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) (٤). 
وغيرها الكثير من الأحاديث المتواترة التي تحدثت عن قضية المهدي المنتظر الذي بظهوره يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا. والمكذب لهذه الأحاديث يكون مُكذبًا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى وهو الصادق الأمين.
____________________ 
١-انجيل لوقا ١٧ 
٢-اثبات الهداية ١٠:٧ 
٣-مسند احمد بن حنبل ٣٧٦-٣٧٧ 
٤-سنن الترمذي ٣رقم الحديث ٢٣٣١


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفية الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/24



كتابة تعليق لموضوع : عالمية القضية المهدوية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net