أحلام الوحدة العراقية الايرانية
رياض البياتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من حق السيد رحيمي أن يحلم بما يشاء فهذا شانه وشان الشعب الإيراني . لكن الحديث عن الأحلام يكون ضمن النطاق الذي يتماشى مع الأحلام وخصوصا عندما تكون الأحلام هي أحلام مسئول كبير في دولة يزورها رئيس وزراء دولة مجاورة يفترض به أن يكون حذرا في أحاديثه و أحلامه لكي لا كون أحلامه محرجة للضيف ولكن تقدير ذلك متروك للمضيف .
أما نحن العراقيين فان ما بهمنا هو ما صدر من تعقيبات تفسر هذا التصريح الغريب من السيد رحيمي وكانت هذه التوضيحات من السادة أعضاء كتلة دولة القانون الذين فسروا مقصد السيد رحيمي هو تطابق المواقف العراقية الايرانية أليس هذا غريبا أيها السادة أن تتطابق مواقف العراق مع إيران المشتبكة مع الكثير من الجهات بمواقف قد تؤدي إلى نزاعات مسلحة لا أحد يرغب أن يرى علاقات متشنجة مع إيران ولكن هل يفترض بالعراق الدولة ذات السيادة إن تلغي سيادتها وتتطابق مع إيران.
أن الموقف في العراق لا يمكن تحت إي ظرف عزله عن المواقف الدولية وخصوصا موقف الدولة التي أسست الوضع السياسي العراقي الجديد هل نسى هؤلاء السادة ما جرى في التاسع من نيسان العام 2003 و ما تبعه من انتخابات ودستور ومعاهدات لسحب القوات وتعهد أمريكي واضح بالمحافظة على نظام ديمقراطي في العراق هل ندفع كل هذا جانبا لنتطابق مع إيران في صراعها مع باقي دول العالم أكراما لعيون السيد رحيمي .
بذلت الدوبلماسية العراقية برئاسة وزير الخارجية السيد زيباري و هو المعروف عنه سعة الصدر ودماثة الخلق الشئ الكثير وبدعم أمريكي أوربي ضاغط لعقد مؤتمر القمة في بغداد وكان الغرض الرئيسي من المؤتمر هو توضيح موقف العراق من انتمائه العربي وكان ما كان وكان ذلك نجاحا عراقيا لكل العراقيين هل يعقل أن نسمح للسيد رحيمي أن يعيدنا غلى المربع الأول ويعاد التشكيك في انتماء العراق ألم يكن من المفترض إن توضح هذه النقطة بالذات وخصوصا أن السيد رئيس الوزراء زار إيران بعد انتهاء القمة العربية ويفترض أن يكون ناقلا لموقف العرب من القضايا الساخنة في المنطقة وعلى رأسها موضوع سوريا والدعم الإيراني لنظام بشار الأسد الذي وضع إيران في صراع مع كل الدول العربية تقريبا . أن زيارة الرئيس الإيراني إلى الجزر المتنازع عليها مع الإمارات كان يمكن تأجيلها لكي لا يحرج العراق وهو يرأس القمة لهذه السنة هذه الزيارة المتقاربة مع زيارة السيد رئيس الوزراء إلى إيران . أننا نطمح أن نرى تعاون اقتصاديا مع كل دول الجوار ولكن هذا التعاون يفترض أن يصب في مصلحة البلدين فهل من مصلحة العراقيين الطامحين غلى منظومة كهرباء حقيقية إن يقام مشاريع لإنتاج مولدات كهربائية سام العراقيين منها وكانت أحدى مسارات الهدر للدولة العراقية ولجيوب المواطن أن الكثير من المواطنين العراقيين يرون في تأخير انجاز منظومة الهاتف الأرضي خدمة لجيوب شركات الهاتف النقال المتحالفة مع الأحزاب الحاكمة .
أن حديث السيد رحيمي في هذا الظرف المتفجر طاثفيا يفهم منه الاصطفاف الطائفي هل تطابق المواقف هو اصطفاف طائفي جديد بين شيعة إيران والعراق كما يرى السادة أعضاء دولة القانون . ان هذا الظرف الذي يمر به العراق لا يسمح بمثل هذه التفسيرات بل كان الأجدر بهؤلاء السادة رد هذه التصريحات بما يؤكد انتماء العراق العربي و استقلال قراره ووحدة شعبه بدلا من تفسير الماء بعد الجهد بالماء
2012 نيسان
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
رياض البياتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat