صفحة الكاتب : د . محمد تقي جون

الشعر الاندلسي: الضفة الثالثة للشعر العربي- رؤية في ضوء نظرية عروض القصيدة 
د . محمد تقي جون

 مقدمة:

للشعر ضفاف ثلاث: اللفظ، والمعنى، والموسيقى. اشتغل الجاهليون ومن بعدهم الامويون على ضفة الالفاظ، لجمال الفاظهم وكثرتها، ولقلة ما لديهم من معان بسبب عزلتهم الجغرافية، وبداوتهم وعدم التلاقح الحضاري الذي يدعو الى التجدد والتطور. واشتغل العباسيون على المعاني بالدرجة الاولى؛ لغزارة معانيهم بسبب انفتاحهم الحضاري، والتخلي عن كثير من الالفاظ العربية الفصيحة، فجاءوا بالأعاجيب في الفن الشعري. وبسبب استهلاكهم المعاني ومطاردتها قلت واضمحلت في العصور المتأخرة. وركز الاندلسيون في شعرهم على الضفة الثالثة وهي (الموسيقى) بسبب الطبيعة والظروف الاندلسية، وتطور الالحان لديهم، فقد بلغت الموسيقى اوجها في الاندلس، واصبح الشعر فيما بعد في الموشح والزجل محض موسيقى. ولعدم الاهتمام باللفظ كثيرا، كما لم يعرف عنهم الغوص على المعاني ومعاناة ابتكارها في العموم. وان قارئ الشعر الاندلسي لا يخطئ طغيان الموسيقى على اللفظ والمعنى بشكل لافت. 
الكلمات المفتاحية: الشعر الاندلسي، الضفة الثالثة، عروض القصيدة.

مفهوم عروض القصيدة
يغيب عن الكثيرين أنَّ العروض برمته مدرسي، غايته ضبط موسيقى الشعر. وقد وضعه الخليل الفراهيدي للناشئة الذين لم يمتلكوا المهارة الموسيقية الكافية في كتابة الشعر، وهذا أهم أسباب وضعه. وكان شعراء العرب في القديم يتعلمون الوزن بمكابدة وسليقية دون دراسة، ولا يسمح لهم بإذاعة شعرهم الا اذا استوفوا الشروط ومنها الاوزان. فلما جاء العصر العباسي وصار الشعر مباحا للجميع بدون قيود يكتبه المتمكن والضعيف (ينظر: الاصفهاني، ابو الفرج، 1984، 23) صار على الشعراء الشباب تعلم الموسيقى الشعرية للتمكن من ضبط الوزن، لانهم لا يعانون الشروط القاسية لإذاعة شعرهم مثل سابقيهم الجاهليين. وقد أدرك الخليل وجود نقص موسيقي لدى الشعراء بكثرة النشاز والتزحيف فوضع العروض، مثلما وُضع النحو بسبب دخول العجم وشيوع الخطأ. 
وكان بعضهم يرى عدم الحاجة الى العروض مغالطة أو تجاهلا للشعر والشعراء الجدد. قال قدامة بن جعفر " علما الوزن والقوافي، وإن خصا الشعر وحده، فليست الضرورة داعية إليها، لسهولة وجودهما في طباع أكثر الناس من غير تعلم، ومما يدل على ذلك أن جميع الشعر الجيد المستشهد به إنما هو لمن كان قبل واضعي الكتب في العروض والقوافي... فكان هذا العلم مما يقال فيه: إن الجهل به غير ضائر، وما كانت  هذه حاله فليست تدعو إليه ضرورة" (ابن جعفر، قدامة، 62). 
ومع تقدم الزمان والابتعاد التدريجي عن السليقة، صارت مرحلة ما قبل العروض تختلف جذرياً عن مرحلة ما بعده. وهو ربما لم يقصده الخليل الفراهيدي؛ فالتفعيلات، وهي كلمات غير مقصودة بذاتها وانما وضعت لتعبر عن قيم نغمية بما تمثله من حركات وسكنات، أصبحت مقصودة ومتبعة في موسقة كلمات الشعر. فبحر الوافر مثلا صار تعليميا وموسيقيا (مفاعلتن مفاعلتن فعولن). ولم يرد الخليل ذلك، بل أراد حصر ايقاعات الوافر بهذه الكلمات كيلا يُخرج عنه الى غيره من الاوزان، وهو كثير كالخلط بين الكامل والرجز، والهزج ومجزوء الوافر. أما عندما ينشئ الشاعر قصيدة على بحر الوافر فانه لا يفكر موسيقيا بـ(مفاعلتن مفاعلتن فعولن) بل بمساحة نغمية مفتوحة هي ملكه كالطين في يد النحات يتصرف به وينحته بمقدار طاقاته الابداعية، فالشاعر يملأ البيت بكلمات يقطعها موسيقيا لا تخرج عن القالب العروضي ولكنها تلغي الكلمات الخليلية تماماً. وهذا هو الفاصل بين الشعر الموسيقي الساحر والشعر العروضي الرتيب الذي ساد بفضل هيمنة تفعيلات الخليل على الذوق وضعف الاستشعار الموسيقي.
