خديجة الكبرى ، امرأة الإسلام
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أوّل بيت ائتلف في الإسلام هو بيت خديجة الكبرى ، هذا البيت الذي ليس فيه سوى رجل وامرأة وفتى .. فكانت عليها الإسلام في بدايات الدعوة تمثل كل نساء الإسلام .. وقد صرح أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الكرامة ، ففي فقرة من خطبته المسمّاة بالقاصعة : { ... لم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صلّى الله عليه وآله وخديجة عليها السلام وأنا ثالثهما .. } .
ولم تحصل على هذه الأسبقية مجاناً أو صدفة ، وإنما أعطت من أجلها كل ما تملك من جاه وأموال ومواهب فكانت استحقاقاً إلهياً لها ، فملأت هذا المكان - والمكانة - بكل جدارة ، وكانت عليها السلام على قدر المسؤولية ، وهذه الشهادة بتوقيع الرسول الأكرم صلوات الله عليه حين ردّ على زوجه عائشة حينما قالت له : هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيراً منها ..! فيتغير وجه رسول الله (ص وآله ) ويقول لها : " ما أبدلني الله خيراً منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها وحرمني أولاد النساء " .
كان النبي (ص وآله ) يكثر ذكرها وربما يذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ، ويقول : " إني لأحب حبيبها " .
ولم تتسيّد أم المؤمنين خديجة على نساء الإسلام فقط ، وإنما تسيّدت هي ومعها ثلاث نساء على نساء العالمين ، من الأولين والآخرين ، وهذا ما نصّ عليه الرسول الأكرم حين قال : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران " .. وقال ايضاً بحقهن أنهن خير نساء العالمين . [ راجع كتاب المراجعات للسيد شرف الدين ] .
حزن النبي على رحيلها حزناً شديداً حتى سمّى العام الذي توفيت به مع عمّه ابي طالب - قبل الهجرة بثلاث سنوات - بعام الحزن .
الحديث عن هذه السيّدة الجليلة هو حديث عن إمكانيات جبّارة وأدوار عظيمة يمكن للمرأة - أي مرأة - أن تقوم بها .. جسّدت مقولة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) خير تجسيد .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat