صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الأرعفة الشعرية..
علي حسين الخباز

 كانت ساحة التربية جميلة.. لكنها الآن أجمل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا في دمي وطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلما أجد فمي لأصرخ.. تكمموه بمسرحية هزيلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعدوا الى نصب الحرية.. ليسكتوا بكاء الثور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقول: كسر اصغر ابنائي حصالته.. وقال: سأشتري (ببسي) للثائرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر قال: أقدام الثائرين لم تترك لنا صوتاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خذ يا بني، هذا قلبي اتخذه درعاً يصد عنك وابل الرصاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
توزع الملابس مجاناً للثائرين:ـ هذه ملابس ابني الشهيد البسوها كي يبقى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت (الدللول) لم ينقطع من ساحة التحرير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
العراق موجود في عباءة أمّ، تغطي ابنها من حر الشمس ومن برد الشتاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
السياسي الذي يسرق سفرة الفقراء.. يلعنه أنين الجوعى في كل حين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخبرني المطر انه سيأتي لساحات التحرير لينتفض معنا بعد أيام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبك.. ومن أجلك أثور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
علمتنا الانتفاضة أن لا نعبر من موت الى موت.. نحن أتينا من أجل الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
غداً.. سيحضر كل شهداء الانتفاضة الشعبانية في ساحة التربية فانتظروهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل هتاف فيه صوتي.. وكل دم سال هو دمي.. لأني أنا يا صاحبي ساحة التحرير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
علمتنا ساحات التحرير ليس كل كلام له صوت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تزرع لي المخاوف يا صديقي.. فدمي يعرف الطريق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت تحضر كل يوم مرتين الى ساحة التحرير، فقال: الصبح لي، والعصر لأبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا تبكين يا أمي.. وانا ولله الحمد عدت اليك سالماً بقلب شهيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انا شهيد. شعبي يترحم عليّ، فمن يترحم عليك حين يرجمك الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتزل الساحات إن اردت.. لكن لا ترمنا بحجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم كل الذي سرقوه هم مفسلون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
القلوب في ساحات التحرير صارت أقداماً تركض الى المصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس فيهم حي إلا الشهيد.. أيقظ الليل؛ كي يودع أمّه، ويعانق الرحيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتشفوا في ساحات التحرير سلاحاً خطيراً هو حب الوطن، والايمان بالنصر واليقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشروا الشهيد: جاء التعيين.. وحين ضحك، تناثر من فمه عويل الأمهات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
استشهد الثائر وفي يده نصب الحرية وفي القلب وطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بستان نغرس فيه الرجال لتثمر ساحات التحرير ثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يجد شيئاً يسترها به سوى العلم فغطاها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلمون بلا راتب وحدها قضية تستحق الثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعذر فرحتي، اول مرة ارى حلمي في ساحات التحرير حقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك ثورة لاريب فيها متنفس للمظلومين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
برئت الى الله واليك ممن يعاديك يا بلدي يا عراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشهد انك كالعباس (عليه السلام) لم تهن ولم تنكل يا عراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاهدنا المدى أن لا صدى يُسمع، سوى صداك يا عراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما تحمل بيمينك يا موسى..؟ قال: هو علم العراق لا غير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ادهش العراقي العالم اينما يركض حلمه يسبقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمنا الارض قالت: انا حرة.. والذي يريد ان يستعبد أولادي لم يُخلق بعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم جواد سليم نحتاج..؟ وكم نصباً يستوعب حريتنا..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإصبعي الذي ارتقيت به العرش أزيحك عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل الجهات تؤدي الى ساحات التحرير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لولاك يا وطني.. ما عرفت طعم الهوى والشعر والجنون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لابد ان ينتبه العطاشى؛ كي لا يخدعهم سراب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأحتفي بالثورة.. حتى لو لا سمح الله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقسى ما أعانيه في حياتي أن أرى الورد يخون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسيل الدماء كما في كل مرة لتصب على منصة شاعر وجمهور يصفق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مزِّق فضاء العتمة، لترى الصبح كم هو جميل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي ابعدكم عن الجمال، وانتم مازلتم في حضن الحلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كن قطاراً.. هذا ما قاله لي ذلك الرجل الكبير فما معناه؟
:ـ يريدك ان لا تلفت الى الوراء. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدي المنتفض..