لقد نجح الشعراء الاندلسيون في منح الشعر اقصى طاقة موسيقية ممكنة، من خلال عبورهم على التفعيلات الى موسيقى القصيدة وتلحينها بالكلمات بدل التفعيلات، أي (عبورهم عروض البحر الى عروض القصيدة)، في حين لم يستطع نظراؤهم العباسيون من تحقيق ذلك بشكل عام، ونجد استثناءات لدى بعض الشعراء الفحول، وبعض قصائد من غيرهم. مما يعني ان الشعر الموسيقي يشكل ظاهرة لدى الاندلسيين. فانهم وبشكل لافت يفرقون بين العروض المدرسي ممثلا بالتفعيلات والتعامل معها على انها كيانات مقصودة بذاتها، وبين العروض الفني وهو مساحة نغمية تحددها كلمات ايقاعية يوقعها الشاعر هي نغمات مفتوحة له يوزعها موسيقياً ليرسم موسيقى القصيدة بشكل كامل. وتأكيد أن الخليل بن أحمد حين خاطب الشعراء الشباب قليلي المعرفة بالأوزان فانه طرح (الوجه النظري للعروض)، وكل الكتب التي وضعت في العروض بعده سارت خلف الخليل حذو النعل بالنعل، ولم يتناول أحد في مقالة او بحث او كتاب الوجه الاخر للعروض (الوجه العملي).


عروض القصيدة: التوزيع الموسيقي 
في علم العروض لكل بحر شعري أعاريض ممثلة بتفعيلات محددة هي مفاتيح البحر أو (Codes). ولم تكن هذه التفعيلات وصلت مستوى التقديس في زمن الخليل وبعده قليلا مع وجود شعراء فطريي الموسيقى، وقد استهجنها هؤلاء الشعراء لانهم يتعاملون مع الموسيقى الشعرية ايقاعات وليس كلمات. قال ابن الرومي في معرض الهجاء (ديوان ابن الرومي، 1988، 5/ 188): 
ما مَلَّني من أطاق صبراً      عليك بل بختيَ الملُولُ
مستفعلٌ فاعلٌ فعولُ مستفعلٌ فاعلٌ فعولُ
بيت كمعناك ليس فيه       معنى سوى أنه فضولُ
هذه التفعيلات لا تكفي لصنع موسيقى القصيدة، وما قرأنا قصيدة أو مقطوعة واحدة كانت كلماتها مقطعة على قدر التفعيلات التي تمثل كميات نغمية قياسية نظرية تفيد التعليم كما قلنا، وليست عملية في صنع الشعر. 
لقد أثّرت التفعيلات (فاعلن، مستفعلن، فعولن... الخ) في ذائقة الشعراء غير الكبار، وهم السواد الاعظم في العصر العباسي وما بعده، فكتبوا اشعاراً لم تبتعد موسيقاها عن هذه التفعيلات التي ارتسمت فتحكمت في تفكيرهم الشعري. كما اثرت أكثر في غير الشعراء من الكتاب والعلماء والدارسين بسبب ضعف استشعارهم الموسيقى الحقيقية. 
ان نظرية (عروض القصيدة) أو (العروض العملي)، وهي نظريتي لم يتناولها احد قبلي، وطرحتها هنا اول مرة، تدعو الى الغاء التفعيلات عند كتابة الشعر، وتعويد ذائقة الشعراء على ذلك. وان البحر الشعري العملي ايقاعات غير محددة الملامح مسبقاً، ولكنها محددة باطار البحر. ويقوم الشاعر بوضع ايقاعاته من خلال الكلمات التي يقوم بالتوزيع الموسيقي لها توزيعا يمنحها طابعها الموسيقي. وفي هذه الحال تختلف موسيقى قصيدة عن اخرى كتبتا على بحر واحد.
وهي في هذا تشبه المقامات للملحن حين يضع الحاناً لأغنية. فهو يختار مقاما محدداً ولكن موسيقى الاغنية التي يضعها لا تشبه موسيقى اغنية اخرى على المقام نفسه. والمقام هو السلم الموسيقي المؤلف من الدرجات الموسيقية (دو، رى، مي، فا، صول، لا، سي، دو). والمقامات الشرقية سبعة: (صبا ، نوا ، عجم ، بيات ، سيكاه ، حجاز ، رست). ومن هذه المقامات تلحن الاغاني التي لا حصر لها، ولكل اغنية موسيقاها الخاصة المميزة. فمثلا لحّن على مقام السيـگـاه الاغاني الاتية ولكل منها طابعه الموسيقي (سيرة الحب -  للصبر حدود - شمس الاصيل لأم كلثوم.)، (ظلموه- . أي دمعة حزن  لعبد الحليم حافظ) (جاروا الحبايب  لوديع الصافي)، (علّي طير وعلّي - فيروز) (يا نسيمات الصبا لصباح فخري) (ويكيبيديا، مقام سيكا). ولكن سامع هذه الاغاني لا يحس انها ذات موسيقى واحدة.
