صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

لايمكن إدارة الظهر لفلسطين
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحكومة الإسرائيلية العرجاء الحالية برئاسة المتطرف "نفتالي بينيت" والتي تم تركيبها بشكل فسيفسائي ضم الأضداد معًا ترتكز على شخص أو اكثر لتنهار، وكما حصل مؤخرًا في بداية تفكك الشتات الذي يظن نفسه جمعًا، وهم واهمون.

يختلف المؤتلفون قسرًا على كل شيء، ولكنهم يتفون على شيئين اثنين بلا شك الاول أنهم التأموا ضد "نتنياهو" اليميني المتطرف الآخر، وأنهم ضد فلسطين والفلسطينيين فهم لا يرونهم! وبشكل فاق كل التوقعات لمن افترضوا بالحكومة اقتراب من اليسار ولا رائحة لليسار لا في الحكومة ولا المعارضة سوى الأصوات المحدودة لدى الفلسطينيين العرب وقلة لا تذكر.

تعمد الرئيس الإسرائيلي ذاته ورئيس وزرائه اثبات قدراته العنصرية بإدارة الظهر عمدًا ورفض اليد الفلسطينية الممدودة له للسلام، فلا هو نظر بعين الحق ولا بعين العدالة وهو في هذه معروف فكيان أسّس على إرهاب يتواصل بتجاهل الضحية ويأبى الاعتراف بالعدوان.

بل إنه في هذه الحكومة قد ضرب صفحًا عن النظر لكل الاعتداءات الوحشية في الاتجاهات الثلاثة وكأنها اللاصق لتآلف تركيبة حكومته المتطرفة أي في دعم المستعمرين/المستوطنين وتكاثرهم بالاعتداءات الإرهابية التي خلفت عشرات الشهداء، وكثير من الحرق والدمار للبيوت والمساجد والبشر والأشجار ودعم كل ضروب سرقة الأرض الفلسطينية المقدر أن تكون مساحة الدولة المستقلة القادمة الصغيرة جدًا مقارنة بمساحة فلسطين.

وثانيًا لم تكن القدس ببعيدة عن مسار التهويد الذي لا يتوقف أبدًا، ونراهُ يوميًا يلتهب ويبرز في سرقة البيوت والاعتقالات التي لا تتوقف، ويبرز فيها باب العامود والمسجد الأقصى المبارك الذي يتم تدنيسه يوميًا كإشارة للتفجير الكامن الدائم.

أما ثالثًا فلقد ضرب الإسرائيليون صفحًا عن تقبل اليد الممدودة، وظنوا أن الالتفاف من وراء ظهر الفلسطينيين واللقاء مع انعزاليي الأنظمة العربية هو المخرج لهم لإبقاء القضية الفلسطينية في طيّ النسيان فخاب الانعزاليون العرب بانعزالهم عن شعبهم وامتهم وإسلامهم وخاب الإسرائيليون حين لم ينظروا للحقيقة الفلسطينية الصارمة.

الفلسطينيون هم الذين اختاروا توافق المسار الشعبي الميداني مع السياسي الدولي فكانت المقاومة الشعبية أساسًا وكان المسار الدولي داعمًا، ورغم انسحاب بعض الأنظمة الانعزالية العربية، وانسحاقها أمام الهيمنة الصهيونية، ورغم ضعف هذه المقاومة زمانيًا ومكانيًا وهي التي تحتاج للكثير من الوحدة والبرامجية وضخ الدماء الجديدة فإن حاسة النظر لدى الصهاينة بقيت معطلة قصدًا عن هذا التطورالفلسطيني وكأنهم يعيشون في جزيرة أو معزل "غيتو" بعيدًا عن العرب الفلسطينيين! فلماذا لا يكون الانفجار متوقعًا في كل حين وآن؟!

مؤخرا وإثر الفشل العسكري والسياسي والامني الصهيوني في التعامل مع القضية الفلسطينية وتكاثر العمليات العسكرية في قلب الكيان الصهيوني استفاقت الحكومة الإسرائيلية الفسيفسائية على القضية الأساس، ولعلها تعترف بأصل المأساة التي صنعها "بن غوريون" وأترابه رغم اعترافه بذلك أواخر حياته، لقد قال لصديقه ناحوم غولدمان " لقد أتينا هنا وسرقنا أرضهم، لماذا يقبلون بنا؟)، نعم فلماذا نقبل بهم وهم أصلًا لايروننا؟

وتابع مسارهم كل قوى اليمين، واليمين الديني الذي لا يرى بالفلسطينيين الا غرباء وهم الأصلاء المتجذرين على أرضهم قبل أن يرى الخزر وأمثالهم النور من آلاف السنين.

التركيبة الصهيونية الفيسفسائية الحالية تتفق ضد الفلسطينيين، وضد نتنياهو مع الفارق الكبير بين الطرفين ف"نتنياهو" لا يختلف عنهم الا في شدة الكراهية والحقد للفلسطيني ويتبارزون في ذلك، ولكن تجمع الأضداد هذا من المتوقع أن يرتكب الأخطأء المصيرية حين ينظر للعمليات في قلب الكيان الصهيوني نظرة أمنية ضيقة وبعيون عوراء متجاهلًا كل مسببات الأحداث التي هم رُعاتها من قتل وسرقة وحرق وتدمير فاق كل التوقعات من ثلاثي المستعمرين والجيش والكهنوت المتطرف، ولم يكن لدى هذه الحكومة من فرق في التعامل الإرهابي أو العنصري مع الفلسطينيين كافة سواء في الضفة أو الداخل أو قطاع غزة.

سوء النظر وإدارة الظهر وتجاهل أصل المشكلة من قبل الحكومة الصهيونية وممارسات جيشها والمستعمرين سيظل هو أساس الإرهاب في فلسطين، وهو المسبب الذي لاسبب غيره في تدهور وضع الفلسطينيين وبالتالي يكون قانون الفعل ورد الفعل الفيزيائي هو الحاكم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/10



كتابة تعليق لموضوع : لايمكن إدارة الظهر لفلسطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net