اذا لم تمنح الثورة الأمان للناس، فما جدوى أن نثور؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدي المنتفض..
من أول أسس الثورة، ان تتمتع أنت بلغة لطيفة مع الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدي المنتفض..
اصنع الحدث بالسلام، ولا تدعه يصنعك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرفي أجرأ مني.. كلما يرى تجمعاً
يصرخ بي: قم، عيب لشخص مثلك أن ينام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كربلائية بجمالها الزينبي اعتلت السلم
لترسم على جدار الجسر عراق وطفلة. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا ولدي.. إن الفوضى لا تقدر أن تخلق لهذا العالم أي نظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا بأس اذا كان موتي يعيد لكم الحياة
فأنا بحياتكم أعيش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عودي الى الدار يا أمي.. لا تخافي علي
سأعود اليك روحاً بعد الدفن. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سند كل شهيد (فزت ورب الكعبة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ـ ماما، ابي نسي أن يأخذ معه الجنسية.
الأم:ـ إن الشهداء يا ولدي لا يحتاجون هوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت دائماً أحلم بوطن يضمن حريتي حتى لو كان قبراً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اين ما تدار البوصلة ثمة كربلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت النجمة للثوار: اذا مر صبح سيأخني معه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا ثرثر الصمت صار ثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عادةً سِرْ)..
وابتدأ المسير الى مدن الصبر في ربوع المصير، وعاش العراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى الصمت في ساحة التحرير يصرخ (عاش العراق).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشكلة الطغاة ان شرهم يؤذي غيرهم... وتلك غصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيت ساحة التحرير تقبع في عمامته فسلام الله عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ـ أريد وطناً.
:ـ عندك يا ولدي خير الاوطان.
انت يا بني تبحث عن أمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا رأيت النخل ينحني، قل مر من هنا شهيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
غبي من يقطف الأزهار قبل أوانها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت لا تعرفني.. أنا حتى لو مت سأثور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلنا يا صديقي نموت
انا شهيد بفيض الندى
وانت ربما لا تجد تابوتاً ساعة موتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احد يعتب على احد
واحد (شغلته) يقتل..!
والاخر يرتمي في حضن الموت شهيداً..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
طعنني .. ويسأل رفيقه:ـ هل مات..؟
أجبته:ـ دعني اصلي أولاً..
فأنا لا أرحل ابداً دون صلاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمكم الخباز لا يخشى شيئاً..
سوى خوفه أن يبتلع قمركم حوت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فيهم يتجرأ أن يحرق كربلاء؟
وكلكم أبناء المواكب والزيارة والدعاء
كيف..؟ كيف لا تخشون زعل المنائر..؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا ولدي..
أي نصر هذا الذي يمكن الأعداء من بلدك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليت لي (حيلي) القديم، لخبزت لهذا العالم خبزاً بطعم الحرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
والاحزاب يتبعها الغاوون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيعقل يا ولدي ان تساند انت العدو.
تنشر فتنة القتل.. وتحرق نيابة عنه البلاد؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفقا بها يا عشاق الحسين..
هي كربلاء مدينة الامامة والكرامة واليقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي الطفوف لونت اعلامها في افقنا الروحي
ونادت (حي على خير العمل).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
باصبعين فقط وليس اكثر نرسم شارة النصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حجارة العراق ادسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ع.. ر.. ا.. ق.. ذلك وطن لا ريب فيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/08



كتابة تعليق لموضوع : الأرعفة الشعرية..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net