لقد دفعت التفعيلات مع التراجع السليقي الفطري للموسيقى لدى شعراء المشرق  المتأخرين الى خفوت الموسيقى في الاشعار بشكل ملحوظ. اذ أصبحت القصائد ذات موسيقى قياسية عروضية أو أرفع من ذلك قليلا. ولم تخرج نظرية موسيقية تفرق بين (موسيقى العروض) وبين (موسيقى القصيدة) لتنبه الشعراء وتوجههم الى التغيير واعادة الموسيقى الى اشعارهم التي اصبحت بلا هذه الروح جثثاً هامدة أو متعفنة ينفر منها الذوق. وظلت قصائدهم موزونة فقط. 
واذا قرأنا اشعار حقب الانحدار من منتصف العصر العباسي الى اعتاب العصر الحديث، سنجد اطنانا من الاشعار الجثثية ومقابر للشعراء. ولم يبق الا الموهوبون وهم على الاصابع حققوا الموسيقى، ومن ثم نبُهت اشعارهم كصفي الدين الحلي (750هـ) أو قصائد لهم وليس شعرهم كله مثل الطغرائي (513هـ) والشاب الظريف (688هـ). 
وهنا أفرق بين (الموزون والمموسق)، فكثيرة هي القصائد الموزونة الخالية من الموسيقى، كالشعر التعليمي والحكواتي والفلسفي وغيره. وبالمقابل يوجد كلام غير موزون ولكن فيه موسيقى. ومثال على ذلك (القرآن الكريم) فيه موسيقى عالية جعلته يجوّد وينغّم، كما ان هناك نثراً نحسّ فيه موسيقى لان كاتبها مقتدر على صناعة الموسيقى بدون البحر التقليدي، كقول المرحوم أمين مشرق:
" يا علة كياني .. ورفيقة أحزاني .. يا رجائي في شدتي وعزائي في شقوتي.. يا لذتي في حياتي وراحتي ومماتي .. يا حافظة عهدي .. ومطيبة سهدي وهادية رشدي .. يا ضاحكة فوق مهدي. أمي .. وما أحلاك يا أمي (مندور، محمد، 2017، 76).
فهذه ليست قصيدة بل قطعة نثرية موسقها الكاتب فصارت حين تقرأ كأنها قصيدة بالفعل لشدة موسيقاها. ففي هذا المقطع تعزف الكلمات على نغمات عدة منها (تم تتم = فاعلن) (شدتي/ شقوتي/ لذتي/ راحتي، مع حرف التاء كالروي) و(تتم تم = فعولن) (كياني/ رجائي/ عزائي/ حياتي/ مماتي = فعولن) و(تم تم = فعْلن) (مهدي/ أمي) و(تم = فع) من خلال يا التي تكررت خمس مرات).
وهنا أؤكد ان الشاعر الكبير يجب أن يكون موسيقيا كبيراً ومن امثلة هؤلاء الاعشى، والمتنبي والسياب. يقول كريم مرزة الاسدي " انني أزعم أن لا شعر عربي دون موهبة موسيقية مرهفة" (الاسدي، كريم مرزة، 2017).  
السياب مثلاً وحده استطاع ان يكتب على بحر المتدارك بتفعيلته الاصلية (تم تتم = فاعلن) فظلَّ نظريا الى زمانه. وقد تفاجأ الخليل ببحر لا يمكن أن تكتب عليه قصيدة بموسيقى حقيقية، لأنها تقيد الشاعر بالتفعيلة (فاعلن) فلا يستطيع الانفلات منها في اختيار كلماته، فانتقلوا به الى تفعيلة (فعِلن/ فعْلن)، وبقي البحر الاول افتراضيا حتى جاء السياب فكتب عليها قصائد كثيرة كلها بموسيقية عالية بفضل امكاناته الموسيقية الهائلة التي أهلته للمقدمة، فحول البحر من بحر ميت الى بحر طافح بالحياة، متلاطم بالحيوية. ومن تلك القصائد (المسيح بعد الصلب) وهي مناسبة لتوضيح نظرية (عروض القصيدة). قال السياب (ديوان السياب، 2006، 245- 346):
بعدما أنزلوني سمعتُ الرياخْ
في نواحٍ طويلٍ تسفُّ النخيلْ
والخطى وهي تنأى.. اذن فالجراحْ
والصليب الذي سمَّروني عليه طوال الاصيل
لم تمتني.. وأنصتُّ كان العويل
يعبر السهل بيني وبين المدينه
مثل حبل يشدّ السفينه
وهي تهوي الى القاعْ
فنغمة (تم تتم = فاعلن) (تم تتم = فاعلن) (تم تتم = فاعلن) (تم تتم = فاعلن) صعب تحقيقها من الشعراء لسببين: الاول عدم التعود على الاتيان بكلمات فيها سبب خفيف ووتد مجموع بتسلسل. والثاني ان التقيد بهذه النغمة كلمة كلمة يضيف عبئا نغميا آخر. ولكن السياب بقدرته الهائلة على تحسس النغم والتصرف بالايقاع تجاوز المشكلتين، فألغى نغمة (فاعلن) من تفكيره الموسيقي، أي ألغى عروض البحر برمته وجعل أمامه الايقاع فقط. ولهذا لم تأت نغمة (فاعلن) في عروض كلماته الا هامشيا.


بعدما / أنزلوني / سمعتُ / الرياخْ
   فاعلن / فاعلاتن/ فعولن / فعول
في / نواحٍ / طويلٍ / تسفُّ / النخيلْ
فع / فعولن / فعولن/ فعولن / فعول
والخطى / وهي / تنأى/.. اذن / فالجراحْ
فاعلن / فعلُ/ فعلن / فعو / فاعلان
والصليب / الذي / سمَّروني / عليه / طوال / الاصيل
فاعلاتن / فعو / فاعلاتن / فعولن / فعولن / فاعلان
يتضح من الجدول أن السياب ألغى عروض البحر (فاعلن = تم تتم) ورتابة تكرارها في كلمات بالنغمة نفسها، وأصبح يعزف بالكلمات راسما ايقاعات جديدة تشكل بمجموعها موسيقى أو عروض القصيدة. وقد جعل مرتكز موسيقاه ايقاع (فعولن/ فعول/ فاعلاتن/ فاعلان) ونوّع بايقاع (فع/ فعو / فاعلن).
 ومثال آخر لشرح النظرية سورة الاخلاص:
 (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) = (فع فعو فاعُ فعِلُنْ)
(اللَّهُ الصَّمَدُ) = (فاعُ فعِلُنْ)
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) = (فع فعو فعو فعْلن)
(وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) = فعو فعو فعُ فعِلُنْ فعِلُنْ)
فالسورة اذا بحثت فيها عن قالب عروضي لا تجد شيئاً، ولكن تحس انها مبنية على ايقاعات عالية النغم. تكرر (فع) ثلاث مرات في ثلاث آيات. وتكرر (فعو) خمس مرات في ثلاث آيات. وتكررت (فعِلُنْ) أربع مرات في ثلاث آيات، فهيمنت هذه الايقاعات على موسيقى السورة وجعلتها طابعها العام. كما أثر ايقاع (فاعُ = اللهُ) بتحقيق الانسجام الموسيقي بين الاية الاولى والثانية. وهكذا سور القرآن تنهض بموسيقى الكلمات، وهو ما يحققه الشعراء الكبار في الشعر.
ان نظرية عروض القصيدة تقسم العروض على قسمين: نظري وعملي. النظري وضعه الخليل واجيال عروضييه الى اليوم. أما العملي فهو يحتاج الى قواعد جديدة تمثله تكون عملية يضعها الشعراء والمجيدون نصب أعينهم. وهذه القواعد ليست صارمة أو كثيرة كقواعد العروض الخليلي النظري. 
عروض القصيدة أو العروض العملي في غنى عن الزحافات والعلل برمتها مع مصطلحاتهما الثقيلة الصعبة. فقد وضعهما الخليل لدواع غير فنية؛ وضع الزحافات لتستوعب تفعيلاته تغير الايقاع أو تنويعه في الواقع الشعري. فمثلا (هل غادر الشعراء من متردم) (ديوان عنترة، 183) يفترض أن تتكرر تفعيلة (متفاعلن = - - -  o- - o) ثلاث مرات في كل شطر، ولكن جاءت التفعيلة الاولى (مستفعلن = - o -  o- - o) فقال: دخلها الخبن. ووضع العلل لسببين: الاول ليطابق البحر في الدائرة مع البحر في الواقع؛ فبحر الوافر في الدائرة (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن) وفي الواقع الشعري (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) فاستحدث علة اسماها القطف تحول مفاعلتن الى فعولن، وقال ان الوافر يأتي مقطوفا دائما. والثاني ليجعل بعض البحور تابعة لبعض؛ كضم (مستفعلن فاعلن فعولن) الى البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن) بعنوان (مجزوء مقطوع مخبون)، فبالجَزء حذف فعلن وبالقطع صارت مستفعلن = مستفعلْ، وبالخبن صارت مستفعل = متفعل = فعولن.  واطلق عليه جزافا وليس عدلا مخلّع البسيط، بل هو كفر بالموسيقى فشتان بين نغمتي البحرين. وهكذا فان العروض العملي لا يحتاج الزحافات والعلل واسماءها.
وما صنّف على انه مجزوء أو منهوك وغير ذلك من اختصارات البحور هي ايقاعات مستقلة ممكن عدها بحورا اذا قرئت نغميا وليس تفعيلاتيا، والشرح الذي قدمه الخليل نظري وغير مقنع على اساس النغم والايقاع. وهذا يجعل تسمية البحور بحاجة الى مراجعة، وذلك يايجاد اسماء نغمية وتكملة تسمية البحور التي لم يعدها الخليل بحورا بل مجزوءات وغير ذلك. فضلا عن ان التسمية الحالية للبحور تعاني العيب نفسه وهو الخلط في البحور وجعل بعضها خارجا من بعض فالمقتضب اقتضب من السريع، والمضارع، ضارع المقتضب (القيرواني، ابن رشيق، 79).
ان الالتزام الحرفي بتفعيلات البحر مؤشر على ضعف الموسيقى وعدم جديتها، لذا سنفرق بسهولة بين الشعر المبدع والشعر المدجن الذي يوضع لتثبيت ايقاع او وزن معين، وكذلك الشعر الذي يكتبه شاعر ضعيف الموسيقى. فالمثال الاول الابيات المدجنة التي وضعت لضبط بحر المتدارك قبل ان يحصل على هويته الموسيقية (المعري، أبو العلاء، 1984، 192):
حقًّا/ حقًّا / حقًّا / حقًّا ... صدقًا / صدقًا / صدْقًا / صدْقًا
يا ابن / الدنيا / مهلًا / مهلًا ... زِنْ مَا/ يَأْتِي/ وزنًا / وزنًا
 فضعف الموسيقى في هذا البيت متأتٍ من ان الكلمات كلها على (فعلن). ومثله قول أحد شعراء التفعيلة مجربا الكتابة على العروض الخليلي. فجاءت أكثر كلمات القصيدة مقطعة على تفعيلة المتقارب (فعولن) مما منعه من التحليق الموسيقي، وصارت قصيدته مطفأة:
دموع / تصيح / بدون / ارتجال           وقلبي / اضاع / مسار /اختيار
كلامي / هزيل / وشوقي / فصيح        فبعدي / أراه / شفير / انهيار
قعولن /  فعوفن/ فعولن / فعولن        قعولن/ فعولن / فعولن/ فعولن
اذن لدينا عروضان: عروض مدرسي تفعيلي (علم العروض) وهذا محصور بتعليم العروض، ولا يصح واقعا لدراسة الاشعار فنياً. وعروض عملي ايقاعي (عروض القصيدة) وهذا هو الذي تقرأ به الاشعار وتقيّم موسيقياً. وفي الاتي سنطبق هذا العروض على الشعر الاندلسي لانه الشعر الاوضح موسيقيا.
الاندلسيون وضفة الموسيقى
 وجدتُ أن الشعر له ثلاث ضفاف: الالفاظ والمعاني والموسيقى. كان الشعر الجاهلي ممتلكاً ضفة الالفاظ؛ فالشاعر يركز في التعبير على الألفاظ بذاتها ، وتستولي الالفاظ على جانب من المعنى وجانب من الموسيقى. واذا درسنا شعر الاعشى الملقب لضخامة موسيقاه بـ(صناجة العرب) نجده منتبها على (عروض القصيدة) والتوزيع الموسيقي للكلمات. واسلوبه يقوم على استعمال كلمتين متجاورتين لهما ايقاع واحد، أو تأتيان بالتناوب غالباً. فضلا عن استعمال آليات لفظية اخرى كتكرار الكلمة وبعض الحروف. كما في قوله (ديوان الاعشى، 2005، 147):
وَدِّع / هُرَيرَةَ / إِنَّ / الرَكبَ / مُرتَحِلُ      وَهَل / تُطيقُ / وَداعاً / أَيُّها / الرَجُلُ
فعْلن/ متفعلُ / فعْلن / فعلُ / مستعلن      فعو / فعولُ / فعولن / فاعلن / فعِلن
غَرّاءُ / فَرعاءُ / مَصقولٌ / عَوارِضُها       تَمشي الـ/هُوَينا / كَما /يَمشي الـ/وَجي الـ/وَحِلُ
مستفعِ / مستفعِ / مستفعل / مفاعلتن    فعْلن / فعولن / فعو / فعْلن / فعو / فعِلن
كَأَنَّ / مِشيَتَها / مِن / بَيتِ / جارَتِها        مَرُّ الـ/ سَحابَةِ / لا / رَيثٌ / وَلا / عَجَلُ
فعولُ/ مستعلن / فع / فعلُ / مستعلن       فعْلن / متفعل / فع / فعْلن / فعو / فعلن
ففي البيت الاول استعمل في الشطر الاول (فعْلن ، فعل ، فعْلن). وفي الشطر الثاني استعمل (فعول، فعولن) وكرر (وَدِّع / وَداعاً). وفي البيت الثاني استعمل في الشطر الاول (مستفعِ ، مستفعِ ، مستفعل) وفي الشطر الثاني (فعْلن ، فعو، فعْلن ، فعو) وكرر (تمشي / يمشي). وفي البيت الثالث استعمل في الشطر الاول (مستعلن ، مستعلن) وفي الشطر الثاني (فعْلن ، فعْلن) وكرر (لا). ان عنايته بالتوزيع الموسيقي للكلمات واضح، الا انه عفوي فطري وغير مقصود كما في الشعر الاندلسي الذي يمثل مدرسة موسيقية بذاته.
وسنطبق ذلك على جملة من شعراء الاندلس. قال ابن زيدون (ديوان ابن زيدون، 2005، 55): 
متى/ أنبّيك/ ما/ بي         يا/ راحتي/ وعذابي
فعو/ مفاعيلُ/ فع/ فع       فع/ فاعلن/ متفاعل
متى/ ينوب/ لساني         في/ شرحه/ عن/ كتابي
فعو/ فعولن/ فعولن          فع/ فاعلُ/ فع/ فعولن
الله/ يعلم/ أنّي              ضيّعتُ/ فيك/ لبابي
مستفع/ فاعلُ/ فعلن       مستفع/ فعلُ/ فعولن
فما/ يلذّ/ منامي            ولا/ يسوغ/ شرابي
فعو/ فعول/ فعولن          فعو/ فعول/ فعولن
يا/ فتنة الـ/متقرّي          وحجّة الـ/ متصابي
فع/ فاعلن/متفاعل        متفعلن/ متفاعل
الشمس/ أنت/ توارت     عن/ ناظري/ بالحجاب
مستفع/ فعلُ/ فعولن       فع/ فاعلن/ فاعلاتن
ما النّور/ شفّ/ سناه         على/ رقيق الـ/سحاب
مستفع/ فعلُ/ فعولن         فعو/ فعولن/ فعولن

إلاّ/ كوجهك/ لمّا         أضاء/ تحت الـ/ نّقاب
فعلن/ متفعل/ فعلن       فعول/ فعلن/ فعولن
نجد الشاعر ابن زيدون يتخلى عن تفعيلتي البحر المجتث:(مستفعلن فلاعلاتن)، فلم يورد مستفعلن، وأردها مخبونة (متفعلن) مرة واحدة (وحجّة الـ). وأورد (فاعلاتن) مرة واحدة فقط (بالحجابِ). واستعمل ايقاعات قصيرة (فعولن 12 مرة) استعمل اكثرها في القافية لتكون نغمة موحدة تنتظم القصيدة، وهي اقاع جميل أصيل قام عليه بحر المتقارب. وأورد (فع 7 مرات)، (فعو 5 مرات)، (فاعلن 3 مرات). وحين استعمل ايقاعا طويلا (متفاعل) في صدر احد الابيات (المتقري) وضع في كفة العجز الايقاع نفسه (المتصابي) ليوازن بينهما. واذا قرأنا هذه القصيدة المميزة لابن زيدون لا نجد ثمة ألفاظاً مميزة، ولا معاني جديدة، وهذا في عموم شعر ابن زيدون مما حمل بروكلمان الى القول "ومعظم شعره ليس في الواقع الا نثراً فنياً"(بروكلمان، كارل، 2005، 5/ 138) . وان عظمة هذه الابيات وسر تفوقها هو الموسيقى التي اجاد بلباقة أن يجعلها ركنا مهما من اركان ابداعه الشعري؛ فالموسيقى ليست قالبا هنا مثل أكثر الشعر المشرقي، وانما جزء كبير لا يتجزأ عن صنع القصيدة، وأسلوب تعبيرها الشعري.
  ويقول ابن عبد ربه (الحموي، ياقوت، 1400، 223):
يا/ لؤلؤاً/ يسبي الـ/عقول/ أنيقا             ورشاً/ بتقطيع الـ/قلوب/ رفيقا
فع/فاعلن/ فعلن / فعولن /فعولن           فعِلن/ مفاعيلن  /فعول/فعولن
ما/ إن/ رأيت/ ولا/ سمعت/ بمثله         ورداً/ يعود/ من الـ/حياء/ عقيقا

وإذا/ نظرت/ إلى/ محاسن/ وجهه         أبصرت/ وجهك/ في/ سناه/ غريقا
فعِلن/ فعول/ فعو/متفعلن/فاعلن          مستفع/ فاعل / فع/ فعول/ فعول
يا/ من/ تقطع/ خصره/ من/ رقةٍ         ما/ بال/ قلبك/ لا/ يكون/ رقيقا
فع/فع/ متفعل/ فاعل/ فع/ فاعلن        فع/ فاع/ فاعل / فع/فعول /فعولن
فهذه الابيات التي بالغ النقاد في تقريضها حتى قالوا ان المتنبي حين سمعها قال لابن عبد ربه "لقد يأتيك العراق حبوا" (الحموي، ياقوت، مصدر سابق) لا يوجد فيها جديد في الخيال واللفظ والمعنى، فكله استهلكه الشعراء المشارقة قبله، فتشبيه المرأة باللؤلؤ نجده عند كثير من شعراء المشارقة، قال ابن الرومي (ابن حمدون، 1996، 6/ 124):
يا غُصُناً من لُؤلُؤٍ رَطْبِ       فيه سرورُ العينِ والقلبِ
وتشبيه المرأة بالرشأ قتله الشعراء استخداماً ومنه قول ابي نواس (ديوان ابي نواس، 1988، 580:
رَشَأٌ لَولا مَلاحَتُهُ       خَلَتِ الدُنيا مِنَ الفِتَنِ
وصدر البيت الثالث (ما إن رأيت ولا سمعت بمثله) استخدام عربي معروف، قال دريد بن الصمة (القالي، اسماعيل بن القاسم، 2/ 275)
ما ان رأيتُ ولا سمعتُ بمثله     حامي الحقيقة فارساً لم يقتلِ
وعجز البين تحول الخد من لون الورد الى الاصفرار خجلا كثير في شعر المشارقة، متصرف به، قال المتنبي (ديوان المتنبي، 1986، 2/ 52).
فَمَضَت وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها       لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ
ونقل أبو علي البصير العباسي البيت الثالث من العين الى الوجه، فالذي ينظر الى وجهه يغرق (المحبي، محمد امين، 2/420) 
لَو لَم يَكُن إِنسانُ عَينِكَ سابِحاً       في بَحرِ دَمعَتِهِ لَماتَ غَريقا
ولا يبقى لتفسير عظمة هذه الابيات التي لا تمل قراءتها الاجيال سوى طغاوة الموسيقى وتفردها. فالشاعر استبعد تفعيلة بحر الكامل التي يقوم عليها عروضيا (متفاعلن) لطولها، بل انه لم يورد لفظة بثلاث متحركات الا مرتين (ورشا/ واذا) وحرص على ايراد الالفاظ القصيرة مما جعل الشطر الواحد من البيت يتضمن خمس وست كلمات، عدا الشطر عجز البيت الاول تضمن اربع كلمات. ونجده يركز على شطور القافية (الاعجاز) ليضخم الموسيقى بالمزج بين ايقاع الوزن وايقاع القافية؛ فانه أورد ايقاع (فعول مفاعيلن) في كل الاعجاز. ومجموع ايقاع فعول او فعولن كان 14 مرة. واستعمل (فع) نسع مرات مبثوثة في الابيات لاثارة الحركية والايقاع السريع في الابيات. وكرر (فاعلن) ست مرات وهو مجموع ايقاع قصير ومتوسط. وكانت هذه الايقاعات ساندة ومنسجمة مع التفعيلة المركزية للابيات (فعولن)، فيكون قد قد صنع موسيقى حية مغادرا بحر الكامل في تفصيلاته وتفعيلاته، ومحققا جماليته المثالية في اطاره الموسيقي العام، وهذا هو الابتكار الموسيقي للشاعر الذي لم يتح الا لشعراء الاندلس.
وقد تطورت هذه الموسيقى من التميز الى التفرد فأنتجت الموشح الذي يعد شعرا موسيقيا محضا، فإن الكثرة الكاثرة من الموشحات لا تقوم على العروض الخليلي، بل لا تجري على وزن مطلقاً، وهم يضعفون الوشاح الذي يركب الأعاريض الخليلية، وأكد ابن سناء الملك المنظر للموشحات أنها تعتمد على الموسيقى والألحان وليس على البحور والأوزان بقوله:" ليس لها عروض إلا التلحين، ولا ضرب إلا الضرب، ولا أوتاد إلا الملاوي، ولا أسباب إلا الأوتار"(الملك، ابن سناء، 1949، 35).
ونختار للتطبيق موشحة ابن حزمون (المغربي]، ابن سعيد، 1985، 2/ 147):

اشْرَبْ/عَلَى/ نَغْمَةِ الـ/مَثَانِي      ثَانِ
فعلن/ فعو/  فاعلن/ فعولن      فعلن
وَلا/ تَكُنْ/ في/ هَوَى الـ/غَوَانِي   وَانِ
فعو/فعو/ فع/ فعو/ فعولن        فعلن
وَقُلْ/ لِمَنْ/ لامَ/ في/ مَعَانِ     عَانِ
فعو/فعو/ فعل/ فع/ فعولن     فعلن
يَهِيجُ/ وَجْدِي/ إذَا الـ/أَنَامُ    نَامُوا
فعول/فعلن/ فعو/ فعولن     فعلن
قَوْمٌ/ إذَا/ عَسْعَسَ الـ/ظَّلامُ    لامُوا
فعلن/فعو/فاعلن/فعولن     فعلن
فَقُلْ/ لِعَيْنٍ/ بِلا/ هُجُودِ     جُودِي
فعو/فعولن/ فعو/ فعولن    فعلن


فَقُلْتُ/ وَالنَّجْمُ/ في الـ/مَغَارِبِ    غَارِبْ

فعول/مستفع/ فع/فعولن      فعلن
يَا/ لَيْلَةَ الـ/وَصْلِ/ وَالسُّعُودِ   عُودِي
فع/فعلن/فعل/فاعلاتن      فعلن
فالشاعر بنى قصيدته على الموسيقى التي بدت العامل الاساسي في الفن والابداع الشعري، فالالفاظ والمعاني ثانوية أمام المنظومة النغمية التي ابتكرها. وهي تقوم على بناء شعري من شطرين غير متكافئين نغميا وكمية مفردات. الشطر الاول على بحر مخلع البسيط، والثاني من مفردة واحدة على وزن (تم تم = فعلن). وهي متجانسة جناسا ناقصا مع آخر كلمة في الشطر الاول، وتكون جزءا منها. وقد عمل ايقاع الكلمة المفردة (فعلن) مرنكزا نغميا وحد الشكل الشعري المقترح، وساعد في انجاح تجربة (الشعر أو القصيدة الموسيقية). ونجد عوامل ايقاعية اخرى تؤكد ان الشاعر يضع تقسيماته وتلويناته النغمية بالكلمات وليس التفعيلات، فهو لم يأت بتفعيلات مخلع البسيط (مستفعلن فاعلن فعولن) ولا مرة واحدة، وجاءت آخر كلمة في الشطر الاول (فعولن غالبا) ليقتطع منها (فعلن): (مثاني = ثاني) (هجود = جودي). ولم يورد مستفعلن لطولها، ونوع في تقطيعها جاءت (فعلن فعو = مستفعلن) و(فعو فعو = متفعلن) واستطاع بتلويناته ان يحقق موسيقى رشيقة من بحر المخلع وهو بحر ثقيل قليل الاستعمال.   
خاتمة ونتائج
يطرح البحث نظريتي العروضية المبتكرة (عروض القصيدة) التي تلغي عروض البحر او التفاعيل المدرسية الرتيبة التي التمها كثير من الشعر العباسي وراد التزاما بها وتقديسا لها كلما توغلنا في العصر وما بعده. واثر ذلك اصبح الشعر يخلو من الموسيقى عدا موسيقى صفيقة لم تحقق الغاية الشعرية. وقد تميز الشعر الاندلسي كافة بالحرص على الموسيقى، وتم ذلك بتلحين الشاعر بيته وقصيدته بموسيقاه عبر تقاسيمه من خلال ايقاع الكلمات مستفيدا من التميز والتفنن الموسيقي الذي عرف به الاندلس، حتى وصل قمة وفورة ذلك في الموشح الذي كتب الكثير منه بدون بحر خليلي، ولكنه حقق من الموسيقى الشيء الرائع، بمعنى انهم حققوا شعر النثر بالموسيقى التي لم يحققها شعراء النثر في زماننا. وهذا فالشعر الاندلسي اشتغل على الضفة الثالثة للشعر العربي وهي ضفة الموسيقى.


المصادر والمراجع
* الإماء الشواعر، أبو الفرج الأصفهاني (ت 356هـ )، تحقيق: جليل العطية (بيروت، دار النضال، 1984)
* الأمالي، اسماعيل بن القاسم القالي، منشورات المكتب الاسلامي.
* تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، نقله إلى العربية د. عبد الحليم النجار، (قم، دار الكتاب الإسلامي، 2005).
* التذكرة الحمدونية، ابن حمدون (ت 562هـ)، تحقيق: احسان عباس وبكر عباس، دار صادر للطباعة والنشر، 1996).
* دار الطراز في عمل الموشحات، ابن سناء الملك ، تحقيق: جودة الركابي، دمشق، منتدى سور الازبكية، 1949).
* ديوان الاعشى الاكبر، تحقيق: عبد الرحمن المصطاوي، بيروت، دار المعرفة، 2005.
* ديوان بدر شاكر السياب (سوريا، دار ميه، 2006).
* ديوان ابن الرومي، تحقيق: عبد الامير علي مهنا، مكتبة الهلال، 1988).
* ديوان ابن زيدون، تحقيق: عبد الله سندة، بيروت، دار المعرفة، 2005.
* ديوان عنترة بن شداد (بيروت، المركز الثقافي اللبناني).
* ديوان المتنبي، شرح عبد الرحمن البرقوقي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1986.
* ديوان ابي نواس، تحقيق: عمر فاروق الطباع، بيروت، شركة دار الارقم بن الارقم، 1988).
* الصاهل والشاحج، أبو العلاء المعري (ت 449هـ)، تحقيق: د. عائشة بنت الشاطئ، ط2، مصر، دار المعارف، 1984.
* صحيفة صوت العراق الالكترونية، العروض المقطعي ، العروض الرقمي، قصيدة النثر،وسرعة الشعر، كريم * العمدة في محاسن الشعر وآدابه، نسخة الكترونية.
* في الميزان الجديد، محمد مندور،  قم، مطبعة هنداوي، 2017).
* المغرب في حلي المغرب، ابن سعيد المغربي (685هـ)، تحقيق: د. شوقي ضيف، ط3 (القاهرة، دار المعارف، 1955).
* نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة، محمد أمين المحبي، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، بيروت، دار احياء 
الكتب العربي.
* نقد الشعر، قدامة بن جعفر، تحقيق: عبد المنعم محمد خفاجي (بيروت، دار الكتب العلمية).
* ويكيبيديا، مقام سيكا مرزة الاسدي 16/ 3/2017 . 
* ياقوت الحموي، معجم الادباء (ت 626هـ) ط3 (بيروت، دار الفكر، 1400هـ).

 جامعة واسط/ كلية الآداب/ قسم اللغة العربية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد تقي جون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/08



كتابة تعليق لموضوع : الشعر الاندلسي: الضفة الثالثة للشعر العربي- رؤية في ضوء نظرية عروض القصيدة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net